مناهج التعليم في كاتالونيا تذكي روح الانفصال لدى الطلبة

الكتب المقررة تعتبر الإقليم جزءاً من الاتحاد الأوروبي وليس إسبانيا

مناهج التعليم في كاتالونيا تذكي روح الانفصال لدى الطلبة
TT

مناهج التعليم في كاتالونيا تذكي روح الانفصال لدى الطلبة

مناهج التعليم في كاتالونيا تذكي روح الانفصال لدى الطلبة

قد يستغرب البعض للظهور المفاجئ لروح الانفصال بين المراهقين والشباب في كاتالونيا، شمال شرقي إسبانيا، وأدائهم دورا مهما على مسرح الأحداث بكل قوة، خاصة في المظاهرات والإضرابات التي يشهدها الإقليم حاليا. ولا شك أن لمناهج التعليم في كاتالونيا دوراً كبيراً في إذكاء الروح القومية الكتلانية التي بدأت بتطبيقها الحكومة المحلية منذ سنين.
لقد استطاعت الحكومة المحلية لإقليم كاتالونيا الحصول على امتيازات كثيرة خلال السنوات التي عقبت وفاة الجنرال فرانكو عام 1975، وحصلت على قانون استقلال للتربية والتعليم في إقليم كاتالونيا واستقلالها عن مناهج الدراسة في مدريد، وهو ما يعني أن تكون الحكومة المحلية في كاتالونيا هي المسؤولة عن وضع المناهج التعليمية في الإقليم. وباستقلال مناهج التعليم في كاتالونيا عن مدريد، أصبحت اللغة الكتلانية هي اللغة السائدة في المدارس الرسمية. أدى ذلك إلى نشوء جيل من الطلاب يتقن الكتلانية ويجهل الإسبانية أو لا يحسنها، وغرست فيهم الاعتزاز بالقومية الكتلانية وتفضيلها على الانتماء إلى إسبانيا. ومن الأمثلة على غلبة الروح الكتلانية على المناهج المدرسية، ففي المرحلة الابتدائية، في الصف الخامس والسادس، تركز مناهج الدروس على «إقليم كاتالونيا» أكثر بكثير من «إسبانيا»، ويتم الحديث حول المصطلحين كما لو كانتا دولتين، وفي درس الجغرافيا، يخصص الكتاب 34 صفحة حول كاتالونيا و4 صفحات فقط لإسبانيا.
ومع أن كاتالونيا هي جزء من إسبانيا، فإن المنهج المقرر يتحدث عن كاتالونيا باعتبارها جزءا من الاتحاد الأوروبي، وبأنها تابعة لأوروبا، ويقارنها مع إيطاليا وألمانيا وبلجيكا والمملكة المتحدة. وكذلك يدرس الطلاب النشيد الوطني والعلم والشعار والرموز الكتلانية، دون الإشارة إلى النشيد الوطني أو العلم أو الرموز الإسبانية. وعند الإشارة إلى النظام السياسي يدرس الطالب مواد البرلمان الكتلاني والحكومة المحلية الكتلانية ورئيسها، دون الإشارة إلى مواد البرلمان الإسباني أو الملك أو الحكومة الإسبانية، ويدرس الطلاب أن «مواطني كاتالونيا وإقليم الباسك يشعرون بأنهما أُمّتين». وفي الوقت الذي ينص فيه الدستور الإسباني على أن اللغة الإسبانية هي اللغة الرسمية للبلاد إلى جانب اللغات الموجودة في كل إقليم، فإن في بعض المناهج في إقليم كاتالونيا تنص على أن اللغة المحلية لكاتالونيا هي اللغة الكتلانية فقط، ويرد السؤال التالي: «ما هي اللغة الرسمية لكاتالونيا؟». ودأبت مناهج كاتالونيا على اعتبار قانون الحكم المحلي للإقليم أهم القوانين بينما تعتبر إسبانيا «الدستور الإسباني» أهم القوانين في البلاد.
وقد أثارت ظاهرة الحضور الكبير للطلاب في المظاهرات المؤيدة للاستفتاء والاستقلال مؤخرا، تساؤل وزير التربية، إينييغو مينديث دي بيغو، فيما إذا كان للمعلمين والأساتذة أثر في دفع الطلاب إلى القيام بالإضراب.
من جهة أخرى، فإنه على افتراض انفصال كاتالونيا عن إسبانيا، فإن الإقليم سيدفع ثمنا باهظا في مجال التعليم، فهناك مثلا ثلاثة آلاف من الطلاب الجامعيين سيحرمون من حق الحصول على منحة للدراسة في إحدى دول الاتحاد الأوروبي، ضمن البرنامج الأوروبي لتبادل الطلاب، كما أن العاملين في مجال البحث العلمي لن يحق لهم التقدم ببرامج بحوث للحصول على مساعدات البحث العلمي لدول الاتحاد الأوروبي.



جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة
TT

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

تم تصنيف جامعة ياغيلونيا في مدينة كراكوف البولندية كأفضل مؤسسة تعليمية جامعية في البلاد، إلى جانب كونها واحدة من أعرق الجامعات في العالم. بدأت قصتها عام 1364 عندما نجح الملك كازيمير الأعظم بعد سنوات طويلة في إقناع البابا أوربان الخامس بمنح تصريح لإنشاء مؤسسة للتعليم الجامعي في مدينة كراكوف، قام الملك بتمويلها بعائدات مناجم فياليتشكا الملحية القريبة.
بعد ثلاث سنوات كان الجرس يدق في أرجاء المؤسسة معلناً عن بدء الدروس والتي كانت في الفلسفة والقانون والطب. وبدأت الجامعة، التي كان أول اسم يطلق عليها هو أكاديمية كراكوف، في الازدهار والنجاح خلال القرن التالي عندما بدأت في تدريس الرياضيات واللاهوت والفلك، حيث جذبت تلك المواد الباحثين والدارسين البارزين من مختلف أنحاء أوروبا. وتطلب توسعها بخطى سريعة إنشاء حرم جامعي أكبر. وقد التحق نيكولاس كوبرنيكوس، الذي أحدث بعد ذلك ثورة في فهم الكون، بالجامعة منذ عام 1491 حتى 1495.
مع ذلك، لم يستمر ما حققته الجامعة من نجاح وازدهار لمدة طويلة كما يحدث طوال تاريخ بولندا؛ ففي عام 1939 احتل النازيون مدينة كراكوف وألقوا القبض على الأساتذة بالجامعة وقاموا بنقلهم إلى معسكري التعذيب زاكزينهاوسين، وداخاو؛ ولم يعد الكثيرون، لكن من فعلوا ساعدوا في تأسيس جامعة مناهضة سرية ظلت تعمل حتى نهاية الحرب. كذلك اضطلعت جامعة ياغيلونيا بدور في الاحتجاجات المناهضة للنظام الشمولي في الستينات والثمانينات، واستعادت حالياً مكانتها المرموقة كمؤسسة لتدريب وتعليم النخبة المتعلمة المثقفة في بولندا.
ساعد انضمام بولندا إلى الاتحاد الأوروبي عام 2004 في زيادة موارد الجامعة، وفتح أقسام جديدة، وإنشاء مرافق أفضل منها ما يسمى بـ«الحرم الجامعي الثالث» أو «الحرم الجامعي للذكرى الـ600» في منطقة بيخوفيسه. وبلغ عدد الملتحقين بالجامعة في 87 برنامجا دراسيا خلال العام الدراسي 2015-2016 47.494 طالباً.
وطوال قرون التحق خلالها عدد كبير من الطلبة بالجامعة، كان التحاق أول طالبة بالجامعة يمثل حدثاً بارزاً، حيث قامت فتاة تدعى نوفويكا، بالتسجيل في الجامعة قبل السماح للفتيات بالالتحاق بالجامعة بنحو 500 عام، وكان ذلك عام 1897، وتمكنت من فعل ذلك بالتنكر في زي شاب، وكانت الفترة التي قضتها في الدراسة بالجامعة تسبق الفترة التي قضاها زميل آخر لحق بها بعد نحو قرن، وكان من أشهر خريجي الجامعة، وهو نيكولاس كوبرنيكوس، الذي انضم إلى مجموعة عام 1492، وربما يشتهر كوبرنيكوس، الذي يعد مؤسس علم الفلك الحديث، بكونه أول من يؤكد أن الأرض تدور حول الشمس، وهو استنتاج توصل إليه أثناء دراسته في الجامعة، ولم ينشره إلا قبل وفاته ببضعة أشهر خوفاً من الإعدام حرقاً على العمود. من الطلبة الآخرين المميزين كارول فويتيالا، والذي يعرف باسم البابا يوحنا بولس الثاني، الذي درس في قسم فقه اللغة التاريخي والمقارن بالجامعة.