دبي تطلق مركزاً لتعزيز الاستثمار الأجنبي المباشر

TT

دبي تطلق مركزاً لتعزيز الاستثمار الأجنبي المباشر

أطلقت دبي أمس مركزاً يستهدف تعزيز الاستثمار الأجنبي المباشر للتنمية المستدامة، حيث سيعمل على وضع إطار متكامل لتطوير معايير ومشروعات «الاستثمار المؤثر في التنمية»، وينتظر أن يستهل المركز أعماله بثلاثة برامج رئيسية.
وجاء الإعلان عبر الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، الذي قال إن إطلاق «مركز حمدان لمستقبل الاستثمار»، يأتي ضمن إطار رؤية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وتوجهات الإمارات في استشراف وصناعة المستقبل والمساهمة في صياغة مستقبل الاستثمار في العالم وتعزيز آثاره الإيجابية على شعوبه.
وأكد أن الإمارات تحتل مكانة عالمية بارزة كوجهة مفضلة للاستثمار، وأن دبي تعمل بصفة مستمرة على تطوير ما توفره للمستثمرين من مزايا تعينهم على تحقيق أفضل مستويات النجاح لاستثماراتهم، بما يعزز من ريادتها في هذا المجال ويرسِّخ دورها، موضحاً أن تحويل أهداف التنمية المستدامة العالمية إلى واقع اقتصادي واجتماعي وبيئي يقدم فرصاً استثنائية لنجاح واستمرارية الأعمال للمستثمرين ورواد الأعمال في العالم أجمع.
ودعا ولي عهد دبي إلى ‏تكامل الجهود العالمية لتسريع وتيرة تطوير وتمويل المشروعات الجاذبة لاستثمارات القطاع الخاص، مشيراً إلى أن تحويل التحديات التي تواجه «الاستثمار المؤثر في التنمية» إلى فرص يتطلب شراكات عالمية وإقليمية ومحلية فاعلة ومؤثرة.
ووفقاً للبيان الصادر من حكومة دبي أمس، يأتي إطلاق المركز تعزيزاً لاستراتيجية دبي ونظرتها المستقبلية في تطوير الاستراتيجيات والرؤى والبرامج التي تمكنها من الاستمرار في المنافسة عالمياً واستقطاب النماذج الجديدة من الاستثمارات وخصوصاً مع ما نراه من زخم عالمي في تطبيقات التكنولوجيا الجديدة في المدن الذكية والثورة الصناعية الرابعة وتطبيقات بلوك تشين، التي سوف تغير تعامل المدن العالمية في تطوير خططها وبرامجها بما يتناسب مع هذه التغيرات، ويجعلها منافسة فعالة في الاقتصاد العالمي وفي استقطاب فرص الاستثمار والنمو الجديدة.
ومن المقرر أن يستهل المركز أعماله بثلاثة برامج رئيسية تطرح موضوع «الاستثمار المؤثر في التنمية»، أولاً: كمحفز للريادة الفكرية والاستشراف الاستراتيجي، وثانياً: كمحرك للشراكة في تطوير وتمويل المشروعات الاستثمارية المستدامة، وثالثاً: كمؤشر لقياس وتقييم الأثر الاقتصادي والاجتماعي والبيئي للاستثمار، بما يعزز ترجمة رؤية المركز ورسالته وأهدافه إلى برامج وأدوات عملية توفر البيانات التحليلية لدعم عملية صنع القرار وتسهيل عملية الاستثمار.
وسيقدم المركز العديد من الخدمات النوعية لترسيخ مكانة دبي، ودولة الإمارات، كمركز تميز معرفي ومالي لدراسة وتطوير مشروعات «الاستثمار المؤثر في التنمية» ودور الاستثمار الأجنبي المباشر في استدامة ومرونة التنويع الاقتصادي في مرحلة ما بعد النفط.
وسيتم الإعلان عن تفاصيل برامج المركز الرئيسية في إطار «منتدى الاستثمار المستدام» الذي يعقد ضمن فعاليات «أسبوع دبي للاستثمار» في الفترة من 15 إلى 19 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري.



من واحة الأحساء إلى المحميات الملكية... نموذج للسياحة المستدامة في السعودية

واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
TT

من واحة الأحساء إلى المحميات الملكية... نموذج للسياحة المستدامة في السعودية

واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)

تعد السياحة المستدامة أحد المحاور الرئيسية في السعودية لتعزيز القطاع بما يتماشى مع «رؤية 2030»، وبفضل تنوعها الجغرافي والثقافي تعمل المملكة على إبراز مقوماتها السياحية بطريقة توازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة والتراث.

يأتي «ملتقى السياحة السعودي 2025» بنسخته الثالثة، الذي أُقيم في العاصمة الرياض من 7 إلى 9 يناير (كانون الثاني) الجاري، كمنصة لتسليط الضوء على الجهود الوطنية في هذا المجال، وتعزيز تعاون القطاع الخاص، وجذب المستثمرين والسياح لتطوير القطاع.

وقد أتاح الملتقى الفرصة لإبراز ما تتمتع به مناطق المملكة كافة، وترويج السياحة الثقافية والبيئية، وجذب المستثمرين، وتعزيز التوازن بين العوائد الاقتصادية من السياحة والحفاظ على المناطق الثقافية والتاريخية، وحماية التنوع البيئي.

وعلى سبيل المثال، تعد الأحساء، المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لـ«اليونسكو»، ببساتين النخيل وينابيع المياه والتقاليد العريقة التي تعود لآلاف السنين، نموذجاً للسياحة الثقافية والطبيعية.

أما المحميات الطبيعية التي تشكل 16 في المائة من مساحة المملكة، فتُجسد رؤية المملكة في حماية الموارد الطبيعية وتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة.

جانب من «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد» (واس)

«محمية الإمام عبد العزيز بن محمد»

في هذا السياق، أكد رئيس إدارة السياحة البيئية في «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد»، المهندس عبد الرحمن فلمبان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أهمية منظومة المحميات الملكية التي تمثل حالياً 16 في المائة من مساحة المملكة، والتي تم إطلاقها بموجب أمر ملكي في عام 2018، مع تفعيل إطارها التنظيمي في 2021.

وتحدث فلمبان عن أهداف الهيئة الاستراتيجية التي ترتبط بـ«رؤية 2030»، بما في ذلك الحفاظ على الطبيعة وإعادة تنميتها من خلال إطلاق الحيوانات المهددة بالانقراض مثل المها العربي وغزال الريم، بالإضافة إلى دعم التنمية المجتمعية وتعزيز القاعدة الاقتصادية للمجتمعات المحلية عبر توفير وظائف التدريب وغيرها. ولفت إلى الدور الكبير الذي تلعبه السياحة البيئية في تحقيق هذه الأهداف، حيث تسعى الهيئة إلى تحسين تجربة الزوار من خلال تقليل التأثيرات السلبية على البيئة.

وأضاف أن المحمية تحتضن 14 مقدم خدمات من القطاع الخاص، يوفرون أكثر من 130 نوعاً من الأنشطة السياحية البيئية، مثل التخييم ورياضات المشي الجبلي وركوب الدراجات. وأشار إلى أن الموسم السياحي الذي يمتد من نوفمبر (تشرين الثاني) إلى مايو (أيار) يستقطب أكثر من نصف مليون زائر سنوياً.

وفيما يخص الأهداف المستقبلية، أشار فلمبان إلى أن «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد» تستهدف جذب مليون زائر سنوياً بحلول 2030، وذلك ضمن رؤية المحميات الملكية التي تستهدف 2.3 مليون زائر سنوياً بحلول العام نفسه. وأضاف أن الهيئة تسعى لتحقيق التوازن البيئي من خلال دراسة آثار الأنشطة السياحية وتطبيق حلول مبتكرة للحفاظ على البيئة.

أما فيما يخص أهداف عام 2025، فأشار إلى أن المحمية تهدف إلى استقطاب 150 ألف زائر في نطاق المحميتين، بالإضافة إلى تفعيل أكثر من 300 وحدة تخييم بيئية، و9 أنواع من الأنشطة المتعلقة بالحياة الفطرية. كما تستهدف إطلاق عدد من الكائنات المهددة بالانقراض، وفقاً للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي لشؤون الطبيعة.

هيئة تطوير الأحساء

بدوره، سلّط مدير قطاع السياحة والثقافة في هيئة تطوير الأحساء، عمر الملحم، الضوء لـ«الشرق الأوسط» على جهود وزارة السياحة بالتعاون مع هيئة السياحة في وضع خطط استراتيجية لبناء منظومة سياحية متكاملة. وأكد أن الأحساء تتمتع بميزة تنافسية بفضل تنوعها الجغرافي والطبيعي، بالإضافة إلى تنوع الأنشطة التي تقدمها على مدار العام، بدءاً من الأنشطة البحرية في فصل الصيف، وصولاً إلى الرحلات الصحراوية في الشتاء.

وأشار الملحم إلى أن إدراج الأحساء ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي التابعة لـ«اليونسكو» يعزز من جاذبيتها العالمية، مما يُسهم في جذب السياح الأجانب إلى المواقع التاريخية والثقافية.

ورحَّب الملحم بجميع الشركات السعودية المتخصصة في السياحة التي تسعى إلى تنظيم جولات سياحية في الأحساء، مؤكداً أن الهيئة تستهدف جذب أكبر عدد من الشركات في هذا المجال.

كما أعلن عن قرب إطلاق أول مشروع لشركة «دان» في المملكة، التابعة لـ«صندوق الاستثمارات العامة»، والذي يتضمن نُزُلاً ريفية توفر تجربة بيئية وزراعية فريدة، حيث يمكنهم ليس فقط زيارة المزارع بل العيش فيها أيضاً.

وأشار إلى أن الأحساء منطقة يمتد تاريخها لأكثر من 6000 عام، وتضم بيوتاً وطرقاً تاريخية قديمة، إضافةً إلى وجود المزارع على طرق الوجهات السياحية، التي يصعب المساس بها تماشياً مع السياحة المستدامة.

يُذكر أنه يجمع بين الأحساء والمحميات الطبيعية هدف مشترك يتمثل في الحفاظ على الموارد الطبيعية والثقافية، مع تعزيز السياحة المستدامة بوصفها وسيلة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وكلاهما تمثل رمزاً للتوازن بين الماضي والحاضر، وتبرزان جهود المملكة في تقديم تجربة سياحية مسؤولة تُحافظ على التراث والبيئة.