مصر: صندوق لتكريم ضحايا العمليات الإرهابية

TT

مصر: صندوق لتكريم ضحايا العمليات الإرهابية

وافقت الحكومة المصرية على مشروع قانون لإنشاء صندوق لتكريم ضحايا العمليات الإرهابية من «قتلى ومفقودين ومصابين»، وبينما قالت مصادر مطلعة إن «الصندوق سوف يتكفل بالإنفاق على أسر الضحايا، ويضمن توفير فرص عمل لهم ووظائف في الحكومة». أكد برلمانيون أن «مشروع القانون يأتي لتخفيف الأعباء على أسر ضحايا الإرهاب وتكريماً لهم على ما قدمه ذووهم من تضحيات من أجل مصر»، لافتين إلى أن «هذا القانون جاء عقب مقترحات وقوانين أخرى تقدم بها بعض النواب عن ضحايا الإرهاب منذ ثورة (25 يناير) عام 2011، التي أطاحت بنظام حكم حسنى مبارك، وما تلاها من أحداث مأساوية راح ضحيتها المئات، خصوصاً عقب عزل جماعة الإخوان التي تعتبرها مصر إرهابية عن السلطة في عام 2013، وخلفت هذه الأحداث مئات الأسر والأطفال بلا عائل أو داعم لها». ولا يوجد إحصاء رسمي لعدد ضحايا الإرهاب في مصر. لكن يعد عام 2013 عقب عزل الرئيس محمد مرسى، هو الأكثر دموية في البلاد، بحسب مراقبون.
وأقر مجلس الوزراء المصري الليلة قبل الماضية، مشروع قانون لتدشين الصندوق بحيث يتبع رئاسة مجلس الوزراء، وعضوية كلّ من وزيري الدفاع والداخلية، والمحافظ ومدير الأمن في كل محافظة، ويعمل على التنسيق مع الجهات المعنية والمجتمع المدني من أجل توفير أوجه الرعاية والدعم في جميع مناحي الحياة لمصابي العمليات الإرهابية وأسرهم وأسر القتلى والمفقودين. وقالت الحكومة إن «إنشاء الصندوق طرح بالبرلمان في يونيو (حزيران) الماضي ويشمل 9 مواد».
من جانبه، قال النائب حسين أبو جاد عضو لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب لـ«الشرق الأوسط» إن «جميع أسر ضحايا العمليات الإرهابية يستحقون التكريم»، مطالباً المجتمع المدني والمصريين بالإسهام في الصندوق، من أجل رد الجميل لضحايا قتلوا بيد الغدر، وتركوا من خلفهم أسراً تحتاج لمن يمد لها يد العون والمساعدة خاصة في مراحل التعليم المختلفة».
وأكد النائب البرلماني أحمد سعد، أن «الصندوق يتيح لأسر الضحايا عدة مميزات منها، الإعفاء من المصاريف الدراسية خلال مراحل التعليم، والتميز في التنقل بوسائل المواصلات العامة في البلاد، مثل (مترو أنفاق القاهرة، وحافلات النقل العام، والقطارات)، ومنح تمييز إيجابي في تولي الوظائف، والسكن الاجتماعي والالتحاق بالكليات العسكرية، وأيضاً في تولي المناصب العامة التي تعلن عنها الحكومة».
وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «الصندوق يتضمن أيضاً توفير الرعاية الطبية لمصابي العمليات الإرهابية، فضلاً عن استخراج بطاقات علاجية لأسر القتلى والمفقودين لتقديم خدمات الرعاية الصحية لهم بالمجان».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.