الحنين إلى الماضي أمر مهم للصحة العقلية

يعطي شحنة إيجابية لدماغ الإنسان

TT

الحنين إلى الماضي أمر مهم للصحة العقلية

وجد باحثون بريطانيون أن الحنين إلى الماضي، من خلال استرجاع ذكريات باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي من أوقات مميزة في حياتك، أمر مهم جدّاً للصحة العقلية للإنسان، حسبما ذكرته صحيفة «تلغراف» البريطانية.
وأظهرت الدراسة، التي أجرتها جامعة ساري (في غلدفورد جنوب لندن)، أن الحنين إلى الماضي يعطي شحنة إيجابية لدماغ الإنسان على اعتبار أنه يحرك عواطفهم.
وتقول الدراسة: «على سبيل المثال، المكان الذي يتزوج فيه الشخص يحمل أهمية عاطفية أكبر مقارنة بصور حفل الزفاف».
وسواء كانت التجربة هي التجوال في الغابة التي لعبنا فيها ذات مرة، أو التجديف في البحر ذاته بالعطلات الصيفية الماضية، فإن العودة إلى الأماكن المهمة عندنا تثير تغييرات عقلية وعاطفية كبيرة تعزز من الصحة النفسية والعقلية بصورة كبيرة، كما أظهرت الأبحاث.
وقال الدكتور آندي مايرز من الجامعة: «لقد تمكنا للمرة الأولى من إثبات الفوائد الجسدية والعاطفية لأهمية العودة إلى الماضي وتذكر الأحداث الجميلة». وأضاف: «وجدنا من خلال التصوير بالرنين المغناطيسي علاقة وطيدة بين الناس والأماكن، التي غالباً ما يكون من الصعب وصفها لفظياً».
ولقد تضمنت الدراسة تطوع 20 شخصاً طُلب منهم جلب صور لعشرة أشياء مهمة وعشرة أماكن مهمة إلى المختبر الذي تم فيه فحص أدمغتهم أثناء النظر لكل صورة من هذه الصور.
ولم تُثِر الأماكن المهمة الاستجابات القوية بأكثر من الأماكن العادية في منطقة «اللوزة الدماغية» فحسب، وإنما في «القشرة الإنسية قبل الجبهية» أيضاً، وهي المسؤولة عن تنشيط العواطف والذكريات الإيجابية، كما تم تسجيل تعزيز أيضاً في «التلفيف المجاور للحصين» في المخ.



خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».