فريق الدفاع عن الأسير يطعن بحكم الإعدام

اعتصام لأهالي موقوفي أحداث عبرا في صيدا أمس (صيدا أونلاين)
اعتصام لأهالي موقوفي أحداث عبرا في صيدا أمس (صيدا أونلاين)
TT

فريق الدفاع عن الأسير يطعن بحكم الإعدام

اعتصام لأهالي موقوفي أحداث عبرا في صيدا أمس (صيدا أونلاين)
اعتصام لأهالي موقوفي أحداث عبرا في صيدا أمس (صيدا أونلاين)

تقدّم فريق الدفاع عن إمام مسجد بلال بن رباح السابق الشيخ أحمد الأسير، بمذكرة نقض أمام محكمة التمييز العسكرية، طلبوا فيها إبطال حكم الإعدام الصادر بحق موكلهم عن المحكمة العسكرية الدائمة، في أحداث عبرا في مدينة صيدا (جنوب لبنان) التي وقعت في عام 2013 بين مناصري الأسير والجيش اللبناني، وأوقعت عشرات القتلى والجرحى من الطرفين، ودعا إلى «إعادة المحاكمة من بدايتها ومناقشة كل الوثائق والأدلة الموجودة في الملف».
وتضمنت العناصر القانونية لمذكرة الطعن، أن «الحكم موضوع طلب النقض قضى بالإجماع بعقوبة الإعدام، وبما أن المادة 296 من قانون أصول المحاكمات الجزائية، تقضي في فقرتها الأخيرة بقبول نقض الحكم القاضي بالإعدام، لذلك نطلب من محكمتكم إصدار القرار بقبول استدعاء النقض شكلاً وأساساً، ونقض الحكم المطعون فيه، وتعيين موعد جلسة للاستجواب والمرافعة».
المذكرة القانونية التي بموجبها سينتقل الملف إلى محكمة التمييز العسكرية، أثارت الدفوع التي تقدم بها فريق الدفاع عن الأسير خلال المحاكمة السابقة، وتحدثت عن «عدم صلاحية المحكمة العسكرية النظر بملف أحداث عبرا، وإعلان بطلان التحقيقات الأولية التي خضع لها الشيخ أحمد الأسير أمام الأمن العام ولدى مخابرات الجيش، واستطراداً كفّ التعقبات عن الأسير لعدم توافر عناصر الجرائم المنسوبة إليه، أو البراءة لعدم كفاية الدليل وإلا للشكّ، واستطراداً منحه أوسع الأسباب التخفيفية».
وغالباً ما تركز طلبات نقض الأحكام المطعون فيها، على الثغرات القانونية التي تعتري هذه الأحكام، لكن المحامي محمد صبلوح، أحد وكلاء الدفاع عن الأسير، أكد لـ«الشرق الأوسط»، أن الطعن المقدم من قبلهم «استند إلى نص المادة 296 من قانون أصول المحاكمات الجزائية، التي تعدد الأسباب الموجبة لقبول تمييز الحكم (الطعن به)، وأهمها إذا كان الحكم يقضي بعقوبة الإعدام»، معتبراً أن الطعن «سيكون مقبولا حكماً، وستعاد محاكمة الأسير أمام محكمة التمييز من بدايتها».
في هذا الوقت، أعلن مصدر قانوني لـ«الشرق الأوسط»، أن فريق الدفاع عن الأسير المؤلف من المحامين عبد البديع عاكوم ومحمد صبلوح وأنطوان نعمة، لديه «مجموعة من المعطيات والأدلة التي أهملتها المحكمة العسكرية». وأوضح أن المحامين «استندوا في أساس مذكرة الطعن، إلى نصّ القانون الذي يفيد بأن تمييز الحكم يُقبل حتماً، إذا يقضي بعقوبة الإعدام، حتى يستنفذ المحكوم عليه كل درجات المحاكمة، ويمنح الحقّ الكامل في الدفاع عن نفسه».
وكان وكلاء الأسير اعتكفوا عن حضور معظم جلسات المحاكمة أمام المحكمة العسكرية، اعتراضاً على القرارات التي اتخذتها الأخيرة، بردّ الدفوع التي تقدموا بها، بدءاً من الإخبار الذي تحدث عن انخراط عناصر من «حزب الله» في معركة عبرا، وتجاهل طلب الدفاع باستدعاء رؤساء ووزراء ونواب وقادة أجهزة أمنية للاستماع إلى إفاداتهم كشهود، وعدم موافقة المحكمة على عرض أشرطة فيديو، تظهر اللحظات الأولى لاندلاع المعركة في عبرا، ومن بادر إلى فتح النار على الجيش، وهذا الاعتكاف دفع الأسير إلى الاعتصام بالصمت، وعدم الإجابة على أسئلة المحكمة التي وصفها بأنها «محكمة إيرانية تحاول الانتقام منه بخلفيات سياسية وطائفية». وشدد المصدر القانوني المطلع على خطة عمل محامي الأسير، على أن فريق الدفاع «سيعتمد الاستراتيجية نفسها التي اعتمدها أمام المحكمة العسكرية الدائمة، وسيطرح كل أوراقه ومستنداته للمناقشة، ولن يتراجع عن دعوة الشهود الإدلاء بشهاداتهم، إضافة إلى عرض الأدلة وأشرطة الفيديو التي تحتوي على أكثر من ثلاث ساعات من التسجيلات، المأخوذة من كاميرات المراقبة، والتي تظهر جلياً الجهة التي بادرت إلى إطلاق النار على الجيش».
وبغض النظر عمّا ستؤول إليه محاكمة الأسير، وما إذا كانت محكمة التمييز ستلغي عقوبة الإعدام أم ستبقي عليها، فإن عشرات أحكام الإعدام صدرت في السنوات الأخيرة عن محاكم الجنايات والتمييز في لبنان، ولم ينفّذ أي منها، بسبب الضغوط الأوروبية التي تطالب الدولة اللبنانية بإلغاء عقوبة الإعدام، عدا عن أن رئيس الجمهورية ميشال عون، تعهد في أول لقاء له مع مجلس القضاء الأعلى في الأيام الأولى التي تلت انتخابه، بأنه لن يوقع على أي حكم إعدام، علما بأن أي ملف إعدام يفترض أن يقترن بتوقيع رئيس الحكومة قبل إحالة الملف على رئاسة الجمهورية.


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.