الصناعة الألمانية قد تدفع ثمن ترددها في تطوير السيارات الكهربائية

طراز «إيكون» الكهربائي التجريبي من «أودي»
طراز «إيكون» الكهربائي التجريبي من «أودي»
TT

الصناعة الألمانية قد تدفع ثمن ترددها في تطوير السيارات الكهربائية

طراز «إيكون» الكهربائي التجريبي من «أودي»
طراز «إيكون» الكهربائي التجريبي من «أودي»

لماذا تأخرت الشركات الألمانية في تطوير السيارات الكهربائية رغم أنها كانت قد كشفت عن كثير من النماذج التجريبية منذ معرض فرنكفورت في عام 2009، وقبل نجاح شركات مثل «تيسلا» و«نيسان» في تطوير سيارات كهربائية عملية؟ فالنماذج التي عرضتها الشركات الألمانية مؤخرا معظمها تجريبي ولن يصل إلى الأسواق قبل عام 2020.
أكثر من مسؤول ألماني استشارته «الشرق الأوسط» قال إن الشركات الألمانية اكتشفت منذ عدة سنوات أن إنتاج السيارات الكهربائية من شأنه أن يؤثر سلبا على مبيعات سيارات الوقود العضوي المربحة التي تبيعها الشركات بأعداد كبيرة. ليس هذا فقط؛ بل إن هوامش الأرباح من بيع السيارات الكهربائية أقل بكثير منها في السيارات العادية، مما قد تفقد الشركات الألمانية معه هوامش ربح قد تصل إلى نقطتين في المائة على الأقل من جملة أرباحها.
هذا التأخير قد يكلف الصناعة كثيراً مع صعود تيار السيارات الكهربائية من الصين واليابان وأميركا، مما قد يقلص من حصة السيارات الألمانية من السوق العالمية.
الآن تغير الموقف مع زيادة الضغوط البيئية وتعيين بعض الحكومات تواريخ محددة (2040) لإنهاء بيع سيارات تعتمد على الوقود العضوي وحده، مع زيادة اهتمام المشترين بالقطاع الكهربائي هربا من الضرائب وتهديدات المنع من القيادة داخل المدن. وبدأت الشركات الألمانية في إعادة حساباتها مضطرة وأقبلت على تطوير السيارات الكهربائية التي تظهر هذا العام في صيغة تجريبية (كونسبت) تحتاج إلى سنوات أخرى لدخولها مجال الإنتاج العملي.
وبدلاً من التركيز على رفع الأرباح، تتوجه الشركات الألمانية حاليا إلى خفض التكاليف، وتهدف شركة «مرسيدس» إلى تخفيض التكاليف في برنامج ترشيد يستمر سنتين بنحو 4 مليارات يورو. وتعتقد الشركة أن وضع المبيعات في الأسواق سوف يميل إلى استمرار الربح من السيارات العادية حتى عام 2025 على الأقل، قبل أن يلتقي مؤشر التكلفة الصاعد للسيارات العادية بمؤشر تكلفة إنتاج السيارات الكهربائية الهابط.
وسوف يعتمد انتشار السيارات الكهربائية على دعم الحكومات لشبكات الشحن العامة وعلى طلب المستهلك. وتشير المؤشرات الأولية إلى أن المستهلك مستعد للإقبال على السيارات الكهربائية بشرط ألا تكون تكلفتها أعلى من السيارات العادية أو يكون إنجازها أقل. وتقول شركة «جاغوار» إنها تلقت آلاف الطلبات المسبقة على طراز «إي - بيس» الكهربائي رغم أنه لم ينتج بعد.
وكشفت شركة «مرسيدس بنز» عن طراز «إي كيو» الكهربائي الذي سيدخل الأسواق في عام 2019، بينما عرضت شركة «أودي» فئة «أيكون» التجريبية ذات الأبواب الأربعة، التي قالت إنها سوف تقطع 400 ميل بشحنة واحدة، ولكنها لم تدخل الإنتاج بعد.


مقالات ذات صلة

«تسلا» تتألق في الصين... و«أبل» تواجه تحديات

الاقتصاد سيارة «تسلا» معروضة بأحد المعارض في بكين (أ.ف.ب)

«تسلا» تتألق في الصين... و«أبل» تواجه تحديات

قالت شركة صناعة السيارات الكهربائية الأميركية «تسلا»، الجمعة، إن مبيعاتها في الصين ارتفعت إلى مستوى قياسي بلغ أكثر من 657 ألف سيارة في 2024

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد سيارة «تسلا سايبركاب» في معرض «أوتوموبيلتي LA» للسيارات في 21 نوفمبر 2024 (أ.ب)

«تسلا» تسجل تراجعاً سنوياً لأول مرة منذ 2015 رغم ارتفاع مبيعات الربع الأخير

شهدت مبيعات «تسلا» العالمية زيادة بنسبة 2.3 في المائة بالربع الأخير، رغم البداية البطيئة للعام، التي ساهمت في تسجيل أول انخفاض سنوي في مبيعات الشركة.

«الشرق الأوسط» (ديترويت (الولايات المتحدة))
الاقتصاد سيارات كهربائية بانتظار الشحن في ميناء يانتاي شرق الصين (أ.ف.ب)

شركات السيارات الكهربائية الصينية تمدد «حوافز الشراء»

مددت شركات صناعة السيارات الكهربائية الصينية حوافز الشراء حتى بداية عام 2025، مع استمرار حرب الأسعار، في أكبر سوق للسيارات في العالم، للعام الثالث على التوالي.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد رجل يمر أمام لوحة تعرض تحركات الأسهم في وسط العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ب)

إنتاج تويوتا العالمي يتراجع للشهر العاشر رغم ارتفاع المبيعات

قالت شركة تويوتا موتور اليابانية لصناعة السيارات، يوم الأربعاء، إن إنتاجها العالمي انخفض، للشهر العاشر على التوالي، في نوفمبر

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد ماكوتو أوشيدا رئيس «نيسان» وتوشيهيرو ميبي رئيس «هوندا» في مؤتمر صحافي بطوكيو (رويترز)

ستَكون ثالث أكبر شركة سيارات في العالم... هوندا ونيسان لبدء محادثات الاندماج

قالت شركتا هوندا ونيسان، اليوم الاثنين، إنهما اتفقتا على درس إمكانية الاندماج وتأسيس «قابضة» مشتركة، وهو ما من شأنه تكوين ثالث أكبر شركة سيارات في العالم.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

وكلاء السيارات في الصين يعيدون فتح المعارض

معارض الصين تعيد فتح أبوابها
معارض الصين تعيد فتح أبوابها
TT

وكلاء السيارات في الصين يعيدون فتح المعارض

معارض الصين تعيد فتح أبوابها
معارض الصين تعيد فتح أبوابها

قالت هيئة وكلاء وموزعي السيارات في الصين إن آخر إحصاء لها عن حال السوق يشير إلى أن نسبة 91 في المائة من إجمالي الوكلاء والموزعين عادوا لفتح أبواب المعارض مرة أخرى بعد تراجع الخطر من عدوى فيروس كورونا. ومع ذلك فإن معدل الزبائن لم يتخط بعد نسبة 53 في المائة من المعدلات العادية السابقة.
وذكرت الهيئة التي تمثل 8393 وكالة أن أكثر نسب إقبال الزبائن (54 في المائة) كانت على السيارات الأجنبية الفاخرة بينما كانت أقل النسب على السيارات الصينية المصنعة محليا، بنسبة 35 في المائة. هذا، وتراجعت مبيعات السيارات في الصين خلال النصف الأول من شهر مارس (آذار) 2020 بنسبة 47 في المائة مقارنة بمعدلات العام الماضي بسبب أزمة فيروس كورونا. وتشجع بعض المدن الصينية مواطنيها للعودة إلى الحياة الطبيعية، ولكن ثقة المستهلك في العودة إلى شراء سيارات جديدة لم تصل بعد إلى معدلاتها السابقة.