الأردن يدرس آلية «الدعم النقدي»

من خلال توجيه الإعفاء الضريبي للمواطن بدلاً من السلع

عامل في أحد مصانع عمان (رويترز)
عامل في أحد مصانع عمان (رويترز)
TT

الأردن يدرس آلية «الدعم النقدي»

عامل في أحد مصانع عمان (رويترز)
عامل في أحد مصانع عمان (رويترز)

تتجه الحكومة الأردنية لتوجيه الدعم إلى المواطن بدلا من السلعة، حسب الآلية المتبعة حالياً. وقالت مصادر أردنية إن الحكومة سترفع ضريبة المبيعات عن السلع المعفاة لتصل إلى 16 في المائة، في المقابل سيتم دفع مبالغ محددة للمواطنين حسب عدد أفراد الأسرة.
ويقوم رئيس الوزراء الأردني بعقد لقاءات مع أعضاء البرلمان (النواب والأعيان) لضمان إقرار قانون الموازنة العامة للدولة التي ستقدم في أول جلسة لمجلس النواب الذي سيبدأ دورته الشتوية في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
وخلال لقاءاته مع النواب والأعيان تطرقت المناقشات إلى الدعم وكيفية إيصاله إلى المستحقين من المواطنين بدلاً من النهج الحالي، بدعم السلع.
وتقوم الآلية التي تعتزم الحكومة تنفيذها وإعداد موازنة 2018، على أساسها، بحسب المصادر، بتوجيه الدعم للمواطنين بدعم نقدي؛ بحيث تحمي الطبقة الوسطى ومحدودي الدخل من خلال الدفعات التي يتسلمونها مقابل كل سلعة يتم رفع الدعم عنها.
وبينت المصادر ذاتها أن المباحثات الحكومية وصلت لمستويات متقدمة تركز على حماية المواطنين من الارتفاعات عبر منحهم أية فروقات تظهر على السلع التي سيرفع الدعم عنها، ويتم مواجهة تلك الإجراءات بحلول واقعية تتمثل بتعزيز مخصصات شبكة الأمان الاجتماعي، والتي ستظهر في موازنة 2018.
وفي هذا الإطار، ذكر رئيس الوزراء الأردني هاني الملقي، في أكثر من مناسبة، أنه من غير المقبول أن يتمتّع غير الأردنيين بالإعفاءات الضريبية التي يتحمّل تبعاتها الاقتصاد الأردني والمواطنون، لا سيما وأن نحو ثلث سكّان المملكة (من غير الأردنيين) يستفيدون من الإعفاءات الضريبيّة على السلع.
وقال الملقي: «إن الدعم يجب أن يذهب للأردنيين، وليس للثلث الآخر من السكان، وهم غير الأردنيين»، مشيراً إلى أن «كل السلع المدعومة دون استثناء تخضع حالياً للدراسة بهدف توجيه الدعم للمواطن، وليس للسلع».
وبالعودة إلى الآلية التي تعتزم الحكومة تنفيذها في إطار الإصلاح المالي الذي تنفذه، فإنها تنصب حول مجموعة من السلع المدعومة يقابلها أموال نقدية تقدم للمواطنين للتخفيف من أية تداعيات على مستوياتهم المعيشية.
وتعاني المالية العامة في الأردن من عجز مزمن يقدر مع نهاية العام الحالي بـ693.5 مليون دينار على فرض تحقيق كل الفرضيات من ناحية الإيرادات والمنح المستهدفة والتي تقدر بنحو 8.1 مليار دينار.
بالمقابل، تجتهد الحكومة لمواجهة أعباء اللجوء السوري والضغوطات الخارجية منذ ما يزيد على 6 سنوات والتي أفضت إلى ارتفاع المديونية وملامستها لنسبة 95 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، رغم تنفيذها الكثير من البرامج الإصلاحية التي تبنتها مع صندوق النقد الدولي لمواجهة الأزمات الخارجية.
وحتى الآن لم يصدر عن الحكومة أسماء السلع أو خدمات بعينها ستبدأ بتوجيه الدعم لمستحقيها من المواطنين، لكنها بينت أن هنالك مجموعة يتم إجراء الدراسات المالية عليها بغرض تحديد مقدار المبالغ التي ستوجه إلى المواطنين.
وسبق للحكومة أن نفذت سياسية الدعم النقدي منذ عام 2006 عندما بدأت الرفع التدريجي على أسعار المحروقات بهدف إيصاله للأسعار الحقيقية وقدمت الدعم النقدي للمواطنين لتعزيز نهج الاعتماد على الذات، بمعنى أن تصل الإيرادات المحلية لتغطية كل النفقات الحالية دون الاعتماد على المنح أو الاقتراض لتمويل تلك النفقات بما يفضي إلى عدم زيادة المديونية واستخدام الموارد بشكل كفؤ.
غير أن الحكومات عدلت تلك السياسة وتحرير أسعار المحروقات بعد أن نفذت بعض الإجراءات وصولا إلى عام 2012 عندما انتهجت حكومة رئيس الوزراء السابق الدكتور عبد الله النسور العودة إلى سياسة دعم المواطن بدلا من السلع، والتي تقوم على الدعم النقدي بدلا من دعم السلع، لكنها توقفت فيما بعد عن الدعم النقدي بعد أن انخفضت أسعار النفط لمستويات دون 70 دولارا للبرميل.
وتتيح آلية توجيه الدعم لمستحقيه للمواطنين تقديم دعومات نقدية تمثل الفارق بين السعر الحقيقي وسعر البيع للمقيمين في إطار الكهرباء والمياه، خلال الفترة المقبلة يقابلها التركيز على المواطنين في إطار شبكة الأمان الاجتماعي.



الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
TT

الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)

قالت الأمم المتحدة، في وقت متأخر، يوم الخميس، إن الاقتصاد العالمي قاوم الضربات التي تعرَّض لها بسبب الصراعات والتضخم، العام الماضي، وإنه من المتوقع أن ينمو بنسبة ضعيفة تبلغ 2.8 في المائة في 2025.

وفي تقرير «الوضع الاقتصادي العالمي وآفاقه (2025)»، كتب خبراء اقتصاد الأمم المتحدة أن توقعاتهم الإيجابية كانت مدفوعة بتوقعات النمو القوية، وإن كانت بطيئة للصين والولايات المتحدة، والأداء القوي المتوقع للهند وإندونيسيا. ومن المتوقَّع أن يشهد الاتحاد الأوروبي واليابان والمملكة المتحدة انتعاشاً متواضعاً، كما يقول التقرير.

وقال شانتانو موخيرجي، رئيس فرع مراقبة الاقتصاد العالمي في قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة: «نحن في فترة من النمو المستقر والضعيف. قد يبدو هذا أشبه بما كنا نقوله، العام الماضي، ولكن إذا دققنا النظر في الأمور، فستجد أن الأمور تسير على ما يرام».

ويقول التقرير إن الاقتصاد الأميركي تفوق على التوقعات، العام الماضي، بفضل إنفاق المستهلكين والقطاع العام، لكن من المتوقَّع أن يتباطأ النمو من 2.8 في المائة إلى 1.9 في المائة هذا العام.

ويشير التقرير إلى أن الصين تتوقع تباطؤ نموها القوي قليلاً من 4.9 في المائة في عام 2024 إلى 4.8 في المائة في عام 2025، وذلك بسبب انخفاض الاستهلاك وضعف قطاع العقارات الذي فشل في تعويض الاستثمار العام وقوة الصادرات. وهذا يجبر الحكومة على سن سياسات لدعم أسواق العقارات ومكافحة ديون الحكومات المحلية وتعزيز الطلب. ويشير التقرير إلى أن «تقلص عدد سكان الصين وارتفاع التوترات التجارية والتكنولوجية، إذا لم تتم معالجته، قد يقوض آفاق النمو في الأمد المتوسط».

وتوقعت الأمم المتحدة، في يناير (كانون الثاني) الماضي، أن يبلغ النمو الاقتصادي العالمي 2.4 في المائة في عام 2024. وقالت، يوم الخميس، إن المعدل كان من المقدَّر أن يصبح أعلى، عند 2.8 في المائة، ويظل كلا الرقمين أقل من معدل 3 في المائة الذي شهده العالم قبل بدء جائحة «كوفيد - 19»، في عام 2020.

ومن المرتقب أن ينتعش النمو الأوروبي هذا العام تدريجياً، بعد أداء أضعف من المتوقع في عام 2024. ومن المتوقَّع أن تنتعش اليابان من فترات الركود والركود شبه الكامل. ومن المتوقَّع أن تقود الهند توقعات قوية لجنوب آسيا، مع توقع نمو إقليمي بنسبة 5.7 في المائة في عام 2025، و6 في المائة في عام 2026. ويشير التقرير إلى أن توقعات النمو في الهند بنسبة 6.6 في المائة لعام 2025، مدعومة بنمو قوي في الاستهلاك الخاص والاستثمار.

ويقول التقرير: «كان الحدّ من الفقر العالمي على مدى السنوات الثلاثين الماضية مدفوعاً بالأداء الاقتصادي القوي. وكان هذا صحيحاً بشكل خاص في آسيا؛ حيث سمح النمو الاقتصادي السريع والتحول الهيكلي لدول، مثل الصين والهند وإندونيسيا، بتحقيق تخفيف للفقر غير مسبوق من حيث الحجم والنطاق».

وقال لي جون هوا، مدير قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية: «لقد تجنَّب الاقتصاد العالمي إلى حد كبير الانكماش واسع النطاق، على الرغم من الصدمات غير المسبوقة في السنوات القليلة الماضية، وأطول فترة من التشديد النقدي في التاريخ». ومع ذلك، حذر من أن «التعافي لا يزال مدفوعاً في المقام الأول بعدد قليل من الاقتصادات الكبيرة».