رئيس البرلمان العراقي يلتقي بارزاني... ونائبه يأسف

لقاء علاوي والنجيفي مع رئيس الإقليم يثير استياءً في بغداد

صورة من موقع رئاسة إقليم كردستان لمسعود بارزاني خلال لقائه رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري أمس
صورة من موقع رئاسة إقليم كردستان لمسعود بارزاني خلال لقائه رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري أمس
TT

رئيس البرلمان العراقي يلتقي بارزاني... ونائبه يأسف

صورة من موقع رئاسة إقليم كردستان لمسعود بارزاني خلال لقائه رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري أمس
صورة من موقع رئاسة إقليم كردستان لمسعود بارزاني خلال لقائه رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري أمس

يسعى رؤساء كتل برلمانية وسياسية في بغداد إلى كسر حالة التوتر بين بغداد وأربيل، التي سادت بين الطرفين، عشية إجراء إقليم كردستان استفتاء الاستقلال في الشهر الماضي. وأتى في هذا السياق اللقاء الذي جمع نائبي رئيس الجمهورية، إياد علاوي وأسامة النجيفي في السليمانية، أول من أمس، مع رئيس الإقليم مسعود بارزاني، والزيارة التي قام بها، أمس، رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري إلى أربيل.
ولم تمر الزيارات دون موجة استياء عبرت عنها أطراف سياسية في بغداد، لا ترغب في «كسر حاجز التشدد» الذي تبديه بغداد حيال إقليم كردستان لإرغامه على إلغاء استفتاء الاستقلال ونتائجه. وفيما انصبّت معظم التعليقات على لقاء علاوي - النجيفي مع بارزاني على أساس أنهما «لا يملكان الصلاحيات الكافية للدخول في تفاوض مع الإقليم»، أعلن زعيم المجلس الإسلامي الأعلى ونائب رئيس مجلس النواب همام حمودي عن أن زيارة الجبوري إلى الإقليم «شخصية ومخيبة للآمال ولا علاقة لهيئة رئاسة البرلمان بها».
وكان ديوان رئاسة إقليم كردستان، أعلن عقب لقاء بارزاني بعلاوي والنجيفي، عن اتفاق الثلاثة على «بدء الحوار» بين الأطراف السياسية بالبلاد، والمطالبة برفع العقوبات «الفوري» عن كردستان.
ورغم من عدم صدور بيان عن مكتب علاوي أو النجيفي بشأن الزيارة، إلا أن الأخير أطلق، أمس، مبادرة سياسية لـ«تفكيك الأزمة». ولم يخض البيان الذي أصدره مكتب أسامة النجيفي في تفاصيل المبادرة، لكنه ذكر أنها «انطلقت لتفكيك الأزمات التي يمر بها الوطن والوصول إلى حلول وطنية جامعة عمادها الحوار ووحدة العراق والحرص على سلامته ومستقبله، بعيداً عن لغة التهديد والتخوين والتلويح باستخدام القوة العسكرية، وخصوصاً ما يتعلق بأزمة كردستان الناشئة في أعقاب الاستفتاء». وأشار البيان إلى أن «أزمة الاستفتاء هي نتاج سياسات خاطئة، لذلك فإن أي مناقشة تهدف إلى إنجاز حلول ينبغي أن تناقش مشاكل العراق كافة دون تغليب أو تهميش وبروح وطنية صادقة»، مؤكداً أن مبادرته لم تأت بناءً على تكليف من «جهة رسمية» إنما من «الشعور الوطني والمسؤولية التاريخية». ووعد بيان النجيفي بعرض المبادرة ومناقشتها مع رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي وجميع المعنيين في الدولة والكتل السياسية.
وفي سياق متصل بزيارة المسؤولين إلى إقليم كردستان، ورداً على الانتقادات الموجهة إليه، قال الجبوري إن لقاءه مع بارزاني «جاء لإيقاف تدهور العلاقة بين المركز والإقليم بعد التداعيات الخطيرة التي خلفها استفتاء 25 سبتمبر (أيلول)». واعتبر الجبوري في بيان صدر عن مكتبه أمس، أن «دخول دول إقليمية في الأزمة كأطراف يهدد أمن واستقرار العراق كدولة»، وأن اللقاء كان «من أجل إعادة جميع الأطراف إلى البحث عن مخرج وإنهاء حالة القطيعة بين المركز والإقليم، وللحيلولة دون تفاقم الأمور والوصول إلى طرق مغلقة»، مشدداً على «ضرورة التمسك بوحدة العراق وأمن شعبه واستقراره والحفاظ على المسارات السياسية والاحتكام إلى الدستور فهو الفيصل في كل الأزمات، ومعالجة الأمور التي أدت إلى تفاقم الأوضاع على هذا النحو المخيف».
من جهته، قال رئيس المجلس الإسلامي الأعلى ونائب رئيس مجلس النواب همام حمودي إنه «حذّر الجبوري من الذهاب إلى هناك (أربيل)». وعبّر حمودي في بيان صادر عن «أسفه» للزيارة التي قام بها الجبوري، مشدداً على أنها «شخصية ومخيبة للآمال ولا علاقة لهيئة رئاسة البرلمان بها»، مشيراً إلى أن الزيارة «تسير بالاتجاه المخالف لتوجه مجلس النواب الذي صوت على عدة قرارات ضد قادة إقليم كردستان جراء إجراء الاستفتاء»، لافتاً إلى أن «الزيارة لا تغير من قناعات البارزاني شيئاً، فضلاً عن أن حل الأزمة لا يأتي إلا بعد إلغاء نتائج الاستفتاء، والالتزام بالدستور، وقرارات المحكمة الاتحادية».



مدارس لبنانية تفتح أبوابها للتلاميذ لتلقي العلم وسط النازحين

المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)
المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)
TT

مدارس لبنانية تفتح أبوابها للتلاميذ لتلقي العلم وسط النازحين

المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)
المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)

في بلدة عمشيت الساحلية الهادئة التي تبعد 45 دقيقة بالسيارة شمالي بيروت، استأنفت المدارس الحكومية أخيراً مهمتها التعليمية وسط عشرات الآلاف من النازحين الذين اتخذوا من بعض المدارس مأوى مؤقتاً.

وحسب «رويترز»، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إنه مع تصاعد الصراع بين إسرائيل و«حزب الله» في سبتمبر (أيلول) لحق الدمار بمئات المدارس في لبنان أو اضطرت لغلق أبوابها بسبب الأضرار أو المخاوف الأمنية.

وقالت وزارة التربية والتعليم العالي اللبنانية إنه تم تحويل 505 مدارس من بين نحو 1250 مدرسة حكومية في لبنان إلى ملاجئ مؤقتة لبعض النازحين الذين يبلغ عددهم 840 ألف شخص.

وبدأت الوزارة، الشهر الماضي، إعادة فتح المدارس على مراحل، مما سمح بعودة 175 ألف طالب منهم 38 ألف نازح إلى بيئة تعليمية لا تزال بعيدةً عن وضعها الطبيعي.

وفي مدرسة عمشيت الثانوية الحكومية، التي تضم الآن 300 طالب مسجل ويُتوقع انضمام المزيد منهم مع استمرار وصول العائلات النازحة، تحولت المساحات المألوفة ذات يوم إلى مكان مخصص لاستيعاب الواقع الجديد.

وقال مدير المدرسة، أنطوان عبد الله زخيا، إنه قبل شهرين ونصف الشهر اختيرت المدرسة كملجأ.

واليوم، تتدلى الملابس المغسولة من نوافذ الفصول الدراسية، وتملأ السيارات ساحة اللعب التي كانت ذات يوم منطقةً صاخبة، والممرات التي كان يتردد فيها صوت ضحكات التلاميذ أصبحت الآن استراحةً للعائلات التي تبحث عن ملجأ.

وأعربت فادية يحفوفي، وهي نازحة تعيش مؤقتاً في المدرسة، عن امتنانها الممزوج بالشوق. وقالت: «بالطبع، نتمنى العودة إلى منازلنا. لا أحد يشعر بالراحة إلا في المنزل».

كما أعربت زينة شكر، وهي أم نازحة أخرى، عن قلقها على تعليم أطفالها.

وقالت: «كان هذا العام غير عادل. بعض الأطفال يدرسون بينما لا يدرس آخرون. إما أن يدرس الجميع، أو يجب تأجيل العام الدراسي».

التعليم لن يتوقف

قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن الخطة المرحلية لاستئناف الدراسة ستشمل تسجيل 175 ألف طالب من بينهم 38 ألف طفل نازح في 350 مدرسة عامة غير مستخدمة كملاجئ. وقال وزير التربية والتعليم العالي، عباس الحلبي، لـ«رويترز»: «العملية التعليمية هي أحد مظاهر مقاومة العدوان الذي يواجهه لبنان». وأضاف الحلبي أن قرار استئناف العام الدراسي كان صعباً لأن العديد من الطلاب والمدرسين النازحين لم يكونوا مستعدين نفسياً للعودة إلى المدرسة. وفي مبنى مجاور في مدرسة عمشيت الثانوية الرسمية، يتأقلم المعلمون والطلاب مع أسبوع مضغوط مدته 3 أيام ويشمل كل يوم 7 حصص دراسية لزيادة وقت التعلم إلى أقصى حد.

ولا تزال نور قزحيا (16 عاماً)، وهي من سكان عمشيت، متفائلة. وقالت: «لبنان في حالة حرب، لكن التعليم لن يتوقف. سنواصل السعي لتحقيق أحلامنا». ويتأقلم المعلمون مع الظروف الصعبة. وقال باتريك صقر وهو مدرس فيزياء (38 عاماً): «الجميع مرهقون ذهنياً... في نهاية المطاف، هذه الحرب تطولنا جميعاً». وبالنسبة لأحمد علي الحاج حسن (17 عاماً) النازح من منطقة البقاع، يمثل الأسبوع الدراسي الذي يدوم 3 أيام تحدياً لكنه ليس عائقاً. وقال: «هذه هي الظروف. يمكننا أن ندرس رغم وجودها».