الغلوكوما.. ومشكلات التشخيص

ضغط العين الطبيعي يخفي أحيانا الإصابة بالمرض

الغلوكوما.. ومشكلات التشخيص
TT

الغلوكوما.. ومشكلات التشخيص

الغلوكوما.. ومشكلات التشخيص

هل قمت يوما ما بقياس ضغط عينك في عيادة الطبيب؟ يتطلب القياس عادة توجيه الطبيب لمسبار أو قيامه بنفخ الهواء في قرنية العين ليكشف ما إذا كان الضغط داخل العين مرتفعا. وإن كان الضغط عاليا فإنه إشارة رئيسة على وجود الغلوكوما glaucoma (المياه الزرقاء). لكن ارتفاع ضغط العين لا يشكل على الدوام وسيلة دقيقة لاختبار الحالة، ففي بعض الأحيان قد يكون ضغط العين طبيعيا، لكنك لا تزال مصابا بالغلوكوما.

أنواع الغلوكوما

يحدث فقد النظر بسبب الغلوكوما نتيجة لتلف العصب البصري، المسؤول عن إرسال الإشارات الكهربية إلى المخ، الذي يقوم بتحويل الإشارات على صور. وغالبا ما ينتج تلف العصب البصري عن الارتفاع الكبير في ضغط العين نتيجة تراكم السائل داخل العين. وفي أكثر أنواع الغلوكوما انتشارا، وهي «غلوكوما مفتوحة الزاوية» open - angle glaucoma، عادة ما يكون تلف العصب غير مؤلم ويحدث بشكل تدريجي. (أما في النوع الأقل شيوعا وهو «غلوكوما الزاوية المغلقة» closed - angle glaucoma، فقد يعاني الأفراد من ألم مفاجئ، وغثيان).
لكن تلف العصب يحدث في بعض الأحيان من دون ارتفاع الضغط أو تراكم السائل. وهو ما يطلق عليه «غلوكوما التوتر الطبيعي» normal - tension glaucoma (NTG). وتقول الدكتورة لوسي شين، طبيبة العيون وأخصائية الغلوكوما في مستشفى ماساتشوستس للعيون والأذن التابعة لجامعة هارفارد: «قد يتسبب الضغط لدى بعض المرضى في الحالات الطبيعية في تلف العصب. وربما يكون لذلك علاقة بالضغط داخل قحف المخ أو تدفق الدم بشكل خطر يحرم العصب من الأكسجين ويسبب التلف. لكن غالبية الأطباء يرون أن العصب البصري أكثر هشاشة لدى بعض المرضى».

التشخيص والعلاج

عادة ما تكون الغلوكوما غير مصحوبة بآلام ومن دون أعراض إلى حين يبدأ المصاب في فقدان الرؤية المحيطية. وذلك قد يمثل سببا في إعطاء الأهمية لإجراء فحص شامل للعين. لكن «غلوكوما التوتر المنخفض» لا تلاحظ في بعض الأحيان على الرغم من الاختبار. وتقول الدكتورة شين: «نرى ذلك يحدث في حالات لم يتم تقييم العصب البصري فيها بعناية».
يتضمن تشخيص «غلوكوما التوتر الطبيعي» قياس ضغط العين وكثافة القرنية، وفحص العصب البصري خشية التلف، واختبار الميدان البصري لتحديد وظيفة العصب والتقاط صورة للعصب البصري ومؤخرة العين. ويتم علاج «غلوكوما التوتر الطبيعي» طريقة علاج الغلوكوما العادية، عبر محاولة خفض ضغط العين - حتى وإن كان الضغط طبيعيا. ويجري ذلك باستخدام قطرات العين أو العلاج (الترقيع) بالليزر (trabeculoplasty) لتحسين نزح السائل من العين. وإذا ازداد سوء حالة الغلوكوما، ربما تشكل جراحة توسيع مجري التصريف ضرورة.

نصائح طبية

لمنع غلوكوما التوتر الطبيعي وأي غلوكوما أخرى، يجب تجنب التدخين واستهلاك الكافيين الزائد، التي قد ترفع من ضغط العين. ويقول الدكتور شين إنه لا توجد مواد غذائية محددة تساعد في منع الغلوكوما. وأفضل السبل لوقف ومنع الغلوكوما ربما تكون بالفحص الشامل للعين. والأفراد المعرضون لخطر الغلوكوما يجب أن يقوموا بفحص سنوي شامل للعين. والأفراد الذين تجاوزا سن الخامسة والستين، والأميركيون ذوو الأصول الأفريقية والأفراد الذين ينحدرون من عائلات لها تاريخ مرضي بالغلوكوما، والأفراد المصابون بأمراض القلب، ومرضى ضغط الدم المرتفع، والسكري أو الغدة الدرقية، معرضون لخطر متزايد.

* رسالة هارفارد الصحية



كبسولة «البكتيريا النافعة» تعالج مشكلات الهضم لمرضى السكري

الكبسولات تحتوي على عينة من ميكروبات الأمعاء المفيدة (جامعة كوبنهاغن)
الكبسولات تحتوي على عينة من ميكروبات الأمعاء المفيدة (جامعة كوبنهاغن)
TT

كبسولة «البكتيريا النافعة» تعالج مشكلات الهضم لمرضى السكري

الكبسولات تحتوي على عينة من ميكروبات الأمعاء المفيدة (جامعة كوبنهاغن)
الكبسولات تحتوي على عينة من ميكروبات الأمعاء المفيدة (جامعة كوبنهاغن)

كشف باحثون في جامعة آرهوس بالدنمارك عن نتائج وصفوها بـ«الواعدة» لعلاج جديد يعتمد على كبسولات تحتوي على «البكتيريا النافعة»، كوسيلة فعّالة لتخفيف مشكلات الهضم لدى مرضى السكري من النوع الأول.

وأوضح الباحثون أن دراستهم تُعد الأولى من نوعها التي تختبر هذا العلاج على مرضى السكري الذين يعانون من اعتلال الجهاز الهضمي، ونُشرت النتائج، الأربعاء، بدورية (EClinicalMedicine).

ويُعد اعتلال الجهاز الهضمي لدى مرضى السكري من المضاعفات الشائعة التي تصيب ما يصل إلى 25 في المائة من مرضى السكري، خصوصاً أولئك المصابون بالنوع الأول.

ويحدث نتيجة تلف الأعصاب التي تتحكم في حركة الأمعاء؛ مما يؤدي إلى اضطرابات في وظيفة الجهاز الهضمي.

وتشمل الأعراض الرئيسة لهذا الاضطراب الغثيان، والتقيؤ، والانتفاخ، والإسهال، والإمساك، مما يؤثر بشكل كبير على جودة حياة المرضى. وتظل خيارات العلاج محدودة وغالباً غير فعّالة، مما يبرز أهمية البحث عن حلول علاجية جديدة.

ووفقاً للباحثين، فإن العلاج الجديد يعتمد على ما يسمى بـ«زرع البراز»، وهي تقنية تتضمن نقل «البكتيريا النافعة» من متبرعين أصحاء إلى أمعاء المرضى. ويتم ذلك عبر كبسولات تحتوي على عينة من ميكروبات الأمعاء المفيدة.

ويهدف العلاج إلى استعادة التوازن الطبيعي لـ«ميكروبيوتا الأمعاء» في المرضى الذين يعانون من اختلال في تركيبة البكتيريا بسبب اعتلال الجهاز الهضمي. ويساهم هذا التوازن في تحسين حركة الأمعاء وتقليل الأعراض الناتجة عن تلف الأعصاب التي تؤثر على أداء الجهاز الهضمي.

وشملت الدراسة 20 مريضاً تم توزيعهم عشوائياً لتلقي إما كبسولات تحتوي على «البكتيريا النافعة» أو كبسولات وهمية. ووجد الباحثون أن درجات أعراض المرض في مجموعة «البكتيريا النافعة» انخفضت من 58 إلى 35 على مقياس تقييم أعراض الجهاز الهضمي. بينما انخفضت الدرجات في مجموعة العلاج الوهمي من 64 إلى 56 فقط.

كما ارتفعت جودة الحياة في مجموعة «البكتيريا النافعة» من 108 لـ140 على مقياس تأثير متلازمة القولون العصبي، مقارنة بتحسن من 77 لـ92 بمجموعة العلاج الوهمي.

ويُستخدم «زرع البراز» حالياً كعلاج فعّال لعدوى بكتيرية تُسمى «المطثية العسيرة» التي تصيب القولون، ولكن هذه هي المرة الأولى التي تُختبر فيها الطريقة على مرضى اعتلال الجهاز الهضمي السكري.

وأظهرت النتائج أن العلاج آمن وفعّال، مما يمنح الأمل لمرضى السكري الذين يعانون من اعتلال الجهاز الهضمي، ويواجهون ندرة الخيارات العلاجية.

وقالت الباحثة الرئيسة للدراسة بجامعة آرهوس، الدكتورة كاترين لونبي هويَر: «شهد المرضى تحسناً كبيراً في جودة حياتهم وأعراض المرض، يفوق بكثير ما لاحظناه مع العلاج الوهمي، وهذه النتائج واعدة جداً».

وأضافت عبر موقع الجامعة: «بالنسبة لبعض المرضى، يعني هذا العلاج استعادة السيطرة على حياتهم اليومية، ونأمل أن نكرر الدراسة على نطاق أوسع لضمان استفادة المزيد من المرضى».