الطلاب الموريتانيون في مصر... أزمة في توزيع 90 مقعداً جامعياً مجانياً

السفارة أحالت الملفات إلى وزارة التعليم العالي والأخيرة تلتزم الصمت

طلاب من عدة جنسيات أمام حرم جامعة الأزهر بالقاهرة (غيتي)
طلاب من عدة جنسيات أمام حرم جامعة الأزهر بالقاهرة (غيتي)
TT

الطلاب الموريتانيون في مصر... أزمة في توزيع 90 مقعداً جامعياً مجانياً

طلاب من عدة جنسيات أمام حرم جامعة الأزهر بالقاهرة (غيتي)
طلاب من عدة جنسيات أمام حرم جامعة الأزهر بالقاهرة (غيتي)

لا تزال أزمة الطلاب الموريتانيين في مصر مع سفارة بلدهم في القاهرة مستمرة، رغم التهدئة والابتعاد عن التصعيد، فيما تؤكد السفارة أن ملف المقاعد الجامعية المعفاة من الرسوم لم يعد بحوزتها، وإنما أصبحت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الموريتانية هي التي تتولى تسيير وتوزيع هذه المقاعد المجانية التي تقدم سنوياً من طرف السلطات المصرية، في إطار اتفاقية التبادل الثقافي بين البلدين.
- مصير مجهول
الأزمة اندلعت في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، عندما نظم طلاب موريتانيون اعتصاماً داخل مباني السفارة، وهو الاعتصام الذي لوح السفير الموريتاني في القاهرة باستدعاء الشرطة المصرية من أجل فضه، وأثيرت ضجة إعلامية كبيرة في موريتانيا حول هذا التهديد، ولكن بعد مفاوضات بين الطلاب وجهات داخل السفارة تم التوصل إلى تسوية ودية مكنت من فض الاعتصام بطريقة سلمية.
ومع أن الطلاب توقفوا عن الاحتجاج أمام وداخل مباني السفارة في القاهرة، إلا أنهم يؤكدون أنهم يواجهون هذا العام الجامعي (2017 - 2018) «مصيراً مجهولاً وواقعاً صعباً»، بعد أن «رفضت» السفارة منحهم مقاعد التبادل الثقافي التي يصل عددها إلى أكثر من 90 مقعداً جامعياً معفاة من الرسوم تمنحها الجامعات المصرية سنوياً للطلاب الموريتانيين، وكانت السفارة هي التي تتولى توزيعها ويكفي للحصول عليها التقدم بملف وطلب بسيط.
- تحت وصاية وزارة التعليم
في آخر تطورات الأزمة، وجه الطلاب الموريتانيون في مصر رسالة مفتوحة إلى الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، يطالبونه فيها بالتدخل الفوري من أجل حل الأزمة و«منع ضياع مستقبل عشرات الطلاب الجدد»، وفق نص الرسالة. وفيما يتهم الطلاب السفارة الموريتانية في القاهرة بالتلاعب بهذه المقاعد المجانية، والمماطلة في منحها للطلاب الذين يستحقونها، نفت السفارة هذه التهمة، وقال مصدر مأذون في السفارة لـ«الشرق الأوسط» إنها لم تعد مسؤولة عن تسيير ومنح هذه المقاعد الدراسية، التي أصبحت تحت وصاية مباشرة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في نواكشوط.
وأوضح المصدر ذاته أن وزير التعليم العالي والبحث العلمي الموريتاني سيدي ولد سالم، وقع على اتفاقية مع الجانب المصري، في يوليو (تموز) الماضي، تتولى بموجبها الوزارة تسيير هذه المقاعد الدراسية؛ وذلك ضمن خطة موريتانية جديدة تهدف إلى تسيير المنح الدراسية واستغلالها من أجل تكوين خبرات وطنية في تخصصات مطلوبة في السوق.
وقالت السفارة الموريتانية في القاهرة إن جميع ملفات الطلاب التي كانت بحوزة ملحقيتها الثقافية تمت إحالتها إلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في نواكشوط، وذلك من أجل دراستها واتخاذ الإجراء المناسب بشأنها، بناء على طلب من الوزارة. وأضافت أنه «ليس للسفارة ولا الملحقية الثقافية أي دخل في ذلك، لأن هذا هو الإجراء الإداري الطبيعي المتبع في جميع السفارات، حيث تتلقي السفارة لائحة من الوزارة الوصية، والسفارات ملزمة بتنفيذ التوصيات التي ترد منها»، وفق تعبير المصدر.
واستغرب المصدر ضغط الطلاب المستمر على السفارة وملحقيتها الثقافية، بدل التوجه إلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي؛ الجهة الوصية على توزيع المنح الدراسية، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنه «في السنوات الماضية عندما كانت المقاعد توزع من طرف السفارة لم تحدث أي مشاكل، والطلاب يشهدون على ذلك»، وفق تعبير المصدر.
- صخب إعلامي
في ظل تفاعل الأزمة بين الطلاب والسفارة، وتداولها على نطاق واسع في الصحافة المحلية الموريتانية، لا تزال وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تلتزم الصمت حيال الموضوع، مع أن الوزير سيدي ولد سالم كان قد استقبل في مكتبه بنواكشوط السفير المصري المعتمد لدى موريتانيا ماجد مصلح نافع، خلال الأيام الأولى للأزمة.
ومع أن اللقاء انتهى من دون الإدلاء بأي تصريحات صحافية، فإن الوكالة الموريتانية للأنباء (الرسمية) قد كتبت في برقية إخبارية مقتضبة أن اللقاء خصص «لاستعراض علاقات التعاون القائمة بين البلدين الشقيقين، وسبل تطويره، خاصة فيما يتعلق باختصاص قطاع التعليم العالي والبحث العلمي»، من دون إعطاء تفاصيل أكثر.
وحظيت الأزمة بين الطلاب والسفارة بتغطية إعلامية واسعة من طرف الصحافة الموريتانية، وكانت محل اهتمام كبير لدى الرأي العام المحلي؛ إذ أعلنت عدة نقابات طلابية عن دعمها هؤلاء الطلاب؛ واتهمت هذه النقابات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالهيمنة على منح الطلاب في ظل شكوك حول «نزاهة» آلية التوزيع المعتمدة من طرف الوزارة.
- تضامن طلابي
الاتحاد العام للطلاب الموريتانيين أعلن وقوفه إلى جانب الطلاب الموريتانيين في مصر «حتى تتحقق مطالبهم»، ودعا وزارة التعليم العالي والبحث العلمي إلى «العدول فورا عن قرار تولي تسيير وتوزيع المقاعد الجامعية المصرية، ومنح التسجيل للطلاب عن طريق السفارة كما جرت به العادة في السنوات المنصرمة».
أما الاتحاد الوطني لطلبة موريتانيا، وهو واحد من أكثر التنظيمات الطلابية قوة وتنظيماً، فقد أصدر بياناً صحافياً أعلن فيه رفضه القاطع لما قال إنه «الاعتداء على الطلاب الموريتانيين في مصر وتهديد السفارة الموريتانية لهم دون مبرر»، مشيراً إلى أنه يتوجب حل الأزمة في أسرع وقت وإلا فإنه سيدخل على خط التصعيد في جامعة نواكشوط.
وتمنح مصر ما يزيد على 90 مقعدا جامعيا كل عام لصالح الطلاب الموريتانيين، تتوزع على النحو التالي: 40 مقعدا في إطار اتفاقية مع وزارة التعليم العالي، و30 مقعداً في إطار اتفاقية مع وزارة الصيد، و22 مقعدا تقدمها وزارة الخارجية المصرية.
- اتفاقية تعاون
في آخر اتفاقية تعاون موقعة بين مصر وموريتانيا في شهر مايو (أيار) الماضي، وضع البلدان أسس تعاون وشراكة بين «الشركة الوطنية المصرية للثروة السمكية والأحياء المائية» والحكومة الموريتانية، في مجال التأهيل والتدريب والبحث العلمي والاستزراع السمكي، وبناء سفن الصيد وإدارة الموانئ والتفتيش الصحي وجودة المنتج والاستثمار والتصنيع والتثمين والتبادل التجاري.
وتأتي هذه الاتفاقية في ظل توجه موريتانيا نحو تنفيذ استراتيجية وطنية لتشجيع الموريتانيين على العمل في قطاع الصيد؛ إذ تعد موريتانيا واحدة من أغنى دول العالم بالأسماك، ولكن أغلب العاملين في هذا القطاع من الأجانب (سنغاليون وماليون وغامبيون)، بسبب عزوف الموريتانيين عن البحر نتيجة لثقافة بدوية متجذرة في المجتمع، ومن المنتظر أن يتم تكوين آلاف الموريتانيين على مهن متعددة في مجال الصيد.
وتشير الاتفاقية الأخيرة مع مصر إلى أن الطلاب الموريتانيين سيستفيدون من منح دراسية مجانية في المؤسسات التعليمية المصرية في مجال علوم البحار والثروة السمكية، وذلك مساهمة من مصر في دعم الاستراتيجية الموريتانية لتوجيه مواطنيها نحو العمل والاستثمار في قطاع الصيد.
وبموجب هذه الاتفاقية، ستقدم جامعة الإسكندرية 10 منح دراسية مجانية للطلاب الموريتانيين في مرحلة الدراسات العليا، مقسمة إلى 5 منح دكتوراه، و5 منح للماجستير. وكذلك 10 منح دراسية مجانية لمرحلة الدراسات العليا من جامعة كفر الشيخ في تخصص الثروة السمكية وعلوم البحار. كما يقدم المعهد القومي لعلوم البحار التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي 15 منحة للدراسات العليا للطلاب الموريتانيين في مختلف التخصصات البحرية.


مقالات ذات صلة

دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

الولايات المتحدة​ دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

أظهر بحث جديد أن مدى جودة مدرستك الثانوية قد يؤثر على مستوى مهاراتك المعرفية في وقت لاحق في الحياة. وجدت دراسة أجريت على أكثر من 2200 من البالغين الأميركيين الذين التحقوا بالمدرسة الثانوية في الستينات أن أولئك الذين ذهبوا إلى مدارس عالية الجودة يتمتعون بوظيفة إدراكية أفضل بعد 60 عاماً، وفقاً لشبكة «سكاي نيوز». وجد الباحثون أن الالتحاق بمدرسة مع المزيد من المعلمين الحاصلين على تدريب مهني كان أوضح مؤشر على الإدراك اللاحق للحياة. كانت جودة المدرسة مهمة بشكل خاص للمهارات اللغوية في وقت لاحق من الحياة. استخدم البحث دراسة استقصائية أجريت عام 1960 لطلاب المدارس الثانوية في جميع أنحاء الولايات المتحدة

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم العربي مصر: نفي رسمي لـ«إلغاء مجانية» التعليم الجامعي الحكومي

مصر: نفي رسمي لـ«إلغاء مجانية» التعليم الجامعي الحكومي

نفت الحكومة المصرية، أمس السبت، عزمها «إلغاء مجانية التعليم الجامعي»، مؤكدة التزامها بتطوير قطاع التعليم العالي. وتواترت أنباء خلال الساعات الماضية حول نية الحكومة المصرية «إلغاء مجانية التعليم في الجامعات الحكومية»، وأكد مجلس الوزراء المصري، في إفادة رسمية، أنه «لا مساس» بمجانية التعليم بكل الجامعات المصرية، باعتباره «حقاً يكفله الدستور والقانون لكل المصريين».

إيمان مبروك (القاهرة)
«تشات جي بي تي»... خصم وصديق للتعليم والبحث

«تشات جي بي تي»... خصم وصديق للتعليم والبحث

لا يزال برنامج «تشات جي بي تي» يُربك مستخدميه في كل قطاع؛ وما بين إعجاب الطلاب والباحثين عن معلومة دقيقة ساعدهم «الصديق (جي بي تي)» في الوصول إليها، وصدمةِ المعلمين والمدققين عندما يكتشفون لجوء طلابهم إلى «الخصم الجديد» بهدف تلفيق تأدية تكليفاتهم، لا يزال الفريقان مشتتين بشأن الموقف منه. ويستطيع «تشات جي بي تي» الذي طوَّرته شركة الذكاء الصناعي «أوبن إيه آي»، استخدامَ كميات هائلة من المعلومات المتاحة على شبكة الإنترنت وغيرها من المصادر، بما في ذلك حوارات ومحادثات بين البشر، لإنتاج محتوى شبه بشري، عبر «خوارزميات» تحلّل البيانات، وتعمل بصورة تشبه الدماغ البشري. ولا يكون النصُّ الذي يوفره البرنامج

حازم بدر (القاهرة)
تحقيقات وقضايا هل يدعم «تشات جي بي تي» التعليم أم يهدده؟

هل يدعم «تشات جي بي تي» التعليم أم يهدده؟

رغم ما يتمتع به «تشات جي بي تي» من إمكانيات تمكنه من جمع المعلومات من مصادر مختلفة، بسرعة كبيرة، توفر وقتاً ومجهوداً للباحث، وتمنحه أرضية معلوماتية يستطيع أن ينطلق منها لإنجاز عمله، فإن للتقنية سلبيات كونها قد تدفع آخرين للاستسهال، وربما الاعتماد عليها بشكل كامل في إنتاج موادهم البحثية، محولين «تشات جي بي تي» إلى أداة لـ«الغش» العلمي.

حازم بدر (القاهرة)
العالم العربي بن عيسى يشدد على أهمية التعليم لتركيز قيم التعايش

بن عيسى يشدد على أهمية التعليم لتركيز قيم التعايش

اعتبر محمد بن عيسى، الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، ووزير الخارجية المغربي الأسبق، أن مسألة التعايش والتسامح ليست مطروحة على العرب والمسلمين في علاقتهم بالأعراق والثقافات الأخرى فحسب، بل أصبحت مطروحة حتى في علاقتهم بعضهم ببعض. وقال بن عيسى في كلمة أمام الدورة الحادية عشرة لمنتدى الفكر والثقافة العربية، الذي نُظم أمس (الخميس) في أبوظبي، إن «مسألة التعايش والتسامح باتت مطروحة علينا أيضاً على مستوى بيتنا الداخلي، وكياناتنا القطرية، أي في علاقتنا ببعضنا، نحن العرب والمسلمين».

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)

وسائل التواصل الاجتماعي... روابط مباشرة بين الجامعات والطلاب

وسائل التواصل الاجتماعي... روابط مباشرة بين الجامعات والطلاب
TT

وسائل التواصل الاجتماعي... روابط مباشرة بين الجامعات والطلاب

وسائل التواصل الاجتماعي... روابط مباشرة بين الجامعات والطلاب

لا يخفى على أحد أهمية وسائل التواصل الاجتماعي أو وسائل الإعلام الاجتماعية على شبكة الإنترنت بالنسبة للأفراد والمؤسسات الخاصة والعامة والشركات التجارية والحكومات وأجهزة الأمن المحلية والدولية والمراكز الطبية هذه الأيام. إذ يتزايد استخدام هذه الوسائل بوتيرة مثيرة للاهتمام ويتعدد استخدامات هذه الوسائل في كثير من الحقول الهامة لتحسين أدائها وتطويرها وربط ما أمكن من معلومات ببعضها بعضا وتوفيرها لجميع المعنيين بأسرع وأوضح صورة ممكنة. ومن هذه الحقول بالطبع الحقل التعليمي، إذ كان من أول الحقول التي عملت على استغلال شبكة الإنترنت وحاولت الاستفادة من تقنياتها وقدراتها على التحفيز وتطوير أداء المعلمين والطلاب على حد سواء. وقد بدأت وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرا تلعب دورا جوهريا كبيرا في الحياة التعليمية، أكان ذلك في المدارس العادية أم في الجامعات الهامة.

تفوق في التواصل والأكاديميا
تشير الأرقام الأخيرة إلى أن نصف سكان المعمورة يستخدمون شبكة الإنترنت هذه الأيام، وأن عدد الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي على الشبكة ارتفع بنسب 21 في المائة من عام 2015 أي منذ عامين فقط. وقد وصل عدد الذين يستخدمون هذه الوسائل الاجتماعية إلى 2.8 مليار مستخدم العام الماضي.
وأظهرت آخر الدراسات لمؤسسة «يوني شوتس» الطلابية لإنتاج الفيديو، أن جامعة تتربع على عرش الجامعات البريطانية من ناحية عدد المتابعين لوسائلها الخاصة بالتواصل الاجتماعي. وأن جامعة كامبردج في المرتبة الثانية في هذا المجال.
أما في المرتبة الثالثة فقد جاءت كلية لندن للاقتصاد التي تعتبر من الجامعات الهامة على الصعيد العالمي في مجال العلوم الإنسانية. وقد حاولت شركة إنتاج الفيديو هذه التي أسسها بعض الخريجين التعرف عما إذا كان أي ترابط بين ترتيب صحيفة الـ«غارديان» البريطانية لأفضل الجامعات لعام 2018 وبين النتائج التي توصلت إليها حول عدد المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعي لهذه الجامعات.
وكما تقول تقول سيتا فارداوا في مقال خاص على موقع مؤسسة «ذا»، إن العلاقة بين ترتيب أفضل الجامعات وترتيب الجامعات من ناحية عدد المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعي لديها متنوع جدا وغير واضح وليس مشروطا. ففيما كان هناك ترابط في حالة جامعتي أكسفورد وكامبردج اللتين تحتلان المركزين الأول والثاني في كل من التصنيفين، جاءت جامعة لندن متروبوليتان (جامعة لندن الحضريةLondon Metropolitan University - وهي جامعة بحثية عامة) في المركز الرابع في ترتيب المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعية، بينما كانت في الترتيب 117 على لائحة صحيفة الـ«غارديان» لأفضل الجامعات.
لا بد من التذكير هنا بأن مؤسسة «ذا» أو موقع «ذا»، يهتم بتأمين المعلومات تزويد البيانات التي تدعم التميز الجامعي في كل قارة في جميع أنحاء العالم. وهي من المراجع الهامة والرائدة «في تصنيف الجامعات الأكثر تأثيرا في العالم، ولديها خبرة تقارب خمسة عقود كمصدر للتحليل والبصيرة في التعليم العالي»، كما لديها خبرة «لا مثيل لها في الاتجاهات التي يقوم عليها أداء الجامعة عالميا. وتستخدم بياناتنا وأدوات قياسها من قبل كثير من الجامعات المرموقة في العالم لمساعدتهم على تحقيق أهدافهم الاستراتيجية».

{فيسبوك» نافذة للجامعات
وبالعودة لـ«يوني شوتس»، فقد أظهرت نتائج الدراسة الأخيرة أن الـ«فيسبوك» كان المنصة الأكثر اختيارا من قبل المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعي والتي فضلوا استخدامها لمتابعة جميع الجامعات، وحصدت على أعلى الأرقام مقارنة مع بقية وسائل التواصل الأخرى.
ويقول مؤسس «يوني شوتس» روس ليندغرين، في هذا الإطار إنه «قررنا التركيز على (فيسبوك) و(إنستغرام) و(يوتيوب) في بحثنا الأولي لأن المحادثات التي أجريناها مع الطلاب تشير إلى أن هذه هي أكثر المنصات استخداما في السنوات الأخيرة». وقال روس ليندغرين، مؤسس «يوني شوتس»: «قررنا التركيز على (فيسبوك) و(إنستغرام) و(يوتيوب) في بحثنا الأولي لأن المحادثات التي أجريناها مع الطلاب تشير إلى أن هذه هي أكثر المنصات استخداما في السنوات الأخيرة». ويبدو أن وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، التي ارتفع استخدامها في السنوات الأخيرة في بال ليندغرين، إذ أضاف أن المؤسسة تخطط في المستقبل للبحث في حجم استخدامات ومتابعات «تويتر» واستخدام «سناب شات». ومن النتائج التي أظهرتها الدراسة التي شملت 121 جامعة أيضا، أنه كان للجامعات التي كانت الأكثر نشاطا على وسائل التواصل الاجتماعي، أيضا أكبر عدد من الأتباع على جميع المنصات. وخصوصا في منصة حجم استخدام الـ«يوتيوب».
وتشمل هذه المنصات، عدد المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعي، عدد زيارات موقع الجامعة (بالملايين) خلال الأشهر الستة الأخيرة لعام 2017، وعدد المتابعين لـ«فيسبوك» في كل جامعة، عدد المتابعين لـ«إنستغرام» في كل جامعة، وعدد المتبعين لـ«يوتيوب» في كل جامعة.

وسيلة للطلاب الأجانب
وعلى صعيد آخر، أكد المدير الإداري في مؤسسة «هوبسونز» الخاصة بالتعليم العالي جيرمي كوبر أن الطلاب حول العالم يستخدمون مواقع الشبكات الاجتماعية للبحث واختيار كلياتهم هذه الأيام وأكثر من أي وقت مضى، وذلك في تعليق خاص حول كيفية استخدام الطلاب الأجانب لوسائل الإعلام الاجتماعية لاختيار إحدى الجامعات البريطانية للدراسة.
وقد كشف «المسح الدولي للطلاب - ISS» السنة الحالية أن أهمية وسائل التواصل الاجتماعي تتزايد وتنمو باطراد بالنسبة للطلاب الدوليين أو الأجانب. كما أظهر المسح أن «حملات وسائل الإعلام أو التواصل الاجتماعي تشكل كيف ينظر هؤلاء الطلاب المحتملون إلى المملكة المتحدة كمكان للدراسة».
ويقول كوبر، إن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت الآن بالنسبة للشباب الوسيلة الرئيسية لجمع المعلومات والتواصل مع أصدقائهم ومعارفهم. ويبدو من النتائج التي حصل عليها «المسح الدولي»، أن «83 في المائة من الطلاب المحتملين يستخدمون قنوات اجتماعية للبحث عن الجامعات، أي بزيادة قدرها 19 في المائة بين عامي 2016 و2017». وفيما «تختلف التفضيلات من بلد إلى آخر، فإن مواقع التواصل الاجتماعي الرئيسية (فيسبوك) و(يوتيوب) و(إنستغرام) تهيمن على استخدام الشبكات الاجتماعية الأخرى والمعروفة».
ويبدو أن الطلاب يبدأون باستخدام وسائل الاتصال هذه قبل إجراء أي تحقيق حول مستقبلهم التعليمي وأين سيدرسون، الأمر الذي يشير إلى أهمية المشاركة المبكرة على هذه الوسائل. ويترافق هذا مع ارتفاع في نسبة عدد الطلاب والمهتمين باستخدام «واتساب» للتواصل مع الجامعات التي يهتمون بها ووصلت نسبة الارتفاع إلى 42 في المائة، بينما فضل 35 في المائة استخدام «فيسبوك».
وأهم ما كشفه بحث «المسح الدولي» هو أن هناك رابطا مباشرا وهاما وإيجابيا أيضا بين شعبية قنوات وسائل التواصل الاجتماعي للجامعات وعدد الطلاب الدوليين الذين تجذبهم هذه الجامعات.
ويبدو أيضا هناك دور كبير لطبيعة اللغة المستخدمة لقنوات التواصل الاجتماعي للجامعات، وطبيعة الترحيب بالطلاب الأجانب، في جذب الطلاب. إذ إن هذه القنوات قادرة على تكوين وتشكيل الكيفية التي ينظر بها الطلاب إلى الجامعات البريطانية بشكل عام.
ويتبين من نتائج «المسح الدولي» أن 84 في المائة من الطلاب الدوليين المحتملين يقولون إن حملات مثل حملتي «كلنا دوليون - #WeAreInternational» و«لندن مفتوحة - #LondonIsOpen» - بالإضافة إلى حملة عمدة لندن - تؤثر بشكل إيجابي على تصورهم عن المملكة المتحدة.

ترحيب إلكتروني
لاستقطاب الدارسين
يؤكد جيرمي كوبر في هذا المضمار، أن ترحيب الجامعات مهم جدا في عملية استقطاب الطلاب ومنحهم الشعور الإيجابي نحو الجامعة، إذ إن 31 في المائة من الطلاب الذين تم استطلاعهم يعتبرون عملية الترحيب العامل الرئيسي في اختيارهم للجامعة التي يريدون الدراسة فيها.
وعندما سأل الطلاب: ما إذا كانوا يستخدمون وسائل الاتصال الاجتماعي كجزء من عملية البحث عندما يقررون المكان الذين سيدرسون فيه، 90 في المائة من الطلاب الصينيين قالوا إنها جزء ضرورة في عملية البحث واتخاذ القرار، بينما جاء طلاب تايلاند في المرتبة الثانية بنسبة 86 في المائة ومن ثم طلاب ماليزيا بنسبة 80 في المائة وثم طلاب هونغ بنسبة 79 في المائة وبعدها طلاب الهند بنسبة 78 في المائة وثم نيجيريا بنسبة 72 في المائة وبعدها طلاب المملكة العربية السعودية بنسبة 68 في المائة وبعدها سنغافورة وكندا والولايات المتحدة الأميركية.