موسكو تعلن مقتل «دواعش» من القوقاز في قصف الميادين

TT

موسكو تعلن مقتل «دواعش» من القوقاز في قصف الميادين

بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الوضع في سوريا مع الأعضاء الدائمين لمجلس الأمن القومي الروسي. وقال الكرملين إن المشاركين في الاجتماع تبادلوا وجهات النظر حول التطورات في سوريا، مع تركيز على الدينامية الإيجابية بعد النشاط الفعال للقوات الجوية الروسية في تقديم الدعم لقوات النظام السوري خلال تقدمها في دير الزور.
ورغم أن الاجتماع تزامن مع إعلان أنقرة عن بدء عملية عسكرية في إدلب، فإن الكرملين لم يعلق على تلك الأنباء، كما التزمت وزارة الدفاع الروسية الصمت بهذا الخصوص. وقال مصدر من موسكو لـ«الشرق الأوسط» إن «العملية التركية جزء من ترتيبات إقامة منطقة خفض التصعيد في المحافظة، مع بعض مناطق حماة واللاذقية»، وأضاف أن «القوات التركية لن تدخل الأراضي السورية إلا في حال الضرورة»، لافتاً إلى تنسيق بين القوى الضامنة بهذا الخصوص، «لا سيما ضرورة استئصال البؤر الإرهابية لضمان الأمن والاستقرار في مناطق خفض التصعيد، والحد من الانتهاكات لاتفاق وقف إطلاق النار بين فصائل المعارضة السورية والقوات الحكومية، لخلق ظروف مناسبة للمضي في العملية السياسية».
وفي إجابته عن سؤال حول رد فعل دمشق على العملية التركية، قال المصدر إن موسكو ستلعب دوراً في هذا الشأن، وأعاد للأذهان ما قاله وزير الخارجية وليد المعلم في تصريحات قديمة، حول ضرورة تنسيق القوات الأجنبية نشاطها في سوريا إما مع النظام أو مع القوات الروسية، وأعرب في الختام عن يقينه بأن «الدول الضامنة ستضع حدا في وقت قريب للمشكلات التي سببتها (جبهة النصرة) في منطقة خفض التصعيد في إدلب»، وأكد أن «الجميع متفقون على ضرورة مواصلة العمل حتى القضاء التام على المجموعات الإرهابية في سوريا».
إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن مقتل قياديين من «داعش» بينهم 9 قياديين من الإرهابيين الذين فروا من شمال القوقاز إلى العراق ثم إلى سوريا. وقال إيغر كوناشينكوف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية في تصريحات، أمس، إن القوات الجوية الروسية دمرت قواعد للإرهابيين في مدن الميادين، والبوكمال، ودير الزور السورية، وأكد مقتل ما لا يقل عن 80 مسلحا من تنظيم داعش، بينهم 9 إرهابيين من شمال القوقاز، قتلوا نتيجة القصف الجوي الروسي على قواعد «داعش» بالقرب من مدينة الميادين في سوريا. وقال إن استهداف تلك المواقع جرى بعد التأكد عبر وسائل الاستطلاع من الأهداف.
وأضاف أن «المعلومات عبر عدة قنوات تؤكد مقتل 3 من كبار القادة الميدانيين في (داعش)، من مواطني شمال القوقاز في روسيا، كانوا يختبئون في العراق، وقتلوا في سوريا» نتيحة العملية الجوية الروسية. كما أكد المتحدث الرسمي باسم الوزارة أن القصف الجوي الروسي على منطقة جنوب دير الزور أدى إلى مقتل مجموعة تضم أكثر من 60 إرهابياً من المرتزقة الأجانب، بينهم إرهابيون من بلدان رابطة الدول المستقلة (الجمهوريات السوفياتية سابقاً) ومن تونس ومصر. كما أدى القصف الجوي الروسي لمواقع «داعش» قرب البوكمال، شرق سوريا، إلى مقتل نحو 40 إرهابياً قادمين من طاجكستان في آسيا الوسطى، ومن العراق.



الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
TT

الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)

كثفت الولايات المتحدة ضرباتها الجوية في الأسابيع الأخيرة على مواقع الجماعة الحوثية بمحافظة عمران، لا سيما مديرية حرف سفيان، في مسعى لتدمير أسلحة الجماعة المخزنة في مواقع محصنة تحت الأرض، ما جعل الجماعة تنقل كميات منها إلى معقلها الرئيسي في صعدة (شمال).

وكشفت مصادر يمنية مطلعة أن الجماعة الحوثية نقلت خلال الأيام الأخيرة مركز الصواريخ والطائرات المسيرة من مناطق عدة بمحافظة عمران إلى محافظة صعدة، وذلك تخوفاً من استهداف ما تبقى منها، خصوصاً بعد تعرض عدد من المستودعات للتدمير نتيجة الضربات الغربية في الأسابيع الماضية.

وكانت المقاتلات الأميركية شنت في الآونة الأخيرة، غارات مُكثفة على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين، كان آخرها، الجمعة، حيث تركزت أغلب الضربات على مديرية «حرف سفيان» الواقعة شمال محافظة عمران على حدود صعدة.

وبحسب المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، نقلت الجماعة الحوثية، تحت إشراف عناصر من «سلاح المهندسين والصيانة العسكرية»، مجموعة صواريخ متنوعة ومسيّرات ومنصات إطلاق متحركة وأسلحة أخرى متنوعة إلى مخازن محصنة في مناطق متفرقة من صعدة.

دخان يتصاعد في صنعاء عقب ضربات أميركية استهدفت موقعاً حوثياً (رويترز)

وتمت عملية نقل الأسلحة - وفق المصادر - بطريقة سرية ومموهة وعلى دفعات، كما استقدمت الجماعة الحوثية شاحنات نقل مختلفة من صنعاء بغية إتمام العملية.

وتزامن نقل الأسلحة مع حملات اختطاف واسعة نفذتها جماعة الحوثيين في أوساط السكان، وتركزت في الأيام الأخيرة بمدينة عمران عاصمة مركز المحافظة، ومديرية حرف سفيان التابعة لها بذريعة «التخابر لصالح دول غربية».

واختطف الانقلابيون خلال الأيام الأخيرة، نحو 42 شخصاً من أهالي قرية «الهجر» في حرف سفيان؛ بعضهم من المشرفين والمقاتلين الموالين لهم، بعد اتهامهم بالتخابر مع أميركا وإسرائيل، وفقاً للمصادر.

وجاءت حملة الاختطافات الحوثية عقب تنفيذ الجيش الأميركي في الأسبوعين الماضيين، عشرات الغارات التي استهدفت منشآت عسكرية وأماكن تجمعات للجماعة في حرف سفيان، أسفر عنها تدمير منشآت استُخدمت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية أميركية بجنوب البحر الأحمر وخليج عدن.

أهمية استراتيجية

نظراً للأهمية الاستراتيجية لمنطقة «حرف سفيان» في عمران، فقد تركزت الغارات على استهداف منشآت ومواقع متفرقة في المديرية ذاتها.

وتُعدّ مديرية «حرف سفيان» كبرى مديريات محافظة عمران من أهم معاقل الجماعة الحوثية بعد محافظة صعدة، وذلك نظراً لمساحتها الكبيرة البالغة نحو 2700 كيلومتر مربع، مضافاً إلى ذلك حدودها المتصلة بـ4 محافظات؛ هي حجة، والجوف، وصعدة، وصنعاء.

أنصار الحوثيين يحملون صاروخاً وهمياً ويهتفون بشعارات خلال مظاهرة مناهضة لإسرائيل (أ.ب)

وكان قد سبق لجماعة الحوثيين تخزين كميات كبيرة من الأسلحة المنهوبة من مستودعات الجيش اليمني في مقرات عسكرية بمحافظة عمران؛ منها معسكر «اللواء التاسع» بضواحي مدينة عمران، و«لواء العمالقة» في منطقة الجبل الأسود بمديرية حرف سفيان، وموقع «الزعلاء» العسكري الاستراتيجي الذي يشرف على الطريق العام الرابط بين صنعاء وصعدة، إضافة إلى مقار ومواقع عسكرية أخرى.

وإلى جانب ما تُشكله هذه المديرية من خط إمداد رئيسي للانقلابيين الحوثيين بالمقاتلين من مختلف الأعمار، أكدت المصادر في عمران لـ«الشرق الاوسط»، أن المديرية لا تزال تُعدّ مركزاً مهماً للتعبئة والتجنيد القسري لليمنيين من خارج المحافظة، لكونها تحتوي على العشرات من معسكرات التدريب التي أسستها الجماعة في أوقات سابقة، وترسل إليها المجندين تباعاً من مناطق عدة لإخضاعهم للتعبئة الفكرية وتلقي تدريبات قتالية.

صورة عامة لحاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» (رويترز)

وتقول المصادر إن الضربات الأميركية الأخيرة على محافظة عمران كانت أكثر إيلاماً للحوثيين من غيرها، كونها استهدفت مباشرةً مواقع عسكرية للجماعة؛ منها معمل للطيران المسير، وكهوف تحوي مخازن أسلحة وأماكن خاصة بالتجمعات، بعكس الغارات الإسرائيلية التي تركزت على استهداف البنى التحتية المدنية، خصوصاً في صنعاء والحديدة.

وترجح المصادر أن الأميركيين كثفوا ضرباتهم في مديرية حرف سفيان بعد أن تلقوا معلومات استخبارية حول قيام الحوثيين بحفر ملاجئ وأنفاق ومقرات سرية لهم تحت الأرض، حيث يستخدمونها لعقد الاجتماعات وإقامة بعض الدورات التعبوية، كما أنها تحميهم من التعرض لأي استهداف مباشر.