نزار بركة يفوز بالأمانة العامة لـ«الاستقلال» المغربي

TT

نزار بركة يفوز بالأمانة العامة لـ«الاستقلال» المغربي

فاز نزار بركة في انتخابات الأمين العام لحزب الاستقلال المغربي، التي جرت، أمس، في المركب الرياضي مولاي عبد الله بالرباط، بفارق كبير في الأصوات أمام منافسه حميد شباط، الأمين العام السابق الذي رشح نفسه لولاية ثانية. وشارك في التصويت 1210 عضواً من بين 1283، الذين يتكون منهم المجلس الوطني للحزب، الذي يُعتبر برلمان الحزب والهيئة الناخبة لأمينه العام وأعضاء لجنته التنفيذية، وحصد بركة أزيد 840 صوتاً، مقابل 160 صوتاً لشباط، وفق حصيلة أولية حسب مصادر حزبية.
وتندرج هذه الانتخابات في سياق مواصلة أشغال المؤتمر العام 17 للحزب التي انطلقت نهاية الأسبوع الماضي في الرباط، والتي تقرر تأجيل الجزء المتعلق منها بإجراء انتخاب الأمين العام وأعضاء اللجنة التنفيذية لمدة أسبوع، إلى يوم أمس، وذلك بسبب خلاف حول لائحة الناخبين وارتباك في إعداد «بطائقهم الانتخابية».
وعرفت جلسات المؤتمر، التي جرت نهاية الأسبوع الماضي، توترا بين أنصار حميد شباط، الأمين العام المنتهية ولايته، وأنصار التيار المعارض له الذي يقوده حمدي ولد الرشيد، الذي يدعم ترشيح نزار بركة خلفاً لشباط على رأس الأمانة العامة للحزب. وبلغ التوتر بين الطرفين أشده خلال حفل عشاء اليوم الأول للمؤتمر، إذ انتهى بتكسير الكراسي والصحون. وجرت انتخابات الأمين العام لحزب الاستقلال أمس وسط إجراءات أمنية مشددة، تحسباً لاندلاع مواجهات جديدة بين أنصار التيارين المتنازعين. ومنعت اللجنة المنظمة أي شخص من ولوج قاعة التصويت باستثناء أعضاء الهيئة الناخبة، وهي المجلس الوطني للحزب، الذين تم حصرهم ونشر لائحتهم بصحيفة الحزب قبل أيام. وقسمت قاعة الانتخابات إلى 12 مكتب تصويت، بعدد جهات (مناطق) المملكة حسب التقسيم الإداري للمغرب. وكان الناخبون يدخلون إلى قاعة التصويت عبر دفعات، تضم كل واحدة منها 20 عضواً.
ولم تخلُ عملية انتخاب الأمين العام من مناوشات ولحظات توتر، سواء داخل قاعة التصويت، حيث تم تسجيل احتكاكات بين الناخبين المنتمين للتيارات المتنازعة في طوابير الانتظار الطويلة، ومشادات كلامية، أما خارج القاعة فقد عبر عدد من الناخبين عن استيائهم للطريقة التي تجري بها الانتخابات، وتم منعهم من دخول القاعة وإجبارهم على الانتظار في الخارج. كما كانت حدة التوتر ترتفع بين الحين والآخر على وقع الشعارات التي يرفعها طرف، والتي يرد عليها أنصار الطرف الآخر بشعارات مضادة.
وخلال اليومين الأخيرين استعمل المرشحان جميع وسائل التواصل المتاحة لإيصال رسائلهما للناخبين، بما في ذلك إصدار شريط فيديو يدافع فيه كل منهما عن ترشيحه.
وقد اختار تركيز حملته الانتخابية حول الدفاع عن «استقلالية القرار الحزبي»، متهماً خصمه بأنه يخوض انتخابات الأمانة العامة «بالوكالة» عمّن سماهم بـ«الأجهزة المعلومة»، التي قال إنها حاربته خلال توليه الأمانة العامة للحزب. كما حاول إبراز نفسه بأنه «مناضل القرب» الذي يمثل أبناء الطبقة الشعبية في الحزب، وفي المقابل حاول نزار بركة تقديم نفسه صاحب مشروع، يسعى إلى إنقاذ الحزب وصيانة وحدته وترقية أدائه، وترسيخ المبادئ السياسية والاجتماعية التي قام عليها، خصوصاً مبدأ «التعادلية».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.