أسواق النفط متفائلة بزيادة احتمالات تمديد اتفاق أوبك

العواصف تثير الحذر مجدداً في خليج المكسيك

TT

أسواق النفط متفائلة بزيادة احتمالات تمديد اتفاق أوبك

سادت أسواق النفط خلال الساعات الماضية حالة من التفاؤل الكبير مدعومة بتلميحات من أكبر منتجين في العالم، السعودية وروسيا، انفتاحهما على مقترحات بشأن تمديد اتفاق خفض الإنتاج، إلا أن حالة من الترقب عاودت الأسواق أمس مع مراقبة المتعاملين لعاصفة مدارية تتجه صوب خليج المكسيك، خشية تأثيرها مجددا على مصافي النفط الأميركية، خاصة في ظل بقاء الأسواق الصينية مغلقة في عطلة عامة تستمر أسبوعا.
وأدى ارتفاع احتمالات تمديد تخفيضات إنتاج النفط التي تنفذها منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجون آخرون خارجها بقيادة روسيا إلى المساهمة في دعم الأسعار. وصعدت أسعار النفط نحو 2 في المائة منذ يوم الخميس مدعومة بعلامات على استعداد السعودية وروسيا لتمديد اتفاق التخفيضات الإنتاجية حتى نهاية العام القادم، مما دفع الخام الأميركي للعودة فوق مستوى 50 دولارا للبرميل.
ودعم انفتاح أكبر منتجي النفط على مقترحات تمديد الاتفاق زيادة الأسعار، وغطت على عوامل سلبية تسببت فيها بيانات أميركية صدرت يوم الأربعاء الماضي تظهر ارتفاع صادرات الولايات المتحدة من النفط الخام إلى مستوى قياسي، واستئناف الإنتاج في حقل نفطي رئيسي في ليبيا.
وأنهت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت لأقرب استحقاق جلسة تداول الخميس مرتفعة 1.20 دولار أو ما يعادل 2.2 في المائة، لتبلغ عند التسوية 57 دولارا للبرميل. كما صعدت عقود خام القياس الأميركي غرب تكساس الوسيط 81 سنتا أو 1.6 في المائة لتغلق عند 50.79 دولار للبرميل.
لكن ترقب العاصفة المدارية دفع الأسواق للتراجع قليلا أمس، وبحلول الساعة 06:50 بتوقيت غرينتش، تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 16 سنتا عن التسوية السابقة ليصل إلى 50.63 دولار للبرميل. بينما انخفض خام القياس العالمي مزيج برنت 12 سنتا إلى 56.88 دولار للبرميل.
وكان النشاط محدودا بسبب عطلة «الأسبوع الذهبي» في الصين، ومراقبة المتعاملين للعاصفة المدارية نيت، التي دفعت إلى إغلاق مصاف ووقف إنتاج على خليج المكسيك بعد أسابيع فقط من تعرض المنطقة لعدد من الأعاصير.
وعلى هامش القمة السعودية الروسية المنعقدة في موسكو، أكدت السعودية أنها «مرنة» تجاه اقتراحات بتمديد الاتفاق حتى نهاية 2018، فيما أشارت روسيا أيضا إلى أنها لا تمانع مثل تلك الخطوة. ودخل اتفاق خفض إنتاج النفط بنحو 1.8 مليون برميل يوميا حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) الماضي، ومن المقرر أن ينتهي سريانه في نهاية مارس (آذار) 2018.
وفي ظل احتمال تمديد التخفيضات، يرفع المحللون توقعاتهم لأسعار الخام. وقالت: «بي إم آي للأبحاث» لـ«رويترز» أمس: «نزداد تفاؤلا في توقعاتنا لبرنت، حيث عدلنا بالرفع تقديراتنا للمتوسط السنوي في 2018 إلى 57 دولارا للبرميل، وتوقعاتنا للأجل الأطول إلى 73 دولارا للبرميل بحلول 2022. من 55 دولارا للبرميل و70 دولارا للبرميل في السابق».
وعلى الجانب الآخر، وفي ظل التضارب المحير بين خبراء قطاعات الطاقة في العالم، قال رئيس فيتول، أكبر شركة لتجارة النفط في العالم، مساء الخميس، إن تزايد صادرات الولايات المتحدة من الخام سيضع ضغوطا على أسعار النفط في عام 2018، لكنه أضاف أن «الأسعار قد تتعافى باتجاه مستويات ما بين 60 إلى 65 دولارا للبرميل خلال العامين إلى الأعوام الثلاثة القادمة».
وقال إيان تيلور الرئيس التنفيذي لفيتول، أحد أكبر مشتري النفط من إقليم كردستان العراق، إنه يشعر بقلق بسبب الاستفتاء على الاستقلال الذي أجري الشهر الماضي في المنطقة الكردية المتمتعة بحكم ذاتي. وأضاف قائلا: «آمل أنهم لن يذهبوا إلى الاستقلال. كل ما قالوه حتى الآن هو أنهم يريدون أن يجلسوا مع بغداد».


مقالات ذات صلة

رئيس الإمارات يوافق على تشكيل مجلس إدارة ذراع الاستثمار العالمية لـ«أدنوك»

الاقتصاد منظر عام لمقر شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) في أبوظبي (رويترز)

رئيس الإمارات يوافق على تشكيل مجلس إدارة ذراع الاستثمار العالمية لـ«أدنوك»

وافق رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على تشكيل مجلس إدارة شركة «إكس آر جي (XRG)»، الذراع الاستثمارية الدولية الجديدة لشركة «أدنوك».

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
الاقتصاد لوحة عليها شعار شركة «روسنفت» الروسية في المنتدى الاقتصادي في سانت بطرسبرغ (رويترز)

«روسنفت» و«ريلاينس» تتفقان على أكبر صفقة بين الهند وروسيا لتوريد النفط

قالت 3 مصادر إن شركة النفط الحكومية الروسية «روسنفت» وافقت على توريد ما يقرب من 500 ألف برميل يومياً من النفط الخام إلى شركة التكرير الهندية الخاصة «ريلاينس».

«الشرق الأوسط» (موسكو - نيودلهي)
الاقتصاد مصفاة النفط «إكسون» في ليندن بنيوجيرسي (أ.ب)

أسعار النفط تحافظ على مكاسبها وسط عوامل متباينة

لم تشهد أسعار النفط تغييراً يذكر في التعاملات الآسيوية المبكرة يوم الخميس، في حين تترقّب الأسواق حالياً أي مؤشرات بشأن التحرك الذي سيتبناه الاحتياطي الفيدرالي.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد انخفاض مخزونات النفط الخام وارتفاع مخزونات البنزين في أميركا

انخفاض مخزونات النفط الخام وارتفاع مخزونات البنزين في أميركا

أعلنت إدارة معلومات الطاقة يوم الأربعاء أن مخزونات الولايات المتحدة من النفط الخام انخفضت بينما ارتفعت مخزونات البنزين ونواتج التقطير.

«الشرق الأوسط» (دنفر)
الاقتصاد منظر عام لمصفاة فيليبس 66 كما شوهدت من مدينة روديو بكاليفورنيا أقدم مدينة لتكرير النفط بالغرب الأميركي (رويترز)

النفط يرتفع بفضل توقعات ارتفاع الطلب من الصين في 2025

ارتفعت أسعار النفط قليلاً، في وقت مبكر اليوم الأربعاء، مع توقع المتعاملين بالسوق ارتفاع الطلب بالصين، العام المقبل.


تضخم الجملة يقاوم الانخفاض في الولايات المتحدة

يشتري الناس الهدايا في منطقة تايمز سكوير في نيويورك (رويترز)
يشتري الناس الهدايا في منطقة تايمز سكوير في نيويورك (رويترز)
TT

تضخم الجملة يقاوم الانخفاض في الولايات المتحدة

يشتري الناس الهدايا في منطقة تايمز سكوير في نيويورك (رويترز)
يشتري الناس الهدايا في منطقة تايمز سكوير في نيويورك (رويترز)

ارتفعت تكاليف الجملة في الولايات المتحدة بشكل حاد خلال الشهر الماضي، ما يشير إلى أن ضغوط الأسعار لا تزال قائمة في الاقتصاد، حتى مع تراجع التضخم من أعلى مستوياته التي سجّلها قبل أكثر من عامين.

وأعلنت وزارة العمل الأميركية، الخميس، أن مؤشر أسعار المنتجين، الذي يتتبع التضخم قبل أن يصل إلى المستهلكين، ارتفع بنسبة 0.4 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) مقارنة بأكتوبر (تشرين الأول)، مقارنة بـ0.3 في المائة الشهر السابق. وعلى أساس سنوي، ارتفعت أسعار الجملة بنسبة 3 في المائة في نوفمبر، وهي أكبر زيادة سنوية منذ فبراير (شباط) 2023، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وساعدت أسعار المواد الغذائية المرتفعة في دفع التضخم بالجملة إلى الارتفاع في نوفمبر، وهو ما كان أعلى مما توقعه خبراء الاقتصاد، وباستثناء أسعار الغذاء والطاقة المتقلبة، ارتفعت أسعار المنتجات الأساسية بنسبة 0.2 في المائة عن أكتوبر، و3.4 في المائة عن نوفمبر 2023.

ويأتي تقرير أسعار الجملة بعد يوم من إعلان الحكومة أن أسعار المستهلك ارتفعت بنسبة 2.7 في المائة في نوفمبر مقارنة بالعام السابق، ارتفاعاً من زيادة سنوية بنسبة 2.6 في المائة في أكتوبر.

وأظهرت الزيادة، التي جاءت مدفوعة بارتفاع أسعار السيارات المستعملة، وكذلك تكلفة غرف الفنادق والبقالة، أن التضخم المرتفع لم يتم ترويضه بالكامل بعد.

وعلى الرغم من تراجع التضخم من أعلى مستوى له في 4 عقود عند 9.1 في المائة في يونيو (حزيران) 2022، فإنه لا يزال أعلى من هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2 في المائة.

ورغم الارتفاع المعتدل في التضخم الشهر الماضي، يستعد بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة القياسية الأسبوع المقبل للمرة الثالثة على التوالي. ورفع البنك المركزي التركي سعر الفائدة الرئيس قصير الأجل 11 مرة في عامي 2022 و2023، إلى أعلى مستوى له في عقدين من الزمن، وذلك في محاولة للحد من التضخم الذي نشأ عن التعافي القوي غير المتوقع للاقتصاد بعد ركود «كوفيد-19». ومع التراجع المستمر في التضخم، بدأ البنك المركزي في سبتمبر (أيلول) الماضي عكس تلك الزيادة.

وقد يقدم مؤشر أسعار المنتجين، الذي صدر يوم الخميس، لمحة مبكرة عن الاتجاه الذي قد يسلكه التضخم الاستهلاكي. ويراقب الخبراء الاقتصاديون هذا النمو، لأنه يتضمن بعض المكونات، خصوصاً الرعاية الصحية والخدمات المالية، التي تسهم في مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي، وهو المقياس المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي.