> يميل المدير العام لمهرجان «كان» السينمائي تييري فريمو لتنفيذ خطة جديدة، بدءاً من دورة العام المقبل مفادها إلغاء العروض المتقدمة للصحافة واستبدالها بعروض موازية تقع في الوقت ذاته الذي تعرض فيه الأفلام عرضاً رسمياً (لمزيج من السينمائيين والجمهور دافعي التذاكر).
> التقليد المعمول به حالياً ينص على عرض مبكر (الثامنة والنصف صباحاً) للفيلم الذي سيعرض في مساء اليوم ذاته. وعلى عرض ليلي للفيلم الذي سيعرض رسمياً في اليوم التالي (السابعة والنصف ليلاً). بذلك يتمكن النقاد والصحافيون (بلغ عددهم 4179 في هذا العام) من الكتابة عن الفيلم مسبقاً.
> لكن شكاوى السينمائيين تزايدت مع مرور السنين، ذلك أن ردات فعل النقاد تنشر قبل العرض الرسمي الكبير وتييري فريمو يرى أنه من غير المنصف لمنتج أو مخرج صعود سلالم القصر لحضور العرض الرسمي محبطاً لأن النقاد هاجموا الفيلم أو نسفوا كيانه الفني. ويرى كذلك أنه بمثل هذه الخطوة سيعيد الاعتبار للسجادة الحمراء وللحفل الرسمي بحيث ينتقل الإعلام من التسابق لمعرفة رأي النقد إلى التركيز على الحفل الرئيسي.
> في عام 1966 باشر المهرجان (الذي انطلق سنة 1939 ثم توقف بسبب الحرب وانطلق من جديد سنة 1946) تسجيل عدد الصحافيين الذي يؤمونه والرقم المسجل عن ذلك العام لم يزد عن 700 ناقد وصحافي حسب مصادر المهرجان ذاته. مع تكاثر عدد النقاد والصحافيين المتزايد، بات من الصعب التحكم في هذا الجسد الإعلامي الهائل وتأثيره. الفكرة ستقتضي، بالتالي، الحفاظ على الزخم والحجم إنما الحد من تأثيره في الوقت ذاته.
> مجلة «سكرين» البريطانية أجرت ما يشبه الاستفتاء بين المنتجين حول هذا الموضوع لتجد أن غالبيتهم يؤيد هذا التوجه الجديد. أحدهم تذكر أن المخرج ترنس ديفيز تأثر بالموقف السلبي حيال فيلمه «أنجيل النيون» (The Neon Bible) سنة 1995 ففقد الرغبة في العمل لستة أشهر بعد ذلك.
> شخصياً أنا مع هذا القرار إذا ما اتخذ لأنه سيحد كثيراً من قيام غالبية الإعلاميين بكتابة ردات أفعالهم حيال الفيلم الذي انتهى عرضه الصحافي للتو مستخدمين الـ«تويتر» والوسائط الأخرى. في دقائق يسيرة سيطلع العالم بأسره على رأي غير موثوق حيال الفيلم ويتبناه مما يقلل من قيمة الفيلم المعنوية أو يرفعها حسب مزاجات وليس تبعاً لأحكام النقد الفعلي.
> هذه الوسائط لم تكن موجودة قبل عشرين سنة أو حتى أقل، بالتالي لم يعانِ المنتج أو المخرج كثيراً فيما تم نشر النقد في اليوم التالي. الآن الصورة مختلفة وتستحق فعل شيء ما حيالها.
المشهد: «كان» 2018
https://aawsat.com/home/article/1043521/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D9%87%D8%AF-%C2%AB%D9%83%D8%A7%D9%86%C2%BB-2018
المشهد: «كان» 2018
المشهد: «كان» 2018
مواضيع
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة