روسيا تقصف متشددين في دير الزور بـ10 صواريخ «كاليبر»

موسكو أعلنت مقتل 7 من قادة «جبهة تحرير الشام» بضربات جوية في إدلب

إطلاق صاروخ كاليبر على أهداف في سوريا من غواصة روسية في البحر المتوسط - أرشيفية (إ.ب.أ)
إطلاق صاروخ كاليبر على أهداف في سوريا من غواصة روسية في البحر المتوسط - أرشيفية (إ.ب.أ)
TT

روسيا تقصف متشددين في دير الزور بـ10 صواريخ «كاليبر»

إطلاق صاروخ كاليبر على أهداف في سوريا من غواصة روسية في البحر المتوسط - أرشيفية (إ.ب.أ)
إطلاق صاروخ كاليبر على أهداف في سوريا من غواصة روسية في البحر المتوسط - أرشيفية (إ.ب.أ)

قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم (الخميس) إن غواصتين روسيتين أطلقتا عشرة صواريخ من طراز «كاليبر» على أهداف لمتشددين في محافظة دير الزور السورية.
ونقلت وكالات روسية عن الوزارة في موسكو قولها إن إطلاق الصواريخ جاء لدعم هجوم لقوات النظام السوري.
وكان الجيش الروسي قد أعلن في وقت سابق اليوم أنه دمر في سوريا «أكبر مستودع للذخيرة» لفصائل «هيئة تحرير الشام» المتطرفة التي يؤلف فرع تنظيم القاعدة سابقا بسوريا المكون الأكبر فيها.
وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الجنرال إيغور كوناشينكوف في بيان إن «الطيران الروسي دمر أكبر مستودع (...) للذخيرة لتحرير الشام بالقرب من أبو الظهور في محافظة إدلب» بشمال غربي سوريا.
وأضاف المصدر نفسه أن المستودع الذي يقع في العمق كان يضم «أكثر من ألف طن من الذخيرة» خصوصا للمدفعية.
ويأتي هذا الإعلان بينما أكد الجيش الروسي يوم أمس (الأربعاء) أن القائد العام لهيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني في «حال حرجة» إثر إصابته في غارة روسية أسفرت عن مقتل 12 قياديا في الهيئة.
ونفت هيئة تحرير الشام ما أعلنته موسكو وأكدت أنه «بصحة جيدة ويمارس مهامه الموكلة إليه بشكل كامل».
إلا أن وزارة الدفاع الروسية أكدت مجددا الخميس أن الجولاني مصاب بجروح خطيرة وقالت إنه «في حالة غيبوبة»، مشددة على أن ذلك «أدى إلى حالة من الإحباط في صفوف الإرهابيين في كل محافظة إدلب».
وقال الجنرال كوناشينكوف إن الطيران الروسي وجه ضربة استهدفت أيضا اجتماعا لمسؤولين متطرفين وقتلت «49 مقاتلا بينهم سبعة من قادة تحرير الشام في محافظة إدلب».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.