أميركا تجدد رفضها للاستفتاء... وروسيا «لا تتدخل»

TT

أميركا تجدد رفضها للاستفتاء... وروسيا «لا تتدخل»

جدد السفير الأميركي في العراق دوغلاس سيليمان، أمس، موقف بلاده الرافض لاستفتاء الاستقلال الذي أجراه إقليم كردستان العراق الشهر الماضي، فيما أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده «لا تتدخل» في المسألة الكردية.
وقال بوتين خلال منتدى للطاقة في موسكو، أمس، إن روسيا «تتوخى الحذر في تصريحاتها بهذا الشأن بهدف عدم اشتعال الموقف في المنطقة». وأضاف، بحسب وكالة «رويترز»، أنه «ليس من مصلحة أحد قطع إمدادات النفط من كردستان العراق».
في المقابل، قال السفير الأميركي لدى العراق خلال مؤتمر صحافي مع محافظ البصرة، أمس، إن «موقفنا ثابت ولم يتغير حيال الاستفتاء الذي حدث في إقليم كردستان... نحن لا ندعم هذا الاستفتاء». وأشار سيليمان إلى أن «اتفاقية الإطار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة تدعم بشكل كامل وحدة العراق وسيادتها وسلامة أراضيه». ولفت إلى أن بلاده «تنصح جميع الأطراف بالهدوء وضبط النفس وعدم اللجوء إلى إجراءات صدامية».
وكانت الحكومة الأردنية حذرت مساء أول من أمس، من تداعيات الاستفتاء الكردي على وحدة الأراضي العراقية، داعية المسؤولين العراقيين إلى «الحوار». وأعرب الناطق باسم الحكومة محمد المومني عن «قلق المملكة من تداعيات الاستفتاء أحادي الجانب الخاص باستقلال إقليم كردستان العراق على تماسك الشعب العراقي الشقيق وعلى وحدة الأراضي العراقية»، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الأردنية.
ودعا إلى «عدم اتخاذ أي خطوات أحادية تهدد وحدة العراق وسيادته، ويمكن أن تقوض منجزات العملية السياسية التي يقودها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لحماية مصالح العراق ولتجاوز التحديات وتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة».
وطالب المومني بـ«تحاشي التصعيد وحل الخلاف عبر الحوار، بما يضمن الالتزام بالدستور العراقي بالكامل ويحافظ على وحدة الأراضي العراقية». وأعرب عن أمله «بأن تنطلق عملية الحوار هذه وفق مرجعية الدستور في أسرع وقت ممكن، لحماية المكتسبات الوطنية في كل أنحاء العراق، بما فيها إقليم كردستان، ولتجنيب العراق الشقيق أزمة جديدة في الوقت الذي يحقق فيه انتصارات كبيرة على الإرهاب».



15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
TT

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)

في حين يواصل المعلمون في محافظة تعز اليمنية (جنوب غرب) الإضراب الشامل للمطالبة بزيادة رواتبهم، كشفت إحصائية حديثة أن أكثر من 15 ألف طالب تسربوا من مراحل التعليم المختلفة في هذه المحافظة خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وعلى الرغم من قيام الحكومة بصرف الرواتب المتأخرة للمعلمين عن شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، فإن العملية التعليمية لا تزال متوقفة في عاصمة المحافظة والمناطق الريفية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية بسبب الإضراب.

ويطالب المعلمون بإعادة النظر في رواتبهم، التي تساوي حالياً أقل من 50 دولاراً، حيث يُراعى في ذلك الزيادة الكبيرة في أسعار السلع، وتراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار. كما يطالبون بصرف بدل الغلاء الذي صُرف في بعض المحافظات.

الأحزاب السياسية في تعز أعلنت دعمها لمطالب المعلمين (إعلام محلي)

ووفق ما ذكرته مصادر عاملة في قطاع التعليم لـ«الشرق الأوسط»، فإن محافظتي عدن ومأرب أقرتا صرف حافز شهري لجميع المعلمين يقارب الراتب الشهري الذي يُصرف لهم، إلا أن هذه المبادرة لم تُعمم على محافظة تعز ولا بقية المحافظات التي لا تمتلك موارد محلية كافية، وهو أمر من شأنه - وفق مصادر نقابية - أن يعمق الأزمة بين الحكومة ونقابة التعليم في تلك المحافظات، وفي طليعتها محافظة تعز.

ظروف صعبة

وفق بيانات وزعتها مؤسسة «ألف» لدعم وحماية التعليم، فإنه وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع التعليم في مدينة تعز وعموم مناطق سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، ازدادت تداعيات انقطاع الرواتب والإضراب المفتوح الذي دعت إليه نقابة المعلمين، مع إحصاء تسرب أكثر من 15 ألفاً و300 حالة من المدارس خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وقال نجيب الكمالي، رئيس المؤسسة، إن هذا الرقم سُجل قبل بدء الإضراب المفتوح في جميع المدارس، وتعذر استئناف الفصل الدراسي الثاني حتى اليوم، معلناً عن تنظيم فعالية خاصة لمناقشة هذه الأزمة بهدف إيجاد حلول عملية تسهم في استمرار العملية التعليمية، ودعم الكادر التربوي، حيث ستركز النقاشات في الفعالية على الأسباب الجذرية لانقطاع الرواتب، وتأثيرها على المعلمين والمؤسسات التعليمية، وتداعيات الإضراب على الطلاب، ومستقبل العملية التعليمية، ودور المجتمع المدني والمنظمات المحلية والدولية في دعم قطاع التعليم.

المعلمون في عدن يقودون وقفة احتجاجية للمطالبة بتحسين الأجور (إعلام محلي)

وإلى جانب ذلك، يتطلع القائمون على الفعالية إلى الخروج بحلول مستدامة لضمان استمرارية التعليم في ظل الأزمات، ومعالجة الأسباب التي تقف وراء تسرب الأطفال من المدارس.

ووجهت الدعوة إلى الأطراف المعنية كافة للمشاركة في هذه الفعالية، بما في ذلك نقابة المعلمين اليمنيين، والجهات الحكومية المعنية بقطاع التعليم، ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية.

آثار مدمرة

كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قد ذكرت منتصف عام 2024، أن أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة بسبب تداعيات سنوات من الصراع المسلح. وأفادت بأن شركاء التعليم يعيدون تأهيل وبناء الفصول الدراسية، ويقدمون المساعدة التعليمية للملايين، ويعملون على إعادة الآخرين إلى المدارس، وعدّت أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال.

وتقول المنظمة إنه منذ بداية الحرب عقب انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية، خلفت الهجمات التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمون والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرة على النظام التعليمي في البلاد، وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم.

1.3 مليون طفل يمني يتلقون تعليمهم في فصول دراسية مكتظة (الأمم المتحدة)

وأكدت المنظمة الأممية أن للنزاع والتعطيل المستمر للعملية التعليمية في جميع أنحاء البلاد، وتجزئة نظام التعليم شبه المنهار أصلاً، تأثيراً بالغاً على التعلم والنمو الإدراكي والعاطفي العام والصحة العقلية للأطفال كافة في سن الدراسة البالغ عددهم 10.6 مليون طالب وطالبة في اليمن.

ووفق إحصاءات «اليونيسيف»، فإن 2,916 مدرسة (واحدة على الأقل من بين كل أربع مدارس) قد دمرت أو تضررت جزئياً أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية نتيجة سنوات من النزاع الذي شهده اليمن.

كما يواجه الهيكل التعليمي مزيداً من العوائق، تتمثل في عدم حصول أكثر من ثلثي المعلمين (ما يقرب من 172 ألف معلم ومعلمة) على رواتبهم بشكل غير منتظم منذ عام 2016، أو انقطاعهم عن التدريس بحثاً عن أنشطة أخرى مدرة للدخل.