تشكيلات قضائية في لبنان... وحصة الأسد لـ«التيار» ورئيس الجمهورية

TT

تشكيلات قضائية في لبنان... وحصة الأسد لـ«التيار» ورئيس الجمهورية

أنجز مجلس القضاء الأعلى في لبنان مشروع التشكيلات والمناقلات القضائية العامة والشاملة، وسلّمه إلى وزير العدل سليم جريصاتي الذي بدأ في دراسته، على أن يضع ملاحظاته عليه أو يوقعه ويحيله إلى رئيس الحكومة سعد الحريري، الذي يخوله القانون حقّ قبول هذه التشكيلات أو ردّها، قبل أن تصل في محطتها الأخيرة إلى رئيس الجمهورية ميشال عون، للتوقيع عليها وإصدارها بمرسوم ينشر في الجريدة الرسمية.
مشروع التشكيلات والمناقلات كان موضع نقاش أمس بين الوزير جريصاتي ورئيس مجلس القضاء القاضي جان فهد، الذي أبدى تفاؤله بصدور المرسوم بسرعة، بعد أن يسلك مساره، ويطلع عليه المعنيون.
متابعون لمسار المناقشات التي دارت في أروقة مجلس القضاء أكدوا لـ«الشرق الأوسط»، أن «المناقلات ستشمل 70 في المائة من قضاة لبنان في القضاء العدلي البالغ عددهم الإجمالي 530». وأشاروا إلى أن «حصّة الأسد في هذه التشكيلات ستكون للرئيس ميشال عون والتيار الوطني الحرّ، باعتبار أن معظم المراكز الحساسة والأساسية باتت من نصيبهم، خصوصا في النيابات العامة، وقضاة التحقيق الأول ورئاسة عدد من الهيئات القضائية».
ورغم الدفع المعنوي الذي حظي به مشروع التشكيلات، توقعت مصادر مطلعة أن «تقابل التركيبة الموضوعة بتحفظات بعض القوى السياسية النافذة». وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن «ولادة هذه التشكيلات رهن قبول رئيس الحكومة سعد الحريري بها وتوقيعها، أو الاعتراض عليها وردّها لإعادة النظر فيها، باعتبار أن الحريري هو الخاسر الأبرز فيها، لأن معظم المراكز المحسوبة عليه ذهبت إلى الرئيس عون وتياره السياسي، لا سيما في بيروت والشمال وجبل لبنان».
ويبدو أن بورصة الأسماء المعينة في المناصب الحساسة قابلة للتبدّل دائما بحسب بعض التسريبات، لكن الكل يجمع على أن ثمة مناصب باتت محسومة لقضاة معروفين بالأسماء.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».