ديشامب: أطبّق أسلوبي الخاص ولا أقتبس من مدربين آخرين

المدير الفني للمنتخب الفرنسي يؤكد ضرورة خلق علاقة بين المدرب واللاعب تقوم على الثقة

اللاعب ديشامب يحمل كأس الأمم الأوروبية التي فازت بها فرنسا عام 2000
اللاعب ديشامب يحمل كأس الأمم الأوروبية التي فازت بها فرنسا عام 2000
TT

ديشامب: أطبّق أسلوبي الخاص ولا أقتبس من مدربين آخرين

اللاعب ديشامب يحمل كأس الأمم الأوروبية التي فازت بها فرنسا عام 2000
اللاعب ديشامب يحمل كأس الأمم الأوروبية التي فازت بها فرنسا عام 2000

جلس ديدييه ديشامب على المقعد المقابل لي داخل أحد الفنادق في موناكو، وانطلق في شرح فن القيادة. وقال: «لا أعتقد أن المرء يمكنه أن يصبح قائداً بين عشية وضحاها فحسب». وأضاف بينما مال بجسده نحو الأمام وبعدما ارتشف رشفة صغيرة من فنجان من قهوة الإسبريسو أمامه: «لا يمكن أن تصحو من نومك ذات صباح وتقول (حسناً، سأصبح قائداً). أعتقد أن القيادة شيء يوجد داخل المرء ويولد به ويترعرع داخله بمرور الوقت. يحظى بعض الناس بهذه السمة وهذه الشخصية التي تؤهلهم لممارسة دور القيادة بطبيعتهم. ولا يمكنك فرض دور القيادة على أي شخص، وإنما ينبغي أن تكون ملكة القيادة بداخله وجزءا من طبيعته. إن القيادة أمر ينبع من داخلك، ويبدأ معك منذ سنواتك الأولى، وينعكس على توجهك في فترة المراهقة، وكيفية تعاملك مع مجموعة من الأفراد ومن دورك باعتبارك الشخص الذي يؤثر في الأشياء المحيطة به».
في وقت سابق، أشاد ديشامب بإيمي جاكيه، مدرب المنتخب الفرنسي الذي حصد بطولة كأس العالم، ومارسيلو ليبي، مدرب المنتخب الإيطالي سابقا والصيني حاليا، باعتبارهما اثنين من الشخصيات العظيمة المؤثرة في مجال كرة القدم. وتحدث ديشامب عن مهارات جاكيه في مجال فن إدارة الأفراد وما تمتع به ليبي من ذكاء تكتيكي. إلا أنه عندما سألته عن الأشياء التي اقتبسها من مدربين مختلفين، أجاب: «لم أقتبس شيئا! إن كل شيء تفعله ينبغي أن يكون منسجماً مع طبيعتك وأفكارك. وليس بإمكانك اليوم فعل ما كان يفعله المدربون عندما كنت لاعباً. أحياناً أوجه ابني نحو أمر ما، فيرد بأنني أنتمي لما قبل التاريخ. لذا؛ يتعين على المرء أن يعيش على النحو الملائم ليومه الحاضر».
في الواقع، هذا واحد من الدروس المحورية التي يبدو ديشامب حريصاً للغاية على نقلها إلى آخرين، ذلك أنه يرى أنه في الوقت الذي ربما ترتبط ملكة القيادة بالفطرة التي يولد عليها المرء، فإن التكيف مع المحيط المتغير من المهارات التي يمكن العمل على تعزيزها. وربما تكون هذه المهارة تحديداً الأهم على الإطلاق بالنسبة للمدربين اليوم. في الواقع، حقيقة أن خطة ما نجحت في وقت محدد مع مجموعة محددة من اللاعبين لا تعني بالضرورة أن الخطة ذاتها ستنجح مجدداً في موقف آخر.
وأضاف: «الأمر المحوري هنا معرفة كيف يمكن للمرء أن يتكيف مع المستجدات: التكيف مع المجموعة التي تتعامل معها، والتكيف مع البيئة المحيطة. في الواقع، هذا أمر محوري: التكيف. والمقصود من التكيف معرفة نقاط القوة والضعف داخل مجموعة ما، والتعرف على جميع العوامل الخارجية التي قد تؤثر في المناخ المحيط بك، والتكيف مع كل ذلك، ثم تعديل ما فعلته، ومقاومة أي شعور بالرهبة إزاء التغيير».
في الحقيقة، يتحدث ديشامب هنا على المستوى الشخصي، لكن القول ذاته ينطبق على المؤسسات العملاقة الحديثة. على سبيل المثال، بدأت شركة «باي بال» نشاطها باعتبارها شركة معنية بالتشفير. أما «غوغل»، فقد اعتادت بيع تقنيات البحث الخاصة لمحركات بحث أخرى، بينما بدأ «فيسبوك» باعتباره شبكة يقتصر نطاقها داخل حرم إحدى الجامعات. ولم تكن «آبل» أول شركة تبتكر هاتفاً ذكياً أو كومبيوتر لوحياً أو جهازا رقميا لتشغيل الموسيقى، وإنما كل ما فعلته أنها عمدت إلى تصنيع هذه الأجهزة على نحو أفضل عن غيرها. ويعني ذلك أن جميع الشركات السابقة عملت على تعديل سياساتها للاستفادة من السوق. ويرمي ديشامب نحو القيام بالمثل.
خلال الأعوام الـ15 التي امتهن خلالها التدريب ـ في موناكو ومارسيليا ويوفنتوس والمنتخب الفرنسي - اضطر ديشامب للتكيف أكثر من مرة. في الواقع، بعض لاعبي المنتخب الفرنسي لم يكونوا حتى قد ولدوا عندما رفع ديشامب كأس العالم داخل استاد فرنسا عام 1998. واعترف ديشامب صراحة بأن الاضطلاع بمهمة تدريب أبناء الألفية الجديدة يشكل تحدياً بالنسبة له، وليس بالمجال الرياضي فحسب.
وعن ذلك، قال: «أصبح دور القائد أكثر تعقيداً بكثير اليوم. الواضح أن أسلوب التفكير بوجه عام على مستوى المجتمع طرأ عليه تغيير، ففي أي مجال مهني، تجد أن الصبي البالغ 18 عاماً يطمح نحو الحصول على كل شيء وفوراً لشعوره بأنه قوي. كما نجحت الأجيال الجديدة في إتقان استخدام التكنولوجيا الجديدة والتي تمنحهم شعوراً بالقوة في مواجهة الأجيال السابقة لهم. واليوم، لا يجد الصبي البالغ 18 عاماً في نفسه رهبة من أن يحل محل شخص يبلغ 30 أو 40 عاماً يملك خبرة. اليوم، لم تعد ثمة حدود؛ فالصبية الصغار يشعرون بالثقة والقوة، ويحملون بداخلهم رغبة في استكشاف ما حولهم واقتحامه. وقد يكون هذا أمراً جيداً، لكنه يحمل وجهاً سلبياً أيضاً».
من ناحية أخرى، غالباً ما تحيط بكل لاعب حاشية ربما لا تتوافق دوافعها دوماً مع مصالح اللاعب، أو شبكة اجتماعية تتيح للاعب التواصل مع الجماهير وتحقيق عائد اقتصادي إضافي. وتمثل تلك تأثيرات خارجية لم يسبق وأن شغلت بال ديشامب قط عندما كان لاعباً. وعن هذا، قال: «إنهم ينظرون إلى اللاعب باعتباره بقرة تدر المال، ويشعرون بالحاجة إلى الإبقاء عليها على هذا الوضع». وطرح ديشامب مثالاً في لاعب جرى الاستغناء عنه، ويخبره وكيله بأن: «المدرب مجرد شخص أحمق»، ويطالبه بالمضي قدماً في طريقه دون الالتفات لما حدث. وأكد أنه عاين بنفسه مواقف على هذا النحو. واستطرد قائلاً: «من الكلمات التي أسمعها كثيراً: الظلم. إلا أن ما يعتبره هؤلاء اللاعبون ظلماً ربما لا يبدو كذلك بالنسبة لك. وعليه، تجد أن الأمر برمته يتحول إلى مسألة كيفية تفسير الكلمات. وأعتقد أن الكثير من اللاعبين الناشئين هذه الأيام يسارع إلى وصف ما يواجهه بالظلم».
ربما يبدو هذا التوصيف مألوفاً لمن يعملون مع أبناء الألفية الجديدة بمجالات خارج الحقل الرياضي. وكثيراً ما يواجه أبناء الألفية الجديدة اتهامات بالغرور والنرجسية وغياب التركيز، واتباعهم توجهات تثير حفيظة من يتولون إدارتهم. وعلى ما يبدو، أفرزت الشبكات الاجتماعية جيلاً يسعى بدأب نحو نيل التقدير الفوري، في الوقت الذي تمكنه التقنيات الحديثة من تحدي السلطة.
من جانبه، حث الكاتب البريطاني الأميركي سيمون سينيك، قيادات اليوم بمحاولة استيعاب كيف تؤثر شبكات التواصل الاجتماعي في سلوك الأفراد، مشيراً إلى أن التفاعل عبر هذه الشبكات يحفز الجسم على إطلاق الدوبامين، ذات المركب الكيميائي الذي يفرزه التدخين وتناول الكحوليات والمقامرة. ويعتبر الدوبامين من العناصر المسببة للإدمان. ومع تحويل أبناء هذا الجيل رغبتهم الحثيثة في نيل التقدير والاعتراف بعيداً عن آبائهم باتجاه نظرائهم، يبرز دور شبكات التواصل الاجتماعي التي تعينهم على الفوز بالإعجاب وإعادة نشر لمنشوراتهم.
وأوضح سينيك في تصريحات له، أنه: «مع تقدمهم في العمر، نجد أن الكثير من هؤلاء الصبية يظلون عاجزين عن بناء علاقات عميقة، فالكثير من صداقاتهم سطحية ولا يمكنهم الاعتماد عليها، ذلك أن أصدقاءهم ربما ينبذوهم. ويفتقر هذا الجيل إلى الآليات الصحيحة للتكيف مع الضغوط. وبالتالي، فإنهم عندما يواجهون ضغوطاً عصبية يلجأون إلى جهاز إلكتروني، وليس شخص». ويعني ذلك أن ثمة حاجة الآن إلى إقرار نمط جديد من إدارة الأفراد، بحيث يقوم على تبادل الآراء والعمل على تفهم وجهات النظر المختلفة وبناء الثقة المتبادلة. وشرح ديشامب بحماس لافت للنظر كيف يعمل على بناء مثل هذه الثقة.
الملاحظ في ديشامب أنه يفكر في كل كلمة يتفوه بها، ويبدو مدركاً تماماً للغة الجسد الصادرة عنه وكيف ينقل رسالته إلى الطرف المقابل. وقال: «الأمر لا يتعلق بالكلمات التي تستخدمها فحسب، وإنما كذلك بالأسلوب الذي تستخدمها من خلاله. وتحمل تعبيرات وجهك أهمية كبيرة أيضاً، والأسلوب الذي تطرح به رسالتك. إذا كنت تنصح مجموعة ما بأن عليهم التزام الهدوء، بينما تقف أمامهم والعرق يتصبب من جبينك، فأنت حينئذ ستصبح في ورطة...».
الواضح أن ديشامب يحرص على بذل قصارى جهده في عمله، وقد نجح بالفعل في خلق دائرة من الثقة قادرة على تمكين المجموعة وإمداده في الوقت ذاته بمزيد من المعلومات التي تعينه على اتخاذ قرارات أفضل. ومن خلال ذلك، يضمن النجاح والتفوق. الملاحظ أن ديشامب حرص على استدعاء كل لاعب جديد في المنتخب الفرنسي وعقد حديثاً معه من فرد لفرد. وخلال هذه اللقاءات، أخبر اللاعبين بما يريده منهم، وحذرهم إزاء ما قد يواجهونه مستقبلاً في طريقهم. بمجرد أن يصبح لاعب ما دولياً، تتبدل نظرة الآخرين إليه إلى الأبد، وكذلك توقعات الهيكل الداعم له وأقرانه بالفريق وخصومه ووسائل الإعلام.
من ناحيته، يحرص ديشامب على امتلاك جميع اللاعبين نسخة من «ميثاق الشرف» الذي صاغه داخل غرفهم بالمركز التدريب الخاص بالمنتخب الفرنسي. وفي إطار هذا الميثاق، يطلب ديشامب من اللاعبين احترام قميص المنتخب والنشيد الوطني، وإبداء توجه منفتح وودود تجاه الآخرين، والتحلي بالصدق والتواضع. وتحت عنوان فرعي حول كيفية التعامل مع وسائل الإعلام، ينص ميثاق الشرف على: «يرسم سلوكك وتوجهك وكلماتك ملامح صورتك أمام الجماهير عبر وسائل الإعلام، ما يشكل جزءا لا يتجزأ من رحلتك بعالم كرة القدم. إن وسائل الإعلام تحدد ملامح صورتك أمام الأمة بأكملها؛ لذا عليك التحلي بالمهنية في التعامل معها».
فيما يتعلق بالمهارة، أعرب ديشامب عن اعتقاده بأن جميع اللاعبين الناشئين يملكون إمكانات، وليس مهارة. وقال: «المهارة لا توجد في اللاعبين الناشئين، وإنما هي أمر تتمكن من إظهاره على مستوى رفيع على امتداد فترة من الزمن. إن المهارة أمر يتعين التأكيد عليه، بمعنى التأكيد على الإمكانية، وهي تعني الوصول إلى القمة والاستمرار بها لفترة». وأوضح ديشامب، أنه يتعين على اللاعب استيعاب هذه الرسالة. وقال: «لا أود أن يعتقدوا أنه بمجرد انضمامهم إلى المنتخب، فإنهم بذلك حققوا غايتهم الكبرى. في الواقع، تلك مجرد خطوة أولى فحسب».
ويولي ديشامب أيضاً اهتماماً بكيفية اندماج العناصر الجديدة مع الفريق، ليس داخل الملعب فحسب، وإنما خارجه أيضاً. وعن هذا، قال: «هذا أمر يثير اهتمامي كثيراً وأحرص على مراقبته». وأوضح، أنه يبدي تسامحاً أكبر أمام أخطاء الناشئين، لكنه لا يقبل التهاون أو الكسل. وأكد أنه: «عندما يحدث ذلك، أوجّه للاعب إنذاراً وأراقب رد فعله. إن الأمر برمته يرتبط بوجود علاقة تقوم على الثقة. ويقوم دوري بصفتي مدرباً للمنتخب على تعاقد أخلاقي، فأنا لا أدفع مالاً لهؤلاء اللاعبين، وإنما تدفع لهم أنديتهم، ولهذا أتحدث عن تعاون على أساس أخلاقي. إنني أسعى نحو بناء رابطة تقوم على الثقة. في الواقع، لقد اكتسبت العلاقات الإنسانية داخل صفوف الفريق اليوم أهمية لا تقل عن أهمية ما يدور داخل أرض الملعب».
وأضاف: «يتطلب عمل المدرب رصد المواهب وتحديد السبيل الأمثل لاستغلالها داخل الإطار المناسب. أنت في حاجة إلى رصد الموهبة الواعدة القادرة على تحقيق ما يسعى إليه المدرب. إن اختياراتك لا تعدو كونها استثمارات بشرية، ويتعين عليك توفير الوقت كي تتعرف على لاعبيك على نحو أفضل، وبخاصة أن لكل منهم حياة مختلفة وشخصية وثقافة وخلفية، بل ووجهات نظر تجاه الحياة مغايرة للآخرين. لذا؛ عليك امتلاك القدرة على التكيف معهم. في الواقع، لقد أصبحت إدارة الأفراد على قدر بالغ من الأهمية». وهنا تحديداً يظهر دور الحوار، ليس بالضرورة داخل مكتبه، وإنما أحياناً في صورة كلمات معدودة داخل ملعب التدريب أو وقت تناول الطعام. وأشار إلى أن المعلومات العامة حول اللاعبين متاحة للجميع: «لكن ما يهمني حقاً الشخص القائم وراء كل هذا».


مقالات ذات صلة

بوستيكوغلو: أنا واللاعبون مسؤولون عن تراجع النتائج

رياضة عالمية أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير (رويترز)

بوستيكوغلو: أنا واللاعبون مسؤولون عن تراجع النتائج

دعا أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير إلى عدم تحميل مالكي النادي مسؤولية مصاعب الفريق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة سعودية سعود عبد الحميد يتألق رفقة روما الإيطالي (د.ب.أ)

رغم التحديات... سعود عبد الحميد يثبت جدارته في تشكيلة روما

دخل سعود عبد الحميد تاريخ كرة القدم السعودية، بعدما بات أول لاعب يسجل في مسابقة أوروبية.

«الشرق الأوسط» (روما)
رياضة عالمية فرحة لاعبي بريست بالفوز الأخير أوروبياً على آيندهوفن (رويترز)

بريست يتألق أوروبياً ويعاني محلياً

مع إحدى أصغر الميزانيات في الدوري الفرنسي، يحقق فريق بريست نجاحا كبيرا في النسخة الحالية بدوري أبطال أوروبا.

«الشرق الأوسط» (بريست)
رياضة عالمية دافيدي كالابريا قائد ميلان الإيطالي (د.ب.أ)

كالابريا قائد ميلان: أرفض التشكيك في التزامي

رفض دافيدي كالابريا قائد ميلان الإيطالي الانتقادات التي واجهها عبر الإنترنت.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
رياضة عالمية ميكل أرتيتا مدرب آرسنال (إ.ب.أ)

أرتيتا: سأمنح سترلينغ مزيداً من دقائق اللعب

قال ميكل أرتيتا، مدرب آرسنال، إنه يعتزم منح رحيم سترلينغ فرصة اللعب مزيداً من الدقائق خلال فترة الأعياد المزدحمة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.