ماركو سيلفا يجلب الاستقرار إلى واتفورد

المدرب البرتغالي أثبت أنه الخيار الأنسب للنادي اللندني بعد فترة ماتزاري العصيبة

ماركو سيلفا أعاد الثقة والاستقرار للاعبي واتفورد فحصد النتائج (رويترز)
ماركو سيلفا أعاد الثقة والاستقرار للاعبي واتفورد فحصد النتائج (رويترز)
TT

ماركو سيلفا يجلب الاستقرار إلى واتفورد

ماركو سيلفا أعاد الثقة والاستقرار للاعبي واتفورد فحصد النتائج (رويترز)
ماركو سيلفا أعاد الثقة والاستقرار للاعبي واتفورد فحصد النتائج (رويترز)

إذا كان المركز المتقدم الذي يحتله نادي واتفورد في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز يعد مفاجأة للبعض، فإنه ليس الإنجاز الأول الذي يحققه المدير الفني البرتغالي ماركو سيلفا في مسيرته التدريبية القصيرة والمليئة بالأحداث. في البداية، حقق سيلفا أداء لافتا في موطنه بالبرتغال وبالتحديد مع نادي إستوريل، الذي تولى تدريبه لمدة ثلاث سنوات قاده خلالها للصعود للدوري البرتغالي الممتاز وإنهاء المسابقة بعد ذلك ضمن المراكز الخمسة الأولى بشكل متتال. وبعد ذلك، تولى سيلفا قيادة سبورتنغ لشبونة البرتغالي، ثم أولمبياكوس اليوناني، الذي رحل عنه بعد موسم ناجح وأسبوع واحد فقط من الاستعدادات للموسم الجديد، لأسباب شخصية.
لكن بالنسبة لأولئك الذين يعرفون نادي واتفورد جيدا، لم يكن الحماس الذي قوبل به سيلفا لدى توليه مهمة تدريب الفريق غريبا، ويقول شخص من داخل النادي: «مهما كان الشخص الذي كان سيتولى تدريب الفريق خلفا لوالتر ماتزاري، فما دام أنه يتمتع بمهارات جيدة ويتحدث الإنجليزية جيدا فإنه سيحقق تطورا في مستوى الفريق بالمقارنة بالعام الماضي. ونظرا للطريقة التي قُدم بها ماتزاري للجمهور والطريقة التي كان يعمل بها داخل ملعب التدريب، فما دام أنك تمتلك المهارات اللازمة فإن الناس سوف تتعامل معك على أنك شخص جيد. هذا هو الأمر بكل بساطة».
لكن سيلفا لا يعترف بأن مهمته مع الفريق كانت سهلة، ويتحدث، على الملأ على الأقل، عن العمل الشاق الذي يقوم به وعن التضحيات الفردية من أجل مصلحة الفريق، وتغيير الأجواء منذ قدومه للنادي، ويقول: «لقد تغير الوضع، لأن النتائج تساعد على تغيير الأجواء في كرة القدم. ولكن لكي نحقق تلك النتائج يجب أن نعمل بكل قوة ونظهر بمستوى جيد في المباريات. لقد تغيرت الأمور بكل تأكيد. لقد قلت للاعبين في أول اجتماع بهم: يتعين علينا أن نبني شيئا داخل هذا النادي وأن نتعهد بذلك فيما بيننا، وأن نتعامل داخل غرفة خلع الملابس بصورة جيدة وكوحدة واحدة». ويضيف سيلفا: «لو سألتني عن شعوري الآن فسأقول لك إنني أشعر في بعض اللحظات أثناء المباريات وفي بعض اللحظات خلال الأسبوع بأننا نعمل سويا كوحدة واحدة، وهذا هو ما يصنع الفارق في بعض المباريات».
وكانت المباراة التي حقق فيها واتفورد الفوز على سوانزي سيتي الأسبوع الماضي خير مثال على ذلك، فقد سيطر الفريق على مقاليد الأمور خلال أول نصف ساعة من المباراة، قبل أن يستعيد سوانزي سيتي زمام الأمور ويتعادل ويقدم أداء أقوى يجعله الأوفر حظا لتحقيق الفوز في المباراة. لكن واتفورد بقيادة سيلفا رفض أن يستسلم وعاد بقوة إلى أجواء اللقاء و«سرق» هدف الفوز في الدقيقة الأخيرة من عمر المباراة.
يقول سيلفا: «في كل مرة تتصعب علينا الأمور فيها، يكون رد فعلنا جيدا على ذلك. وفي آخر 15 دقيقة من عمر المباراة أظهرنا ثقتنا في الفلسفة التي نتبناها وفي قدرتنا على تحقيق الفوز باللقاء، وأعتقد أن هذا أمر مهم للغاية. لقد حدث ذلك لأن الجميع ظل يعمل بصورة جماعية. لم يحدث هذا لأننا حققنا نتائج إيجابية فقط، ولكن لأننا بدأنا نبني شيئا مهما داخل غرفة خلع الملابس». وقال مدافع واتفورد، سيباستيان برودل إنه «مختلف عن آخر مديرين فنيين قاما بتدريب الفريق. أعتقد أنه واضح للغاية في رأيه فيما يتعلق بكيفية لعب كرة القدم. إنه يطلب من اللاعبين الكثير، فهو يريد أن نلتزم بشكل كبير، ليس داخل الملعب فحسب ولكن خارجه أيضا، وهو ما يعني أن نحترم القواعد خارج الملعب وأن نلتزم بالمواعيد، وأشياء أخرى من هذا القبيل. إن فلسفته تكمن في أن الالتزام خارج الملعب ينعكس على التزامك داخل الملعب أيضا. أما داخل الملعب فله رأيه الواضح، ويركز بصورة كبيرة. إنه يعمل في كل ثانية من الوقت الذي نتدرب فيه على إعدادنا للمباريات، ومن الواضح للغاية أنه يحب عمله ويركز فيه بشكل كامل». ولم تكن شخصية ماتزاري وطريقته في التواصل مع اللاعبين هي التي ساعدت سيلفا على هذه البداية القوية فحسب، ولكن النتائج الجيدة التي حققها أيضا. لقد أنهى واتفورد الموسم الماضي من الدوري الإنجليزي الممتاز في المركز السابع عشر بعد هبوط حاد ومفاجئ في مستوى الفريق في نهاية الموسم، وهو ما قلل من التوقعات بالنسبة للفريق في الموسم الجديد (رغم أن النادي كان قد حسم أمره بالتخلي عن خدمات ماتزاري وبدأ المفاوضات مع وكيل سيلفا قبل هذا التدهور الكبير في النتائج).
وخلال الصيف، دعم الفريق صفوفه بصفقات جيدة، خصوصا في خط الوسط والهجوم. وبعد إغلاق فترة الانتقالات الصيفية، هنأ المسؤولون عن التعاقدات الجديدة بالنادي أنفسهم على تكوين فريق قادر على إنهاء الموسم الجديد ضمن المراكز العشرة الأولى.
ولم يكن سيلفا محظوظا فيما يتعلق بالإصابات التي عصفت بالفريق، وهو ما منعه من الاعتماد على اللاعبين الأربعة أنفسهم في الخط الخلفي في مباراتين متتاليتين خلال الموسم الحالي، كما حرمته الإصابة من جهود ناثانيل تشالوبا خلال الأشهر الثلاثة الماضية. يقول سيلفا: «حاولت تحقيق المزيد من الاستقرار في الخط الخلفي. وأتمنى أن أحقق ذلك في بعض المباريات المتتالية، لأن ذلك مهم للغاية بالنسبة لنا».
وفيما يتعلق بمباراة الفريق أمام وست بروميتش ألبيون يوم السبت والتي انتهت بالتعادل 2-2 يقول سيلفا: «من المهم أننا لم نغير أشياء كثيرة في الطريقة التي نلعب بها، وفي سلوكنا أيضا».
وخارج الملعب، تعود سيلفا على التغيير المستمر. انتقل المدير الفني البرتغالي لنادي إستوريل في صيف عام 2005 واستمر مع النادي لمدة تسع سنوات، من بينها ست سنوات كلاعب وثلاث سنوات كمدير فني. وخلال تلك الفترة حقق سيلفا نجاحا لافتا وسط استقرار كبير، وتبع ذلك النجاح الأكبر لكن في ظل استقرار أقل. والآن، فإن سيلفا الذي يغير ناديا جديدا كل عام يعمل في واتفورد، الذي يغير مديرا فنيا كل عام أيضا. ويقول سيلفا عن حياته الجديدة في ضواحي العاصمة البريطانية لندن: «أعيش حياة عادية، وكل شيء على ما يرام. في الحقيقة، يمكنني التكيف مع أي ظروف، وقد جئت إلى هنا من أجل أن أصنع شيئا وأن أعمل بكل جدية وأن أنقل فلسفتي إلى النادي. هذا هو الهدف الذي أسعى لتحقيقه هنا وأن أنقل شيئا إلى اللاعبين. وبعد ذلك، أتأكد من أن كل الأمور تسير بشكل عادي في حياتي. كل شيء على ما يرام بالنسبة لي».


مقالات ذات صلة

هورزلر: على لاعبي برايتون الارتقاء بأدائهم

رياضة عالمية فابيان هورزلر مدرب برايتون (أ.ف.ب)

هورزلر: على لاعبي برايتون الارتقاء بأدائهم

صعد برايتون إلى المركز الثاني في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم بعد تعادله 1-1 مع ساوثامبتون متذيل الترتيب الجمعة.

«الشرق الأوسط» (برايتون)
رياضة عالمية باولو فونسيكا مدرب ميلان (أ.ب)

فونسيكا: أبحث عن استعادة توازن ميلان

قال باولو فونسيكا، مدرب ميلان، الجمعة، إن فريقه أظهر كثيراً من نقاط الضعف في آخر مباراتين، ويجب أن يجد التوازن الصحيح بين الدفاع والهجوم.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
رياضة عالمية بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي (أ.ب)

غوارديولا: أتحمل عبء إثبات نفسي

قال بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم إنه يتحمل عبء إثبات أنه يستطيع تصحيح مسار الفريق.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية إنزو ماريسكا مدرب تشيلسي (أ.ف.ب)

ماريسكا: تشيلسي لا ينافس على لقب البريميرليغ

قال إنزو ماريسكا، مدرب تشيلسي، إن فريقه الشاب لا ينافس على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية دييغو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد (إ.ب.أ)

سيميوني: ما زال بإمكاننا التحسن

تلقى أتلتيكو مدريد دفعة معنوية هائلة بعد الفوز في ست مباريات متتالية، لكن المدرب دييغو سيميوني قال إن فريقه لا يزال لديه مجال كبير للتحسن.

«الشرق الأوسط» (مدريد)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.