الاحتلال الإسرائيلي يعزل الضفة والقطاع 11 يوماً متواصلة في إجراء غير مسبوق

الاحتلال الإسرائيلي يعزل الضفة والقطاع  11 يوماً متواصلة في إجراء غير مسبوق
TT

الاحتلال الإسرائيلي يعزل الضفة والقطاع 11 يوماً متواصلة في إجراء غير مسبوق

الاحتلال الإسرائيلي يعزل الضفة والقطاع  11 يوماً متواصلة في إجراء غير مسبوق

أدانت وزارة الخارجية والمغتربين في الحكومة الفلسطينية، في بيان غاضب صدر عنها، قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلية بإغلاق الضفة الغربية وقطاع غزة مدة 11 يوما متواصلة، لتمكين مواطني إسرائيل اليهود والمستوطنين المستعمرين في المناطق الفلسطينية، من إحياء عيد العرش.
ونددت الخارجية بمجمل سياسة فرض الأطواق والإغلاق، مؤكدة أن «هذه السياسة امتداد لعقلية استعمارية توسعية، تستفرد بشكل عنيف بشعبنا وأرض وطنه، بما يؤدي إلى تكريس الاحتلال والاستيطان، وتعميق نظام الفصل العنصري وحالة فقدان الأمل لدى الفلسطينيين».
وحذرت الوزارة، أمس، «من خطورة التعامل مع ما يسمى بالإغلاقات الشاملة للضفة والقطاع، كقضية روتينية وعادية تمر مرور الكرام، مؤكدة أن لهذه السياسة الاستفزازية تداعيات خطيرة على مجمل الوضع الأمني برمته». وطالبت الوزارة «المجتمع الدولي والمؤسسات الأممية المختصة، بالضغط على حكومة الاحتلال لوقف هذه السياسة العنصرية وغير القانونية، التي تتعارض بشكل واضح مع اتفاقيات جنيف ومبادئ حقوق الإنسان». وقالت: «اعتادت الحكومة الإسرائيلية على تحويل الأعياد الدينية اليهودية، إلى مناسبات لفرض المزيد من القيود والعقوبات الجماعية والتضييقات على الفلسطينيين وحياتهم».
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، قد أصدر قرارا غير مسبوق، بإغلاق الضفة الغربية وقطاع غزة لمدة 11 يوماً، بحجة الأعياد اليهودية، بما يعني شل حركة المواطنين، وتحويل كل من قطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية المحتلة، إلى سجون كبيرة. واستغرب الفلسطينيون هذه المدة الطويلة، إذ اعتاد الاحتلال على الإغلاق لمدة يومين في بداية العيد ويومين آخرين في ختامه.
وقالت مصادر مقربة من ليبرمان، إنه أقدم على هذه الخطوة بطلب من وزير الأمن الداخلي، غلعاد أردان، وخلافا لموقف قيادة الجيش التي تعتبر الإغلاق عبئا زائدا على المواطنين. وسيبدأ هذا الإغلاق من بعد منتصف ليل الثلاثاء المقبل وحتى مساء السبت بعد المقبل، يمنع خلاله الفلسطينيون من الوصول إلى إسرائيل، إلا في حالات استثنائية. وجرى تبرير هذا القرار بالذرائع الأمنية. وقال ناطق بلسان وزارة الأمن الداخلي، صراحة، إنه جاء عقب العملية التي وقعت في مستوطنة هار أدار الأسبوع الماضي وقتل فيها ثلاثة إسرائيليين، إضافة إلى منفذها الفلسطيني من قرية بيت سوريك المجاورة.
وقد رفضت الخارجية الفلسطينية هذه الحجة قائلة: «تتعمد الحكومة الإسرائيلية وأجهزتها المختلفة تبرير تلك العقوبات الجماعية وغيرها بهاجس الأمن، علماً بأنها تستبيح المناطق الفلسطينية، وتواصل اعتقالاتها بالجملة وانتهاكاتها الجسيمة للقانون الدولي بحق الفلسطينيين وأمنهم».
الجدير ذكره أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت، الليلة الفائتة، 19 مواطناً من محافظات الضفة الغربية، بينهم صحافيان معروفان بتغطية أحداث الأقصى. وقال نادي الأسير الفلسطيني، في بيان له أمس، الاثنين، إن الاحتلال اعتقل أربعة مواطنين من محافظة بيت لحم، وأربعة آخرين من محافظة نابلس، كما اعتقلت أربعة مواطنين من محافظة الخليل، وأربعة من محافظة رام الله والبيرة، فيما اعتقلت مواطنين اثنين من مخيم جنين، إضافة إلى شاب من محافظة أريحا.



«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
TT

«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)

دخل حزب «الوفد» المصري العريق في أزمة جديدة، على خلفية قرار رئيسه عبد السند يمامة، فصل أحد قادة الحزب ورئيسه الأسبق الدكتور السيد البدوي، على خلفية انتقادات وجَّهها الأخير إلى الإدارة الحالية، وسط مطالبات باجتماع عاجل للهيئة العليا لاحتواء الأزمة، فيما حذَّر خبراء من «موجة انشقاقات» تضرب الحزب.

وانتقد البدوي في حديث تلفزيوني، دور حزب الوفد الراهن، في سياق حديثه عمّا عدَّه «ضعفاً للحياة الحزبية» في مصر. وأعرب البدوي عن استيائه من «تراجع أداء الحزب»، الذي وصفه بأنه «لا يمثل أغلبية ولا معارضة» ويعد «بلا شكل».

وذكر البدوي، أن «انعدام وجوده (الوفد) أفقد المعارضة قيمتها، حيث كان له دور بارز في المعارضة».

و«الوفد» من الأحزاب السياسية العريقة في مصر، وهو الثالث من حيث عدد المقاعد داخل البرلمان، بواقع 39 نائباً. في حين خاض رئيسه عبد السند يمامة، انتخابات الرئاسة الأخيرة، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحصل على المركز الرابع والأخير.

المقر الرئيسي لحزب «الوفد» في القاهرة (حزب الوفد)

وأثارت تصريحات البدوي استياء يمامة، الذي أصدر مساء الأحد، قراراً بفصل البدوي من الحزب وجميع تشكيلاته.

القرار ووجه بانتقادات واسعة داخل الحزب الليبرالي، الذي يعود تأسيسه إلى عام 1919 على يد الزعيم التاريخي سعد زغلول، حيث اتهم عدد من قادة الحزب يمامة بمخالفة لائحة الحزب، داعين إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا.

ووصف عضو الهيئة العليا للحزب فؤاد بدراوي قرار فصل البدوي بـ«الباطل»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «لائحة الحزب تنظم قرارات فصل أي قيادي بالحزب أو عضو بالهيئة العليا، حيث يتم تشكيل لجنة تضم 5 من قيادات الحزب للتحقيق معه، ثم تُرفع نتيجة التحقيق إلى (الهيئة العليا) لتتخذ قرارها».

وأكد بدراوي أن عدداً من قيادات الحزب «دعوا إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا قد يُعقد خلال الساعات القادمة لبحث الأزمة واتخاذ قرار»، معتبراً أن «البدوي لم يخطئ، فقد أبدى رأياً سياسياً، وهو أمر جيد للحزب والحياة الحزبية».

ويتخوف مراقبون من أن تتسبب الأزمة في تعميق الخلافات الداخلية بالحزب، مما يؤدي إلى «موجة انشقاقات»، وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي لـ«الشرق الأوسط» إن «مشكلة فصل البدوي قد تؤدي إلى موجة انشقاقات داخل الحزب، وهي ظاهرة مرشحة للتفاقم في الحياة السياسية المصرية خلال الفترة القادمة، فمشكلة (الوفد) مثل باقي الأحزاب... لا توجد قناعة بتعدد الآراء والاستماع لجميع وجهات النظر».

وأكد فهمي أن «اجتماع الهيئة العليا لحزب (الوفد) لن يحل الأزمة، والحل السياسي هو التوصل إلى تفاهم، للحيلولة دون حدوث انشقاقات، فمشكلة (الوفد) أنه يضم تيارات وقيادات كبيرة تحمل رؤى مختلفة دون وجود مبدأ استيعاب الآراء كافة، وهو ما يؤدي إلى تكرار أزمات الحزب».

وواجه الحزب أزمات داخلية متكررة خلال السنوات الأخيرة، كان أبرزها إعلان عدد من قياداته في مايو (أيار) 2015 إطلاق حملة توقيعات لسحب الثقة من رئيسه حينها السيد البدوي، على خلفية انقسامات تفاقمت بين قياداته، مما أدى إلى تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأزمة، حيث اجتمع مع قادة «الوفد» داعياً جميع الأطراف إلى «إعلاء المصلحة الوطنية، ونبذ الخلافات والانقسامات، وتوحيد الصف، وتكاتف الجهود في مواجهة مختلف التحديات»، وفق بيان للرئاسة المصرية حينها.

وأبدى فهمي تخوفه من أن «عدم التوصل إلى توافق سياسي في الأزمة الحالية قد يؤدي إلى مواجهة سياسية بين قيادات (الوفد)، ومزيد من قرارات الفصل، وهو ما سيؤثر سلباً على مكانة الحزب».

في حين رأى نائب مدير «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» في مصر الدكتور عمرو هاشم ربيع، أن «(الوفد) سيتجاوز هذه الأزمة كما تجاوز مثلها»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الأزمة ستمر مثل كثير من الأزمات، لكنها لن تمر بسهولة، وستحدث عاصفة داخل الحزب».

واستنكر ربيع فصل أحد قيادات حزب ليبرالي بسبب رأيه، قائلاً: «من الغريب أن يقوم رئيس حزب ليبرالي ينادي بحرية التعبير بفصل أحد قياداته بسبب رأيه».

كان البدوي قد أعرب عن «صدمته» من قرار فصله، وقال في مداخلة تلفزيونية، مساء الأحد، إن القرار «غير قانوني وغير متوافق مع لائحة الحزب»، مؤكداً أنه «لا يحق لرئيس الحزب اتخاذ قرار الفصل بمفرده».

وأثار القرار ما وصفها مراقبون بـ«عاصفة حزبية»، وأبدى عدد كبير من أعضاء الهيئة العليا رفضهم القرار، وقال القيادي البارز بحزب «الوفد» منير فخري عبد النور، في مداخلة تلفزيونية، إن «القرار يأتي ضمن سلسلة قرارات مخالفة للائحة الحزب، ولا بد أن تجتمع الهيئة العليا لمناقشة القرار».

ورأى عضو الهيئة العليا لحزب «الوفد» عضو مجلس النواب محمد عبد العليم داوود، أن قرار فصل البدوي «خطير»، وقال في مداخلة تلفزيونية إن «القرار لا سند له ولا مرجعية».

وفي يوليو (تموز) الماضي، شهد الحزب أزمة كبرى أيضاً بسبب مقطع فيديو جرى تداوله على نطاق واسع، على منصات التواصل الاجتماعي، يتعلق بحديث لعدد من الأشخاص، قيل إنهم قيادات بحزب «الوفد»، عن بيع قطع أثرية؛ مما أثار اتهامات لهم بـ«الاتجار غير المشروع في الآثار».