أبو الغيط يحذر من تحوّل «خفض التصعيد» إلى تقسيم

TT

أبو الغيط يحذر من تحوّل «خفض التصعيد» إلى تقسيم

هيمن الملف السوري على محادثات الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط مع رمزي عز الدين رمزي نائب المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا في القاهرة واتصال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ورئيس «تيار الغد» السوري أحمد الجربا الذي التقى أبو الغيط أول من أمس.
وبحث بوغدانوف مع الجربا في الوضع في سوريا «مع تركيز على جهود تعزيز وقف إطلاق النار ووقف الأعمال القتالية، وآفاق المضي في عملية يقودها السوريون لتسوية الأزمة في سوريا بموجب قرار مجلس الأمن 2254».
وفي دمشق، بحث وفد روسي يمثل الفريق الاقتصادي في الحكومة الروسية، وقطاع الأعمال، إنجاز مشاريع في مجالات الطاقة والري والمياه وغيره في سوريا. واستقبل بشار الأسد الوفد الروسي الذي يرأسه كيريل مولودتسوف، نائب وزير الطاقة، وأكد لهم على أهمية الدور الروسي في إعادة إعمار سوريا، وأشار إلى أنه «من الطبيعي مشاركة البلد التي وقفت إلى جانب سوريا ضد الإرهاب، في إعادة الإعمار».
في سياق آخر، التقى أبو الغيط، مساء أول من أمس، مع نائب المبعوث الأممي لسوريا السفير رمزي عز الدين، وبحث الجانبان إمكانية حدوث تقدم في الملف السوري خلال الأسابيع المقبلة، فضلا عن إطلاع الأمين العام لجامعة الدول العربية، على الجهود التي تقوم بها الأمم المتحدة لاستئناف محادثات جنيف في أقرب وقت، وذلك على أساس أن الاتفاق على مناطق خفض التصعيد لا يُمكن أن يشكل بديلاً للمسار السياسي.
وأكد أبو الغيط حرصه الحفاظ على سوريا الموحدة بحدودها المعروفة، واعتبر ذلك أولوية رئيسية لدى كافة الدول العربية، وأن مناطق خفض التصعيد التي تم إقرارها مؤخراً لا ينبغي أن تكون مقدمة لتقسيم الوطن السوري، أو تفتيته إلى مناطق نفوذ خاضعة لهيمنة أجنبية.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.