الحكومة التونسية تفشل في السيطرة على التضخم

قفز إلى مستوى 5.7 % في 8 أشهر

TT

الحكومة التونسية تفشل في السيطرة على التضخم

كشفت مصادر حكومية تونسية عن صعوبة السيطرة على نسبة التضخم خلال السنة الحالية، والفشل في تحقيق أحد أهم الأهداف الاقتصادية في تونس، إذ توقعت وزارة المالية التونسية عند مناقشة ميزانية سنة 2017 عدم تجاوز نسبة التضخم حدود 3.7 في المائة طوال السنة كهدف حكومي مرسوم عند نهاية السنة.
ويأتي هذا الإقرار الحكومي إثر تسجيل نسبة تضخم لا تقل عن 5.7 في المائة خلال الثمانية أشهر الأولى من السنة الحالية، وهو ما يعني عمليا صعوبة السيطرة على الوضع الاقتصادي والحد من نسبة التضخم خلال ما تبقى من السنة، في ظل تدهور قيمة الدينار التونسي مقابل العملات الأجنبية الأساسية، وعلى رأسها الدولار واليورو، وارتفاع تكاليف الإنتاج، وعدم استعادة الانتعاشة الاقتصادية المرجوة بالكامل، وتنامي الواردات وانعكاس تدهور العملة المحلية على أسعارها المتداولة في الأسواق التونسية.
وأكدت وزارة التجارة التونسية من ناحيتها، أن نسبة التضخم تطورت تباعا خلال الأشهر الأولى من السنة الحالية، وقدرت في شهر يونيو (حزيران) الماضي بنحو 4.8 في المائة، وارتفعت إلى نسبة 5.6 في المائة خلال شهر يوليو (تموز)، لتستقر في حدود 5.7 في المائة مع نهاية شهر أغسطس (آب) المنقضي. ولا تتوقع نفس الدوائر الحكومية تراجع الأسعار خلال ما تبقى من أشهر السنة الحالية، نتيجة الارتفاع المتواصل على مستوى الأسعار المتعلقة بقطاع التغذية بنسبة 1.7 في المائة والمشروبات بنسبة 6 في المائة.
وخلال الفترة نفسها، ارتفعت أسعار المياه المعدنية والمشروبات الغازية والعصير بنسبة 7.1 في المائة، مع ارتفاع في أسعار مشروبات القهوة والشاي بنسبة 3.5 في المائة.
أما أسعار المواد الخاضعة لقانون العرض والطلب، فقد شهدت ارتفاعا بنسبة 6.2 في المائة. في حين عرفت المواد المراقبة من قبل الدولة، وبعضها خاضع لدعم الحكومة وتحديد الأسعار، ارتفاعا بنسبة 3.9 في المائة.
وفي هذا الشأن، أكد عز الدين سعيدان، الخبير المالي والاقتصادي التونسي، أن نسبة التضخم الحقيقية في تونس تزيد عن الأرقام الرسمية التي قدمتها الحكومة التونسية خلال الأشهر الماضية، ولا تتراوح بين 9 و10 في المائة؛ على حد قوله.
وفي تفسيره للزيادة الحاصلة على مستوى نسبة التضخم، قال سعيدان إن الاقتصاد على وجه العموم يعتمد على ثلاثة محركات أساسية، هي الاستهلاك والاستثمار والتصدير، وفي حال ارتفاع نسبة التضخم عند الاستهلاك فإن هذا الأمر يؤثر على القدرة الشرائية للتونسيين، نتيجة التضخم المالي الداخلي وارتفاع أسعار المواد الموردة.
واعتبر سعيدان أن الاستهلاك يعد أحد أهم محركات النمو، وهو يتأثر بصفة مباشرة بنسبة التضخم. وتوقع أن تسجل المقدرة الشرائية للتونسيين انخفاضا قويا من جديد خلال السنة المقبلة، وقدره بنسبة 30 في المائة؛ وذلك مقارنة مع سنة 2010.



الانتخابات الرئاسية اللبنانية تحفز سندات اليوروبوندز لتحقيق مكاسب قياسية

رجل يعدّ أوراق الدولار الأميركي داخل محل صرافة في بيروت (رويترز)
رجل يعدّ أوراق الدولار الأميركي داخل محل صرافة في بيروت (رويترز)
TT

الانتخابات الرئاسية اللبنانية تحفز سندات اليوروبوندز لتحقيق مكاسب قياسية

رجل يعدّ أوراق الدولار الأميركي داخل محل صرافة في بيروت (رويترز)
رجل يعدّ أوراق الدولار الأميركي داخل محل صرافة في بيروت (رويترز)

مع ترقب لبنان الرسمي لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، تتوجَّه الأنظار بشكل متزايد نحو سوق سندات اليوروبوندز، التي تُعدّ من أبرز المؤشرات التي تراقبها الأسواق والمستثمرون لقياس آفاق الاستقرار الاقتصادي والمالي في البلاد. ويزداد الاهتمام بهذه السندات في ضوء التوقعات التي تشير إلى أن انتخاب رئيس جديد قد يكون له تأثير مباشر في تحسين الوضع المالي والنقدي للبنان، مما يسهم في تقليص المخاطر المرتبطة بالدين العام ويحفِّز تدفقات الاستثمار.

ويوم الأربعاء، شهدت السندات السيادية الدولارية للبنان ارتفاعاً لليوم الخامس على التوالي، مدعومة بتفاؤل المستثمرين بانتخاب رئيس للجمهورية. وقد دفع هذا الارتفاع السندات لتحقيق زيادة تصل إلى 15 في المائة في الأيام الأولى من عام 2025، لتكون بذلك الأعلى بين نظيراتها في الأسواق الناشئة.

وتشير هذه التطورات إلى عائد بلغ 114 في المائة لحاملي السندات العام الماضي، وهو أيضاً الأضخم ضمن فئة الأصول.

وفي مذكرة له يوم الأربعاء، قال فاروق سوسة، المحلل في «غولدمان ساكس»، إن الانتخابات قد تمثل «خطوة أولى حاسمة نحو معالجة التحديات الاقتصادية والاجتماعية العاجلة التي تواجهها البلاد». وأضاف: «نحن متفائلون بحذر بأن التصويت قد يسفر عن اختيار مرشح ناجح، مما يسهم في إنهاء الفراغ الرئاسي».

يشار إلى أن لبنان يعاني من أزمة اقتصادية ومالية خانقة منذ تخلفه عن سداد ديونه في عام 2020؛ ما أدى إلى تفاقم التحديات السياسية والاجتماعية في البلاد. ومع استمرار حالة الجمود السياسي، تبرز أهمية انتخاب إدارة جديدة قادرة على تنفيذ الإصلاحات الضرورية، لا سيما تلك المرتبطة بالاتفاق مع صندوق النقد الدولي الذي يمكن أن يفتح الباب أمام مليارات الدولارات لدعم عملية إعادة الإعمار والنهوض الاقتصادي. يأتي ذلك أيضاً في ظل معاناة القطاع المصرفي المتضرر بشدة، وغياب أي تقدم في إعادة هيكلة الدين العام أو توحيد القطاع المصرفي، مما يجعل الإصلاحات الاقتصادية والسياسية ضرورة ملحّة لاستعادة ثقة المستثمرين والمجتمع الدولي.