منتجات زراعية وصناعية من أوكرانيا للسوق الأوروبية

بهدف مساعدتها في تجاوز الظروف الصعبة وتحقيق إصلاح اقتصادي

TT

منتجات زراعية وصناعية من أوكرانيا للسوق الأوروبية

بدأ اعتباراً من مطلع الشهر الحالي تصدير كثير من السلع الزراعية والصناعية الأوكرانية إلى السوق الأوروبية، دون التعريفات الجمركية، وذلك تنفيذاً لمقترحات تقدمت بها المفوضية الأوروبية في وقت سابق وحصلت على تأييد البرلمان الأوروبي والدول الأعضاء في التكتل الموحد، في إطار الجهود الرامية لمساعدة أوكرانيا على تجاوز الظروف الاقتصادية الصعبة، خصوصاً وهي تعمل حالياً على تحقيق إصلاح اقتصادي، بحسب ما ذكرت المفوضية الأوروبية في بروكسل.
وفي تعليق على هذا الأمر، قالت سيسليا مالمستروم مفوضة التجارة الخارجية الأوروبية، في بيان مشترك مع مساعدة وزير التنمية الاقتصادية والتجارة في أوكرانيا ناتاليا ميكولسكا: «نرحب بدخول التدابير الجديدة حيز التنفيذ، وهذه أخبار جيدة للمصدرين الأوكرانيين وأصبح من السهل الآن وصول كثير من السلع الزراعية والصناعية من أوكرانيا إلى السوق الأوروبية، ودون تحصيل التعريفة الجمركية، وهذا دليل على الدعم الاقتصادي والسياسي الملموس لأوكرانيا حكومة وشعباً، ومساعدتهم في تحقيق الإصلاح الاقتصادي».
وقالت المفوضية الأوروبية إن التدابير الجديدة ستسهم في رفع كميات المنتجات الزراعية التي يمكن لأوكرانيا تصديرها للسوق الأوروبية بموجب اتفاقية الشراكة بين الجانبين التي تنص على إلغاء الرسوم الجمركية، كما سيسهم الأمر أيضاً في زيادة واردات الاتحاد الأوروبي لكثير من المنتجات الصناعية.
وعقب بدء تنفيذ اتفاق الشراكة بين الجانبين، قال الرئيس الأوكراني بيترو بورشينكو، إن تنفيذ اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي يعتبر حالياً الأولوية في مسيرة الانضمام إليه. وأضاف أمام البرلمان الأوكراني في السابع من سبتمبر (أيلول) الماضي: «يجب أن ننفذ الاتفاقية بشكل كامل الآن، لكن لا ينبغي أن نتوقف عند ذلك».
وأعرب عن اعتقاده أن أوكرانيا تستطيع الشراكة مع الاتحاد في مجالات الجمارك والطاقة والمجال الجوي المشترك وغيرها من المشاريع، وأشار الرئيس الأوكراني إلى أن «تنفيذ هذه الخطة سينقل حدود الاتحاد الأوروبي قبل انضمامنا إليه رسمياً، بحيث ستبقى مسألة الانضمام شكلية».
وفي منتصف يوليو (تموز) الماضي، انعقدت القمة الأوروبية - الأوكرانية في كييف، وشكلت فرصة مهمة لاستعراض التقدم المحرز في تنفيذ جهود الإصلاح الطموحة في أوكرانيا، فضلاً عن تحديد أولويات الإصلاح الأخرى، بما في ذلك في مجال الشفافية ومكافحة الفساد.
وقال رئيس المفوضية جان كلود يونكر، على هامش القمة رقم 19 بين الجانبين، إن مزيداً من الخطوات قد تحققت خلال السنوات الثلاث الأخيرة، لتغير الوضع بشكل أفضل مما كان عليه خلال العشرين عاماً الماضية، ويجب أن «تفتخر أوكرانيا بما حققته».
وبعد مناقشة تسهيل الطريق لصرف الشريحة الثالثة من المساعدة المالية الكلية الأوروبية لأوكرانيا، جرى الإعلان على هامش القمة عن تخصيص 200 مليون يورو في إطار البرامج ذات الأولوية لعام 2017 لتقديم الدعم للمناطق المتضررة من النزاع في شرق أوكرانيا، وكفاءة الطاقة، وإدارة المالية العامة.
وفي مايو (أيار) الماضي، وافق مجلس الاتحاد الأوروبي على لائحة بشأن تحرير التأشيرات للمواطنين الأوكرانيين الذين يرغبون في السفر إلى دول الاتحاد والإقامة لمدة 90 يوماً وخلال فترة أقصاها 6 أشهر، وذلك لأغراض تجارية أو عائلية أو غيرها ولا تنطبق هذه اللائحة على آيرلندا وبريطانيا.



بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
TT

بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)

قالت الصين الخميس إن تحقيقاتها في ممارسات الاتحاد الأوروبي وجدت أن بروكسل فرضت «حواجز تجارية واستثمارية» غير عادلة على بكين، مما أضاف إلى التوترات التجارية طويلة الأمد.

وأعلنت بكين عن التحقيق في يوليو (تموز)، بعدما أطلق الاتحاد تحقيقات حول ما إذا كانت إعانات الحكومة الصينية تقوض المنافسة الأوروبية. ونفت بكين باستمرار أن تكون سياساتها الصناعية غير عادلة، وهددت باتخاذ إجراءات ضد الاتحاد الأوروبي لحماية الحقوق والمصالح القانونية للشركات الصينية.

وقالت وزارة التجارة، الخميس، إن تنفيذ الاتحاد الأوروبي للوائح الدعم الأجنبي (FSR) كان تمييزاً ضد الشركات الصينية، و«يشكل حواجز تجارية واستثمارية». ووفق الوزارة، فإن «التطبيق الانتقائي» للتدابير أدى إلى «معاملة المنتجات الصينية بشكل غير موات أثناء عملية التصدير إلى الاتحاد الأوروبي مقارنة بالمنتجات من دول أخرى».

وأضافت بكين أن النظام لديه معايير «غامضة» للتحقيق في الإعانات الأجنبية، ويفرض «عبئاً ثقيلاً» على الشركات المستهدفة، ولديه إجراءات غامضة أنشأت «حالة من عدم اليقين هائلة». ورأت أن تدابير التكتل، مثل عمليات التفتيش المفاجئة «تجاوزت بوضوح الحدود الضرورية»، في حين كان المحققون «غير موضوعيين وتعسفيين» في قضايا، مثل خلل الأسواق.

وأوضحت وزارة التجارة الصينية أن الشركات التي عدّت أنها لم تمتثل للتحقيقات واجهت أيضاً «عقوبات شديدة»، الأمر الذي فرض «ضغوطاً هائلة» على الشركات الصينية. وأكدت أن تحقيقات نظام الخدمة المالية أجبرت الشركات الصينية على التخلي عن مشاريع أو تقليصها، ما تسبب في خسائر تجاوزت 15 مليار يوان (2,05 مليار دولار).

وفي سياق منفصل، تباطأ التضخم في أسعار المستهلكين في الصين خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فيما واصلت أسعار المنتجين الانكماش وسط ضعف الطلب الاقتصادي.

وألقت عوامل، تتضمن غياب الأمن الوظيفي، وأزمة قطاع العقارات المستمرة منذ فترة طويلة، وارتفاع الديون، وتهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب فيما يتعلق بالرسوم الجمركية، بظلالها على الطلب رغم جهود بكين المكثفة لتحفيز القطاع الاستهلاكي.

وأظهرت بيانات من المكتب الوطني للإحصاء، الخميس، أن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع 0.1 في المائة الشهر الماضي على أساس سنوي، بعد صعوده 0.2 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) السابق عليه، مسجلاً أضعف وتيرة منذ أبريل (نيسان) الماضي. وجاءت البيانات متسقة مع توقعات الخبراء في استطلاع أجرته «رويترز».

وظل مؤشر أسعار المستهلكين ثابتاً على أساس شهري، مقابل انخفاض بواقع 0.6 في المائة في نوفمبر، وهو ما يتوافق أيضاً مع التوقعات. وارتفع التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والوقود المتقلبة، 0.4 في المائة الشهر الماضي، مقارنة مع 0.3 في المائة في نوفمبر، وهو أعلى مستوى في خمسة أشهر.

وبالنسبة للعام ككل، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين 0.2 في المائة بما يتماشى مع وتيرة العام السابق، لكنه أقل من المستوى الذي تستهدفه السلطات عند نحو ثلاثة في المائة للعام الماضي، مما يعني أن التضخم أخفق في تحقيق الهدف السنوي للعام الثالث عشر على التوالي.

وانخفض مؤشر أسعار المنتجين 2.3 في المائة على أساس سنوي في ديسمبر، مقابل هبوط بواقع 2.5 في المائة في نوفمبر، فيما كانت التوقعات تشير إلى انخفاض بنسبة 2.4 في المائة. وبذلك انخفضت الأسعار عند بوابات المصانع للشهر السابع والعشرين على التوالي.

ورفع البنك الدولي في أواخر ديسمبر الماضي توقعاته للنمو الاقتصادي في الصين في عامي 2024 و2025، لكنه حذر من أن أموراً تتضمن ضعف ثقة الأسر والشركات، إلى جانب الرياح المعاكسة في قطاع العقارات، ستظل تشكل عائقاً.