محاكمة ليبي يشتبه بضلوعه في مقتل السفير الأميركي

«أبو ختالة» يواجه 18 اتهاماً بالقتل ودعم الإرهابيين بعد 3 سنوات من اعتقاله

أحمد أبو ختالة مسؤول جماعة «أنصار الشريعة» في بنغازي («الشرق الأوسط»)  -  القنصلية الأميركية في بنغازي عقب الهجوم الإرهابي عليها عام 2012 (رويترز)
أحمد أبو ختالة مسؤول جماعة «أنصار الشريعة» في بنغازي («الشرق الأوسط») - القنصلية الأميركية في بنغازي عقب الهجوم الإرهابي عليها عام 2012 (رويترز)
TT

محاكمة ليبي يشتبه بضلوعه في مقتل السفير الأميركي

أحمد أبو ختالة مسؤول جماعة «أنصار الشريعة» في بنغازي («الشرق الأوسط»)  -  القنصلية الأميركية في بنغازي عقب الهجوم الإرهابي عليها عام 2012 (رويترز)
أحمد أبو ختالة مسؤول جماعة «أنصار الشريعة» في بنغازي («الشرق الأوسط») - القنصلية الأميركية في بنغازي عقب الهجوم الإرهابي عليها عام 2012 (رويترز)

تبدأ في واشنطن اليوم محاكمة ليبي متهم بالمشاركة في الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي بشمال شرقي ليبيا عام 2012 ما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص بينهم سفير الولايات المتحدة.
ويواجه أحمد أبو ختالة 18 اتهاماً بالقتل ودعم الإرهابيين وتهماً ذات صلة أمام المحكمة الفيدرالية في واشنطن، بعد 3 سنوات من على القبض عليه خلال عملية للقوات الأميركية ونقله إلى الولايات المتحدة.
وأبو ختالة (46 عاما) كان مسؤول جماعة «أنصار الشريعة الإسلامية» في بنغازي التي شنت هجوما داميا على المجمع الأميركي في المدينة الساحلية.
وبحسب لائحة الاتهامات، فإن أبو ختالة قاد مجموعة من 20 مسلحا اقتحموا المجمع. وأضرموا النار في مبان كان يوجد في أحدها السفير كريستوفر ستيفنز والموظف شون سميث وقتل الاثنان في الهجوم.
كما قتل اثنان من المتعاقدين الأمنيين في هجوم مشابه على مركز وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) قرب مبنى السفارة.
وأثار الهجوم عاصفة سياسية في الولايات المتحدة زادت من حدتها المعارضة الجمهورية لإدارة باراك أوباما الذي كان يخوض حملة لإعادة انتخابه، ووزيرة خارجيته آنذاك هيلاري كلينتون.
حاول محامو أبو ختالة مسؤول جماعة «أنصار الشريعة الإسلامية» في بنغازي الذي دفع ببراءته، الاعتراض على الطريقة التي نقل بموجبها إلى الولايات المتحدة واستخدام الأدلة من عمليتي استجواب.
ولم ينقل إلى الولايات المتحدة فور القبض عليه، بل تم احتجازه على متن سفينة للبحرية مدة أسبوعين.
وهناك خضع للاستجواب من قبل جهاز الاستخبارات طوال خمسة أيام. كما تم بعدها استجوابه من قبل فريق من مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) عدة أيام أيضا.
في أغسطس (آب) الماضي، رفضت محكمة في واشنطن طلب محاميه منع استخدام أقواله للمحققين كأدلة، لأن حقه في التزام الصمت ومعرفة التهم المرفوعة ضده وحقه في طلب محام تم انتهاكها.
ودفع محاموه بأن الرحلة الطويلة على متن السفينة إلى الولايات المتحدة كانت جزءا من خطة لانتزاع المعلومات منه دون حماية قانونية.
لكن في القرار الصادر في 16 أغسطس أعلن القاضي كريستوفر كوبر أن عملاء «إف بي آي» أبلغو أبو ختالة بحقوقه المتعلقة بطلب محام والتزام الصمت وأنه تنازل عنها «عن علم وذكاء».
وأكد القاضي أن «أبو ختالة عومل بصورة إنسانية وباحترام. فقد تم منحه فترة استراحة كل ساعة أو اثنتين، وقُدمت له وجبات خفيفة ومرطبات». وأضاف أن «عدد المرات التي تنازل فيها أبو ختالة عن حقوقه، كانت مرة كتابة ومرتين شفهيا في كل يوم استجواب، تشكل مزيداً من الأدلة على طوعية الشخص المتنازل».
وفي تقرير مفصل، كشفت جريدة «واشنطن بوست» الأميركية تفاصيل رحلة أبو ختالة من ليبيا إلى الأراضي الأميركية، وهي رحلة استغرقت 13 يوماً بدأت في 16 يونيو (حزيران) 2014. ويوجد أبو ختالة حالياً في سجن ألكساندريا بولاية فيرجينيا الأميركية، ومن المتوقع أن يصدر قاضي القضية كريستوفر كوبر حكمه».
وتأتي القضية، وفق «واشنطن بوست»، في الوقت الذي تسعى فيه الإدارة الأميركية لتشديد الإجراءات ضد المقاتلين الأجانب، وقضية أبو ختالة ستؤثر بالتأكيد على باقي قضايا المحتجزين بتهم الإرهاب. وأوضحت الحكومة الأميركية في شهادتها أمام المحكمة أن استجواب أبو ختالة جاء على مرحلتين. المرحلة الأولى استمرت 26 ساعة على مدار ثلاثة أيام من قِبل محققين عسكريين ومن المخابرات ومن مسؤولي تطبيق القانون. وبعد فترة استجوابٍ مثيرة للجدل قضاها «أبو ختالة» في عرض المحيط، تجاوزت الثلاثة عشر يوما، خضع فيها بعد حادثة التقاطه من مدينته لتحقيقاتٍ مطوّلة من قبل «جهاز الاستخبارات» لمدة خمسة أيام، ليتولّى بعده المهمة فريقٌ من مكتب التحقيقات الفيدرالي (آإف بي آي) ويَستجوب أبو ختالة عدة أيامٍ أخرى، لترفض محكمة في واشنطن منتصف «أغسطس» الماضي طلب محاميه منع استخدام أقواله واعترافاته للمحققين آنذاك كأدلة تُدينه، لأن حقوق الرجل في التزام الصمت ومعرفة التهم الموجهة إليه وأيضا حقه في حضور محاميه قد انتُهِكت بالكامل، لتُنتَزع منه المعلومات حسب محاميه انتزاعا دون أي حماية قانونية.


مقالات ذات صلة

إردوغان يوجه تحذيراً صارماً لـ«العمال الكردستاني»

شؤون إقليمية إردوغان تعهد بدفن مسلحي «العمال الكردستاني» إذا رفضوا إلقاء أسلحتهم (الرئاسة التركية)

إردوغان يوجه تحذيراً صارماً لـ«العمال الكردستاني»

بينما يواصل وفد الحوار مع زعيم حزب «العمال الكردستاني» السجين عبد الله أوجلان في إطار مبادرة لإنهاء الإرهاب في تركيا، وجّه إردوغان تحذيراً صارماً لمقاتلي الحزب.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي عناصر من الفصائل الموالية لتركيا تواصل القتال مع «قسد» على محاور جنوب شرقي منبج (أ.ف.ب)

إردوغان: تركيا لم تتدخل في سوريا

تتواصل الاشتباكات بين الفصائل الموالية لتركيا و«قسد» على محاور جنوب شرقي منبج... وأكد الرئيس رجب طيب إردوغان أن بلاده ستواصل الحرب ضد الإرهاب في سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الخليج الشراكة قائمة على تعزيز التعاون وتوسيع التنسيق حيال الوقاية ومكافحة الإرهاب والتطرف العنيف (الشرق الأوسط)

«تلغرام» و«اعتدال» يزيلان 100 مليون محتوى متطرّف

تمكن «المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف» ومنصة «تلغرام»، عبر مواصلة جهودهما في مكافحة النشاط الدعائي للتنظيمات الإرهابية، من إزالة 100 مليون محتوى متطرف

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الولايات المتحدة​ يتحدث دوري كورين مساعد قائد شرطة لاس فيغاس متروبوليتان خلال مؤتمر صحافي بشأن تطورات انفجار شاحنة ليلة رأس السنة الجديدة يوم الجمعة 3 يناير 2025 في المدينة (أ.ب)

«إف بي آي»: لا صلة لـ«الإرهاب» بانفجار شاحنة «تسلا» في لاس فيغاس

أكد المحققون الفيدراليون أن العسكري الذي قضى انتحارا في شاحنة صغيرة من طراز «سايبرتراك» خارج فندق ترمب بمدينة لاس فيغاس الأميركية، كان يعاني اضطرابا

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس (الولايات المتحدة))
آسيا سائقو الشاحنات يتجمعون بجوار شاحنات إمدادات المساعدات المتوقفة على جانب الطريق في هانجو يوم 4 يناير 2025 بعد أن نصب مسلحون كميناً لقافلة مساعدات باكستانية (أ.ف.ب)

مقتل 6 أشخاص جرَّاء هجوم انتحاري جنوب غربي باكستان

لقي 6 أشخاص مصرعهم، وأصيب أكثر من أربعين بجروح، جراء هجوم انتحاري استهدف موكباً لقوات الأمن في منطقة تُربت، بإقليم بلوشستان، جنوب غربي باكستان.


15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
TT

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)

في حين يواصل المعلمون في محافظة تعز اليمنية (جنوب غرب) الإضراب الشامل للمطالبة بزيادة رواتبهم، كشفت إحصائية حديثة أن أكثر من 15 ألف طالب تسربوا من مراحل التعليم المختلفة في هذه المحافظة خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وعلى الرغم من قيام الحكومة بصرف الرواتب المتأخرة للمعلمين عن شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، فإن العملية التعليمية لا تزال متوقفة في عاصمة المحافظة والمناطق الريفية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية بسبب الإضراب.

ويطالب المعلمون بإعادة النظر في رواتبهم، التي تساوي حالياً أقل من 50 دولاراً، حيث يُراعى في ذلك الزيادة الكبيرة في أسعار السلع، وتراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار. كما يطالبون بصرف بدل الغلاء الذي صُرف في بعض المحافظات.

الأحزاب السياسية في تعز أعلنت دعمها لمطالب المعلمين (إعلام محلي)

ووفق ما ذكرته مصادر عاملة في قطاع التعليم لـ«الشرق الأوسط»، فإن محافظتي عدن ومأرب أقرتا صرف حافز شهري لجميع المعلمين يقارب الراتب الشهري الذي يُصرف لهم، إلا أن هذه المبادرة لم تُعمم على محافظة تعز ولا بقية المحافظات التي لا تمتلك موارد محلية كافية، وهو أمر من شأنه - وفق مصادر نقابية - أن يعمق الأزمة بين الحكومة ونقابة التعليم في تلك المحافظات، وفي طليعتها محافظة تعز.

ظروف صعبة

وفق بيانات وزعتها مؤسسة «ألف» لدعم وحماية التعليم، فإنه وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع التعليم في مدينة تعز وعموم مناطق سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، ازدادت تداعيات انقطاع الرواتب والإضراب المفتوح الذي دعت إليه نقابة المعلمين، مع إحصاء تسرب أكثر من 15 ألفاً و300 حالة من المدارس خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وقال نجيب الكمالي، رئيس المؤسسة، إن هذا الرقم سُجل قبل بدء الإضراب المفتوح في جميع المدارس، وتعذر استئناف الفصل الدراسي الثاني حتى اليوم، معلناً عن تنظيم فعالية خاصة لمناقشة هذه الأزمة بهدف إيجاد حلول عملية تسهم في استمرار العملية التعليمية، ودعم الكادر التربوي، حيث ستركز النقاشات في الفعالية على الأسباب الجذرية لانقطاع الرواتب، وتأثيرها على المعلمين والمؤسسات التعليمية، وتداعيات الإضراب على الطلاب، ومستقبل العملية التعليمية، ودور المجتمع المدني والمنظمات المحلية والدولية في دعم قطاع التعليم.

المعلمون في عدن يقودون وقفة احتجاجية للمطالبة بتحسين الأجور (إعلام محلي)

وإلى جانب ذلك، يتطلع القائمون على الفعالية إلى الخروج بحلول مستدامة لضمان استمرارية التعليم في ظل الأزمات، ومعالجة الأسباب التي تقف وراء تسرب الأطفال من المدارس.

ووجهت الدعوة إلى الأطراف المعنية كافة للمشاركة في هذه الفعالية، بما في ذلك نقابة المعلمين اليمنيين، والجهات الحكومية المعنية بقطاع التعليم، ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية.

آثار مدمرة

كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قد ذكرت منتصف عام 2024، أن أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة بسبب تداعيات سنوات من الصراع المسلح. وأفادت بأن شركاء التعليم يعيدون تأهيل وبناء الفصول الدراسية، ويقدمون المساعدة التعليمية للملايين، ويعملون على إعادة الآخرين إلى المدارس، وعدّت أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال.

وتقول المنظمة إنه منذ بداية الحرب عقب انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية، خلفت الهجمات التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمون والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرة على النظام التعليمي في البلاد، وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم.

1.3 مليون طفل يمني يتلقون تعليمهم في فصول دراسية مكتظة (الأمم المتحدة)

وأكدت المنظمة الأممية أن للنزاع والتعطيل المستمر للعملية التعليمية في جميع أنحاء البلاد، وتجزئة نظام التعليم شبه المنهار أصلاً، تأثيراً بالغاً على التعلم والنمو الإدراكي والعاطفي العام والصحة العقلية للأطفال كافة في سن الدراسة البالغ عددهم 10.6 مليون طالب وطالبة في اليمن.

ووفق إحصاءات «اليونيسيف»، فإن 2,916 مدرسة (واحدة على الأقل من بين كل أربع مدارس) قد دمرت أو تضررت جزئياً أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية نتيجة سنوات من النزاع الذي شهده اليمن.

كما يواجه الهيكل التعليمي مزيداً من العوائق، تتمثل في عدم حصول أكثر من ثلثي المعلمين (ما يقرب من 172 ألف معلم ومعلمة) على رواتبهم بشكل غير منتظم منذ عام 2016، أو انقطاعهم عن التدريس بحثاً عن أنشطة أخرى مدرة للدخل.