الحوثيون يختطفون حفظة القرآن الكريم ويغلقون 250 مدرسة تحفيظ

TT

الحوثيون يختطفون حفظة القرآن الكريم ويغلقون 250 مدرسة تحفيظ

كشفت مصادر يمنية لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين في اليمن اختطفوا أكثر من 300 حافظ للقرآن الكريم، كما أغلقوا 250 مدرسة لتعليم القرآن الكريم، وتزامن ذلك مع تنظيم التمرد الحوثي مسيرات قرآنية عبر استقطاب أفراد يرددون شعارات تسيء للقرآن الكريم، بغرض تحقيق أهداف مشبوهة، ضمن واحدة من الفعاليات والبرامج الطائفية التي تدخل في إطار خدمة الأجندة الإيرانية في اليمن.
وأضاف المصدر اليمني أن المسيرات القرآنية التي ظاهرها الصلاح والتدين، وباطنها التحزب والتطرف والطائفية تأتي لخدمة أغراض سياسية مرسومة من قبل طهران، وينفذها أولياء الفقيه في اليمن، لتكون واحدة من روافد ولاية الفقيه الممنهج الذي تسعى الميليشيات الحوثية لجعله أمرا واقعا.
ويعمل التمرد الحوثي على تغيير وعي الناس في المناطق الواقعة تحت سيطرته، وذلك عبر أسلوب ممنهج، لاستحداث جيل يمني يؤمن بمدرسة ولاية الفقيه، ليكون وقودا لنار الصراع في اليمن.
ويظهر التمرد الحوثي من خلال البرامج والفعاليات الطائفية التي ينفذها في المناطق التي يسيطر عليها في اليمن، والتي منها العاصمة صنعاء، محافظة ذمار، ومحافظة صعدة، رغبة جامحة نحو تكريس الخرافة وتوسيع دائرتها، مقابل تقليص دائرة نور العلم.
وأوضح لـ«الشرق الأوسط» الدكتور عبده مغلس وكيل وزارة الإعلام اليمنية أن المناطق الواقعة تحت سيطرة التمرد الحوثي تشهد «تخريفات حوثية وخرافات طائفية أدهى وأمر من خرافة المسيرات القرآنية التي ليس فيها حافظ واحد للقرآن الكريم».
وركز وكيل وزارة الإعلامي على أن «المسيرات القرآنية ذات زيف مكشوف من قبل العقلاء والحكماء والمتعلمين في اليمن الذين يعون جيدا الهدف من مثل هذا الزيف».
من جهته، قال عبد الحفيظ الخطامي وهو ناشط حقوقي يمني إن ما سمي بالمسيرة القرآنية مجرد غطاء ديني وهو ما يسمى عند من يؤمنون بولاية الفقيه، بهدف الوصول إلى أهداف خلف هذا النوع من الفعاليات.
وذهب إلى أن من المؤسف أن هذه المسيرة القرآنية يستهدف التمرد الحوثي من خلالها القرآن نفسه، وبحسب الخطامي، برر التمرد الحوثي اختطاف حفظة القرآن وغلق دور تحفيظ كتاب الله، باعتبار أن من يقف وراءهم يخالفون القرآن الناطق ويقصدون به حسين بدر الدين الحوثي مؤسس الجماعة الذي يرى أن القرآن تغير.
وشدد على أن الحسينيات العاملة وفق مناهج ولاية الفقيه تنشط بدوراتها ويزورها أتباع حزب الله اللبناني ومن العراق، وتعمل على صناعة ثقافة دينية وتغيير آيديولوجي لم يعرفه اليمن من قبل.
وعبر عن أسفه بسبب تنامي المظاهر الطائفية التي تتبع في مناهجها تقليعات ولاية الفقيه الإيراني، ويجري العمل على فرضها في اليمن بطريقة غريبة وصادمة للمجتمع اليمني.
وذهب الخطامي إلى أن ميليشيات التمرد الحوثي لم تعد تخفي شعائرها الإيرانية الصادمة للمجتمع اليمني، وأصبحت تروج لأفكارها المتطرفة في المساجد والمدارس وفي دورات تثقيفية خاصة في المناطق التي لا تزال تحت سيطرتها، وخاصة في صنعاء، صعدة، حجة، الحديدة، إب، وعمران.


مقالات ذات صلة

بن مبارك: الالتزامات الدولية تجاه اليمن تشمل المجالات الأمنية والدفاعية

خاص رئيس الوزراء اليمني أحمد عوض بن مبارك خلال لقاء سابق مع السفيرة البريطانية لدى اليمن (سبأ)

بن مبارك: الالتزامات الدولية تجاه اليمن تشمل المجالات الأمنية والدفاعية

قال رئيس الوزراء اليمني إن الالتزامات الدولية تجاه اليمن لن تقتصر على الجوانب السياسية والاقتصادية، بل ستشمل أيضاً المجالات الأمنية والدفاعية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
الخليج نزع فريق «مسام» في محافظة عدن 154 ذخيرة غير منفجرة (واس)

مشروع «مسام» ينتزع 732 لغماً في اليمن خلال أسبوع

تمكّن مشروع «مسام» لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام، خلال الأسبوع الثالث من شهر يناير (كانون الثاني) الحالي، من انتزاع 732 لغماً.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
المشرق العربي لقاء سابق بين رئيس الوزراء اليمني والسفيرة البريطانية لدى اليمن (سبأ)

«اجتماع نيويورك»... نحو شراكة استراتيجية بين اليمن والمجتمع الدولي

تأمل الحكومة اليمنية تأسيس شراكة حقيقية مع المجتمع الدولي، وحشد الدعم السياسي والاقتصادي لخططها الإصلاحية، وجوانب الدعم الدولية المطلوبة لإسناد الحكومة.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي عضو في فريق يمني لمكافحة الألغام خلال حملة توعوية بمحافظة الحديدة (أ.ف.ب)

93 يمنياً في الحديدة ضحايا ألغام الحوثيين خلال عام

كشفت بعثة الأمم المتحدة لتنفيذ اتفاق ستوكهولم الخاص بالحديدة ومنظمتان حقوقيتان في مأرب عن سقوط أكثر من 150 ضحية للألغام خلال العامين الماضيين.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)

تسعى الحكومة المصرية، لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في مجال إدارة الموارد المائية، في ظل تحديات كبيرة تواجهها تتعلق بـ«محدودية مواردها». وخلال لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنجلينا إيخورست، الاثنين، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، التعاون بين الجانبين، في «إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجتها».

وتعاني مصر عجزاً مائياً، حيث يبلغ إجمالي الموارد المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، في مقابل احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، وبنسبة عجز تقدر 54 مليار متر مكعب، وفق «الري المصرية».

وتعتمد مصر على حصتها من مياه نهر النيل بنسبة 98 في المائة، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وحسب بيان لـ«الري المصرية»، ناقش سويلم، مع سفيرة الاتحاد الأوروبي، مقترحات تطوير خطة العمل الاستراتيجية (2024-2027)، طبقاً للأولويات المصرية، مشيراً إلى الدعم الأوروبي لبلاده في مجالات «رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ».

ووقَّعت الحكومة المصرية، والاتحاد الأوروبي، إعلاناً للشراكة المائية، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، COP28، الذي عُقد في دبي عام 2023، بهدف تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الحوار، وتبادل الخبرات.

وأوضح وزير الري المصري أن «الإجراءات التي تتبعها بلاده لرفع كفاءة استخدام المياه، تندرج تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري»، منوهاً بقيام الوزارة حالياً «بتأهيل المنشآت المائية، ودراسة التحكم الآلي في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، والتوسع في مشروعات الري الحديث»، إلى جانب «مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، ودراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء».

ومن بين المشروعات المائية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، «البرنامج القومي الثالث للصرف، وتحسين نوعية المياه في مصرف (كيتشنر)، وتحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر، ومراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد».

وتعوِّل الحكومة المصرية على الخبرات الأوروبية في مواجهة ندرة المياه، وفق أستاذ الموارد المائية، في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، الذي أشار إلى أن «القاهرة سبق أن استعانت بخبراء أوروبيين لصياغة حلول للتحديات المائية التي تواجهها مصر»، وقال إن «كثيراً من المقترحات التي قدمها الخبراء تنفذها الحكومة المصرية في سياستها المائية، ومن بينها التوسع في مشروعات معالجة المياه، وتحلية مياه البحر، واعتماد نظم الري الحديث».

وللتغلب على العجز المائي شرعت الحكومة المصرية في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار، تشمل بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية، إضافة إلى تطبيق مشروع تحول للري الزراعي الحديث.

ويعتقد نور الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخبرة الأوروبية في مجال تطوير إدارة المياه والتغيرات المناخية هي الأفضل في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تسعى إلى الاستفادة من المنح الأوروبية المقدَّمة في تلك المجالات، وخصوصاً، التكيف مع التغيرات المناخية»، معتبراً أن «التعامل مع العجز المائي في مصر من أولويات السياسة المائية المصرية».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، الذي أشار إلى أن «التعاون المائي بين الجانبين يأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي جرى توقيعها بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، لتطوير التعاون بمختلف المجالات».

ويرى شراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتحاد الأوروبي يمتلك التكنولوجيا والخبرات الحديثة بشأن تطوير استخدام المياه، خصوصاً في الدول التي تعاني من شح مائي».