القطاع الخاص البريطاني متفائل بشأن المستقبل

رغم تسجيل الاقتصاد أضعف نمو سنوي في الربع الثاني

TT

القطاع الخاص البريطاني متفائل بشأن المستقبل

أظهر مسح نشرت نتائجه أمس، أن نمو القطاع الخاص في بريطانيا تباطأ قليلاً في الثلاثة أشهر حتى سبتمبر (أيلول)، لكن معظم الشركات متفائلة بشأن الآفاق في الثلاثة أشهر المقبلة.
وهبط مؤشر اتحاد الصناعات البريطانية الشهري لإنتاج شركات الصناعات التحويلية والتجزئة والخدمات إلى مستوى «+11»، انخفاضاً من «+14» في الثلاثة أشهر حتى أغسطس (آب). وقال رين نيوتون سميث، كبير الخبراء الاقتصاديين بالاتحاد لـ«رويترز»: «تماسك نمو الاقتصاد خلال فصل الصيف، وإن كانت وتيرته أبطأ قليلاً عما توقعته شركات كثيرة». وذكر الاتحاد أن النمو تباطأ في المصانع وتلاشى في شركات الخدمات. وكان التوزيع هو القطاع الوحيد الذي شهد تسارعاً في النمو عقب أداء قوي من شركات التجزئة.
ورغم تباين القراءات، زادت توقعات الإنتاج بشكل عام للثلاثة أشهر المقبلة إلى مستوى «+18»، مرتفعة نقطتين عن أغسطس. ومن المستبعد أن يؤثر مسح اتحاد الصناعات البريطانية على بنك إنجلترا المركزي، الذي قال إن من المرجح أن يرفع أسعار الفائدة «قريباً»، طالما استمر نمو الاقتصاد وارتفاع الأسعار.
وهذه النظرة الإيجابية المتفائلة تأتي بعد ساعات من نتائج تقع على الجانب الآخر، وتشير إلى أن الاقتصاد البريطاني سجل أضعف نمو سنوي في الأشهر الثلاثة المنتهية في يونيو (حزيران) منذ عام 2013. إذ انكمش قطاع الخدمات المهيمن على الاقتصاد في يوليو (تموز)، مما يشير إلى احتمال فقد الزخم مع استعداد بنك إنجلترا المركزي لرفع أسعار الفائدة للمرة الأولى في 10 سنوات.
وأظهرت بيانات رسمية أن نمو الناتج المحلي الإجمالي تباطأ إلى 1.5 في المائة على أساس سنوي في الربع الثاني من العام الحالي، مقارنة مع 1.8 في المائة في الأشهر الثلاثة الأولى من العام، وخالف ذلك تقديرات خبراء الاقتصاد في استطلاع لـ«رويترز»، الذين توقعوا عدم تغير النمو عن التقديرات الأولية البالغة 1.7 في المائة.
وقال مكتب الإحصاءات الوطنية إن النمو الفصلي لم يتم تعديله ليظل عند 0.3 في المائة، لكن هناك جوانب أكثر إيجابية في مكونات النمو في الربع الثاني، حيث أظهرت البيانات زيادة مساهمة استثمارات الشركات والصادرات عن التقديرات الأولية.
وقال دارين مورغان من مكتب الإحصاءات: «كان هناك تباطؤ ملحوظ للنمو في النصف الأول من 2017، وكان قطاع الخدمات الذي يسجل أداءً قوياً في الغالب هو القطاع الوحيد الذي نما في الربع الثاني، لكن بيانات يوليو لقطاع الخدمات، الذي يشكل 80 في المائة من الاقتصاد، أظهرت تراجعاً نسبته 0.2 في المائة على أساس شهري، بعد نمو بلغ 0.3 في المائة في يونيو».
وتؤكد البيانات أن النمو في النصف الأول من 2017 كان الأبطأ في النصف الأول من أي عام منذ 2012. بينما بلغ عجز ميزان المعاملات الحالية البريطاني 4.6 في المائة في الربع الثاني، ارتفاعاً من 4.4 في المائة في الربع الأول.
وأظهرت بيانات ثقة المستهلكين الصادرة من شركة «جيه إف كيه» لأبحاث السوق، أن المعنويات ارتفعت في سبتمبر الماضي، رغم تزايد التشاؤم بشأن الأوضاع المالية للمستهلكين، لكن بيانات أسعار المنازل من شركة «نيشن وايد» أظهرت أبطأ نمو في أكثر من 4 سنوات.
ويتوقع بنك إنجلترا المركزي رفع أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة لمواجهة ارتفاع تضخم أسعار المستهلكين المتوقع أن يتجاوز 3 في المائة في أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، فيما يتوقع معظم خبراء الاقتصاد أن يأتي رفع الفائدة بعد الاجتماع المقبل للجنة السياسة النقدية بالبنك في الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني).



«ستاندرد آند بورز» تحذر من تأثير السياسات الأميركية على اقتصادات أوروبا الوسطى

يزور الناس سوق عيد الميلاد في وسط مدينة بودابست بالمجر (رويترز)
يزور الناس سوق عيد الميلاد في وسط مدينة بودابست بالمجر (رويترز)
TT

«ستاندرد آند بورز» تحذر من تأثير السياسات الأميركية على اقتصادات أوروبا الوسطى

يزور الناس سوق عيد الميلاد في وسط مدينة بودابست بالمجر (رويترز)
يزور الناس سوق عيد الميلاد في وسط مدينة بودابست بالمجر (رويترز)

أفادت وكالة «ستاندرد آند بورز»، الخميس، بأن التصنيفات الائتمانية لأوروبا الوسطى، التي تحمل أغلبها نظرة مستقرة أو إيجابية، تتمتع بمرونة كبيرة، ولكن الطريقة التي ستتبعها الإدارة الأميركية الجديدة في الوفاء بوعودها الانتخابية قد تشكل تحدياً.

وفي تقرير بعنوان: «آفاق التصنيف السيادي لأوروبا الوسطى والشرقية لعام 2025»، قالت الوكالة إنه في ظل بعض السيناريوهات، قد تؤدي التعريفات التجارية الأميركية الأعلى على الاتحاد الأوروبي، وارتفاع حالة عدم اليقين بشأن الحرب بين روسيا وأوكرانيا إلى عرقلة نمو أوروبا الوسطى نتيجة تراجع الطلب الخارجي من أوروبا الغربية. وتعد كل من جمهورية التشيك والمجر وسلوفاكيا من البلدان الأكثر تأثراً بسبب الروابط العميقة مع قطاع السيارات الألماني، وقواعد تصنيع العلامات التجارية الألمانية. ومن المرجح أن تتأثر بولندا، أكبر اقتصاد في المنطقة، بشكل أقل بفضل اعتمادها المحدود على الصادرات وتنويع اقتصادها.

وقالت كارين فارتابيتوف، المحللة الرئيسة في وكالة التصنيف السيادي لأوروبا الوسطى والشرقية ورابطة الدول المستقلة، لـ«رويترز»: «التصنيفات مرنة للغاية. يمكن اختبار خطوط الأساس لدينا من خلال الطريقة التي تفي بها الإدارة الأميركية الجديدة بوعودها قبل الانتخابات». وأضافت: «قد تكون التأثيرات غير المباشرة من خلال الضعف في أوروبا المتقدمة، بما في ذلك ألمانيا، كبيرة للغاية. رغم أن خط الأساس يشير إلى مرونة التصنيفات، فإن عدم اليقين بشأنه قد زاد إلى حد ما».

وأوضحت فارتابيتوف أنه إذا كان الطلب المحلي الألماني مرناً، فمن غير المرجح أن تتأثر الصادرات البولندية بشكل كبير مقارنة بدول وسط أوروبا الأخرى، مثل المجر أو جمهورية التشيك، التي توجه صادراتها بشكل أكبر نحو قطاع السيارات.

وتتمتع بولندا، أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي خارج منطقة اليورو، أيضاً بأعلى نسبة من الإنفاق الدفاعي مقارنة بالناتج الاقتصادي بين دول حلف شمال الأطلسي، مما يجعلها أقل عُرضة لدعوات الرئيس المنتخب دونالد ترمب لزيادة الإنفاق الدفاعي.

وقال توني هوش، رئيس غرفة التجارة الأميركية في بولندا: «بولندا في وضع أفضل سياسياً واقتصادياً بالنسبة لأي تغييرات قد تطرأ نتيجة لإدارة ترمب الجديدة تجاه أوروبا». وأضاف: «سوف تتأثر إذا واجهنا مضاعفات تجارية، ولكن بشكل أقل من كثير من البلدان الأخرى، وربما بشكل أقل بكثير في بعض الحالات».

ومع ذلك، قد تتعطل القصة الإيجابية لبولندا في حال حدوث ركود حاد في الاقتصاد الألماني المجاور، وهذا يعتمد على تطورات الحرب في أوكرانيا. وقد حذّر بعض المستثمرين من أن هذين العاملين يشكلان مخاطر رئيسة.

نظرة بناءة

ورغم هذه التحديات، قالت فارتابيتوف إن «ستاندرد آند بورز» تحتفظ بنظرة بناءة بشكل عام بشأن توقعات النمو في أوروبا الوسطى، باستثناء أي صدمات خارجية كبيرة أو تصعيد في التوترات التجارية العالمية، والتي قد تعرقل مسارات النمو العالمية والأوروبية.

وأضافت: «في خط الأساس لدينا، ستظل أوروبا الوسطى والشرقية واحدة من أسرع المناطق نمواً في العالم، وعلى الرغم من التحديات المرتبطة بالتركيبة السكانية، فإننا نتوقع أداء نمو معقول على المدى المتوسط».

وتتوقع «ستاندرد آند بورز» أن يتسارع نمو الناتج المحلي الإجمالي في أوروبا الوسطى إلى 2.8 في المائة خلال العام المقبل من 2 في المائة عام 2024، مدفوعاً بزيادة الإنفاق الاستهلاكي والاستثمارات بفضل الأموال الأوروبية.

وقالت فارتابيتوف إن البنوك المركزية في بولندا والمجر من المرجح أن تستأنف خفض أسعار الفائدة العام المقبل، على الرغم من أنّ كلاً من تقلبات العملة والتضخم الثابت في جميع أنحاء المنطقة قد خلق «خلفية صعبة للغاية» لصنّاع السياسات.

كما أضافت أن المشهد السياسي المتفتت بعد الانتخابات في رومانيا من المرجح أن يعقد جهود الحكومة في كبح العجز الكبير في الموازنة، الذي يبلغ نحو 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وهو الهدف الذي تسعى رومانيا لتحقيقه على مدار سبع سنوات.

وقالت فارتابيتوف: «كما رأينا في بعض البلدان، يشكل خطر الائتلافات الحاكمة المتفتتة تهديداً لسياسات مالية أكثر مرونة».

وأوضحت: «في خط الأساس لدينا، نتوقع توحيداً تدريجياً في الأمد المتوسط، بدعم من توقعات نمو معقولة والجهود السياسية، لكن المخاطر التي تهدد هذا الخط الأساسي لا تزال قائمة. لدى رومانيا سجل حافل بنتائج مالية أضعف مقارنة بالأهداف المحددة».