معسكر حوثي كبير في الجوف يسقط بيد الشرعية

مقتل مسؤول تجنيد الأطفال في حجة... والتحالف أطاح عشرة انقلابيين ودمر مخازن أسلحة بصعدة

استعراض للجيش اليمني في مأرب (إ.ب.أ)
استعراض للجيش اليمني في مأرب (إ.ب.أ)
TT

معسكر حوثي كبير في الجوف يسقط بيد الشرعية

استعراض للجيش اليمني في مأرب (إ.ب.أ)
استعراض للجيش اليمني في مأرب (إ.ب.أ)

سيطرت قوات الجيش اليمني الوطني على معسكر انقلابي كبير في الجوف، المحافظة التي حررت الشرعية نحو 80 في المائة منها.
وحسب ما ذكره مجلس إعلام الجوف في بيان مقتضب له نشره على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، «فقد تمكنت الكتيبة الأولى في اللواء الأول حرس حدود وبقيادة العميد هيكل حنتف، من تنفيذ عملية عسكرية نوعية شمال مديرية خب الشعف بمحافظة الجوف، وسيطر على معسكر الغريمين، أحد أكبر معسكرات الانقلابيين شمال المديرية والذي بالسيطرة عليه تصبح اليتمة تحت مرمى الجيش الوطني من الغرب، ومعسكر أجاشر العطفين سيكون كذلك تحت مرمى نيران قواتنا».
في غضون ذلك، أعلنت المنطقة العسكرية الخامسة، جيش الشرعية، مقتل مسؤول تجنيد عناصر ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية ونجل قيادي كبير في حزب المؤتمر الشعبي العام التابع للرئيس السابق علي عبد الله صالح، في معارك اندلعت بجبهة حرض، شمال حجة، مساء أول من أمس، بينما تمكن الجيش الوطني في الجوف من تحرير أكبر المعسكرات التي تسيطر عليها الميليشيات الانقلابية في شمال مديرية خب الشعف.
وقال بيان صادر عن المنطقة، نشر على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إن «مسؤول التجنيد التابع لميليشيات الحوثي صالح في محافظة حجة المدعو محمد علي حسن الحاج، لقي مصرعه مع العشرات من عناصر الميليشيات الانقلابية في المعارك الدائرة بين قوات الجيش الوطني والتي تشهدها جبهة حرض منذ أكثر من أسبوعين».
وأشار إلى أن «الحاج هو المسؤول الأول في ميليشيات الحوثي عن تجنيد صغار السن بمدينة حجة، والزج بهم إلى محارق الموت في جبهتي حرض وميدي الحدوديتين»، مؤكداً (البيان) أن «أهالي ضحايا الأطفال بمحافظة حجة الذين خسروا أولادهم في محرقة ميدي وحرض لاقوا خبر مصرع الحاج برضا واسع، كونه المسؤول الأول عن الزج بأولادهم في المعارك الخاسرة، حيث إن الحاج هو نجل القيادي المؤتمري بمدينة حجة وعضو اللجنة الدائمة بالمؤتمر علي محمد حسن حاج».
تزامن ذلك مع مقتل عدد من الانقلابيين وسقوط جرحى آخرين في عدد من الجبهات التي تشهد مواجهات محتدمة مع إسناد جوي من مقاتلات التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، للجيش الوطني.
وقُتل خلال الـ48 ساعة الماضية 10 انقلابيين وجرح عشرات آخرون إثر قصف مقاتلات التحالف تجمعات ميليشيات الحوثي بالقرب من جبل سبحطل في مديرية باقم بمحافظة صعدة، معقل الحوثيين الأول، علاوة على تفجير مخزن أسلحة وعدد من مدافع الهاون، ومقتل آخرين في منطقة آل صبحان وحجور في صعدة، وغارات مماثلة على مواقع الميليشيات الانقلابية في عسيلان بشبوة وشمال مديرية خب الشعف، وشمال شرقي اليتمة وطيبة الاسم غرب جبل الأجاشر في الجوف.
وفي محافظة البيضاء، سقط عدد من الميليشيات الانقلابية بين قتيل وجريح إضافة إلى إعطاب طاقم عسكري تابع لهذه الأخيرة إثر انفجار لغم أرضي زرعته المقاومة الشعبية بموقع ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في جميمية شاردة بذي مضاحي بمديرية الصومعة، حسبما أفاد به عنصر من المقاومة الشعبية لـ«الشرق الأوسط»، الذي أكد أنه «بعد الانفجار شوهدت سيارة الانقلابيين تمر بسرعة وعلى متنها عدد من الجثث ولم يتم معرفة أعداد الضحايا».
وبالانتقال إلى جبهات تعز، المدينة والريف، شددت عشرة أحزاب وتنظيمات في تعز على تأكيدها ضرورة التلازم بين إنجاز مهمة إسقاط الانقلاب واستعادة شرعية الدولة التي انقلب عليها الحوثي وصالح.
وقالت في بيان لها، التي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن «الأحزاب السياسية في تعز عليها مواجهة تحديات المرحلة ومسؤولية إدارتها لاستكمال تحرير المحافظة واستعادة الدولة وبناء مؤسساتها المحلية في محافظة تعز ومعالجة ما خلفته الحرب وآثارها على النسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية، ما يقتضي شراكة متكافئة ومتساوية على قاعدة التوافق الوطني والشراكة التي لا تعني مطلقاً التقاسم والمحاصصة للمؤسسات والوظيفة العامة، بل هي الشراكة في صنع القرار وإقرار السياسات والتوجهات وتحديد الأولويات، والتوافق على إجراءات ووسائل وآليات التنفيذ والإدارة».
وأضافت أن «الأحزاب السياسية في تعز تؤكد أن المرحلة تقتضي التلازم بين إنجاز مهمة إسقاط الانقلاب واستعادة الدولة، وإعادة بناء مؤسسات الدولة وفق مضامين مخرجات الحوار، وتصويب الأخطاء ومعالجة الاختلالات وأوجه القصور، وأن أي حديث عن استكمال تحرير ما تبقى من محافظة تعز واستعادة مؤسسات الدولة فيها يقتضي بناء جيش مؤهل يعمل بمهنية واحترافية، الأمر الذي يستلزم تصحيح وضع دمج المقاومة والتجنيد الذي تم في الجيش والأمن، وتجاوز الأخطاء التي حدثت، وإقامة مراكز تدريب وتأهيل لمن تم استيعابهم في الألوية، وفتح معسكرات للألوية، وتذويب المجندين في تشكيلات ووحدات الجيش واستعادة دور السلطة المحلية وأداء عملها من عاصمة المحافظة».
وأكدت ضرورة «تفعيل أجهزة السلطة المحلية في المحافظة والمديريات من خلال القيادات الإدارية للمؤسسات والأجهزة والمكاتب عدا من حمل السلاح وشارك في القتال مع الانقلابيين أو من يرفض العمل مع الشرعية، أما عملية إصلاح وتصحيح أي اختلالات في الأجهزة الإدارية فيكون من داخلها وبالإجراءات القانونية المحددة في التشريعات النافذة، وبناء المؤسسات المحلية للدولة وفق معايير الشفافية والحكم الرشيد وبما يلبي تطلعات الشعب اليمني بالتغيير ويمهد للانتقال الأمن والسلس إلى الدولة المدنية الاتحادية الديمقراطية، وتفعيل أجهزة وآليات الرقابة الرسمية والشعبية كمدخل لمكافحة الفساد المالي والإداري وتصحيح الأوضاع والاختلالات القائمة».
كما شددت على تأكيدها ضرورة «إنهاء ظاهرة حمل السلاح في عاصمة المحافظة ومن ثم في المناطق المحررة لا سيما في مدن المحافظة الثانوية في المديريات ومواجهة ظواهر الاختلالات والانفلات الأمني وإلزام قوات الشرطة والأمن بارتداء الزي الخاص بها، وإعطاء الأولوية لإعادة تأهيل وتفعيل المؤسسات الخدمية، وفي مقدمتها التعليم والصحة، والكهرباء، والمياه، والنظافة وغيرها، وإدارة المناطق المحررة وتثبيت أمنها واستقرارها وتوفير الخدمات الأساسية وتلبية الاحتياجات الضرورية للمواطنين وتطبيع الحياة فيها، وضبط عملية التحصيل والصرف من الأوعية الإيرادية، وتوحيد أقنيتها حسب الإجراءات والضوابط القانونية المنظمة لها».
من جانبه، وجه نائب رئيس الوزراء وزير الخدمة المدنية عبد العزيز جباري، بإخلاء المدارس في مدينة تعز وتسليمها للجهات المختصة فوراً ليتسنى تدشين العام الدراسي الجديد وعودة المدارس للعمل واستقبال الطلاب والطالبات في المدينة. وذلك طبقاً لما نقلته عنه وكالة الأنباء اليمنية الرسمية.
كما وجه الشرطة العسكرية بتسلم المقرات التربوية ابتداءً من اليوم، والقيام بالإجراءات اللازمة لحماية هذه المنشآت التعليمية.
ودعا الجهات إلى سرعة تسليم المدارس والمنشآت الحكومية بحيث يتسنى تأهيلها وتفعيلها، وذلك ضمن عملية تفعيل المؤسسات والمكاتب التنفيذية وتطبيع الحياة العامة في المحافظة.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.