تركيا: توقيف قريب لعروبة وحلا بركات بشبهة قتلهما

تعزيزات إلى الحدود قرب إدلب

TT

تركيا: توقيف قريب لعروبة وحلا بركات بشبهة قتلهما

ألقت قوات الأمن التركية القبض على سوري يشتبه بضلوعه في جريمة قتل الناشطة المعارضة عروبة بركات وابنتها «حلا» بمدينة إسطنبول قبل أسبوعين، وتبين أنه من أقاربهما.
وقالت مصادر أمنية تركية إن المشتبه به «أحمد بركات» أوقف في مدينة بورصة (شمال غربي تركيا) القريبة من إسطنبول بعد تحقيقات واسعة.
وأضافت المصادر ذاتها أن الموقوف من أقارب الضحيتين، وأنه أحيل إلى مديرية أمن إسطنبول لاستكمال التحقيقات، مشيرة إلى أن التحقيقات تبحث في احتمالات ما إذا كان القاتل على صلة بمخابرات نظام بشار الأسد.
وقبل نحو أسبوع، عثرت الشرطة التركية على جثتي المعارضة السورية عروبة بركات (60 عاماً) وابنتها الصحافية حلا (22 عاماً) التي تحمل الجنسية الأميركية، في منزلهما الواقع بمنطقة أسكودار في الشطر الآسيوي لمدينة إسطنبول. وأظهرت التحقيقات الأولية أن جريمة القتل تمت باستخدام سكين، واستعمل القاتل مساحيق الغسيل لإخفاء رائحة جثتيهما.
ولفتت المصادر إلى أن أصدقاء حلا أبلغوا الشرطة التركية عن فقدان الاتصال بها، بعد غيابها عن العمل ليومين. وأكّدت المصادر أن فرق الشرطة توجّهت إلى المنزل الذي تسكن فيه الشابة السورية مع والدتها عروبة (60 عاماً) في منطقة أسكودار بالقسم الآسيوي من إسطنبول، وعثرت الشرطة على جثتي «حلا» ووالدتها، ملفوفتين بأغطية.
وقال عضو الهيئة السياسية رئيس الدائـرة الإعلاميـة في «الائتلاف الوطني السوري» أحمد رمضان، إن «الائتلاف يتابع مع الجانب التركي سير التحقيق، بينما تتابع القنصلية الأميركية في إسطنبول التحقيقات أيضاً نظراً لكون حلا تحمل الجنسية الأميركية».
على صعيد آخر، واصل الجيش التركي إرسال تعزيزات إضافية إلى وحداته قرب الحدود مع سوريا، في منطقة جيلفا جوزو المقابلة لمعبر باب الهوى بقضاء الريحانية، التابع لولاية هطاي جنوب البلاد.
وتضم التعزيزات الجديدة 20 مركبة، بينها آليات بناء وإسعاف، توجهت نحو المنطقة الحدودية في الريحانية، ومنها إلى الشريط الحدودي مع سوريا بالقرب من إدلب.
وأرسل الجيش التركي، خلال الأيام الماضية، تعزيزات عسكرية إلى وحداته المنتشرة على طول الحدود مع سوريا بولايتي كيليس وهطاي جنوب البلاد، وسط حديث عن عمليات انتشار قريبة لمراقبين من القوات التركية والروسية والإيرانية في منطقة خفض التصعيد في إدلب، وسعي أنقرة لإقامة منطقة أخرى بمحيط عفرين.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.