الأمن اليمني يضبط خلية لـ«القاعدة» في شبوة

اللواء عرب لـ «الشرق الأوسط»: لا حوار مع الانقلاب بعد فشل المساعي الأممية

TT

الأمن اليمني يضبط خلية لـ«القاعدة» في شبوة

كشف اللواء حسين عرب، نائب رئيس الوزراء، وزير الداخلية اليمني، لـ«الشرق الأوسط» عن إطاحة الأمن اليمني، خلال الأيام الماضية، بخلية إرهابية مرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي، «بعد عمليات تحر وبحث أسفرت عن ضبط 5 أشخاص في محافظة شبوة، وبعد التحقيق تمكن أفراد الأمن من ضبط 3 آخرين في مواقع مختلفة، وكانوا على تواصل مع هذه الشبكة». وأكد الوزير أن التحقيقات ما زالت جارية لمعرفة العديد من تفاصيل وجودهم والأعمال المراد تنفيذها، لافتاً إلى أن سقوط هذه الخلية أمر هام بالنسبة للحكومة اليمنية ودول الجوار.
ويتفاءل اللواء عرب بما وصفه بـ«التحسن الأمني» في كافة المناطق التي تقع تحت سيطرة الحكومة الشرعية، ويقول إن هذا التحسن «لا يرقى إلى تطلعاتنا في بسط الأمن، وبشكل قوي على كافة المدن، وذلك بسبب أن مقرات الأجهزة الأمنية في المناطق المحررة دُمرت بشكل كامل من قبل الانقلابيين، وشمل هذا التدمير كافة المستلزمات التي يعتمد عليها أفراد الأمن، الأمر الذي دفع وزارة الداخلية للعمل من الصفر في غياب الإمكانات، رغم بعض المحاولات من دول التحالف لإعادة بعض مراكز الشرطة».
وما سقط في فترة ماضية من عصابات وخلايا إرهابية - والحديث للواء عرب - «كان ناتجاً عن اجتهاد من منسوبي الأمن الذين يمتلكون خبرات عالية في ملاحقة الجماعات المتطرفة مثل تنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين، وتحديداً تنظيم القاعدة الذي تملك (الداخلية اليمنية) معلومات ومرجعيات متكاملة عنه».
وحدد اللواء عرب، احتياجات وزارة الداخلية، في توفير الإمكانات، وفي مقدمتها «التدريب والتأهيل»، ويقول إن «السعودية أسهمت من خلال وزارة الداخلية بدور في هذا الجانب، من خلال تدريب كوادر يمنية بشكل دائم، وفي العديد من الدورات التي تقوم بها وزارة الداخلية السعودية، إضافة إلى ما يحتاجه الأفراد من تسليح متطور لمكافحة الإرهاب».
سياسياً، يستبعد نائب رئيس الوزراء أن تدخل حكومة بلاده في حوار مباشر مع الانقلابيين، بعد فشل كل محاولات المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد في إقناع الانقلابيين وصالح، بوقف العمليات العسكرية والرجوع إلى طاولة الحوار.
وقال اللواء عرب، إن جميع المحاولات التي قام بها المبعوث الدولي لليمن اصطدمت بتعنت الطرف الثاني (الانقلاب)، وغير قابل لأي طرح في اتجاه السلام الذي تسعى إليه الحكومة الشرعية، وهذا يبدد أي نجاح للعملية السلمية التي تنشدها الحكومة الشرعية.
وربط نائب رئيس الوزراء، أي حوار مع الانقلابيين، بتحرير مدينة وميناء الحديدة، قائلا: «لا يمكن أن يكون هناك حوار دون أن تعود مدينة الحديدة إلى السلطة الشرعية، خصوصاً أن الحديدة هي المدينة التي تراهن عليها الحكومة، لأهميتها كونها معبراً مهماً ورئيسياً في دعم الانقلابيين»، معللاً أنه، وعبر التاريخ اليمني، كل الغزاة الذين تمكنوا من دخول اليمن كان من خلال الساحل الغربي للبلاد ومن ذلك الحديدة مروراً بتعز.
وشدد اللواء عرب على أن تحركات ومساعي المبعوث الدولي، لن يكون لها أي أثر أو نجاح في الطريق الصحيح، كون جميع الطرق التي يتحرك فيها مع الانقلابيين مغلقة، وتحديداً بعد تصريح الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، الذي تضمن عدم اعترافه بشكل صريح واضح بأي من نتائج الحوار الوطني، وشكك في المبادرة الخليجية، واعتبرها غير موجودة من الأصل، إضافة إلى تحديه القرار 2216 الصادر من الأمم المتحدة.
وأضاف الوزير بالقول: «لا يوجد حوار نتحدث عنه في ظل الطريق التي يسلكها الانقلابيون، والتصريحات غير المسؤولة التي تطلقها قيادات الانقلابيين بشكل علني، أو ما يدار من أحاديث مع المبعوث الأممي، وعلى هذا الأساس فالحكومة الشرعية، ورغم حرصها على السلام وإعادة الأمور إلى نصابها وبسط سيطرتها على جميع أجهزة الدولة، لن يكون أمامها خيار سوى الحرب، وأن تخوض معارك صارمة في المرحلة المقبلة في ظل هذا التعنت».
واستطرد اللواء عرب: «التحرك في الأيام القبلة، سينصب في حسم الموقف عسكرياً، بعد فشل كافة المحاولات»، موضحاً أن الحكومة الشرعية لديها القدرة العسكرية لإتمام أي عملية لتحرير ما تبقى من مناطق، وهذه القوة مدعومة من قوات التحالف العربي والمقاومة الشعبية التي أثبتت قدرتها في المواجهات المباشرة.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.