حكومة الثني تمنع دخول الأميركيين... و«الوفاق» تكشف عن أسماء قيادات «داعشية»

اعتقال منفذ ومصور ذبح الأقباط المصريين... وكشف مصير صحافيين تونسيين اختطفا في ليبيا قبل 3 أعوام

رئيس مكتب التحقيقات بمكتب النائب العام الليبي خلال عرض نتائج التحقيقات (أ.ف.ب)
رئيس مكتب التحقيقات بمكتب النائب العام الليبي خلال عرض نتائج التحقيقات (أ.ف.ب)
TT

حكومة الثني تمنع دخول الأميركيين... و«الوفاق» تكشف عن أسماء قيادات «داعشية»

رئيس مكتب التحقيقات بمكتب النائب العام الليبي خلال عرض نتائج التحقيقات (أ.ف.ب)
رئيس مكتب التحقيقات بمكتب النائب العام الليبي خلال عرض نتائج التحقيقات (أ.ف.ب)

صعّدت الحكومة الليبية المؤقتة، برئاسة عبد الله الثني، من موقفها حيال قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب القاضي بتعليق دخول الليبيين إلى بلاده، واتخذت قرارا يقضي بمنع حاملي الجنسية الأميركية من دخول البلاد، عملاً بمبدأ «المعاملة بالمثل». وتزامنت هذه التطورات مع الكشف عن أسماء قيادات «داعش» في مدن ليبية، ومصادر تمويلهم، والقبض على مصور وأحد منفذي مذبحة المسيحيين المصريين التي وقعت في يناير (كانون الثاني) عام 2015.
وقالت الحكومة الليبية المؤقتة، التي تتخذ من مدينة البيضاء (شرق البلاد) مقرا لها، إنها «تابعت بقلق بالغ إعلان رئيس الولايات المتحدة تعليق دخول مواطني ليبيا إلى أميركا كمهاجرين وغير مهاجرين بواسطة تأشيرة الأعمال التجارية والسياحية».
ووصفت الحكومة المؤقتة، في بيان أمس، القرار بأنه «تصعيد خطير يستهدف المواطنين الليبيين بعينهم»، مشيرة إلى أن هذا الإجراء «يضع مواطنينا في سلة واحدة مع الإرهابيين الذين تُقاتلهم القوات المسلحة الليبية، وقدمت الغالي والنفيس لأجل ذلك، بمساندة الشعب الرافض لكل أشكال العنف التطرف، كما يضع الحكومة المؤقتة أمام خيار واحد لا بديل له، وهو تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل».
وردا على قرار منع دخول حاملي الجنسية الأميركية إلى ليبيا، قال الدكتور سعد المريمي، عضو مجلس النواب عن طرابلس، لـ«الشرق الأوسط» إن «قرار الحكومة المؤقتة بمنع دخول حاملي الجنسية ليبيا لا يسري إلاّ على المنطقة التي تسيطر عليها حكومة الثني في الشرق فقط، دون سواها من المناطق والمدن».
وأضاف المريمي موضحا: «لم تصلنا في مجلس النواب النشرة الخاصة بالقرار كي نناقشها، ونعرف تفاصيله، وهل سنقبله أم نرفضه».
في غضون ذلك، كشف الصديق الصور، رئيس مكتب التحقيقات بمكتب النائب العام بالعاصمة الليبية طرابلس، عن نتائج التحقيقات التي أجريت مع عناصر تنظيم داعش الذين جرى اعتقالهم خلال تحرير مدينة سرت، (450 كيلومترا شرق العاصمة)، وقال إن «التنظيم جند شخصيات من جنسيات عدة، بينهم تونسيون وسودانيون ومصريون، وسعوديون».
وأضاف الصور في مؤتمر صحافي نقلته وسائل إعلام محلية، أمس، أنه «تم القبض على المتورطين في ذبح وتصوير 21 مسيحيا مصريا في المدينة، واعترفوا بمكان دفنهم»، مشيرا إلى أن «التنظيم قتل النائب العام السابق عبد العزيز الحصادي في درنة، وعضو المؤتمر الوطني (المنتهية ولايته) فريحة البركاوي، كما كان ينقل مقاتليه من تونس إلى سرت، مرورًا بمدينة صبراتة (70 كيلومترا من العاصمة)».
وحول مصير الصحافيين التونسيين سفيان الشورابي ونذير القطاري، قال الصور إن «التنظيم أوقفهما في الطريق وقتلهما»، مؤكدا أنه تم القبض على مقتحمي القنصلية الأميركية في بنغازي، وأنهم من (أنصار الشريعة) الذين انضموا إلى «داعش» فيما بعد، وأضاف موضحا: «لقد وجدنا بينهم عناصر مصرية»، كانوا يتلقون أوامرهم مباشرة من أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة.
واتهم رئيس مكتب التحقيقات بمكتب النائب العام، محمود البرعصي القيادي بتنظيم «أنصار الشريعة» بأنه أول من أسس تنظيم داعش في منطقة الهواري في مدينة بنغازي، موضحا أنه كان يجتمع بأعضاء التنظيم في مقر أطلق عليه «البيت الأبيض»، وأن التنظيم كان ينفق على نفسه مما يتحصل عليه من سرقة المصارف في المدينة، والجباية التي كان يفرضها على المواطنين.
كما كشف الصور عن أسماء قيادات التنظيم، في مدن سرت وزليتن، ومصراتة، ومناصبهم، و«الدواوين» التي استحدثوها، مشيرا إلى أن والي طرابلس التابع للتنظيم يكنى أبو عامر الجزراوي، وأن مسؤول «خلية مصراتة» ليبي يدعى يوسف مليطان، المكنى بـ«أبو همام»، وسبق قتله في مواجهات.
وتضمن تقسيم العمل داخل تنظيم داعش، الذي كشف عنه رئيس مكتب التحقيقات بمكتب النائب العام، إلى دواوين، بيت المال، والقضاء والمظالم، وإمارة سرت، إضافة إلى «جيش الصحراء» الذي يقوده، الليبي المهدي سالم دنقو، المكنى «أبو البركات»، بالإضافة إلى «ديوان التسليح» العام، الذي يترأسه الليبي حسن الصالحين بالعرج، وكنيته «أبو حبيبة»، الذي قتل في سرت العام الماضي.
من جهة ثانية، وقبل ساعات من توجهه إلى طرابلس، أبلغ وزير الخارجية الإيطالي ألفانو، لجنتي الخارجية والدفاع بمجلس الشيوخ الإيطالي، أنه سيزور طرابلس للقاء السراج، ونائبه أحمد معيتيق ووزير الخارجية محمد سيالة.
في غضون ذلك، قال رئيس البعثة الأممية لدى ليبيا، غسان سلامة، عقب اجتماعه مع الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي أمس، إنه «استمع لمقترحاته ووجد تشجيعاً على الإصرار والصبر واتباع سياسة المراحل لمساعدة ليبيا».
من جهة ثانية، أعلن الجيش المصري, أمس تدمير عشر سيارات رباعية الدفع «محملة بأسلحة وذخائر» بعد تسللها إلى الأراضي المصرية عبر الحدود مع ليبيا التي تعتبرها السلطات المصرية مصدر خطر على أمن البلاد. وقال المتحدث الرسمي باسم الجيش المصري العقيد تامر الرفاعي إنه {تم استهداف وتدمير عشر سيارات دفع رباعي محملة بكميات من الأسلحة والذخائر والمواد المهربة} من قبل {تشكيلات من القوات الجوية قامت ب تتبع الأهداف المعادية وتأكيد إحداثياتها والتعامل معها}.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.