مساعدو ترمب لنتنياهو: كن خنزيراً في موضوع الاستيطان ولا تكن جشعاً

ينوي إقرار خطة لبناء 3 آلاف بيت ويطلب غلق ممثلية فلسطين في واشنطن

TT

مساعدو ترمب لنتنياهو: كن خنزيراً في موضوع الاستيطان ولا تكن جشعاً

روى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن مساعدي الرئيس الأميركي دونالد ترمب نقلوا إلى حكومته رسالة حادة وفظة بخصوص الاستيطان، وأنهم قالوا له: «كن خنزيراً، ولا تكن جشعاً».
وكان نتنياهو يتحدث خلال لقاء مع رؤساء مجلس المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، مساء أول من أمس (الأربعاء)، الذين جاؤوا يحتجون على قلة البناء في المستوطنات، وراح يتباهى أمامهم بأنه يحقق أكبر الإنجازات على صعيد الاستيطان.
وقال مسؤولون كبار وبعض رؤساء مجالس المستوطنات، ممن حضروا الاجتماع، إن نتنياهو فاخر بنجاحه في إقناع الأميركيين بإلغاء التمييز بين كتل المستوطنات والمستوطنات المعزولة، وقال لقادة المستوطنين إنه ومستشاروه التقوا أمس مع المبعوث الخاص للرئيس الأميركي، جيسون غرينبلات، والسفير الأميركي في تل أبيب ديفيد فريدمان، وإن من بين القضايا التي جرى بحثها مخططات البناء في المستوطنات التي يتوقع أن تجري المصادقة عليها قريباً في لجنة التخطيط العليا التابعة للإدارة المدنية.
وأطلع نتنياهو قادة مجلس المستوطنات على أن اللجنة ستصادق في اجتماعها بعد عيد العرش على بناء 3 آلاف وحدة سكنية في المستوطنات.
وحسب أحد رؤساء مجلس المستوطنات، الذي شارك في اللقاء، فقد قال نتنياهو إنه خلال اللقاء مع المسؤولين الأميركيين، توجه السفير الأميركي إلى الطاقم الإسرائيلي، والمح إلى أنه من غير الجدير بإسرائيل أن تبالغ في كل ما يتعلق بدفع البناء في المستوطنات، وأن على إسرائيل تنفيذ التزامها لإدارة الرئيس ترمب، في كل ما يتعلق بتقييد البناء في مستوطنات الضفة الغربية.
وقال رئيس أحد المجالس الاستيطانية، الذي شارك في اللقاء وطلب عدم ذكر اسمه، باعتبار أن الحديث عن مباحثات مغلقة، إن نتنياهو حاول شرح قوة الضغوط الأميركية، من خلال اقتباس ما قاله كبار المسؤولين الأميركيين له ولمستشاريه بشأن الاستيطان.
وتوجه نتنياهو إلى رئيس مكتبه، يوآب هوروبيتش، وقال له: «قل لهم أنت ما الذي قاله لك الأميركيون: تستطيع أن تكون خنزيراً، ولكن لا تكن جشعاً». وقال نتنياهو خلال اللقاء إن الرئيس الأميركي يعد خطة أميركية لدفع عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية، مضيفاً أنه «قد يطرح ورقة على الطاولة».
وأضاف أن إسرائيل التزمت بقيود في كل ما يتعلق بالبناء في المستوطنات، كجزء من التفاهمات مع إدارة ترمب، وأن حقيقة التزامها بتلك التفاهمات تجعل الولايات المتحدة لا تدين إسرائيل بعد كل قرار بدفع مخططات البناء في الضفة الغربية. وتعهد نتنياهو أمام قادة المجلس الاستيطاني، بأنه سيلتزم بالتعهدات التي صدرت عنه قبل أكثر من 5 سنوات، بشأن بناء 300 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة «بيت إيل»، كتعويض عن هدم مباني «هأولبناه»، مشيراً إلى أنه يأمل بأن يتم ذلك خلال اجتماع مجلس التخطيط الأعلى في الأسبوعين المقبلين.
وطرح بعض المشاركين في اللقاء أمام نتنياهو طلبات بدفع مخططات بناء مختلفة يصل حجمها إلى 10 آلاف وحدة سكن، فرد نتنياهو «لا يمكن عمل كل ذلك، الآن»، مضيفاً: «ما هو غير ممكن اليوم، سيكون ممكناً بعد 3 شهور».
وقالوا في ديوان رئيس الحكومة إن نتنياهو طرح، خلال اللقاء مع غرينبلات وفريدمان، رفض الفلسطينيين شجب العملية التي وقعت في مستوطنة هار ادار، أول من أمس. وأعرب عن احتجاجه على مطالبة الفلسطينيين بمحاكمة إسرائيليين في محكمة العدل الدولية في لاهاي، وكذلك احتجاجه على ضم الفلسطينيين إلى «الإنتربول»، وقال: «هذه خطورة تخرق الاتفاقات الموقعة مع إسرائيل».
وادعى ديوان نتنياهو أن «نشاط القيادة الفلسطينية في الأيام الأخيرة يمس بشكل خطير بفرص تحقيق السلام، وأن الحرب الدبلوماسية الفلسطينية لن تمر من دون رد». وبناء على ذلك، اقترح نتنياهو معاقبة الفلسطينيين بغلق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن.
وعقبت عضو «الكنيست»، كسانيا سفاتلوفا، من كتلة «المعسكر الصهيوني»، على تصريحات نتنياهو، وقالت: «نتنياهو يؤسس دولة ثنائية القومية. إذا كان قد أقنع الأميركيين فعلاً، كما ادعى، بأنه لا يوجد شيء يسمى كتلاً استيطانية، فإنه يكون قد وجه ضربة قاصمة للجهود الدبلوماسية، طويلة المدى، من أجل الاعتراف الدولي بالكتل الاستيطانية، هذا الاعتراف الذي وصل إلى طاولة المفاوضات مع الفلسطينيين. البديل الذي تقود إليه سياسته واضح: دولة ثنائية القومية، ومن دون غالبية يهودية، ستكون نهاية للمشروع الصهيوني بثمن أرضاء شركائه الطبيعيين في اليمين الاستيطاني».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.