إنجلترا كانت فازت بكأس العالم لو قاد فيرغسون منتخبها

مشجعون يضعون «سيناريو» خيالياً للبحث عن آثار القرارات غير المناسبة على الفشل الطويل للفريق الوطني

منتخب إنجلترا في 2006 كان يضم كوكبة من النجوم لكن لم يحقق شيئاً  -  فيرغسون كان قادراً على انتزاع كأس العالم إذا تولى تدريب المنتخب الإنجليزي
منتخب إنجلترا في 2006 كان يضم كوكبة من النجوم لكن لم يحقق شيئاً - فيرغسون كان قادراً على انتزاع كأس العالم إذا تولى تدريب المنتخب الإنجليزي
TT

إنجلترا كانت فازت بكأس العالم لو قاد فيرغسون منتخبها

منتخب إنجلترا في 2006 كان يضم كوكبة من النجوم لكن لم يحقق شيئاً  -  فيرغسون كان قادراً على انتزاع كأس العالم إذا تولى تدريب المنتخب الإنجليزي
منتخب إنجلترا في 2006 كان يضم كوكبة من النجوم لكن لم يحقق شيئاً - فيرغسون كان قادراً على انتزاع كأس العالم إذا تولى تدريب المنتخب الإنجليزي

ماذا كان سيحدث للغاية لو رحل أليكس فيرغسون عن مانشستر يونايتد لتولي قيادة المنتخب الإنجليزي عام 2002؟ إنه السؤال الذي ربما إجابته تحتاج لدراسة الأخطاء المؤسسية في كرة القدم الإنجليزية.
ربما لم يدون كثيرون هذا التاريخ في مذكراتهم، لكن الأسبوع الماضي شهد الذكرى العاشرة لآخر مرة يسجل فيها النجم الإنجليزي السابق مايكل أوين هدفاً بقميص المنتخب الإنجليزي، وكان ذلك في المباراة التي انتهت بفوز إنجلترا على روسيا بثلاثية نظيفة، سجل منها أوين هدفين، بقيادة المدير الفني ستيف ماكلارين، ليرسل المنتخب الإنجليزي إنذاراً شديد اللهجة لبقية فرق المجموعة الخامسة في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأوروبية 2008، بل ولبقية منتخبات قارة أوروبا بأكملها.
لكن الأمور لم تسر على ما يرام بعد ذلك، وفشل المنتخب الإنجليزي في التأهل لكأس الأمم الأوروبية 2008. لكن هذه المباراة شهدت تألقاً لافتاً من جانب المنتخب الإنجليزي على استاد ويمبلي الشهير، وأحرز أوين هدفيه الـ39 والـ40 بقميص إنجلترا، ليقترب من عدد الأهداف التي سجلها بوبي تشارلتون.
كان الجمهور الإنجليزي يعول كثيراً على منتخب بلاده آنذاك، لأنه كان يضم كوكبة من النجوم والمواهب التي لا تحتاج سوى التوجيه الصحيح. ولعب أوين 4 مباريات أخرى، لكنه لم يسجل أي هدف، حيث حققت إنجلترا الفوز على فريق إستونيا المتواضع، لكنها خسرت أمام روسيا خارج ملعبها، قبل أن تخسر أمام كرواتيا على ملعب ويمبلي. وفي الحقيقة، كان الفوز بثلاثية نظيفة على روسيا على ملعب ويمبلي بمثابة إشارة على شيء ما، وهو أن آخر مجموعة رائعة من اللاعبين للمنتخب الإنجليزي قد فشلت في أن تكون على قدر التوقعات، وأن تحقق بطولات للمنتخب الإنجليزي.
وبعد مرور 10 سنوات على تلك المباراة، ما زال البعض يسخر من فكرة أن هذا المنتخب كان قادراً على الفوز بكأس العالم، لكن في الحقيقة كان هذا الفريق قادراً على تحقيق هذا الإنجاز، لو كان لديه مدير فني مختلف بعض الشيء.
وفي عالم كرة القدم الحديثة التي يمكن لأي تفصيلة صغيرة أن تقلب الأمور رأساً على عقب، يمكنني القول إنه لو ترك السير أليكس فيرغسون مانشستر يونايتد عام 2002، كما كان مخططاً، وتولى قيادة المنتخب الإنجليزي، لكانت هناك فرصة جيدة للغاية لكي يحصل المنتخب على بطولة كأس العالم 2006.
هذا ليس غلواً في الوطنية، لكنها الحقيقة، والدليل على ذلك أن المنتخب الإيطالي الذي فاز بلقب كأس العالم 2006 كان منظماً للغاية، لكنه لم يكن بالضرورة أفضل من المنتخب الإنجليزي. كما فاز الألمان بكأس العالم في البرازيل 2014 لأنهم كانوا منظمين للغاية من الناحية التكتيكية. فقط تخيلوا لو كان المنتخب الإنجليزي بهذه المجموعة من اللاعبين عام 2006، يلعب تحت قيادة فيرغسون، الذي كان أفضل مدير فني في الدوري الإنجليزي الممتاز، أو على الأقل تحت قيادة مدير فني لا يلعب بطريقة 4 - 4 - 2 بشكل متحجر ودون أي إبداع، أو يميل إلى قضاء الحصص التدريبية وهو يمشي لمسافات طويلة مع قائد الفريق الشهير!
وقد طرحت هذه الفكرة للنقاش على موقع «تويتر» خلال هذا الأسبوع، وما زلت أرى أنه كانت هناك نقطة تحول في ذلك الوقت، ولحظة أدت فيها خطوة واحدة في الطريق العكسي إلى كل هذه الفوارق الكبيرة.
وفرضنا في هذه الفكرة أن فيرغسون قد التزم بقراره وترك مانشستر يونايتد، وتم إقناعه بتولي قيادة المنتخب الإنجليزي خلفاً لبيتر تايلور الذي تولي القيادة لمدة عام بشكل مؤقت، وقاد فيرغسون المنتخب الإنجليزي في مونديال 2002 باليابان وكوريا الجنوبية، وبدأ عمله في تنظيم الفريق من الناحية التكتيكية.
ونتخيل سوياً أن فيرغسون قد أعاد جيرارد لمركز الظهير الأيمن، وبدأ يلعب في دور المجموعات بالحرية نفسها التي كان يلعب بها مانشستر يونايتد تحت قيادته، واعتمد على بول سكولز ومايكل أوين وهارغريفز في وسط الملعب، ليحدث شكلاً من أشكال التوازن، على أن يلعب ديفيد بيكهام واللاعب اللائق للغاية آنذاك كيرون داير على الأطراف، وجو كول في مركز صانع الألعاب خلف الفائز بلقب الحذاء الذهبي جيرمين ديفو. ولنفترض أن فيرغسون قد أبقى واين روني، الذي كان يقدم أداء مبشراً مع إيفرتون، خارج قائمة الفريق المشاركة في المباريات.
وفي الدور ربع النهائي، تتغلب إنجلترا على منتخب البرتغال الذي كان يلعب كرة دفاعية بحتة، بقيادة المدير الفني كارلوس كيروش، قبل أن يحقق المنتخب الإنجليزي الفوز على فرنسا في الدور نصف النهائي، بعد طرد زين الدين زيدان نتيجة «نطحه» لجون تيري (بدلاً من الإيطالي ماتيرازي). وفي المباراة النهائية، تواجه إنجلترا إيطاليا، وتتغلب عليها بتسديدة طويلة المدى في اللحظات الأخيرة من عمر المباراة من اللاعب بول سكولز.
كان من الطبيعي عندما وضعنا هذا السيناريو المجنون على وسائل التواصل الاجتماعي أن يذهب البعض بخيالهم إلى ما هو أبعد من ذلك، ويقولون إنه بعد رحيل فيرغسون عن «أولد ترافورد»، كان آرسين فينغر سيتولى قيادة مانشستر يونايتد، ويستمر هناك حتى الآن. أما آرسنال، فكان سيتولى تدريبه غلين هودل، ويخسر المباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي عام 2003 أمام ساوثهامبتون، ونتيجة لذلك يقرر رجل الأعمال الروسي رومان أبراموفيتش شراء ساوثهامبتون، ويحصل معه على أول لقب للدوري الإنجليزي الممتاز!
كانت هذه بعض التداعيات المحتملة لرحيل فيرغسون عن مانشستر يونايتد. وفي ظل الأزمات التي نتخيل أن يعاني منها مانشستر يونايتد وآرسنال، يحصل نيوكاسل على لقب الدوري الإنجليزي عام 2002 / 2003. وكان الشيء المؤسف أثناء الاحتفالات أن يصاب رئيس الوزراء توني بلير في رأسه أثناء لعب التنس مع بوبي روبسون، ولذا يقرر التقاعد عن السياسة، ولا يعد قادراً على المساعدة في شن الحرب على العراق بعد ذلك بعام واحد. وكان الحدث الأكثر مأساوية هو أنه أثناء سفر فيرغسون بطائرة هليكوبتر إلى مدينة أبردين الاسكوتلندية في يوليو (تموز) 2006، يؤدي سوء الأحوال الجوية إلى هبوط الطائرة بشكل اضطراري. ونتيجة لمعجزة ما، كان دونالد ترمب، الذي يلعب الغولف بشكل منتظم، هو الوحيد الذي لقي حتفه بعد ذلك نتيجة الكرة النارية التي حدثت بعد تلك المشكلة.
وفي الوقت نفسه، تحصل بريطانيا على ثقة كبيرة من فوزها بلقب كأس العالم، وترفض سياسة التقشف، وترفض فكرة الخروج من الاتحاد الأوروبي، وتصوت بدلاً من ذلك لتفكيك النظام الملكي! وبعد كل ذلك، يصر فيرغسون على الرحيل، ويترك قيادة المنتخب الإنجليزي لديفيد مويز، قبل أن يحقق المنتخب الإنجليزي نتائج كارثية في كأس الأمم الأوروبية 2012.
أعرف جيدا أن هذا السيناريو الخيالي لن يكون له أي جدوى الآن، لكن إذا نظرنا إلى الوراء، فإنه من المغري أن نتساءل قليلاً عن الآثار طويلة الأجل للفشل في اتخاذ قرارات مناسبة، ومدى تأثير ذلك على جيل كان يضم كوكبة رائعة من أفضل المواهب التي جاءت في تاريخ كرة القدم الإنجليزية.


مقالات ذات صلة

قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى المونديال

رياضة عالمية قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 (د.ب.أ)

قرعة متوازنة لتصفيات أوروبا المؤهلة إلى المونديال

سحبت قرعة تصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم لكرة القدم 2026 في زيوريخ بسويسرا، الجمعة.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)
رياضة عالمية أرني سلوت يرفض الحديث عن مستقبل صلاح مع ليفربول (إ.ب.أ)

سلوت: لن أتحدث عن مفاوضات صلاح

أكد أرني سلوت، المدير الفني لفريق ليفربول، رفضه الحديث عن مستقبل النجم الدولي المصري محمد صلاح مع النادي الأحمر.

«الشرق الأوسط» (ليفربول)
رياضة عالمية مانشستر سيتي حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز للموسم الماضي (رويترز)

مانشستر سيتي يعلن عن إيرادات قياسية بـ715 مليون جنيه إسترليني

أعلن مانشستر سيتي حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، الجمعة، عن تحقيقه إيرادات قياسية للعام الثالث توالياً.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عربية بيراميدز يحل ضيفاً على الترجي في قمة لقاءات المرحلة (نادي بيراميدز)

«أبطال أفريقيا»: قمة الترجي وبيراميدز تلقي بظلالها

تتصدر قمة المجموعة الرابعة المشهد؛ حيث يأمل كل من الترجي التونسي وضيفه بيراميدز المصري في قطع خطوة نحو دور الثمانية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية الجماهير الصربية تسببت في عقوبات من «يويفا» (رويترز)

«يويفا» يعاقب صربيا بسبب سوء سلوك مشجعيها

قرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، الجمعة، معاقبة الاتحاد الصربي للعبة، بسبب تصرفات عنصرية من قبل المشجعين في مباراتين ببطولة دوري أمم أوروبا.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.