مناصب المحافظين في جنوب العراق تدخل على خط مفاوضات الحكومة العراقية المقبلة

نتائج الانتخابات البرلمانية تثير صراعات في قيادة الحكومات المحلية

مناصب المحافظين في جنوب العراق تدخل على خط مفاوضات الحكومة العراقية المقبلة
TT

مناصب المحافظين في جنوب العراق تدخل على خط مفاوضات الحكومة العراقية المقبلة

مناصب المحافظين في جنوب العراق تدخل على خط مفاوضات الحكومة العراقية المقبلة

مع إعلان المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق النتائج الرسمية لانتخابات مجلس النواب لعام 2014. بدت الصورة في جنوب العراق أكثرا تعقيدا بعد إعلان الفائز الأول بالانتخابات النيابية في البصرة، المحافظ السابق ورئيس مجلس المحافظة الحالي خلف عبد الصمد، نيته تقديم استقالته، ووجود تلميحات بقرب رجوعه محافظا، وفوز رئيس مجلس محافظة ذي قار بالانتخابات، وعودة التشنج بين كتلة دولة القانون التي يتزعمها رئيس مجلس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي، من جهة، وكتلتي المواطن التابعة للمجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عمار الحكيم، وكتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر، من جهة أخرى، في اختيار خلف عنه.
وفي الوقت الذي أعلن فيه صراحة بعض أعضاء مجالس محافظات جنوب العراق عن احتمالية تغير التحالفات، على ضوء نتائج مفاوضات الكتل لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، كشف مراقبون أن إعادة توزيع مناصب الحكومات المحلية دخلت فعليا على خط تلك المفاوضات.
وقال المحلل السياسي البصري الدكتور علي أحمد لـ«الشرق الأوسط»، إن «منصب المحافظ يعد مهما جدا، وخاصة إذا كان في محافظة كالبصرة، حيث الموارد الاقتصادية الهائلة، كونها تعد المركز الرئيس لإنتاج وتصدير النفط والمنفذ المائي العراقي الوحيد، لذا فكل الأحزاب تتصارع على كسب مناصب فيها».
وأضاف أن «الصراع على منصب محافظ البصرة محتدم منذ فترة بين ائتلاف دولة القانون من جهة، وكتلة المواطن من جهة أخرى، ووصل إلى المحكمة الإدارية التي ستبت بالقضية قريبا، والتي نعتقد أنها تأجلت ولأكثر من مرة، وصولا إلى إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية، بسبب ضغوط سياسية، حتى تصبح ورقة ضغط في مفاوضات تشكيل الحكومة المقبلة».
وتابع: «بحسب قراءتنا سيكون منصب المحافظ ورقة قوية بيد رئيس الوزراء المنتهية ولايته، المالكي، في مفاوضاته مع رئيس المجلس الأعلى عمار الحكيم، الذي ينتمي له محافظ البصرة لحالي، لنيل ولاية ثالثة».
وكان رئيس مجلس محافظة البصرة الحالي ومحافظها السابق والفائز الأول عن البصرة في الانتخابات النيابية الأخيرة خلف عبد الصمد، قد أعلن، ولأكثر من مرة، أنه سيقدم استقالته، وأن الجمهور انتخبه ليكون محافظا، وليس في السلطة التشريعية للبصرة.
وقال في تصريحات سابقة إن «الأصوات التي اكتسبتها في انتخابات مجالس المحافظات العام الماضي، جاءت لاختيار الناخبين لي لمنصب المحافظ، إلا أن الأمور اتجهت إلى تنصيبي رئيسا لمجلس المحافظة، وبموقع لا أستطيع إدارته، ولا يتناسب مع شخصيتي».
وأضاف: «سأقدم استقالتي من مجلس المحافظة بكل الأحوال قريبا، وسأنتظر قرار المحكمة الإدارية للبت في شرعية حكومة البصرة المحلية»، مشيرا إلى أنه يسعى بعد صدور الحكم للحصول على منصب المحافظ، أو مغادرة البصرة والعمل في جانب تنفيذي آخر، بعد تشكيل الحكومة المركزية المقبلة.
في محافظة ذي قار (رابع أكبر محافظة عراقية بعدد السكان والمقاعد النيابية) يبدو الأمر مختلفا بعض الشيء، لكنه أكثر تعقيدا، خاصة بعد فوز رئيس مجلس المحافظة بمقعد نيابي، ومطالبة كتلتي المواطن وتيار الأحرار بإعادة تشكيل الحكومة المحلية، اللتين لم تستبعدا تأثير المناصب في تلك الحكومات بخارطة التحالفات لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة.



اعتداءات على الأكاديميين اليمنيين في ذمار ونهب للأراضي

بوابة جامعة ذمار اليمنية (إكس)
بوابة جامعة ذمار اليمنية (إكس)
TT

اعتداءات على الأكاديميين اليمنيين في ذمار ونهب للأراضي

بوابة جامعة ذمار اليمنية (إكس)
بوابة جامعة ذمار اليمنية (إكس)

استقال أعضاء عمادة وهيئة التدريس في كلية العلوم التطبيقية في جامعة ذمار اليمنية بشكل جماعي بعد اعتداء نجل قيادي حوثي في الجامعة على أحد المدرسين، ورفض رئاستها المعينة من قبل الجماعة اتخاذ أي إجراءات بشأن الحادثة، وذلك بالتزامن مع نهب مساحة من الحرم الجامعي وتخصيصها للاحتفالات.

وذكرت مصادر أكاديمية في ذمار (100 كيلومتر جنوب صنعاء) أن حسن محمد الحيفي، وهو ابن القيادي الحوثي محمد الحيفي المعين رئيساً للجامعة، وطالب دراسات عليا فيها، اعتدى على الأكاديمي وليد عبد الرزاق مدير إدارة الدراسات العليا بكلية العلوم التطبيقية، وتعمد إهانة عميد الكلية ونوابه.

عمادة وهيئة التدريس في كلية العلوم التطبيقية في جامعة ذمار تقدم استقالة جماعية (إكس)

ووفقاً للمصادر، فإن رئيس الجماعة رفض الاستجابة للشكوى التي تقدمت بها هيئة التدريس في الكلية وعمادتها، بل ووجه عميد الكلية بإيقاف المدرس الذي وقع الاعتداء عليه، ووجه بتعيين عميد جديد للكلية بدلاً عنه.

ومنذ أيام أعلنت الجماعة الحوثية عبر وسائل إعلامها أنه جرى دور تسليم وتسلم بين عميد الكلية وخلفه تنفيذاً لقرار الحيفي.

إلا أن المصادر أوضحت أن العميد المقال أُجبِر على الحضور إلى مقر الكلية والتقاط الصور مع العميد الجديد وبعض القادة الحوثيين، لتمييع القضية وتمريرها أمام الرأي العام، بتجاهل تام لحادثة اعتداء ابن القيادي الحيفي على مدرسه، والإجراءات التعسفية التي اتخذها الحيفي نفسه وإساءاته للعميد والمدرسين.

وبحسب المصادر، فإنه جرى تهديد العميد المقال بتلفيق قضايا فساد له، والتعاون مع الحكومة الشرعية، وأن الحيفي حذر جميع الأكاديميين مما سماه التطاول أو تجاوز حدودهم في التعامل معه.

واستغربت الأوساط الأكاديمية في الجامعة من تجاهل القيادات الحوثية في المحافظة للواقعة، رغم توجه عدد من الأكاديميين إليها بالشكوى بعد رفض الحيفي ورئاسة الجامعة اتخاذ الإجراءات القانونية بشأن الواقعة.

نهب أراضي الجامعة

اتهم عدد من الأكاديميين القيادات الحوثية المسيطرة على محافظة ذمار، وفي مقدمتها محمد البخيتي المعين في منصب المحافظ، بالتواطؤ مع رئيس الجامعة، مرجحين تجاهله الشكوى المقدمة له بالحيفي، لما بينهما من تعاون في العديد من الملفات في إطار تنفيذ مشروع الجماعة الحوثية، ومنها ما حدث أخيراً من نهب لأراضي الجامعة.

محمد البخيتي المعين محافظاً لذمار يشارك في إحدى فعاليات جامعة ذمار بسلاحه الشخصي (إعلام حوثي)

وكان البخيتي أقدم منذ نحو شهر على اقتطاع مساحة كبيرة من أراضي جامعة ذمار، وتحويلها إلى ساحة للاحتفالات، وذلك ضمن استعدادات الجماعة للاحتفال بذكرى المولد النبوي.

وبلغت المساحة التي اقتطعها البخيتي من حرم الجامعة، أكثر من 10 آلاف لبنة (وحدة قياس محلية، واللبنة الواحدة تساوي 44.44 متر مربع)، وجاء الكشف عن هذا الإجراء بعد أيام قليلة من الكشف عن استقطاع المساحة نفسها من أراضي جامعة صنعاء، لصالح مشاريع استثمارية لقيادات حوثية.

وتؤكد مصادر محلية أن البخيتي استأذن القيادي مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى للجماعة الحوثية (مجلس الحكم الانقلابي)، في اقتطاع تلك المساحة، بحجة عدم احتياج الجامعة لها.

ووافق المشاط على طلب البخيتي موجهاً بتنفيذ إجراءات نقل ملكية تلك المساحة من الأرض من جامعة ذمار إلى السلطات الحوثية التي تشرف على المحافظة، والتي باشرت بأعمال تهيئتها لتنظيم الاحتفال بالمولد النبوي عليها.

واستنكرت شخصيات سياسية واجتماعية في محافظة ذمار واقعة اقتطاع أراضٍ تابعةٍ للجامعة لتنظيم الاحتفالات، وعدّوا التعدي على أراضي الجامعات جريمة بحق العملية التعليمية والأكاديمية.

تحجيم مساحة التعليم

تفيد المصادر الأكاديمية في ذمار بأن أراضي الجامعة التي يجرى التعدي عليها، كانت ضمن مخططات تعود إلى ما قبل الانقلاب الحوثي لتنفيذ مشاريع ومنشآت تابعة للجامعة، خصوصاً الكليات والمراكز التي ما زالت مقراتها خارج الحرم الجامعي، مثل كلية الآداب ومركز التعليم المستمر.

مبنى كلية الهندسة في جامعة ذمار (فيسبوك)

وأوضحت المصادر أنه رغم مصادرة الجماعة الحوثية لمبنيي كلية الآداب ومركز التعليم المستمر، واعتزامها تحويل مبنى كلية الحاسبات إلى أكاديمية للقرآن، وجميعها تقع وسط المدينة؛ فإنها لم تبدأ بأي إجراءات لتعويض هذه الجهات الثلاث بمنشآت داخل أراضي الحرم الجامعي، وبدلاً عن ذلك تصادر أراضي الجامعة لصالح مشروعها الطائفي.

كما تمتلك كليات الآداب والتربية والطب البشري والأسنان مباني أخرى في وسط المدينة، وكان مقرراً قبل الانقلاب أن تبدأ الجهات المعنية التخطيط لمشاريع بناء منشآت داخل أراضي الجامعة لنقل جميع الكليات إلى الحرم الجامعي.

وتخشى الأوساط الأكاديمية والاجتماعية في محافظة ذمار من أن تؤدي أعمال مصادرة مباني وأراضي الجامعة إلى الإضرار الكامل بالعملية التعليمية والأكاديمية، وتحجيم مساحتها وإمكاناتها.