شرطية من زيمبابوي تنال جائزة شخصية العام النسوية لحفظ السلام

«أنّا تشوبا» تكسر حاجز الصمت النسوي في منطقة «أبيي» السودانية

مفتشة الشرطة أنّا تشوبا
مفتشة الشرطة أنّا تشوبا
TT

شرطية من زيمبابوي تنال جائزة شخصية العام النسوية لحفظ السلام

مفتشة الشرطة أنّا تشوبا
مفتشة الشرطة أنّا تشوبا

اختار المؤتمر الدولي لدور المرأة في إنفاذ القانون، سيدة تعمل مساعدة مفتش بشرطة بعثة الأمم المتحدة المؤقتة في منطقة أبيي، والمعروفة اختصاراً بـ«يونسفا»، شخصية العام «للنساء العاملات في حفظ السلام»، وذلك لدورها وإنجازاتها المتميزة كضابطة شرطة في عملية حفظ السلام بالمنطقة، وهي الجائزة التي أقرت منذ عام 2011.
وتعد مساعدة مفتش الشرطة (أنّا تشوبا) أول امرأة من دولة زيمبابوي تنال الجائزة التي تقدم في المؤتمر الدولي السنوي لدور المرأة في إنفاذ القانون، والذي عقد هذا العام في كيرنز بأستراليا، 18 سبتمبر (أيلول) الجاري، كما يعتبر منحها الجائزة إقراراً بكونها واحدة من أميز الضابطات العاملات في شرطة الأمم المتحدة.
وتترأس السيدة تشوبا وحدة شؤون المرأة والطفل في مكون شرطة «يونسفا»، ومن خلال وظيفتها أنشأت شبكة نسوية في منطقة أبيي، وأقامت حلقات عمل تدريبية وحملات مع المجتمعات المحلية، أحدثت تحولاً في كيفية تعامل المجتمعات مع قضايا عادة يتم السكوت عنها وقتلها بسبب العادات والتقاليد المحافظة، مثل الاغتصاب والعنف المنزلي، وزواج الطفلات والزواج القسري، واعتبار اغتصاب الزوج لزوجته جريمة، وكسرت بذلك طوق الصمت المضروب على القضايا المتعلقة بالجنس، ما أسهم في دفع النساء للإبلاغ عن العنف الذي يتعرضن له بسبب النوع، وجرائم الاعتداءات الجنسية.
وقالت السيدة تشوبا، وفقاً لنشرة صحافية صادرة عن بعثة «يونسفا»، حصلت عليها «الشرق الأوسط» أمس، إن منحها الجائزة يؤكد قيمة العمل الجاد والكفاءة المهنية، وتابعت بعد تسلمها الجائزة: «إن الجائزة تمثل إبرازاً لقيمة العمل الجاد والكفاءة المهنية، والعمل الجماعي والانضباط، المطلوب من كل أفراد حفظ السلام»، فيما أشاد مستشار الأمم المتحدة لشؤون الشرطة المفوض ستيفان فيلر، بالسيدة تشوبا، وبجهودها الرامية لتعزيز دور الشرطة تجاه مجتمع أبيي، وقال: «أسهمت مساعدة مفتش الشرطة أنّا تشوبا بجهد كبير في استعادة ثقة الجمهور في الشرطة، وفي تشجيع الأطفال والنساء والرجال في أبيي ليكونوا شركاء في منع الجريمة وكشفها».
وتهدف الأمم المتحدة من الجائزة والمؤتمر إلى جذب مزيد من النساء الشرطيات لينضممن إلى 1098 ضابط شرطة في بعثاتها لحفظ السلام، المكونة من 69 دولة، وذلك للوصول بمشاركة النساء في الشرطة الأممية إلى 20 في المائة بحلول عام 2020، وتشجيع إسهام الدولة المضيفة في تعزيز قدرة الشرطة على منع العنف الجنسي والعنف القائم على النوع.
وذكرت النشرة أن دولة زيمبابوي تسهم بنحو 85 ضابط شرطة في عمليات حفظ السلام، في كل من جنوب السودان، بعثة «يونمس»، وبعثة «يوناميد» في السودان، وبعثة «يونسفا» في أبيي، وفي كل من غينيا بيساو «يونيو جبس»، 31 في المائة منهم نساء.



7.7 مليون شخص بجنوب السودان معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل

لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)
لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)
TT

7.7 مليون شخص بجنوب السودان معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل

لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)
لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)

أعلنت الأمم المتحدة، الاثنين، أن نحو 7.7 مليون شخص في جنوب السودان؛ أي ما يناهز 60 في المائة من سكان هذا البلد الذي يعاني من العنف والكوارث المناخية، معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل.

تدهور الوضع الإنساني في جنوب السودان، أفقر دول العالم، بسبب أسوأ فيضانات تشهدها المنطقة منذ عقود، ووصول أعداد كبيرة من اللاجئين من السودان المجاور الذي يعيش حرباً.

وتوقع أحدث تقرير أصدرته الأمم المتحدة ويستند إلى مؤشر «آي بي سي» (الإطار المتكامل لتصنيف الأمن الغذائي) الذي يتضمن خمسة مستويات لعتبة الجوع، زيادة في عدد الأشخاص المعرضين لخطر انعدام الأمن الغذائي الحاد، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

ويقدّر آخر تقييم للوضع أن 7.69 مليون شخص، من ضمنهم 2.1 مليون طفل، سيواجهون في أبريل (نيسان) خطر «عدم التمكن من استهلاك كمية كافية من الغذاء، يعرض حياتهم أو سبل عيشهم لخطر فوري» (أي في المستوى الثالث أو أكثر)، مقابل 7.1 مليون هذا العام.

وسيجد من بينهم 63 ألفاً أنفسهم في وضع «كارثة» غذائية (المرحلة 5) التي تسبق المجاعة.

وتقول ماري إلين ماكغروارتي، مديرة برنامج الأغذية العالمي في جنوب السودان في بيان: «عاماً بعد عام، نلاحظ أن الجوع يبلغ أعلى مستوياته في جنوب السودان».

وأوضحت: «عندما نعاين المناطق التي تشهد أعلى مستوى من انعدام الأمن الغذائي، فمن الواضح أن مزيجاً من اليأس والنزاع والأزمة المناخية هو السبب الرئيسي».

ويواجه جنوب السودان المعرّض للكوارث المناخية، أسوأ فيضانات منذ عشرات السنين أدت إلى نزوح 380 ألف شخص وتضرر 4.1 مليون، بحسب مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا).

كما ينبغي أن يتعامل مع وصول 810 آلاف شخص فروا من الحرب التي اندلعت في أبريل 2023 في السودان المجاور، بحسب بيانات الأمم المتحدة.

وعلى الصعيد السياسي، تعاني البلاد من الشلل وينخرها الفساد والخلافات الناجمة عن الحرب الأهلية التي أدت إلى مقتل 400 ألف شخص ونزوح الملايين بين عامَي 2013 و2018.

كما أعلنت الحكومة في سبتمبر (أيلول) إرجاء أول انتخابات في تاريخ البلد كانت مقررة في ديسمبر (كانون الأول) لعامين.

وتعرّض اقتصاد جنوب السودان إلى ضربة كبيرة حرمته من مصدر عائداته الرئيسي عندما انفجر أنبوب رئيسي للنفط في السودان في فبراير (شباط)؛ ما أدى إلى تدهور العملة المحلية وارتفاع أسعار السلع الأساسية.