إقالة أو استقالة المدربين، ربما هو العامل المشترك الوحيد بين جميع دوريات كرة القدم حول العالم، هو ذاته الموجود في الدوري الإنجليزي، وموجود هو الآخر في دوري الدرجة الثالثة في أستراليا، فجميع الطرق تؤدي إلى ابتعاد المدرب عن الفريق، ليغادر إلى فريق منافس أو إلى المنزل في نهاية الأمر، مهما اختلف المسمى. ورغم مرور أربع جولات فقط على انطلاق الدوري السعودي للمحترفين، بدأت ملامح التغيير تطفو على عدد من الأندية المحترفة.
ففي الجولات الأولى في هذا الموسم، وبعد مرور أربع جولات من الدوري، قررت إدارة الشباب إنهاء رحلة المدير الفني السعودي سامي الجابر مع فريقها بعد الخسارة في مباراتين والفوز في مباراة وحيدة، وتم تكليف المدرب الإنجليزي مايك نويل بإدارة الفريق لحين وصول الأورغوياني دانيال كارينيو.
وفي الجانب الآخر من الرياض، أقالت إدارة النصر، المدرب البرازيلي غوميز، بعد نهاية الجولة الرابعة، حيث حضر الفريق بمستوى باهت خلال مباريات هذا الموسم، وحقق ست نقاط بعد انتصار في أول مباراة والتعادل في الثلاث مباريات الأخرى.
ما جرى من قرارات حتى الجولة الرابعة، لن تكون الأخيرة بالطبع، إذ إن نحو 3 أندية تفكر في طرد مدربيها، بدءاً من الاتفاق والفيحاء ومروراً بالأهلي، وقد تزيد مع تصاعد ذروة المنافسات، ووتيرة الضغط الإعلامي والجماهيري على الأندية السعودية في البطولة الأقوى عربياً. وعادة لا تفكر الأندية إلا بقرار إبعاد المدير الفني باعتباره هو الضحية الأبرز في عالم كرة القدم، وهو ما يجعله فريسة سهلة للضغوطات التي تمارس عليها، ومن ثم يقدم كقربان للجماهير لامتصاص غضبها جراء النتائج السيئة.
ويزيد عدد المدربين الذين تم إقالتهم في الدوري السعودي منذ عام 2009 إلى أكثر من 200 مدرب، وهو رقم يؤكد حالة الفوضى والفشل من جانب مسيري الأندية السعودية.
وفي فبراير (شباط) من العام الحالي، أجرت «الشرق الأوسط» إحصائية رسمية كشفت عن أن 23 نادياً سعودياً لعب في دوري المحترفين السعودي، تعاقد مع 234 مدرباً منذ 2009 وحتى فبراير الماضي، وهو ما يعني أن هذا الرقم قد تجاوز الـرقم 240 حتى الآن.
وفي الموسم الماضي، كانت الإقالات بنسبة أعلى في الجولات الأولى، ففي شرق السعودية، أقال نادي الخليج الصاعد للدوري منذ موسم 2014-2015، مدربه البلجيكي باتريك دي وايلد، وأعاد مدرب الفريق السابق التونسي جلال القادري بعد البداية المتعثرة للفريق، حيث لبث البلجيكي جولتين فقط في الدوري قبل أن تتم إقالته.
وبعد نهاية الجولة الرابعة، قرر كذلك صناع القرار في النادي الأهلي إلغاء عقد مدرب الفريق البرتغالي جوزيه جوميز، والتعاقد من جديد مع المدرب السابق كريستان غروس، ورغم تحقيق مدرب التعاون السابق لكأس السوبر مطلع الموسم مع الأهلي، إلا أن هبوط مستوى الفريق خلال الأربع جولات الأولى ساهم في قرار الإبعاد. في ذات الجولة قرر الهلال إقالة مدربه الأوروغوياني جوستافو موتوساس بعد مباراة الفريق أمام القادسية في الخبر، بسبب قناعات المدرب، حسب ما أوضح ذلك البيان الرسمي للإدارة الهلالية إبان إقالته.
ولم يختلف مصير ريكاردو سابينتو، مدرب الفتح، عن جوميز وموتوساس، فقد أقيل بعد نهاية الجولة الرابعة وتذيل الفتح جدول الدوري. وبعد نهاية الجولة الخامسة، أعلن نادي التعاون إقالة مدربه الهولندي داريو كالزيتش بعد تعثر الفريق في تقديم صورة مميزة له بعكس العام الماضي، وتم التعاقد مع المدرب الروماني كونستانتين جالكا. وبعد نهاية الجولة السابعة، أعلن قطبا المنطقة الشرقية، ناديا الاتفاق والقادسية، رحيل مدربيهما، فالاتفاق قرر إقالة المدرب التونسي جميل بلقاسم لتراجع نتائج الفريق، فيما قبلت إدارة القادسية استقالة مدربها الوطني حمد الدوسري.
وخلال الثلاثة مواسم الماضية، شهد «دوري جميل» العديد من حالات الرحيل، خلال الجولات المبكرة من الدوري، ففي موسم 2013-2014 كان البلجيكي ميشيل برودوم أول الراحلين عن الدوري السعودي بعد مرور ثلاث جولات فقط من بداية الدوري، ورحل البلجيكي العجوز عن أبيض العاصمة، بعد خروج الفريق من ربع نهائي دوري أبطال آسيا، وكان برودوم، خلال الجولات الثلاث الأولى، قد حقق فوزين وخسر لقاء وحيداً، ليطوي صفحته مع الشباب التي امتدت لموسمين وثلاث جولات. وبعد الجولة الرابعة أقال الصاعد النهضة مدربه الروماني إيلي بلاتشي لسوء النتائج، حيث خسر ثلاث مباريات، وتعادل في واحدة، وكانت الإقالة كذلك مصير الألماني ثيو بوكير مدرب الاتفاق بعد مرور خمس مباريات، ضمن منافسات الدوري في ذات العام، حيث لم يحقق سوى انتصار وحيد ليرحل عن النادي الشرقي. وبعد الجولة السادسة قدم مدرب الشعلة أحمد العجلاني استقالته بعد فشله في تحقيق أي انتصار خلال الست مباريات الأولى، حيث لم يحصد الشعلة سوى نقطة وحيدة.
وفي موسم 2014-2015، وبعد الجولة الثانية قدم الفرنسي دينيس لافاني مدرب نجران استقالته من تدريب الفريق، بعد خسارة الفريق في افتتاحية الدوري وتعادله في المباراة الثانية. في غرب المملكة، وتحديداً في جدة، قدم مدرب الاتحاد خالد القروني هو الآخر استقالته بعد خروج الفريق من دوري أبطال آسيا، ولم يكمل مع الفريق سوى جولتين فقط في بطولة الدوري، وحقق القروني فوزين في المباراتين التي تولى خلالها تدريب العميد. وبعد الجولة الثالثة ألغى نادي الرائد عقد مدربه المقدوني فلاتكو كوستوف بعد النتائج المتواضعة للفريق وخسارته في المباريات الثلاث. القطب الآخر لبريدة نادي التعاون أقال هو الآخر المدرب الجزائري توفيق روابح بعد تعادل الفريق في مباراة والخسارة في مباراتين.
وبعد خمس مباريات مع فريق هجر، قرر المدرب ناصيف البياوي الرحيل، وطرق أبواب النادي المنافس الفتح. ولسوء مرافق النادي وعدم وجود بنية تحتية كان قرار الاستقالة لمدرب نجران البلجيكي مارك بريس، وكان بريس قد درب الفريق في ثلاث مباريات تعادل في واحدة وخسر في مباراتين.
وكان البلجيكي قد قدم خلف الفرنسي دينيس لافاني في تدريب نجران. وبعد الجولة السادسة من بطولة الدوري أقال الفتح مدربه الإسباني ماكيدا، حيث خسر الإسباني في خمس مباريات وانتصر في لقاء وحيد، بينما رحل عن الشباب بعد تلك الجولة المدرب جوزيه مواريس إلى البرتغال لظروفه العائلية، وكان مساعد مورينهو قد تصدر مع الشباب بطولة الدوري بخمسة انتصارات وتعادل وحيد.
وفي موسم 2015-2016، كان الجزائري عبد القادر عمراني مدرب الرائد أول الراحلين عن الدوري السعودي للمحترفين، بعد الجولة الثانية، حيث ألغى النادي الأحمر عقده بعد فشله في تحقيق أي نقطة خلال المباراتين الأوليين. وبعد الجولة الرابعة كان مقصلة الإقالة من نصيب مدرب النصر الأوروغوياني خورخي ديسلفا بعد تحقيقه لخمس نقاط فقط في أول أربع جولات. وبعد الجولة الخامسة كان الإبعاد نصيب ثلاثة مدربين، فالقادسية أقال جميل بلقاسم بعد تحقيقه خمس نقاط من 15 نقطة، وألغى هجر هو الآخر عقد مدربه نيبويشا يوفوفيتش القادم من شرق أوروبا، بعد تعرض الفريق لثلاث خسائر وتعادلين، وكان مدرب الوحدة الأوروغوياني خوان رودريجيز قد حقق نفس النتائج، ليرحل هو الآخر عن النادي الأحمر.
ليستمر الحال وصولاً إلى هذا الموسم، والمتمثل في شبح الإقالة للمدربين، حيث بات سائداً عند تعثر الفريق، أو حال عدم تقديم المستويات الفنية المرجوة مبكراً مع الفرق، الأمر الذي يضع علامة استفهام كبرى وتساؤلات عدة... فهل هو سوء اختيار منذ البداية، أم أن قرار الإقالة تتسرع فيه إدارات الأندية؟
240 مدرباً حضروا إلى الدوري السعودي منذ 2009
الأندية المحترفة تتخذ قرارات الإقالة قرباناً لامتصاص غضب «المشجعين»
240 مدرباً حضروا إلى الدوري السعودي منذ 2009
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة