عقارات «بالي» الإندونيسية إلى «استقرار» بعد ابتعاد المستثمرين

خبراء يصفونها بأنها «سوق المشتري بامتياز»

الأغلبية العظمى من العملاء الذين يشترون في بالي هم من إندونيسيا... في حين أن أكثر المشترين الأجانب يأتون من أستراليا وهونغ كونغ والصين وسنغافورة
الأغلبية العظمى من العملاء الذين يشترون في بالي هم من إندونيسيا... في حين أن أكثر المشترين الأجانب يأتون من أستراليا وهونغ كونغ والصين وسنغافورة
TT

عقارات «بالي» الإندونيسية إلى «استقرار» بعد ابتعاد المستثمرين

الأغلبية العظمى من العملاء الذين يشترون في بالي هم من إندونيسيا... في حين أن أكثر المشترين الأجانب يأتون من أستراليا وهونغ كونغ والصين وسنغافورة
الأغلبية العظمى من العملاء الذين يشترون في بالي هم من إندونيسيا... في حين أن أكثر المشترين الأجانب يأتون من أستراليا وهونغ كونغ والصين وسنغافورة

تم بناء هذه الفيلا عام 2009 على أرض تكتسي بالخضرة مساحتها فدان بالقرب من شاطئ على ساحل جنوب شرقي بالي في قرية كيتويل. ويتكون المبنى، الذي يمتد على مساحة 7500 قدم مربعة، من 4 غرف نوم، وتنفتح الردهة على غرفة المعيشة المتسعة، في حين ينفتح جدار من الأبواب الزجاجية المنزلقة على حوض سباحة وحديقة، وعلى بعد بضع خطوات تظهر بعض الدرجات المؤدية إلى الشاطئ. يمكن التمتع بأفضل مشهد لشروق الشمس في بالي نظراً لاتجاه المنزل نحو الشرق والمياه؛ على حد قول جو وايت، مدير المبيعات في شركة «سيفن ستونز إندونيسيا» التي تتولى عرض المنزل للبيع.
على الجانب الأيسر من الردهة يوجد مطبخ مفتوح به خزانات حمراء اللون بدرجة لون القرفة، ومساحة مخصصة لتناول الطعام توجد بها طاولة تتسع لـ12 فردا. صاحب المنزل طاهٍ محترف، وهو من صمم المطبخ كما يوضح وايت. على الجانب الأيمن من الردهة توجد 3 غرف نوم، يتم استخدام إحداها غرفة للتلفزيون، في حين تم تصميم الغرفتين الأخريين على شكل جناح، حيث يوجد بكل منهما حمام صغير بالقرب من مدخل الفيلا.
ويتفرع من الردهة أيضاً درج يؤدي إلى غرفة النوم الرئيسية، التي تحتوي على مساحة مناسبة للجلوس، وحمام كبير، وحوض استحمام في الخارج، وشرفة كبيرة بها بركة ماء مصنوعة بغرض جمالي لتزيين المكان. هذا المنزل معروض للبيع بما يحتوي من أثاث، وهو معروض أيضاً للإيجار، أو يمكن شراؤه في إطار نظام الملكية الحرة المطلقة.
على الجانب الآخر، هناك منزل للضيوف، يمتد على مساحة 1880 قدم مربعة، ومكون من غرفتي نوم متسعتين، ومطبخ مفتوح، ومكان مخصص لتناول الطعام، ومساحة للمعيشة. تم تصميم المساحة المحيطة بالمنزل والحديقة بحيث توفر الخصوصية لكل من المنزل الرئيسي ومنزل الضيوف؛ كما يوضح وايت، الذي أضاف قائلا إن المساحة المطلة على الشاطئ متسعة بشكل استثنائي حيث تبلغ 330 قدما. كذلك ملحقة بالمنزل ساحة انتظار تتسع لـ7 سيارات، تشمل 4 أماكن مغطاة، فضلا عن مكان لإقامة العاملين في المنزل بالقرب من ساحة الانتظار.
يقع المنزل على بعد 25 دقيقة بالسيارة من شرق قلب مدينة دنباسار، التي يبلغ عدد سكانها 800 ألف نسمة، وتعد هذه المنطقة مقصداً لمحبي التزلج على الماء، والغوص، إلى جانب السائحين الباحثين عن الجوانب الثقافية؛ على حد قول وايت. كذلك يقع مطار نغوراه راي الدولي على مسافة نحو 15 ميلا جنوب غربي المنزل.
- نظرة عامة على السوق
تمكنت سوق العقارات في بالي من الصمود والبقاء في مواجهة عدة أحداث عالمية ومحلية مثل انتشار وباء «سارس» في عام 2003، والأزمة المالية العالمية، كما يوضح الوكلاء العقاريون. وقد ازدادت أسعار الأراضي في بعض المناطق بمقدار 10 أمثال خلال الفترة ما بين 2003 و2014 بحسب تقدير أندي غراي، الشريك في «سيفن ستونز إندونيسيا».
مع ذلك، شهدت الأسعار استقراراً خلال عامي 2015 و2016 للمرة الأولى منذ نحو عقد من الزمان، وانخفض حجم المعاملات بمقدار النصف تقريباً؛ كما يوضح غراي. وأضاف غراي قائلا: «اعتقد الجميع أن بالي محصنة ضد كل شيء، لكن ليست هذه الحقيقة». ويعتقد غراي أن هناك سببين وراء هذا الاستقرار والثبات في الأسعار؛ الأول هو اعتراض المشترين على الأسعار التي يرونها مرتفعة للغاية، والثاني تراجع إقبال الإندونيسيين الأثرياء الذين كانوا يستثمرون في بالي لفترة.
منذ عام 2005 انتشرت عمليات البناء الجديدة في أنحاء الطرف الجنوبي من الجزيرة، وشملت الشقق الفندقية الفاخرة، والشقق المشيدة على طراز شقق المنتجعات؛ على حد قول دان ميلر، رئيس مكتب شركة «جونز لانغ لاسال» العالمية للعقارات والاستثمار في بالي.
وأضاف أن تشييد الوحدات على طراز المنتجعات يمثل 10 في المائة من سوق العقارات، ونحو 20 في المائة من سوق العقارات الفاخرة في بالي.
لاحظ كارل ويلكينز، مسؤول التسويق لدى مجموعة «بارادايس بروبيرتي غروب»، استمرار ارتفاع الأسعار خلال العام الماضي، لكنها تظل عند مستوى أقل من العام الذي يسبقه، حيث تراوحت النسبة بين 10 و15 في المائة، في مقابل نسبة تراوحت بين 20 و30 في المائة خلال الثلاث إلى الخمس سنوات الماضية. كذلك قال غراي إن المستثمرين الإندونيسيين قد بدأوا يعودون في الربيع الحالي، وازداد الاهتمام، وكذلك ازدادت المعاملات خلال العام الحالي سواء بالنسبة لشركته أو للشركات الأخرى، في وقت شهدت فيه الأسعار حالة من الاستقرار.
نتيجة لارتفاع الأسعار في السابق والركود الحالي، ظهر نظام بيع من فئتين، ينتمي إلى الفئة الأولى البائع، الذي اشترى العقار منذ 8 أو 10 أعوام، وبالتي يمكنه بيعه بأسعار «واقعية»، أما الفئة الثانية فينتمي إليها من اشترى العقار في وقت ارتفاع الأسعار، أي منذ 3 أو 4 سنوات، وبالتي يواجه صعوبة في تحقيق أرباح. كذلك أوضح غراي قائلا: «تظل السوق سوق المشتري بامتياز»، حيث قال إنه يتم شراء العقارات بسعر يتراوح بين 80 و85 في المائة من السعر المطلوب.
على الجانب الآخر، أوضح ويلكينز أن أسعار العقارات الفاخرة تبدأ من نحو مليون دولار، وتصل إلى أكثر من 10 ملايين دولار؛ لكن يتراوح سعر أكثر العقارات بين مليون ومليوني دولار. وكان ويلكينز يعرض على المشترين عقارات في جزرٍ حركةُ التنمية العقارية بها أقل في شرق البلاد حيث الأسعار منخفضة؛ ويعرض تحديداً في كل من فلوريس، وروتي، ولومبوك، وسومباوا، بوصفها خيارات بين الـ17 ألف جزيرة.
- من يشتري في بالي
قال الوكلاء العقاريون إن الأغلبية العظمى من العملاء من إندونيسيا، لكنهم أضافوا أن أكثر المشترين الأجانب يأتون من أستراليا، وهونغ كونغ، والصين، وسنغافورة، في حين يمثل الأجانب القادمون من ألمانيا، وإيطاليا، وفرنسا النسبة الأقل.
- القواعد الأساسية للشراء
يواجه الأجانب، الذين يرغبون في شراء عقار في إندونيسيا، عراقيل وقيودا عدة بحسب نوع العقار؛ على حد قول مانيش أنتال، مدير المبيعات لدى شركة «كيبيرير بروبيرتي» للعقارات والخدمات القانونية في بالي، الذي أوضح أن الإيجار لفترة مفتوحة غير محددة متاح للأجانب، أما الملكية الحرة المطلقة فتقتصر على المواطنين الإندونيسيين.
لشراء عقار معروض للبيع في إطار الملكية الحرة المطلقة، يكون أمام المشتري الأجنبي عدة خيارات؛ منها تحويله إلى حق انتفاع، وهو متاح للأجانب؛ على حد قول ديفي سوسانتي، موثق عام مقيم في بالي. ويتيح هذا الإجراء امتلاك العقار لمدة زمنية محددة يمكن تمديدها أو تجديدها لفترة أقصاها 80 عاما؛ وهذا الخيار متاح للأجانب الحاصلين على تصريح إقامة، وفي حال كان العقار مطابقاً لمعايير محددة خاصة بالمساحة والسعر.
كذلك لا يحق للأجانب الحصول على رهن عقاري في إندونيسيا؛ كما يوضح أنتال.
- اللغات والعملة الإندونيسية:
الروبية الإندونيسية (واحد دولار = 13.351روبية).
- الضرائب والرسوم
تبلغ الضرائب العقارية السنوية الخاصة بهذا المنزل نحو 320 دولارا؛ على حد قول وايت. وتبلغ المدفوعات الشهرية المستحقة لمنظمة «بنجر» المجتمعية، التي تتولى أعمال الصيانة، والأمن، وتنظيم الاحتفالات، نحو مائتي دولار؛ كما يوضح وايت.
- خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

«جي إف إتش» تطلق «OUTLIVE» لتقديم حلول عقارية مبتكرة بمجالات الصحة والرفاهية

عالم الاعمال «جي إف إتش» تطلق «OUTLIVE» لتقديم حلول عقارية مبتكرة بمجالات الصحة والرفاهية

«جي إف إتش» تطلق «OUTLIVE» لتقديم حلول عقارية مبتكرة بمجالات الصحة والرفاهية

مجموعة «جي إف إتش» المالية تعلن إطلاق «أوت لايف» (OUTLIVE)، وهي شركة عقارية مبتكرة تهدف إلى وضع معايير جديدة  للصحة والرفاهية في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا.

عالم الاعمال «أنكس للتطوير» تكشف عن مشروع «إيفورا ريزيدنسز» في دبي

«أنكس للتطوير» تكشف عن مشروع «إيفورا ريزيدنسز» في دبي

أعلنت شركة «أنكس للتطوير»، التابعة لمجموعة «أنكس القابضة»، إطلاق مشروعها الجديد «إيفورا ريزيدنسز» الذي يقع في منطقة الفرجان.

الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (واس)

بفضل النمو السكاني... توقعات باستمرار ارتفاع الطلب على العقارات السعودية

تتوقع وكالة «ستاندرد آند بورز غلوبال» للتصنيف الائتماني، أن يظل الطلب على العقارات السكنية في السعودية مرتفعاً، لا سيما في الرياض وجدة، وذلك بفضل النمو السكاني.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جناح سلطنة عمان في معرض «سيتي سكيب العالمي 2024» بالرياض (وزارة الإسكان العمانية)

سلطنة عمان تعرض مشروعات استثمارية في معرض «سيتي سكيب» بالرياض

عرضت سلطنة عمان خلال مشاركتها في أكبر معرض عقاري عالمي، «سيتي سكيب 2024» الذي يختتم أعماله الخميس في الرياض، مشروعاتها وفرصها الاستثمارية الحالية والمستقبلية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد ارتفعت الإيجارات السكنية بنسبة 11 % في أكتوبر (واس)

التضخم في السعودية يسجل 1.9 % في أكتوبر على أساس سنوي

ارتفع معدل التضخم السنوي في السعودية إلى 1.9 في المائة خلال شهر أكتوبر على أساس سنوي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«المنازل الذكية»... طريق الحياة الجديدة باستخدام التقنية

المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)
المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)
TT

«المنازل الذكية»... طريق الحياة الجديدة باستخدام التقنية

المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)
المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)

تبرز المنازل الذكية خياراً جديداً في أسلوب الحياة مع التسارع الذي تشهده التقنيات المنزلية؛ مما يعتقد أنها تجعل الحياة أسهل من خلال التحكم في مرافق المنازل عبر الهاتف المحمول، الأمر الذي يضم هذا الاستخدام ضمن استخدامات كثيرة عبر تلك الأجهزة المحمولة.
ويمكن الآن التحكم بكل شيء في المنزل وفق طرق سهلة، سواء كان ذلك تشغيل الإضاءة أو فتح الستائر، أو تشغيل الواي فاي، أو تعديل درجة الحرارة، وفتح وإغلاق قفل الباب الأمامي، وحتى إشعال وإطفاء الموقد، حيث يقضي معظم الأفراد أغلب أوقاته في المنزل أكثر من أي مكان آخر، ومع ذلك التفكير بالتكنولوجيا عندما التواجد في المنزل يكون أقل مقارنة بالخارج فيما عدا تقنية الواي فاي.
غدت الصورة عن المنزل التي تتمثل بأنه مكان خالٍ من التكنولوجيا على وشك التغيير، فحان وقت النظر إلى الأجهزة الكثيرة المتناثرة في أنحاء المنزل، سواء كان التلفزيون في غرفة المعيشة، أو الثلاجة في المطبخ، أو المكيّف في غرف النوم، أو حتى جهاز تسخين المياه في الحمامات. وأصبح الأفراد محاطين بالإلكترونيات التي يتم وصفها بالأجهزة الذكية بشكل متزايد كل يوم، فهي تملك أجهزة استشعار تمكّنها من تسجيل البيانات ومشاركتها عبر الإنترنت. ويوجد اليوم نحو 31 مليار جهاز متصل بالإنترنت، ومن المفترض أن يرتفع هذا العدد إلى 75.4 مليار بحلول عام 2025، وفقاً لتقديرات وكالة الأبحاث «ستسيتا».
ولا شك بأن السؤال الذي يسيطر في الوقت الحالي هو، متى ستصبح المنازل أكثر ذكاءً عبر وصل جميع هذه الأجهزة بمركز واحد، ليتم التمكن من القياس والتحكم بكل شيء داخل المنازل. وتتجاوز رؤية المنزل الذكي مفهوم الراحة، حيث ستكون التقنيات الجديدة ذات تأثير عميق وإيجابي على الصحة من خلال مراقبة النظام الغذائي وظروف البيئة المحيطة في الأشخاص ورفاهيتهم بشكل عام. وسيتمكن الأطباء بفضل التكنولوجيا من معرفة حالة الأشخاص بالوقت الفعلي كما سيكون تاريخهم الطبي في متناول اليد قبل حتى إخبار الأطباء به. وعلاوة على ذلك، ستمكن المنازل الذكية العاملين في الرعاية الصحية من علاج الأمراض بشكل استباقي.
وسيمتد تأثير التكنولوجيا أيضاً إلى طريقة التعليم والتعلُّم عند وصل أجهزة التعلم الخاصة بالأطفال بأجهزة معلميهم، لتعزيز التفاعل والتعليم المخصص، وسيزداد التركيز على التدريس عبر الوسائط المتعددة، حيث سنتمكن من تحقيق فكرة غرف الدراسة الافتراضية على أرض الواقع، وسيتمكن البالغون أيضاً من إكمال دراستهم من النقطة التي توقفوا عندها، وذلك عبر الدورات التي تم تطويرها للتعلّم المنزلي والتي يمكن بثها على شاشات الأجهزة.
وتعد البيئة المحرك الأهم لتقنيات المنزل الذكي، وخاصة بما يتعلق بتأثير الأشخاص عليها، حيث تستطيع الأتمتة المنزلية الذكية أن تخفّض استهلاك الطاقة والمياه في المباني إلى حد كبير. وصحيح بأن المستهلك سيستخدم المزيد من الأجهزة التي تعمل بالطاقة الكهربائية، إلا أن حلول المنزل الذكي المدعمة بالذكاء الصناعي تستطيع أن تتعرف على سلوك من يعيشون في المنزل وتشغيل الأجهزة أو إيقافها استناداً إلى الروتين اليومي للمستخدم. وسنتمكن مع هذه الحلول الذكية عبر نظرة واحدة على الهواتف المحمولة من معرفة مقدار الطاقة والمياه المستهلكة وتكلفتها. وبالنظر إلى ارتفاع تكلفتهما بشكل مستمر، سيضطر أصحاب المنازل والمرافق والحكومات إلى البحث عن طرق أفضل وأكثر فاعلية للحد من التلوث البيئي، وجعل الحياة أكثر استدامة.
وقد تبدو هذه الأفكار التقنية بعيدة التحقيق، إلا أنها حالياً في مراحل التصميم في مشاريع مثل «نيوم»، المبادرة التي تبلغ تكلفتها 500 مليار دولار، والتي تعد حجر الأساس في «رؤية السعودية 2030»، كما أنها وصفت كأضخم مشروع حضري في العالم اليوم. وستعيد هذه المبادرة تعريف طريقة العيش وستركز في جزء كبير منها على المنازل.
وقال نجيب النعيم، رئيس مجلس إدارة العمليات في «شنايدر إلكتريك» السعودية: «سيكون لمبادرة (نيوم) تأثير غير مباشر على المنطقة بشكل عام، وينبغي أن تصبح المنازل الذكية القاعدة السائدة في الشرق الأوسط بحلول عام 2030. ويبدو لنا أن المنازل الذكية ستستمر في النمو مستقبلاً؛ مما يعني أن طريقة عيشنا اليومية ستتغير بشكل كبير». وبدأت الشركة الاستثمار في أتمتة المنزل الذكي منذ عقود من الزمن، ويعتقد النعيم بأن طريقة عيشنا «ستكون مختلفة بشكل جذري في المستقبل».

التطورات في تقنيات المنزل الذكي
تتطور التكنولوجيا اليوم بوتيرة متسارعة وتقنيات المنزل الذكي ليست استثناءً، والتساؤل يتمحور في معنى هذا التطور من حيث الأداء العملي، وكيف يمكن أن تؤثر البيوت الذكية على الحياة.
الذكاء الصناعي: سيكون الذكاء الصناعي في صميم التقنيات في المنازل المستقبلية، وستتمكن المنازل الذكية من تتبع موقع الأشخاص داخل المنزل، إما عن طريق جهاز استشعار إلكتروني يتم تركيبه على الملابس أو أجهزة استشعار إلكترونية داخل المنزل. وسيمتلك المنزل القدرة على تحديد هوية الأشخاص وأماكنهم، وسيستخدم هذه المعلومات لتلبية الاحتياجات وتوقعها أيضاً. وسيكون المنزل قادراً على ضبط كل شيء بدءاً من التدفئة والتبريد إلى الموسيقى والإضاءة، وكل ذلك حسب احتياجات الشخص الذي سيدخل من باب المنزل.
الإضاءة الذكية: ستُحدث الإضاءة الذكية ثورة في طريقة إضاءة المنازل، فهي تعمل على ضبط نفسها تلقائياً من خلال الكشف عن وجود الأشخاص في الغرفة، وحال خروجهم من هناك، تصبح الأنوار خافتة أو يتم إطفاؤها تماماً. كما يمكن أن تطبق الإضاءة الذكية على نشاطات الأشخاص؛ فعلى سبيل المثال، يمكن لأجهزة استشعار الضغط إطفاء الأنوار عند الاستلقاء في السرير بعد وقت معين، وستكتشف المستشعرات استيقاظ الأفراد لاستخدام الحمام وتقوم بتشغيل الإنارة. وتضبط الإضاءة درجة سطوعها تلقائياً وفقاً لفترات اليوم، وسيتذكر المنزل الذكي الروتين الخاص بالمستخدم ليتمكن من تخصيص كل جهاز في منزلك حسب الرغبة.
الأقفال الذكية: يمكن أيضاً برمجة الأقفال الذكية وفقاً لاحتياجات الأفراد، فيمكن السماح للزوار بالدخول أو منعهم بناءً على سمات تعريفية محددة. كما يمكنك السماح بالدخول لشخص ما، مثل حامل البريد عن بُعد. ويمكن إرسال رموز فتح الأقفال الافتراضية عبر تطبيق إلكتروني وفتح الباب عبر استخدام الهاتف المحمول.
مراقبة المنزل: تستطيع الأنظمة الأمنية الذكية مراقبة المنزل بشكل مستقل، والإبلاغ عن أي حوادث غير مسبوقة لمالك المنزل، وإبلاغ خدمات الطوارئ إذا لزم الأمر. وتستطيع المنازل الذكية أيضاً مراقبة كبار السن الذين يعيشون بمفردهم، فتقدم لهم يد المساعدة كتذكيرهم بتناول أدويتهم وضمان إتمامهم للمهام اليومية بنجاح وأمان. وفي حالات الطوارئ كالسقوط أو الحوادث، سيتمكن نظام المنزل الذكي من إخطار خدمات الطوارئ والسماح لهم بالدخول تلقائياً.
نظام التكييف: يعد التكييف من الضروريات الأساسية في دول الخليج، وعلى الرغم من ذلك لن يتغير قريباً، فإن الحلول المنزلية الذكية يمكن أن تقلل استهلاك الطاقة التي نستخدمها لتشغيل أنظمة التبريد لدينا في الصيف وأنظمة التدفئة في الشتاء بشكل كبير. فمن خلال التعلم الذاتي لسلوك واحتياجات الأسرة بالنسبة لتدفئة وتبريد المنزل مع مرور الوقت وإقران تلك المعلومات مع درجة الحرارة داخل المنزل وخارجه، يستطيع منظم الحرارة الذكي تقليص قيمة فواتير استهلاك الطاقة بنسبة 15 في المائة أو أكثر؛ مما سيختصر على الوالدين تأنيب الأطفال للتوقف عن العبث بمفتاح الطاقة.
طريقة دمج الأجهزة الذكية بنظام المنزل الذكي: يملك كل واحد منا الكثير من الأجهزة الذكية في المنزل والتي يمكن وصلها بشبكة الإنترنت. وما يحتاج إليه معظم الأشخاص هو وسيلة بسيطة بأسعار معقولة لإيصال جميع هذه الأجهزة بنظام واحد. ويؤمن نجيب النعيم من شركة «شنايدر إلكتريك» بأن تطبيق ويزر الذي أطلقته الشركة ومفهوم المنزل المتصل المتطور (سكوير دي) ربما يكون الحل المثالي لمن يبحثون عن تقنية المنزل الذكي الرائدة اليوم.
وقال النعيم «سيتطلب تحقيق ذلك شركة ذات خبرة بالطاقة والكهرباء والخدمات الرقمية والأجهزة والبرامج لتنشئ جهاز تحكم المنزل الذكي الذي نحتاج إليه جميعاً. ويعمل تطبيق (ويزر) من جهاز واحد نحمله بيدنا دائماً هو الهاتف المتحرك. ومن خلال وصل كل جهاز لدينا في المنزل بالإنترنت والتحكم به عبر (ويزر) سنتمكن من مراقبة كافة أجهزتنا والتحكم بها بطريقة آمنة ومن جهاز واحد».
وتهدف «شنايدر» على المدى الطويل إلى إضافة مستشعرات في جميع المعدات الكهربائية في المنزل لتتيح قياس استهلاك الطاقة والتحكم بالأجهزة، إما مباشرة أو من خلال الذكاء الصناعي، ومساعدة أصحاب المنازل والمباني على إنشاء «شبكات كهربائية صغيرة» من خلال دمج البطاريات وأجهزة الطاقة المتجددة مثل الألواح الشمسية. وبهذا قد تصبح الأسلاك الكهربائية والمقابس والقواطع الخاصة بك العمود الفقري الذكي لمنزلك المستقبلي.
«شنايدر» هي من المشاركين في مبادرة «موطن الابتكار» التابعة لشركة «سابك»، وهي مشروع يهدف إلى إنشاء منزل تجريبي متكامل بأثاثه لتوفير تجربة عيش حديثة ومريحة ومستدامة، وإلى رفد السعودية بالمشاريع المستدامة. ويعرض مشروع «موطن الابتكار» ما يمكن تحقيقه عندما تتعاون الشركات العالمية مع رواد الأبحاث مثل «سابك» لابتكار أفكار جديدة من شأنها أن تثير اهتمام السعوديين وتُطلعهم على ما ستبدو عليه منازلهم في المستقبل.
وقال النعيم: «لم تتغير منازلنا كثيراً على الرغم من كمية التقنيات المحيطة بنا. وأصبح ذلك على وشك التغيير، فسنستذكر مستقبلاً الماضي بعد عقد من الزمن، ونتساءل لماذا لم نختر مفهوم المنزل الذكي في وقت أبكر. وسيحدث ذلك ثورة في طريقة راحتنا وعملنا ولعبنا. وأعتقد أن السعودية ستقود مسيرة التطور التقني في المنازل الذكية بفضل مشاريعها الرائدة مثل (نيوم)».