53 كنيسة ومسجداً تعرضت لاعتداءات عنصرية في إسرائيل

نفذها متطرفون كارهون ولم تحاسبهم السلطات

TT

53 كنيسة ومسجداً تعرضت لاعتداءات عنصرية في إسرائيل

كشفت معطيات وزارة الأمن الداخلي في إسرائيل، عن تنفيذ اعتداءات تخريب وعنف عنصرية ضد 53 مسجدا وكنيسة فلسطينية، خلال السنوات الثماني الماضية، ولم تتوصل قوى الأمن إلى الجناة في معظم تلك الاعتداءات.
وجاء نشر هذه الإحصائيات، ردا على استجواب قدمه نائب معارض في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، ايتسيك شمولي، على أثر تعرض كنيسة القديس إسطفانوس في دير بيت جمال، القريب من القدس، لاعتداء يوم الأربعاء الماضي، جرى خلاله تحطيم الكثير من النوافذ الزجاجية الملونة، وتحطيم تمثال السيدة العذراء، والتسبب في أضرار كبيرة لأثاث الكنيسة والأواني.
وجاء في رسالة وزير الأمن الداخلي، غلعاد اردان، أنه منذ سنة 2009 وحتى شهر يوليو (تموز) الماضي، تم إحراق أو تخريب 53 مكانا مقدسا للمسيحيين والمسلمين. وقد ادعى الوزير، أن غالبية هذه الاعتداءات نفذت من مرضى نفسانيين، أو من زعران استغلوا الإهمال في الحراسة.
ولكن الدخول في التفاصيل يبين أن غالبية هذه الاعتداءات تمت بلا حسيب ولا رقيب؛ لأن الشرطة الإسرائيلية لم تقم بواجبها. فلم يجر فك رموز غالبية هذه الاعتداءات، وفقط في تسع حالات منها، جرى تقديم لوائح اتهام، وفي سبع منها أدين المتهمون المتورطون. وقد تم إغلاق بقية الملفات، وعددها 45 ملفا.
ففي السنوات 2009 – 2012، جرى الاعتداء على 17 مكانا مقدسا للمسلمين والمسيحيين، بينها مسجد في كفر ياسيف وآخر في ابطن وثالث في طوبا الزنغرية، وجميعها بلدات تقع في منطقة الجليل شمالي إسرائيل، وأغلقت جميع الملفات. وفي سنة 2013 وحدها، نفذ 11 اعتداء مشابها، فقررت الشرطة إقامة وحدة خاصة لمكافحة «الاعتداءات القومية». وفي العامين 2004 و2015، نفذت اعتداءات بمعدل 9 في كل سنة. وفي سنة 2016، نفذت 3 اعتداءات، وخلال السنة الحالية وقعت 4 اعتداءات.
وهاجم الكاتب وديع أبو نصار، مستشار مجلس الأساقفة اللاتين في القدس، سلوك السلطات الإسرائيلية المسؤولة في مسألة الاعتداءات، وقال: «مللنا مواصلة الشجب. هناك شعور لدى المسيحيين بأن الدولة، بكل أذرعها، لا تعالج هذه الأحداث كما يجب. يجب الوصول إلى المحرضين والمجرمين وتقديمهم للقضاء». وقال النائب شمولي إنه يستغرب رد الوزير، حيث إنه يقرر أن هناك إهمالا في الحراسة، وأن هناك مرضى نفسانيين، بينما لا يتفوه بكلمة عن تقصير شرطته.
وقال رئيس دير إسطفانوس، الأب أنطونيو، إنه تواجد في حانوت الأثريات خلال الاعتداء، وسمع عن الاعتداء من الزوار. وقال: إن الزوار تواجدوا طوال اليوم في الكنيسة بسبب عيد رأس السنة العبرية؛ ولذلك تقرر إبقاء الكنيسة مفتوحة. وأضاف: «عندما عدت وجدت كل شيء مقلوبا. استدعيت الشرطة وقدمنا شكوى، لكن لم يشاهد أحد المعتدي. لا أعرف من ارتكب هذا العمل. هذه كراهية كبيرة».
يشار إلى أن الكنيسة تعرضت لاعتداء في عام 2013، أيضا، حيث جرى إلقاء زجاجة حارقة على باب الدير وكتابة شعارات محرضة. وقبل عام ونصف العام، أيضا، جرى تحطيم شواهد القبور في مقبرة الدير. ولم يجر في الحادثين اعتقال أي مشبوه أو تقديم لائحة اتهام».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.