المتسابق عبد الله عبد العزيز لـ«الشرق الأوسط»: أدعو أهلي في المملكة للوقوف إلى جانبي

الموهبة السعودية من أكثر المرشحين حظا لنيل لقب «ستار أكاديمي»

عبد الله عبد العزيز
عبد الله عبد العزيز
TT

المتسابق عبد الله عبد العزيز لـ«الشرق الأوسط»: أدعو أهلي في المملكة للوقوف إلى جانبي

عبد الله عبد العزيز
عبد الله عبد العزيز

لا يختلف اثنان على تميز الطالب السعودي عبد الله عبد العزيز في الموسم الحالي من برنامج (ستار أكاديمي). فإضافة إلى تمتعه بصوت جميل وحضور مستساغ على المسرح، فهو من المشتركين القلائل الذين مروا على برنامج «ستار أكاديمي» ورسخوا في ذهن المشاهدين، حتى بات الجمهور ينتظر إطلالاته بفارغ الصبر إن في برنامج يوميات (ستار أكاديمي) أو في سهرات البرايم الأسبوعية المخصصة للطلاب.
اللبنانيون يصفونه بالـ«مهضوم» والمصريون يعتبرونه موهوبا أما أهل بلده في المملكة العربية السعودية فيفتخرون فيه، وتوقعوا فوزه باللقب منذ اليوم الأول لمشاركته في البرنامج.
أما هو فيقول في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «أتمنى أن أكون قد شرفت أهل بلدي في السعودية، وسأعمل جاهدا لتقديم الأفضل، فبنظري أن تجربة دخولي هذا البرنامج لم تكن بالسهلة وقد شكلت خطوة مهمة في حياتي. وأنا بحاجة بالطبع للدعم من أهل بلدي». أما عن الطالب الذي يرشحه لنيل اللقب فيوضح بطريقته العفوية وخفيفة الظل: «لو كان الأمر بيدي لكنت رشحت نفسي فقط، ولكن بالطبع هناك أصوات جميلة وقوية في الأكاديمية لا يمكن التغاضي عنها كأصوات جان وريا وزينب».
وعن سبب وصوله بسرعة إلى قلوب المشاهدين يبادر إلى القول: «لا شك أن هذا من فضل رب العالمين ومن دعاء والدتي لي، ولقد حاولت أن أخرج كل الطاقات التي أملكها في أعماقي إلى العلن لأن الفرصة لا تأتي مرتين».
وعما إذا الشهرة ستؤثر على علاقاته مع الآخرين أجاب: «أبدا فأنا لن أتنازل عن عائلتي وأصدقائي مهما حصل وسأبقى عبد الله الذي يعرفونه دائما». وينهي بالقول: «الشهرة جميلة جدا شرط أن تستخدم بالشكل الصحيح».
والمعروف أن عبد الله ربطته علاقة صداقة قوية بزميله عيسى المرزوق (من الكويت) وشعر بفراغ كبير في الأكاديمية بعد مغادرة هذا الأخير لها. فمن هو الزميل الجديد الذي اتخذه صديقا له مكانه؟ يرد عبد الله: «الجميع قريبون مني فنحن نتشابه في نقاط عدة، ولكن لعيسى معزة خاصة في قلبي إذ كان صديقا بكل ما للكلمة من معنى في زمن قل فيه الأصدقاء الأوفياء، وأنا وعدته أن أصل إلى النهائيات وسنتواصل دون شك عندما أخرج من الأكاديمية». ويتابع: «هو بمثابة أخ لي وهذا النوع من الصداقة هو تماما كالعملة النادرة في أيامنا الحالية. وفي النهاية ليس هناك أجمل من الصداقة».
ولأن عبد الله الذي يتمتع بمواهب عدة بينها الغناء والتمثيل والرقص أيها سيختار عندما تدق ساعة الحسم؟ يقول: «الغناء طبعا فأنا حلمت منذ صغري بالغناء، ولكن إذا أتتني فرصة التمثيل إلى جانب الغناء فلن أمانع من القيام بالتجربة».
بأي لهجة يحب أن يغني؟ يرد بسرعة: «بلهجة بلادي طبعا ولكن الغناء أيضا بلهجات أخرى كاللبنانية مثلا سيكون بمثابة تنويع وعلى أي فنان أن يتبعه في مشواره الغنائي، وسعدت برد فعل الجمهور الذي صفق لي بعد غنائي باللبنانية».
أما عن الفنان الذي تأثر بأسلوبه الغنائي وتمثل به فقال: «كثيرون هم المطربون العرب الذين أحبهم وأتابعهم ولكن إميل بشكل خاص إلى أسلوب المطرب ماجد المهندس، فهو يتمتع بصوت رائع وبشخصية جميلة وهادئة على المسرح».
واعتبر أن أكثر الفنانين الذين انبهر بلقائه عندما حل ضيفا على مسرح الأكاديمية فهو صابر الرباعي، مشيرا إلى أن لسانه يعجز عن وصف هذا الفنان الرائع. أما عن الفنان الذي يتمنى أن يلتقي به في المستقبل فأجاب في سياق حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «كنت أتمنى أن ألتقي الراحل الكبير وديع الصافي ولكن القدر لم يسمح بذلك، كما أحب أن ألتقي بفنانين لبنانيين كثر أمثال ملحم بركات وفيروز وماجدة الرومي وغيرهم».
وكان عبد الله قد قدم رقصة (شكالاكا) على إيقاع موسيقى هندية فلاقى نجاحا ملحوظا مما طرح علامة استفهام عن سبب إيجادته الرقص على هذا الإيقاع فرد مبتسما: «نعم بالفعل كان لهذه الرقصة وقعها الإيجابي على الناس الذين صاروا يشبهونني بأبطال سينما بوليوود، فلطالما تابعت الأفلام الهندية منذ صغري وانطبعت في ذاكرتي لوحاتهم الراقصة وحركتهم السريعة على المسرح، ولكن لولا مساعدة أستاذة الرقص اليسار كركلا لي لما كنت استطعت تقديم اللوحة ببراعة».
ويؤكد الطالب السعودي في (ستار أكاديمي) أنه لا يخاف من الكاميرا ولكنه يشعر بتوتر بسيط وطبيعي عند اللحظات الأولى لوقوفه أمامها، إلا أنه لا يتوانى عن انتقاد نفسه بقساوة عندما يشاهد نفسه على الشاشة لأنه يفضل دائما أن يقدم الأفضل.
والمعروف أن عبد الله يحب الاستماع إلى الموسيقى الحزينة إذ يجدها تحاكي أحاسيسه أكثر من غيرها، إلا أنه صاحب شخصية ديناميكية تبث الفرح أينما حلت وأصدقاؤه في الأكاديمية يتقربون منه لخفة ظله فكيف يتعامل مع هذا التناقض؟ يقول: «هناك فكرة رائجة ونعرفها تماما تقول: إن الأشخاص الذين يضحكون هم الأكثر حزنا بين الآخرين، وأحيانا أكون سعيدا عندما أحزن، ولعل نبرة صوتي هي بطبيعتها حزينة ولكني أؤكد لكم أنني إنسان سعيد لا سيما وأنني محاط بعائلة رائعة وبأصدقاء أوفياء».
ويرى عبد الله أن أقرب الأساتذة إلى قلبه هو خليل أبو عبيد، فهو يتأثر عند سماعه لصوته ولكونه شخصا مرهفا وحساسا إلى أبعد حدود. أما أكثر الأفلام السينمائية التي أحبها وتأثر بها فهو (تايتانيك) ويوضح أسباب إعجابه فيقول: «هو أحد أفضل الأفلام السينمائية الذي تناول قصة حب صادقة، وأنا بطبيعتي ضعيف أمام مشاعر الحب السليم البعيد عن أي شوائب يمكن أن تشوهه، وكل شيء نابع من القلب أحبه».
ولكن ماذا عن قلب عبد الله؟ فهل هو مغرم أو يعيش قصة حب مشابهة؟ يضحك ويقول مازحا: «قلبي الصغير لا يتحمل...». ثم يتابع بجدية: «قصدت أن الحب ليس لعبة بل مسؤولية وأنا بطبيعتي شخص واضح وليس من السهل الالتقاء بالحبيبة التي ستكون شريكتي في الحياة».
ونصح عبد الله أي هاوي غناء يرغب في دخول «ستار أكاديمي» في المستقبل أن يتمتع بالصبر الطويل وبإرادة العمل والاجتهاد طالبا منه أن لا يستسهل هذه التجربة وإلا فشل.



محمد ثروت: الجمهور مشتاق لزمن الغناء الأصيل

مع مطربي حفل روائع عبد الوهاب في صورة تذكارية (هيئة الترفيه)
مع مطربي حفل روائع عبد الوهاب في صورة تذكارية (هيئة الترفيه)
TT

محمد ثروت: الجمهور مشتاق لزمن الغناء الأصيل

مع مطربي حفل روائع عبد الوهاب في صورة تذكارية (هيئة الترفيه)
مع مطربي حفل روائع عبد الوهاب في صورة تذكارية (هيئة الترفيه)

صدى كبير حققه حفل «روائع محمد عبد الوهاب» في «موسم الرياض»، سواء بين الجمهور أو مطربي الحفل، ولعل أكثرهم سعادة كان المطرب المصري محمد ثروت ليس لحبه وتقديره لفن عبد الوهاب، بل لأنه أيضاً تلميذ مخلص للموسيقار الراحل الذي لحن له 12 أغنية وقد اقترب ثروت كثيراً منه، لذا فقد عدّ هذا الحفل تحية لروح عبد الوهاب الذي أخلص لفنه وترك إرثاً فنياً غنياً بألحانه وأغنياته التي سكنت وجدان الجمهور العربي.

يستعد ثروت لتصوير أغنية جديدة من ألحان محمد رحيم وإخراج نجله أحمد ثروت ({الشرق الأوسط})

وقدم محمد ثروت خلال الحفل الذي أقيم بمسرح أبو بكر سالم أغنيتين؛ الأولى كانت «ميدلي» لبعض أغنياته على غرار «امتى الزمان يسمح يا جميل» و«خايف أقول اللي في قلبي» وقد أشعل الحفل بها، والثانية أغنية «أهواك» للعندليب عبد الحليم حافظ وألحان عبد الوهاب.

وكشف ثروت في حواره مع «الشرق الأوسط» عن أن هذا الكوكتيل الغنائي قدمه خلال حياة الموسيقار الراحل الذي أعجب به، وكان يطلب منه أن يغنيه في كل مناسبة.

يقول ثروت: «هذا الكوكتيل قدمته في حياة الموسيقار محمد عبد الوهاب وقد أعجبته الفكرة، فقد بدأت بموال (أشكي لمين الهوى والكل عزالي)، ودخلت بعده ومن المقام الموسيقي نفسه على الكوبليه الأول من أغنية (لما أنت ناوي تغيب على طول)، ومنها على أغنية (امتى الزمان يسمح يا جميل)، ثم (خايف أقول اللي في قلبي)، وقد تعمدت أن أغير الشكل الإيقاعي للألحان ليحقق حالة من البهجة للمستمع بتواصل الميدلي مع الموال وأسعدني تجاوب الجمهور مع هذا الاختيار».

وحول اختياره أغنية «أهواك» ليقدمها في الحفل، يقول ثروت: «لكي أكون محقاً فإن المستشار تركي آل الشيخ هو من اختار هذه الأغنية لكي أغنيها، وكنت أتطلع لتقديمها بشكل يسعد الناس وساعدني في ذلك المايسترو وليد فايد، وجرى إخراجها بالشكل الموسيقي الذي شاهدناه وتفاعل الجمهور معها وطلبوا إعادتها».

وبدا واضحاً التفاهم الكبير بين المايسترو وليد فايد الذي قاد الأوركسترا والفنان محمد ثروت الذي يقول عن ذلك: «التفاهم بيني وبين وليد فايد بدأ منذ عشرات السنين، وكان معي في حفلاتي وأسفاري، وهو فنان متميز وابن فنان، يهتم بالعمل، وهو ما ظهر في هذا الحفل وفي كل حفلاته».

تبدو سعادته بهذا الحفل أكبر من أي حفل آخر، حسبما يؤكد: «حفل تكريم الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب أعاد الناس لمرحلة رائعة من الألحان والأغنيات الفنية المتميزة والعطاء، لذا أتوجه بالشكر للمستشار تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في السعودية، على الاهتمام الكبير الذي حظي به الحفل، وقد جاءت الأصداء عالية وشعرت أن الجمهور مشتاق لزمن الغناء الأصيل».

ووفق ثروت، فإن عبد الوهاب يستحق التكريم على إبداعاته الممتدة، فرغم أنه بقي على القمة لنحو مائة عام فإنه لم يُكرّم بالشكل الذي يتلاءم مع عطائه.

ويتحمس ثروت لأهمية تقديم سيرة عبد الوهاب درامياً، مؤكداً أن حياته تعد فترة ثرية بأحداثها السياسية والفنية والشخصية، وأن تقدم من خلال كاتب يعبر عن كل مرحلة من حياة الموسيقار الراحل ويستعرض من خلاله مشوار الألحان من عشرينات القرن الماضي وحتى التسعينات.

يستعيد محمد ثروت ذكرى لقائه بـ«موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب، قائلاً: «التقيت بالأستاذ واستمع لغنائي وطلب مني أن أكون على اتصال به، وتعددت لقاءاتنا، كان كل لقاء معه به إضافة ولمسة ورؤية وعلم وأشياء أستفيد بها حتى اليوم، إلى أن لحن أوبريت (الأرض الطيبة) واختارني لأشارك بالغناء فيه مع محمد الحلو وتوفيق فريد وإيمان الطوخي وسوزان عطية وزينب يونس، ثم اختارني لأغني (مصريتنا حماها الله) التي حققت نجاحاً كبيراً وما زال لها تأثيرها في تنمية الروح الوطنية عند المصريين».

ويشعر محمد ثروت بالامتنان الكبير لاحتضان عبد الوهاب له في مرحلة مبكرة من حياته مثلما يقول: «أَدين للموسيقار الراحل بالكثير، فقد شرفت أنه قدم لي عدة ألحان ومنها (مصريتنا) (عينيه السهرانين)، (عاشت بلادنا)، (يا حياتي)، (يا قمر يا غالي)، وصارت تجمعنا علاقة قوية حتى فاجأني بحضور حفل زواجي وهو الذي لم يحضر مثل هذه المناسبات طوال عمره».

يتوقف ثروت عند بعض لمحات عبد الوهاب الفنية مؤكداً أن له لمسته الموسيقية الخاصة فقد قدم أغنية «مصريتنا» دون مقدمة موسيقية تقريباً، بعدما قفز فيها على الألحان بحداثة أكبر مستخدماً الجمل الموسيقية القصيرة مع اللحن الوطني العاطفي، مشيراً إلى أن هناك لحنين لم يخرجا للنور حيث أوصى الموسيقار الراحل أسرته بأنهما لمحمد ثروت.

يتذكر محمد ثروت نصائح الأستاذ عبد الوهاب، ليقدمها بدوره للأجيال الجديدة من المطربين، مؤكداً أن أولاها «احترام فنك الذي تقدمه، واحترام عقل الجمهور، وأن الفنان لا بد أن يكون متطوراً ليس لرغبته في لفت النظر، بل التطور الذي يحمل قيمة»، مشيراً إلى أن الأجيال الجديدة من المطربين يجب أن تعلم أن الفن يحتاج إلى جدية ومثابرة وإدراك لقيمة الرسالة الفنية التي تصل إلى المجتمع فتستطيع أن تغير فيه للأفضل.

ويستعد ثروت لتصوير أغنية جديدة من ألحان محمد رحيم، إخراج نجله أحمد ثروت الذي أخرج له من قبل أغنية «يا مستعجل فراقي». كل لقاء مع «موسيقار الأجيال» كانت به إضافة ولمسة ورؤية وعلم وأشياء أستفيد بها حتى اليوم