مقتل انقلابيين اثنين حاولا زرع عبوات ناسفة شرق تعز

وقفة تنديد شبابية تنادي بسرعة تحرير المحافظة المحاصرة

مقاتل يمني ضد المتمردين الحوثيين في تعز (إ.ب.أ)
مقاتل يمني ضد المتمردين الحوثيين في تعز (إ.ب.أ)
TT

مقتل انقلابيين اثنين حاولا زرع عبوات ناسفة شرق تعز

مقاتل يمني ضد المتمردين الحوثيين في تعز (إ.ب.أ)
مقاتل يمني ضد المتمردين الحوثيين في تعز (إ.ب.أ)

قتل اثنان من الانقلابيين في شرق تعز، إثر محاولتهما زرع قنبلة ناسفة، في الوقت الذي تستمر فيه المعارك بجبهات تعز ولحج والجوف، مع استمرار الميليشيات الانقلابية في تكرار محاولاتها للتسلل والتقدم إلى مواقع الجيش الوطني الذي يتصدى لهجماتهم.
كما شهدت عدد من المناطق شمال وشرق كهبوب غرب محافظة لحج، مواجهات متقطعة، وذلك بعد أقل من 24 ساعة من تحقيق قوات الجيش الوطني تقدماً ميدانياً، بعد هجوم شنته على مواقع الميليشيات الانقلابية تمكنوا من خلاله السيطرة على جبل الثبرة الاستراتيجي.
وبحسب مصادر عسكرية، فإن قوات الجيش الوطني تواصل تقدمها إلى غرب وادي ثرك، وثباتها في مواقعها التي تحاول الميليشيات الانقلابية، استعادته، في الوقت الذي تمكنت قوات الجيش من السيطرة على خطوط إمداد للميليشيات الانقلابية شمال كهبوب.
كما شهدت جبهات المصلوب والمتون بمحافظة الجوف، مواجهات عنيفة بين الجيش الوطني والميليشيات الانقلابية، وتركزت في منطقة الغرفة ومعسكر السلان.
وعلى السياق ذاته، قُتل القيادي الميداني في صفوف الميليشيات الانقلابية عبده الشلبي وعدد من مرافقيه، في وقت متأخر من مساء يوم امس (الأربعاء)، عقب محاولات تسلل للانقلابيين إلى مواقع الجيش الوطني، وتحت غطاء ناري كثيف، وبمختلف أنواع الأسلحة، إلى القصر الجمهوري ومعسكر التشريفات، شرق تعز، طبقاً لما أفاد به مصدر عسكري في محور تعز العسكري لـ«الشرق الأوسط».
وقال إن «المواجهات تجددت في الجبهات الشرقية والشمالية، وبشكل أعنف، في الزنوج ومحيط معسكر الدفاع الجوي والشمالي، شمال المدنية، مع استمرار الميليشيات الانقلابية بالقصف على مواقع الجيش الوطني والأحياء السكنية من مواقع تمركزها في تبة السلال وسوفياتل»، مشيراً إلى «مقتل اثنين من الانقلابيين خلال محاولتهما التسلل إلى مواقع الجيش الوطني في محيط القصر الجمهوري، شرقاً، لزرع عبوات ناسفة، وسقوط آخرين بين قتيل وجريح، جراء استهداف مدفعية الجيش الوطني لتجمع للميليشيات الانقلابية في تبة المنيا بمديرية الصلو، جنوباً».
وأكد المصدر دفع ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية «لتعزيزات عسكرية، عتاد وعناصر مسلحة، إلى جبهاتها الشرقية والغربية لدعم عناصرها الانقلابية، بعد تكبيدها الخسائر الكبيرة وفرار العشرات منهم، حيث شوهدت هذه التعزيزات، وهي تمر من منطقة الحوبان، شرقاً، الخاضعة لسيطرتهم».
من ناحية أخرى، أكد بيان صدر عن شباب وشابات وقفوا تنديداً ضد الانقلاب في تعز أمس على أن «جرائم ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية لن تزيد المحافظة إلا إيماناً بوجوب التصدي لوحشية المجرمين، وضرورة التخلص من القتلة، كوباء تاريخي يجب أن يستأصله شعبنا، ونؤمن مستقبل الأجيال، وأن دماء الأطفال لن تمر، وأن عقاب الشعب آت ومن ورائه عدالة السماء».
وقالوا في البيان إن «تعز ستظل صامدة مقاومة حتى النصر وكسر الطغيان الذي ورد إليها من أدغال التاريخ وكهوف الهمجية، ومع كل جرح ينزف وطفل يسقط مضرجاً بدمه، ممزق الأشلاء، وامرأة بريئة تختطفها صواريخ ثنائي القتل الحوثي وصالح؛ ينتكس الضمير الإنساني العالمي، جراء صمته وخذلانه لأطفال تعز وسكانها، والتاريخ لن يغفر للقتلة ولكل الصامتين والمتواطئين أمام هذه المجازر، والمشاهد التي يندى لها جبين الإنسانية من هول ووحشية الانقلابيين». ودعوا الحكومة الشرعية إلى «الوقوف أمام هذه المجازر، وأن يدفعوا بعملية تحرير تعز بجدية»، مهيبين بكل المنظمات العاملة في مجال حقوق الإنسان والمجتمع الدولي، على رأسها مجلس الأمن والأمم المتحدة، إلى «أن تستيقظ وتلتفت لترى وتسمع وتتحرك للتحقيق في هذه المجازر، وإدانتها، والضغط على الانقلابيين لاحترام القانون الدولي الإنساني، وإيقاف المجازر اليومية التي تنتهك كل القوانين الدولية والإنسانية».


مقالات ذات صلة

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 في وقفة تحدٍ لتحالف الازدهار (غيتي)

تحالف حقوقي يكشف عن وسائل الحوثيين لاستقطاب القاصرين

يكشف تحالف حقوقي يمني من خلال قصة طفل تم تجنيده وقتل في المعارك، عن وسائل الجماعة الحوثية لاستدراج الأطفال للتجنيد، بالتزامن مع إنشائها معسكراً جديداً بالحديدة.

وضاح الجليل (عدن)
شؤون إقليمية أرشيفية لبقايا صاروخ بالستي قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق من اليمن وسقط بالقرب من مستوطنة تسور هداسا (إعلام إسرائيلي)

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن

قال الجيش الإسرائيلي في ساعة مبكرة من صباح اليوم (السبت)، إن الدفاعات الجوية الإسرائيلية اعترضت صاروخاً أطلق من اليمن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الخليج جانب من مؤتمر صحافي عقده «فريق تقييم الحوادث المشترك» في الرياض الأربعاء (الشرق الأوسط)

«تقييم الحوادث» في اليمن يفنّد عدداً من الادعاءات ضد التحالف

استعرض الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن عدداً من الادعاءات الموجهة ضد التحالف، وفنّد الحالات، كلٌّ على حدة، مع مرفقات إحداثية وصور.

غازي الحارثي (الرياض)

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».