السماء تمطر ركلات جزاء في دوري الأبطال

هل السبب يعود إلى إدخال الـ«يويفا» نظام الاعتماد على حكام إضافيين لمراقبة خط المرمى؟

الحكم السابق غالاغر مندهش  من ارتفاع  معدل احتساب ركلات الجزاء  («الشرق الأوسط»)
الحكم السابق غالاغر مندهش من ارتفاع معدل احتساب ركلات الجزاء («الشرق الأوسط»)
TT

السماء تمطر ركلات جزاء في دوري الأبطال

الحكم السابق غالاغر مندهش  من ارتفاع  معدل احتساب ركلات الجزاء  («الشرق الأوسط»)
الحكم السابق غالاغر مندهش من ارتفاع معدل احتساب ركلات الجزاء («الشرق الأوسط»)

تضاعف عدد ركلات الجزاء المحتسبة في دوري أبطال أوروبا أكثر من ثلاث مرات خلال آخر 10 سنوات، حسب بحث أجراه سيمون غليف، رئيس قسم التحليل بمؤسسة «غراسينوت سبورتس». وقد احتسبت 17 ركلة جزاء في دور المجموعات والأدوار الإقصائية لدوري أبطال أوروبا في النسخة التي حصل عليها ميلان الإيطالي موسم 2006-2007، مقارنة بـ53 ركلة جزاء عندما حافظ ريال مدريد على اللقب في يونيو (حزيران) الماضي. ورغم أن الاعتماد على نظام جديد يستعين بحكام لمراقبة خط المرمى في موسم 2010-2011 قد ساهم في زيادة ركلات الجزاء المحتسبة من 18 إلى 30 في ذلك الموسم، فإن ذلك لا يعكس الأسباب الكاملة لزيادة عدد ركلات الجزاء المحتسبة بهذا المعدل.
تقام بطولة دوري أبطال أوروبا بشكلها الحالي منذ موسم 2003-2004، عندما قرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم إلغاء مرحلة المجموعات الثانية، واتجه مباشرة إلى الأدوار الإقصائية بمجرد وصول عدد الفرق إلى 16 فريقا. وبدءا من انطلاق مباريات دور المجموعات وحتى انتهاء المباراة النهائية، تقام 125 مباراة، وقد احتسبت 21 ركلة جزاء في أول مسابقة تقام بهذا النظام. وتأرجح عدد ركلات الجزاء المحتسبة في النسخ التالية من 30 إلى 25 إلى 17 إلى 24 إلى 19 إلى 18 حتى موسم 2009-2010، وبعد هذه النسخة، التي فاز بلقبها إنترميلان الإيطالي بقيادة المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو، أدخل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم نظام الاعتماد على حكام إضافيين لمراقبة خط المرمى.
وكان هؤلاء الحكام، الذين يكون دورهم استشاريا لحكم المباراة، مسؤولين بالتأكيد عن ارتفاع عدد ركلات الجزاء المحتسبة من 18 إلى 30 ركلة جزاء في موسم 2010-2011. يقول ديرموت غالاغر، حكم سابق في الدوري الإنجليزي الممتاز وكان مدرجا على قائمة حكام الاتحاد الأوروبي لكرة القدم: «لا أتخيل ذلك. أعود إلى بلدي آيرلندا كثيرا، وأتحدث إلى الحكام هناك ويتحدثون معي حول كيفية القيام بذلك، وكيف يقفون في مناطق معينة خارج منطقة الجزاء في الركلات الركنية والضربات الثابتة. لقد أصبحت اللعبة تشهد مزيدا من التدقيق في الوقت الحالي».
ورغم أن وجود أربعة حكام إضافيين ربما يكون مسؤولا عن زيادة عدد ركلات الجزاء المحتسبة خلال الموسم الذي شهد اتباع هذا النظام، فلا يوجد تفسير واضح لارتفاع عدد ركلات الجزاء المحتسبة بعد ذلك من 29 إلى 46 ركلة جزاء في موسم 2013-2014 من دوري أبطال أوروبا.
ربما يكون السبب هو تشديد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم على الحكام باحتساب ركلات جزاء في حال تعرض اللاعبين لأي احتكاك داخل منطقة الجزاء؟ يقول غالاغر: «لم يذكر أي من الحكام الذين تحدثت معهم أي شيء عن ذلك».
ربما يكمن أحد أسباب زيادة عدد ركلات الجزاء المحتسبة في دوري أبطال أوروبا إلى اتساع الفجوة بين الأندية الكبرى التي تبحث عن الصعود من دور المجموعات والفرق الصغيرة التي لا تملك الطموح اللازم، ويكفي أن نعرف أن المباريات التي أقيمت في الليلة الأولى من دور المجموعات من النسخة الحالية قد شهدت انتهاء خمس مباريات من ثماني مباريات بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل لا شيء أو أسوأ، وهو ما يوضح الفجوة الكبيرة في المستوى بين الأندية، رغم أن الأندية التي تلقت هذه الهزائم الثقيلة كان من بينها نادي يوفنتوس، حامل لقب الدوري الإيطالي ووصيف النسخة الماضية من دوري أبطال أوروبا، حيث خسر بثلاثية نظيفة أمام برشلونة الإسباني.
إن احتساب ركلات جزاء ضد سيلتك الاسكوتلندي واندرلخت البلجيكي أمام باريس سان جيرمان الفرنسي وبايرن ميونيخ الألماني على الترتيب يعد مؤشرا مفهوما على أن الفرق الأضعف ترتكب أخطاء داخل منطقة الجزاء ضد الفرق الكبيرة بسبب الضغط الكبير عليها، لكن يجب أن نشير هنا إلى أنه من بين الـ25 ركلة جزاء التي احتسبت في دور المجموعات العام الماضي تلقت شباك الفرق التي تأهلت للأدوار الإقصائية 12 هدفا من ركلة جزاء.
وتبدو الزيادة في عدد ركلات الجزاء المحتسبة في دوري أبطال أوروبا أكثر غرابة عندما نعرف أن إحدى الإحصاءات الحديثة قد أشارت إلى أن عدد ركلات الجزاء المحتسبة في الدوري الإنجليزي الممتاز خلال الفترة نفسها قد ظل على حاله يزيد قليلا أو ينقص قليلا. ومنذ موسم 2010-2011 ارتفع عدد ركلات الجزاء المحتسبة تدريجيا من 30 إلى 53 في 125 مباراة كل موسم. في حين أشارت إحصائية تابعة لشركة «أوبتا» للإحصائيات الرياضية إلى أن عدد ركلات الجزاء المحتسبة في الدوري الإنجليزي الممتاز قد ارتفع من 105 إلى 106 في 380 مباراة خلال الفترة نفسها.
ويعني هذا أنه يتم احتساب ركلة جزاء كل 3.30 مباراة في دوري أبطال أوروبا مقارنة بركلة جزاء واحدة كل 4.08 مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولا تختلف هذه النسبة كثيرا عندما نضيف عدد ركلات الجزاء المحتسبة في مباريات خروج المغلوب في المباريات التي تمتد للوقت الإضافي في دوري أبطال أوروبا.
وبينما يرتفع عدد ركلات الجزاء المحتسبة في دوري أبطال أوروبا، فإن عدد ركلات الجزاء التي يتم تسجيلها فعليا يشهد انخفاضا. يقول غليف: «في السنوات الأخيرة هناك انخفاض في معدل تسجيل ركلات الجزاء، حيث وصل معدل تسجيل الأهداف من ركلات الجزاء خلال الموسمين الماضيين إلى 58 في المائة و62 في المائة على التوالي، وهو أقل معدل وثاني أقل معدل لتسجيل الأهداف من ركلات الجزاء خلال آخر 14 موسما.
ويصل معدل تحويل ركلات الجزاء إلى أهداف خلال الـ14 موسما في دوري أبطال أوروبا بشكله الحالي إلى 70 في المائة». وعلى النقيض تماما، ارتفع معدل تحويل ركلات الجزاء إلى أهداف في الدوري الإنجليزي الممتاز من 76 في المائة إلى 81 في المائة، كما بلغت النسبة خلال نفس الـ14 عاما إلى 77.12 في المائة. ربما يكون الحكام أكثر سخاء في احتساب ركلات الجزاء في دوري أبطال أوروبا، لكن يبدو أن اللاعبين يترددون بشكل غريب في استغلال ذلك.



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.