البرلمان المصري يتهم الدوحة بالتواطؤ مع «هيومن رايتس»

«الخارجية» اعتبرت تقرير المنظمة عن مصر «مسيّساً وكاذباً»

البرلمان المصري يتهم الدوحة بالتواطؤ مع «هيومن رايتس»
TT

البرلمان المصري يتهم الدوحة بالتواطؤ مع «هيومن رايتس»

البرلمان المصري يتهم الدوحة بالتواطؤ مع «هيومن رايتس»

وجّه برلمانيون مصريون خلال اجتماع لجنة حقوق الإنسان في مجلس النواب، أمس، اتهامات لقطر بتحريض منظمة «هيومن رايتس ووتش» ضد القاهرة، وإصدارها تقريراً مطلع الشهر الحالي اعتبرته الخارجية مصر «مسيّساً وكاذباً».
واستند النواب إلى لقاء جمع أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، الاثنين الماضي، مع المدير التنفيذي لمنظمة «هيومن رايتس ووتش» كينيث روث، داخل مقر إقامة الأمير بمدينة نيويورك الأميركية، خلال مشاركته في أعمال الدورة الـ72 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأفاد بيان رسمي صادر عن لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، بأنه تم الاتفاق مع جمعيات أهلية وحقوقية مصرية على وضع خطط للتحركات الخارجية؛ وذلك بهدف الرد على «التقارير الدولية التي تشوه أوضاع حقوق الإنسان في مصر».
ووصف شريف الورداني، أمين سر اللجنة، تقرير المنظمة الذي زعم وجود وقائع «تعذيب» في مصر بأنه مسيّس، كما ربط بينه وبين لقاء أمير قطر بمدير المنظمة، وهو اللقاء الذي أكدته الصحف القطرية.
وقال الورداني لـ«الشرق الأوسط»: إن هناك دوراً للدوحة في التقرير «الذي لا يمكن التعامل معه على محمل الجد، أو اعتباره مهنياً أو محايدا»، مؤكداً أن أعضاء اللجنة بصدد عقد اجتماع قريب مع وزارة الخارجية المصرية للاتفاق على آلية لـ«جمع الأدلة لتقديم المسؤولين، أو المؤسسات القطرية المتورطة في التحريض على مصر، بغرض دفعهم إلى محاكمات دولية، وبخاصة فيما يتعلق بتمويل جرائم قتل الجنود المصريين».
وأثار التقرير الذي أصدرته «هيومن رايتس» عاصفة من الردود الرسمية والبرلمانية المصرية، خصوصا أنه زعم حدوث «وقائع تعذيب بشكل ممنهج»، على حد قول التقرير، غير أن وزارة الخارجية اعتبرته «حلقة من حلقات الاستهداف والتشويه المتعمد من جانب المنظمة، المعروفة بأجندتها السياسية وتوجهاتها المنحازة، والتي تعبر عن مصالح الجهات والدول التي تمولها، فضلاً عن عدم تضمنه وقائع موثقة».
وكان خبراء وإعلاميون مشاركون في حلقة نقاشية نظمتها الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان في مقر مجلس حقوق الإنسان في جنيف قبل يومين، على هامش الدورة الـ36 للمجلس، قد وجهوا انتقادات لاذعة إلى قطر وأذرعها الإعلامية، خصوصا قناة «الجزيرة»، واتهموها بدعم العنف وزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط والعالم.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.