ازدهار سوق العقارات في بنما مع عودة المشترين الأجانب

ارتفاع متوقع للمبيعات بنسبة 6 % خلال العام الحالي

يبدأ سعر المنازل الفخمة القريبة من الشاطئ في بيداسي من 800 ألف دولار ({الشرق الأوسط})
يبدأ سعر المنازل الفخمة القريبة من الشاطئ في بيداسي من 800 ألف دولار ({الشرق الأوسط})
TT

ازدهار سوق العقارات في بنما مع عودة المشترين الأجانب

يبدأ سعر المنازل الفخمة القريبة من الشاطئ في بيداسي من 800 ألف دولار ({الشرق الأوسط})
يبدأ سعر المنازل الفخمة القريبة من الشاطئ في بيداسي من 800 ألف دولار ({الشرق الأوسط})

يقع هذا المنزل الكبير المشيد على طراز معمار البحر الأبيض المتوسط في بيداسي على الطرف الجنوبي من شبه جزيرة أزويرو في بنما. ازدادت شعبية هذا المكان، الذي كان في السابق موطن هادئ للصيادين على ساحل المحيط الهادي على بعد نحو 200 ميل جنوب مدينة بنما، كوجهة لقضاء العطلات والتقاعد.
تم تشييد المبنى من الخرسانة البيضاء، وله سطح أرضياته من البلاط الفخاري، ومكون من طابقين على مساحة داخلية قدرها 15.812 قدم مربع، في حين يمتد إجمالا على مساحة 1.3 فدان، وله مدخل مباشر لشاطئ خاص يمتد على طول أكثر من ميل، وهناك عدة منشآت لها طابع المنتجعات في المنطقة المحيطة بالمنزل، ومن بينها حمام سباحة كبير، وسرادق لتناول الطعام، وشرفة أعلى السطح مسقوفة بالقش. السعر يشمل الأثاث.
يتكون المنزل من ست غرف نوم متسعة، تحتوي كل منها على خزانات يمكن دخولها، كذلك هناك غرفة للوسائط، وغرفة صغيرة تم تحويلها إلى جناح للضيوف، ومشرب للإفطار في المطبخ، وحمامين.
وتنفتح ردهة كبيرة ذات أسقف شديدة الارتفاع على باحة تقع في المركز، وتطل مباشرة على الماء. كذلك تطل نوافذ ضخمة، وعدة شرفات على المحيط والحدائق الاستوائية البديعة، مما يوفر اتصال كامل بالمشهد الخارجي.
وقد أمر مالكو المنزل الإسبان ببناء المنزل عام 2010، واستخدموه كمنزل للعطلات لمدة تتراوح بين ستة وثمانية أشهر في العام على حد قول رفائيل غانغي، رئيس شركة «بنما سوثبي إنترناشونال ريالتي» المسؤولة عن عرض العقار للبيع. وتم استخدام الكثير من المواد الطبيعية في بناء المنزل كما أوضح مثل خشب الماهوغني والبلوط والبلاط الرخامي والفخاري إلى جانب لمسات الفسيفساء من الهند.
تشتهر بيداسي، المدينة التي يسكنها 4 آلاف نسمة، بشواطئها البكر والصيد والغطس والتزلج على الماء، فضلا عن قربها من المتنزهات والمحميات الوطنية ومنها محمية برية إيغوانة. وازداد الاهتمام بتنمية هذه المنطقة خلال السنوات الأخيرة، حيث تم بناء عدد كبير من المنازل والفنادق.
وتقع مدينة بيداسي في مقاطعة لوس سانتوس، التي يبلغ عدد ساكنيها 90 ألف نسمة. ويقع مطار توكومين الدولي، الذي يعد مركز إقليمي وواحد من أكثر المطارات ازدحاماً في أميركا الوسطى، على بعد نحو 225 ميل تقريباً؛ أما مطار بيداسي الأصغر فيقع على أطراف المدينة.
نظرة عامة على السوق
شهد سوق العقارات المنزلية في بنما تباطؤا كبيرا بعد الأزمة المالية العالمية عام 2008، حيث انخفضت الأسعار بمتوسط يتراوح بين 20 و30 في المائة بحسب كينت ديفيس، المدير التنفيذي لشركة «بنما إيكويتي ريال ستيت». وأضاف أن الانخفاض كان أوضح ما يكون في بيداسي. مع ذلك عاود سوق العقارات الازدهار بعد 2012 مع عودة المشترين وأكثرهم من الأجانب من الظل متمتعين بثقة أكبر ويبحثون عن صفقات.
وقال غانغي إنه يتوقع أن ترتفع المبيعات بنسبة 6 في المائة خلال العام الحالي. ويبدأ سعر المنازل الفخمة القريبة من الشاطئ في بيداسي من 800 ألف دولار، لكن هناك الكثير من المنازل الأقل سعراً وهي تلك البعيدة عن الماء على حد قول ديفيس الذي أشار إمكانية شراء منزل مكون من غرفتي نوم، وحمامين، في بقعة داخلية مقابل 200 ألف دولار.
من يشتري في بنما؟
يشتري أكثر العقارات الفخمة أشخاص ومستثمرون من الولايات المتحدة الأميركية، وكندا، وأوروبا، وأميركا اللاتينية على حد قول وكلاء عقاريين. ويبحث المشترون، الذين يقصدون بيداسي، بوجه خاص عن منازل لقضاء العطلات أو التقاعد، حيث يقول ديفيس: «يحب المتقاعدون المكان كثيراً، فهذه المنطقة تتسم بالأمان وهناك شعور بالحميمية». مع ذلك أضاف قائلا: «المتقاعدون هنا ليسوا من النوع الذي يلعب الغولف طوال اليوم، بل يديرون أعمالا أو ينشئون أعمالا».
المبادئ الأساسية للشراء
بوجه عام لا توجد قيود على المشترين فيما يتعلق بشراء العقارات في بنما. وحاولت الحكومة تشجيع الاستثمارات والتنمية العقارية من خلال تقديم حوافز مثل الإعفاءات الضريبية على العقارات.
مع ذلك قد يمثل التمويل المحلي تحدياً بحسب بيرتا إيه سانشيز، محامية عقارات لها مكاتب في بيداسي وبنما، فقد تكون شروط القروض أقل جاذبية من الشروط المعمول بها في الولايات المتحدة الأميركية. وتوضح قائلة: «يجب أن يكون لدى المشتري إقامة في بنما. المصارف في بنما حريصة جداً في منح قروض الرهن العقاري». وينصح الوكلاء العقاريون المشترين بالاستعانة بمحامي عقارات ليساعدهم في إتمام العملية، التي عادة ما تستغرق من شهر إلى ثلاثة أشهر. وأوضحت بيرتا قائلة: «الحرص ضروري في أي معاملات في مجال العقارات» مشيرة إلى ضرورة قيام المشترين بالتأكد من ملكية العقار، والتحقق من الإعفاء الضريبي على العقار إلى جانب باقي الأمور. قد تتم عمليات شراء العقارات بشكل فردي، أو من خلال شركة في بنما على حد قولها. عادة ما يتم نقل الملكية بمجرد تسجيل العقد في مكتب التسجيل الحكومي.
اللغة والعملة الإسبانية، البالبوا البنمي، الدولار الأميركي (واحد بالبوا = 1 دولار)
الضرائب والرسوم
يدفع البائعون عمولة بيع تتراوح بين 4 و8 في المائة من سعر الشراء. كذلك يدفعون ضريبة نقل ملكية قدرها 2 في المائة، وضريبة على أرباح رأس المال قدرها 3 في المائة بحسب سيدة سانشيز. وقالت إن المشترين مسؤولون عن أي رسوم تسجيل في مكتب التسجيل الحكومي وقدرها 0.3 في المائة من سعر البيع، تم إعفاء المنزل من الضرائب العقارية لمدة عشرين عاماً، تبقى منها 13 عام بحسب غانغي في إطار برنامج الإعفاء الضريبي في بنما.

* خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

«أنكس للتطوير» تكشف عن مشروع «إيفورا ريزيدنسز» في دبي

عالم الاعمال «أنكس للتطوير» تكشف عن مشروع «إيفورا ريزيدنسز» في دبي

«أنكس للتطوير» تكشف عن مشروع «إيفورا ريزيدنسز» في دبي

أعلنت شركة «أنكس للتطوير»، التابعة لمجموعة «أنكس القابضة»، إطلاق مشروعها الجديد «إيفورا ريزيدنسز» الذي يقع في منطقة الفرجان.

الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (واس)

بفضل النمو السكاني... توقعات باستمرار ارتفاع الطلب على العقارات السعودية

تتوقع وكالة «ستاندرد آند بورز غلوبال» للتصنيف الائتماني، أن يظل الطلب على العقارات السكنية في السعودية مرتفعاً، لا سيما في الرياض وجدة، وذلك بفضل النمو السكاني.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جناح سلطنة عمان في معرض «سيتي سكيب العالمي 2024» بالرياض (وزارة الإسكان العمانية)

سلطنة عمان تعرض مشروعات استثمارية في معرض «سيتي سكيب» بالرياض

عرضت سلطنة عمان خلال مشاركتها في أكبر معرض عقاري عالمي، «سيتي سكيب 2024» الذي يختتم أعماله الخميس في الرياض، مشروعاتها وفرصها الاستثمارية الحالية والمستقبلية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد ارتفعت الإيجارات السكنية بنسبة 11 % في أكتوبر (واس)

التضخم في السعودية يسجل 1.9 % في أكتوبر على أساس سنوي

ارتفع معدل التضخم السنوي في السعودية إلى 1.9 في المائة خلال شهر أكتوبر على أساس سنوي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد زوار يطلعون على أحد مشاريع الشركة الوطنية للإسكان في معرض «سيتي سكيب العالمي» (الشرق الأوسط)

«سيتي سكيب»... تحالفات محلية ودولية لرفع كفاءة العقار بالسعودية

شهد معرض «سيتي سكيب العالمي»، المقام حالياً في الرياض، عدداً من التحالفات المحلية والدولية ضمن الشركات المجتازة لبرنامج «الدعم والتمكين للتطوير العقاري».

بندر مسلم (الرياض)

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».