«داعش» وأوكرانيا في قفص الاتهام الروسي بحملة اتصالات تحذر من تفجيرات

الكرملين وصفها بـ«إرهاب هاتفي»

TT

«داعش» وأوكرانيا في قفص الاتهام الروسي بحملة اتصالات تحذر من تفجيرات

تتعرض عشرات المدن الروسية منذ نحو أسبوع لحملة بلاغات كاذبة عبر اتصالات هاتفية تحذر من تفخيخ مبان واحتمال وقوع انفجارات في أماكن تتميز بطبيعتها بوجود حشود كبيرة من المواطنين. وقال الأمن الروسي، أمس، إن خدمات الطوارئ تلقت خلال أول من أمس، 57 بلاغا كاذبا في 11 منطقة في روسيا، ما اضطر إلى إجلاء 21 ألف مواطن، للتحقق من صحة تلك البلاغات. ونقلت وكالة «تاس» عن مصدر في الأجهزة الأمنية قوله: «تلقينا في 16 سبتمبر (أيلول) الحالي، 57 مكالمة بوقوع تهديد في 11 منطقة في روسيا، بما في ذلك موسكو»، ولفت إلى أن «الاتصالات كانت عن (تحذير من عمل إرهابي) في مراكز تسوق ومرافق مهمة اجتماعيا ومحطات سكك حديدية». وأكد أنه، وبعد التحقق، اتضح أن كل تلك البلاغات كاذبة. وبدأت موجة البلاغات الكاذبة بشأن تفخيخ مبان ومنشآت، وبصورة خاصة مدارس ومحطات قطارات كبرى، ومطارات ومراكز تسوق ودور سينما وفنادق وغيرها، منذ 11 سبتمبر الحالي، وبلغت ذروتها يوم 13 سبتمبر، ووردت اتصالات بشأن وجود خطر انفجار في مائة موقع، فقط في العاصمة الروسية موسكو.
وحسب آخر المعطيات، فقد اضطرت الأجهزة الأمنية خلال يومين لإجلاء نحو 130 ألف مواطن من أكثر من 420 منشأة في مختلف مدن البلاد، إثر تلقي اتصالات من مجهول. وفي العاصمة الروسية تم التحذير من وقوع تفجيرات في 50 منشأة، وقام الأمن بإجلاء نحو 40 ألف مواطن من محطات القطارات ومراكز تجارية كبرى. وشهدت «الساحة الحمراء» يوم الثلاثاء الماضي، عمليات بحث عن عبوات ناسفة، وقالت وكالة «إنتر فاكس» إن الأمن الروسي اضطر للقيام بها إثر تلقي بلاغ يحذر من تفجير في تلك الساحة التي تشكل رمز الدولة الروسية ومعلما تاريخيا وقوميا، هذا فضلا عن أن الكرملين؛ مقر قيادة البلاد، يطل على تلك الساحة. وقال مصدر في خدمات الطوارئ بالعاصمة الروسية إن أكثر من 20 ألف شخص تم إجلاؤهم في اليوم ذاته من مراكز تجارية ومحطات قطارات وجامعات وفنادق في موسكو بعد تسجيل بلاغات عن تهديد الانفجارات. وأكد المصدر لوكالة «تاس» أن عمليات الإجلاء شملت 20 موقعا، معظمها مراكز تجارية، وأشار إلى بلاغات أخرى حول محطات قطارات كبرى في العاصمة موسكو.
ولم يتمكن الأمن الروسي حتى الآن من تحديد هوية الأشخاص، أو الجهات التي تقف خلف هذه البلاغات الهاتفية الكاذبة. ويشير البعض في موسكو بأصابع الاتهام إلى أوكرانيا، بينما يحمل آخرون «داعش» المسؤولية عن هذا العمل. وكان مصدر أمني روسي قال في تصريحات لوكالة «ريا نوفوستي» إن أشخاصاً يقيمون خارج روسيا على صلة بـ«داعش» يقفون خلف حملة الاتصالات، موضحاً أن «التحقيق معقد، نظراً لأن الأشخاص الذين نظموا حملة الاتصالات الإجرامية، يستخدمون بنشاط المحادثات المشفرة عبر (ماسنجر) و(آي بي) الهاتفية»، وأكد استمرار التحقيقات في هذا الموضوع، لافتاً إلى أن الأمن يتكتم على المعلومات حول الأشخاص المشتبهة بهم حرصا على سير التحقيق. وأشارت «ريا نوفوستي» إلى أن هيئة الأمن الفيدرالي الروسي رفضت التعليق على ما قاله المصدر الأمني، لكنها في الوقت ذاته لم تنف كلامه.
وأشار مصدر أمني آخر إلى أن معظم البلاغات التي اجتاحت عشرات المدن الروسية مطلع الأسبوع الماضي وردت في آن واحد، ورجح أن الحديث يدور عما يعرف بـ«الإرهاب» الهاتفي، مشددا على أنه «مهما يكن الأمر، فلا بد من التحقق من جميع البلاغات»، لافتاً إلى أن معظم تلك البلاغات مصدرها الأراضي الأوكرانية. وقالت وكالة «إنتر فاكس» إن هويات المتصلين لم يتم تحديدها بعد، ونقلت عن مصدر أمني قوله إن حملة اتصالات «سبام» تحذر من وجود قنابل، ربما تم تنظيمها في دولة أجنبية، أي من خارج روسيا. وقالت وسائل إعلام روسية إن الاتصالات بدأت منذ مساء الأحد، 10 سبتمبر. وحسب صحيفة «كوميرسانت»، دفعت تلك الاتصالات الجهات الأمنية إلى عمليات إخلاء لمراكز تجارية في مدن بريانسك وريزان وأوفا وسط روسيا، وفلاديفستوك ويوجني سخالين في أقصى الشرق قرب اليابان، ويكاتيرنبورغ وأومسك وتشيليابنسك وبيرم ومغدان شمال وشرق روسيا، وعشرات المدن الأخرى.


مقالات ذات صلة

بوركينا فاسو تعلن القضاء على 100 إرهابي وفتح 2500 مدرسة

أفريقيا أسلحة ومعدات كانت بحوزة إرهابيين في بوركينا فاسو (صحافة محلية)

بوركينا فاسو تعلن القضاء على 100 إرهابي وفتح 2500 مدرسة

تصاعدت المواجهات بين جيوش دول الساحل المدعومة من روسيا (مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو)، والجماعات المسلحة الموالية لتنظيمَي «القاعدة» و«داعش».

الشيخ محمد (نواكشوط)
المشرق العربي حديث جانبي بين وزيري الخارجية التركي هاكان فيدان والأميركي أنتوني بلينكن خلال مؤتمر وزراء خارجية دول مجموعة الاتصال العربية حول سوريا في العاصمة الأردنية عمان السبت (رويترز)

تركيا: لا مكان لـ«الوحدات الكردية» في سوريا الجديدة

أكدت تركيا أن «وحدات حماية الشعب الكردية» لن يكون لها مكان في سوريا في ظل إدارتها الجديدة... وتحولت التطورات في سوريا إلى مادة للسجال بين إردوغان والمعارضة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الولايات المتحدة​ أحمد الشرع مجتمعاً مع رئيس حكومة تسيير الأعمال محمد الجلالي في أقصى اليسار ومحمد البشير المرشح لرئاسة «الانتقالية» في أقصى اليمين (تلغرام)

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

وجهت الإدارة الأميركية رسائل سريّة الى المعارضة السورية، وسط تلميحات من واشنطن بأنها يمكن أن تعترف بحكومة سورية جديدة تنبذ الإرهاب وتحمي حقوق الأقليات والنساء.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مواطنون من عفرين نزحوا مرة أخرى من قرى تل رفعت ومخيمات الشهباء إلى مراكز إيواء في بلدة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة (الشرق الأوسط)

ممثلة «مسد» في واشنطن: «هيئة تحرير الشام» «مختلفة» ولا تخضع لإملاءات تركيا

تقول سنام محمد، ممثلة مكتب مجلس سوريا الديمقراطي في واشنطن، بصفتنا أكراداً كنا أساسيين في سقوط نظام الأسد، لكن مرحلة ما بعد الأسد تطرح أسئلة.

إيلي يوسف (واشنطن)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.