الجيش اللبناني يحتفل بـ«نصر الجرود» وقائده يتعهد بـ«اجتثاث الإرهاب»

TT

الجيش اللبناني يحتفل بـ«نصر الجرود» وقائده يتعهد بـ«اجتثاث الإرهاب»

كرّمت قيادة الجيش اللبناني أمس، الوحدات التي شاركت في معركة «فجر الجرود» التي أدّت إلى إنهاء وجود تنظيم داعش على الحدود الشرقية، وأقيم الاحتفال الذي ترأسه قائد الجيش العماد جوزيف عون في قاعدة رياق الجوية، شرق البلاد، حيث تم تقليد الأوسمة للوحدات المكرمة والجرحى وتسليم الدروع التذكارية إلى ذوي العسكريين الذين قضوا خلال العملية العسكرية وهم 7.
ويذكر أن احتفالا منفصلاً، دعت إليه وزارتا الدفاع والسياحة كان مقررا في وقت سابق ألغي بحسب المتابعين، «لأسباب سياسية لكون (حزب الله) أبدى امتعاضا، لأنه يخطف وهج النصر منه»، وإن كانت ردتا تأجيل الحفل الذي كان مقررا في وسط بيروت لـ«ضيق الوقت وعدم الانتهاء من الترتيبات الأمنية واللوجيستية»، في وقت نفت فيه مصادر الجيش «علاقتها بهذا الاحتفال، وهي تعد احتفالا عسكريا للمناسبة».
ووصف العماد عون في كلمة له خلال الحفل معركة «فجر الجرود» بـ«أكثر من ناجحة بكل المعايير والمبادئ العسكرية من سرعة حسمها وإنجازها خلال أيام معدودة إلى الحرفية القتالية في الأداء»، مؤكدا «أن الدولة أصبحت بعد الانتصار «أكثر مناعة في مواجهة التحديات الإقليمية والداخلية وأكثر قدرة على دفع ورشة النهوض الاقتصادي والإنمائي في البلاد». وأضاف: «لا يزال أمامنا الكثير من الجهد والعمل، فلا يجب أن تحرفنا نشوة النصر عن مواصلة الحرب الاستباقية ضد الإرهاب بخلاياه النائمة وذئابه المنفردة، وعن متابعة مسيرة الأمن والاستقرار في الداخل وملاحقة كل من تطاول على أمن لبنان والجيش»، لافتا إلى انطلاق «سلسلة التوقيفات، على أن يجري إلقاء القبض على كل من يثبت اعتداؤه على المواطنين أو على الجيش ومراكزه خلال الفترة السابقة، وهذا عهد قطعناه على أنفسنا وسنمضي به حتى النهاية».
وأكد أنه «بعد انتهاء عملية فجر الجرود، تم تعزيز انتشار الجيش على الحدود الجنوبية للدفاع عنها، وذلك جنبا إلى جنب مع التزامنا الكامل بالقرار 1701 بمختلف مندرجاته والحرص الأقصى على التعاون والتنسيق مع القوات الدولية، لترسيخ أمن الحدود وتعزيز صمود أهلنا في بلداتهم وقراهم ومواجهة جميع محاولات العدو الهادفة إلى ضرب استقرار المنطقة».
وكانت حدة السجالات تراجعت في الأيام القليلة الماضية التي رافقت العملية العسكرية التي شنها الجيش على الحدود الشرقية، نظرا إلى أنه سبقها معركة لـ«حزب الله» في جرود عرسال بوجه «جبهة النصرة»، وتزامن معها هجوم آخر شنه الحزب وقوات النظام السوري ضد «داعش» من الأراضي السورية انتهى بصفقة عقدها الحزب مع التنظيم المتطرف أدّت إلى ترحيل عناصر إلى دير الزور.
ويعتبر جزء كبير من قوى 14 آذار أن «حزب الله» فرض على الجيش نهاية معركته بالموافقة على ترحيل عناصر «داعش» الذين كانوا قد أعدموا عددا من جنوده، ما يعيد فتح ملف الاستراتيجية الدفاعية على مصراعيه بعد إقفاله تماما بالتزامن مع قرار الحزب المشاركة في الحرب السورية في عام 2012.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».