«باب النيل»... بأطباقه وديكوره يحتفل بنجوم الزمن الجميل

إذا كنت من محبي الفن المصري ونجومه اللامعين خاصة في فترتي الخمسينات والسينات، وفي الوقت نفسه تشتهي الأطباق الشرقية لا سيما المصري منها؛ فإن مطعم «باب النيل» يكون هو اختيارك الأمثل للجمع بين غذاء الجسد ومتعة النفس.
المطعم، الكائن على نيل القاهرة، داخل فندق «فيرمونت نايل سيتي»، ذي الخمس نجوم، يتيح الكثير من الوجبات الشرقية المميزة التي يشتهر بها المطبخ المصري وكذلك اللبناني، خاصة التي تتميز بشعبية كبيرة، والتي يعشقها المصريون وغير المصريين على السواء، فعلى سبيل المثال ستجد متاحا لك المحاشي والمشويات والملوخية والكبدة الإسكندراني والسجق البلدي وكذلك الكشري.
مع أول الخطوات بالمطعم يشعر الزائر أنه دلف إلى مكان مختلف، حيث تستقبل الزائرين ديكورات ذات روح شرقية تتماشى مع ما يقدمه «باب النيل» من وجبات، فهناك زخارف الأرابيسك ذات التشكيلات النباتية والهندسية التي تزين الأبواب والنوافذ والديكورات الداخلية في أكثر من موضع، وتمتد إلى المناضد حيث تعلوها هي الأخرى تصميمات زخرفية في شكل إبداعي. وتماشيا مع هذه الروح تنتشر المباخر النحاسية في أرجاء المطعم، ووحدات الإضاءة المميزة المدلاة من السقف.
خطوات أخرى إلى الداخل يشعر معها الزائر أن عقارب الساعة عادت إلى الوراء إلى زمن الأبيض والأسود، فالديكورات تحمل عدداً من الإعلانات الدعائية للأفلام القديمة (الأفيشات)، تجاورها صور أبرز نجوم الفن المصري، سعاد حسني وفاتن حمامة وشادية وتحية كاريوكا وعمر الشريف ورشدي أباظة وأنور وجدي وعماد حمدي وإسماعيل ياسين..، وهي الصور التي تنتشر بأرجاء المطعم، وفي الخلفية من ذلك يكتمل زمن الأبيض والأسود بالأغنيات القديمة التي تصاحبك أثناء تناول طعامك، أو من خلال العرض الترفيهي بالمسرح الذي يضمه المطعم بين جنباته ويعتليه كل مساء مطربون يقدمون الطرب الشرقي الأصيل.
قائمة الطعام هي امتداد لشكل الديكورات لدمج الزائر بشكل أكبر في الزمن الماضي، فغلافها يتزين بصور هؤلاء الفنانين، أما أوراقها فتشمل بجانب قوائم الأطعمة نبذة عن كل فنان، وأبرز أعماله، بما يجعل الوجود في «باب النيل» رحلة فنية وثقافية قبل أن تكون غذائية.
عند اختيار الطعام فأنت أمام اختيارات متعددة من بين عشرات الأنواع والأصناف التي يتسم بها المطبخ المصري، عنها يقول شيف المطعم سعد لوكا لـ«الشرق الأوسط»: «نعتمد في باب النيل على تقديم أطباق المطبخ المصري وكذلك اللبناني، نقدمها للجمهور الذي يتقدمه الخليجيون، فهم أكثر الزبائن إقبالا علينا، يدفعهم في ذلك التمتع بتجربة فريدة في تناول الطعام المصري، الذي يتميز بتقديم الكثير من الوصفات الشهية والدسمة، والتي تشتهر في أرجاء العالم العربي بالذوق الخاص والمذاق الجيد».
ويعدد «لوكا» أبرز الأصناف التي تلقى رواجا، وفي مقدمتها أطباق المشاوي Mix Grill، التي تقدم على شوايات خاصة، وطاجن اللحمة البتلو بالشعرية، وطاجن المسقعة باللحم المفروم، وطاجن البامية باللحم الضأن، وطاجن المأكولات البحرية، والملوخية بالدجاج بالطشة المصرية الشهية، وطاجن الأرز المعمر، والحمام المحشو، وفتة كوارع بالخل والثوم، والمحاشي.
ويبين أن وجبة «الكشري» كان يطلبها عدد كبير من الزوار غير المصريين، رغم أنها لم تكن ضمن لائحة الطعام، وكان يتم طهيه خصيصا لهم، ومع هذا الإقبال تم إدخاله إلى قائمة الطعام الرئيسية، مبيناً أنه يلقى رواجا كبيرا ونجح في جذب الكثير من الزوار إليه، نظرا لمذاقه المتفرد الذي يميزه عن غيره. المقبلات تعتمد على المطبخ اللبناني والمصري، سواء باردة أو ساخنة، وأبرزها «التبولة»، و«الحمص»، و«الفتوش»، و«مكدوس»، و«ورق العنب»، و«بابا غنوج»، و«السجق البقري»، و«كبه ضأن» وأصناف «السمبوسك».
أما الحساء فيرشح الشيف «لوكا» حساء الكوارع «المقادم»، أو حساء العدس الشرقي الذي يقدم مع الليمون ومكعبات الخبز المحمص.
ويضم منيو المطعم الكثير من أصناف الحلويات، وأكثر الأنواع التي تلقى رواجا «أم علي» والكنافة بالفاكهة والكنافة بالمهلبية، وذلك بالنسبة للحلويات المصرية، فيما تتصدر الكنافة النابلسية أكثر الحلويات اللبنانية إقبالا من جانب زبائن المطعم.
ولإضفاء روح التجديد على أصناف الطعام داخل «باب النيل»؛ يبين شيف المطعم أنه لجأ خلال الموسم الصيفي الحالي إلى طبق متنوع يتم إعداده خصيصا لزوار المطعم، هو المأكولات البحرية مع الاستاكوزا، مبيناً أن هناك إقبالاً كبيراً عليه بعد أن وجد استحسانا. ويلفت إلى أن زوار الفندق في الغالب يقيمون به لفترة طويلة، وبالتالي يكون على المطعم أن يجدد من نفسه من خلال الخروج خارج قوائم الطعام المحددة، بما يعطي نوعا من المرونة في الطعام المقدم من ناحية، وتلبية رغبات الزبائن من ناحية أخرى.
يفتح المطعم أبوابه للزوار طوال أيام الأسبوع، من الحادية عشرة صباحا حتى ساعات الصباح الأولى، وقد بدأ نشاطه قبل سنوات، إلا أنه خضع العام الماضي إلى عملية تطوير شاملة، ارتدى معها حلته الجديدة التي يظهر بها حاليا، إلى جانب توسعة المكان، حيث يمكنه استقبال نحو 245 فردا.
مع هذا التطوير وما يقدمه «باب النيل» من وجبات وخدمات لزواره؛ استطاع المطعم أن ينال شهادة التميز لعام 2017 من خلال موقع (TripAdvisor) العالمي للسياحة والسفر، لحصوله باستمرار من خلال فندق «فيرمونت نايل سيتي» على تقييمات إيجابية ومرتفعة، ولكونهما من ضمن نسبة أفضل 10% من الفنادق والمطاعم على الموقع. كما منحهما «هوليداي شيك»، أكبر موقع ألماني للسياحة والرحلات، شهادة تشيد بتميز الفندق في مجال الضيافة.