الجيش يسيطر على 90 % من الأراضي الليبية... وضغوط لتعديل اتفاق الصخيرات

سلامة عقب لقائه وزير الخارجية الروسي: مشكلات الليبيين قابلة للحل

رغم الجهود الكبيرة التي تقوم بها السلطات الليبية فإن تدفق اللاجئين ما يزال مشكلة مستعصية على الحل (رويترز)
رغم الجهود الكبيرة التي تقوم بها السلطات الليبية فإن تدفق اللاجئين ما يزال مشكلة مستعصية على الحل (رويترز)
TT

الجيش يسيطر على 90 % من الأراضي الليبية... وضغوط لتعديل اتفاق الصخيرات

رغم الجهود الكبيرة التي تقوم بها السلطات الليبية فإن تدفق اللاجئين ما يزال مشكلة مستعصية على الحل (رويترز)
رغم الجهود الكبيرة التي تقوم بها السلطات الليبية فإن تدفق اللاجئين ما يزال مشكلة مستعصية على الحل (رويترز)

أعلن غسان سلامة، رئيس بعثة الأمم المتحدة لدى ليبيا، أن الأمين العام للأمم المتحدة سوف يتحدث أمام رؤساء الدول خلال الجلسة المنعقدة يوم الأربعاء المقبل على هامش الجمعية العامة للمنظمة الدولية في اجتماعاتها السنوية عما سماه «خطة عمل تبدأ بتعديل الاتفاق السياسي، مرورا بعدد من المراحل الانتقالية الضرورية، وتنتهي في مرحلة معينة بانتخابات واسعة».
وقال سلامة للصحافيين من العاصمة الروسية موسكو، عقب محادثات أجراها أمس مع وزير الخارجية الروسي لافروف، إنه عقد اجتماعا بناء مع لافروف، مشيرا إلى «دعم روسي صريح لدور ريادي للأمم المتحدة في جهود الوساطة في ليبيا»، وإلى أنه «لا توجد مشكلات كبيرة بين الليبيين لا يمكن تجاوزها، وجميع المشكلات قابلة للتوفيق»، وذلك في إشارة واضحة إلى تفاؤله بإمكانية إجراء تعديلات جوهرية على اتفاق السلام المثير للجدل، والذي أبرم بين الفرقاء الليبيين برعاية أممية في منتجع الصخيرات بالمغرب قبل أكثر من عامين.
وبخصوص الرسائل التي يحملها إلى المسؤولين الروسيين، قال المبعوث الأممي إلى ليبيا: «هناك عدة رسائل أحملها معي إلى القيادة الروسية، أهمها أن الليبيين بحاجة إلى عمل دولي يساعدهم في الخروج من دوامة المراحل الانتقالية، والوصول إلى دولة المؤسسات، والرسالة الثانية هي مطالبة الليبيين للأسرة الدولية بالاتفاق على مبادرة واحدة. أما الرسالة الثالثة فهي أن استمرار الأوضاع كما هي عليه الآن ليست في مصلحة أحد، سواء على المستوى المحلي أو الدولي».
وشدد سلامة على أنه خلال فترة شهر ونصف الشهر التي أمضاها في ليبيا تمكن من الالتقاء مع مئات الليبيين والتحدث إليهم، وأنه يعتبر نفسه «ناطقا عنهم لا مندوبا عليهم».
وحول ما يتعلق بالحرب على الإرهاب، أشاد المبعوث الأممي بقدرة الليبيين على محاربة الإرهاب والإرهابيين، موضحا أنهم عندما يتعلق الأمر بخطر وجودي كـ«الإرهاب»: «فإننا قادرون على توحيد كلمتهم لمواجهته، ونحن نؤيد ذلك ونرحب به».
وأشار سلامة إلى أن الأمم المتحدة ستدعو جميع الأطراف المشاركة في العملية السياسية في ليبيا إلى «الوضوح والسرعة» في إعادة توحيد المؤسسات، لأنه من السهل تفرقتها، ومن الصعب عقدها وتوحيدها». أما فيما يتعلق بالعقوبات الدولية المفروضة على ليبيا، فقد أكد المبعوث الأممي أن «العقوبات يفرضها مجلس الأمن الدولي، ونحن على تواصل مستمر مع لجنة العقوبات لدراسة هل آن الأوان لإعادة بحث عدد من العقوبات، وما نراه لحد الآن هو أن بعض الدول متحفظة فيما يتعلق ببعض العقوبات المفروضة على أشخاص، أو تجميد أموال أو توريد أسلحة وغيرها»، مشددا على أن عودة ليبيا المؤسسات ستساعد على إقناع تلك الدول برفع العقوبات المفروضة على طرابلس.
من جانبه، قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، إنه يعتقد أن خطط ليبيا للعمل على إجراء انتخابات خلال 2018 ستكون على الأرجح ضمن «جدول زمني صحيح». وتساءل جونسون في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون: «هل سيكون من السابق لأوانه إجراء انتخابات خلال عام؟ أعتقد أن هذا سيكون الجدول الزمني الصحيح».
وكان مجلس الأمن الدولي قد اعتمد أول من أمس قرارا يقضي بتمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا (أنسميل) حتى الخامس عشر من سبتمبر (أيلول) العام المقبل، حيث تقرر أن تتولى البعثة، بصفتها بعثة سياسية خاصة متكاملة، ممارسة الوساطة وبذل المساعي الحميدة لتقديم الدعم على صعيد إجراء عملية سياسية شاملة للجميع في إطار الاتفاق السياسي الليبي، ومواصلة تنفيذ الاتفاق. وقد شجع القرار البعثة على مواصلة العمل لاستعادة وجودها في العاصمة الليبية طرابلس وبأنحاء ليبيا، عن طريق العودة التدريجية حسبما تسمح الظروف الأمنية.
لكن المهدي المجربي، القائم بأعمال الممثل الدائم لليبيا لدى الأمم المتحدة، دعا في المقابل إلى التأكيد على أن عمل البعثة السياسية يقوم في الأساس على تيسير العملية السياسية، وتقريب وجهات النظر بين الأطراف الليبية، معتبرا في تصريحات له أمس أن الانقسام السياسي والمؤسساتي في ليبيا كان ولا يزال السبب الرئيسي في جميع التحديات التي تواجه استقرار ليبيا.
إلى ذلك، نفى ديميتريس أفراموبولوس، المفوض الأوروبي للهجرة والشؤون الداخلية، أن تكون إيطاليا قد لجأت إلى قناة سرية أو مفاوضات وراء الكواليس للتوصل إلى اتفاق بشأن التصدي لمهربي البشر، والسيطرة على تدفقات المهاجرين المنطلقة من ليبيا، وفقا لما نقلته عنه وكالة أكي الإيطالية.
وجاءت هذه التصريحات عقب اجتماع لوزراء داخلية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في بروكسل أول من أمس، فيما تحدثت معلومات غير رسمية عن اتفاق سري نجحت خلاله السلطات الإيطالية في تجنيد ميليشيات مسلحة في صبراتة، ضالعة في أنشطة تهريب البشر، وذلك لمنع المهاجرين من الانطلاق بحرا صوب إيطاليا.
من جهته، رأى الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا أن على المجتمع الدولي السهر على مخيمات إيواء اللاجئين في ليبيا، وأبلغ ماتاريلا القمة غير الرسمية لرؤساء دول الاتحاد الأوروبي غير التنفيذيين (أريولوس) في مالطا، أن «انخفاض تدفق المهاجرين من أفريقيا بعد اتفاقات إيطاليا مع ليبيا يحمل في طياته هزيمة للمتاجرين بالبشر»، لكنه «يحمل أيضا تقاسم عبء الاهتمام بظروف مخيمات إيواء اللاجئين في ليبيا، دون الإلقاء به على إيطاليا فقط».
في المقابل، أعلن العميد أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني الليبي، أن عشرة في المائة فقط من مساحة ليبيا خارج سيطرة قواته، مؤكدا في تصريحات له من العاصمة الروسية موسكو التي يزورها حاليا، أن قوات الجيش تسيطر حاليا على 90 في المائة من الأراضي الليبية.
وقال المسماري، في تصريحات لوسائل إعلام روسية: «عمليا لدينا الآن سيطرة تامة وحقيقية، ما عدا شريطا بسيطا جدا من منطقة مصراتة إلى مدينة سرت والشريط الساحلي إلى العاصمة طرابلس... ومع ذلك ففي هذه المنطقة توجد قوات غير معلنة، على الرغم من سيطرة الميليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية عليها»، لافتا إلى أن ما ينقص قواته هناك هو الحصول على السلاح فقط.
وأضاف المسماري، أن الحوار بين المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني الليبي، وفائز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني المدعومة من بعثة الأمم المتحدة في العاصمة طرابلس، قد توقف بعد اجتماع باريس، موضحا أن هناك العديد من المبادرات المطروحة لإجراء حوار، لكن للأسف، هذه المبادرات لم تتطور، حسب رأيه.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.