السجن 6 أشهر لصحافية في غزة بسبب تحقيق عن الفساد

نقابة الصحافيين تستنكر... ومحاولات لاستئناف الحكم «مع حفظ الحقوق العامة لجهات الادعاء»

TT

السجن 6 أشهر لصحافية في غزة بسبب تحقيق عن الفساد

في سابقة هي الأولى من نوعها ضد صحافية فلسطينية، أصدرت محكمة في قطاع غزة تابعة لحركة حماس، يوم الثلاثاء الماضي، حكماً بالسجن ستة أشهر، ودفع غرامة مالية، على الصحافية هاجر حرب، التي تعمل مع وكالات وقنوات تلفزيون محلية وعربية، بعد أن أجرت تحقيقاً استقصائياً عن الفساد، داخل دائرة التحويلات الطبية للعلاج في وزارة الصحة بغزة.
وصدر الحكم غيابيّاً بالسجن الفعلي ودفع غرامة قُدِّرت بـ250 دولاراً، بحق الصحافية حرب التي عرفت أخيراً، أنها مصابة بمرض السرطان، واضطرت لمغادرة قطاع غزة على نفقتها الخاصة لتلقي العلاج في الأردن، وما زالت هناك منذ أشهر، تتلقى العلاج في أكبر المستشفيات في العاصمة عمان.
قرار المحكمة صدم الصحافيين والعاملين في وسائل الإعلام في غزة، خصوصاً أن الملف كان قد أغلق في أغسطس (آب) 2016 الماضي، كما أُعلِن في حينه. كما أن الحكم صدر بعد أسبوعين، فقط، من تصريحات أطلقها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في غزة، يحيى السنوار، أمام الصحافيين، بأنه سيعمل على حرية التعبير، ويضمن لهم الانفراد بتحقيقات استقصائية من أجل محاربة الفساد.
وقالت وسائل إعلام مقربة من حماس، إن الوحدة القانونية في مكتب السنوار تتابع الملابسات المتعلقة بالقصة، موضحةً أنها تتابع إمكانية استئناف الحكم، مع حفظ الحقوق العامة لجهات الادعاء، وحماية الحريات الصحافية، بما لا يتعارض مع الأصول القانونية والمسؤولية المجتمعية والوطنية.
ولم تعلق الصحافية حرب على القرار، واكتفت بالتزام الصمت ومتابعة الحملة الكبيرة التي دشنها صحافيون عبر شبكات التواصل الاجتماعي للتضامن معها، وسط حالة سخط كبير على الهجوم المتواصل ضد الصحافيين في الأراضي الفلسطينية.
واستنكرت نقابة الصحافيين بشدة الحكم الغيابي على الصحافية حرب، ووصفته بـ«الجائر»، وقالت إنها تنظر بخطورة بالغة إلى الحكم وتعتبره سابقة خطيرة.
وطالبت النقابة في بيان أصدرته، حركة حماس، بالتراجع عن الحكم ووقفه وكأنه لم يكن، باعتباره يشكل انتهاكاً واضحاً لحرية الرأي والتعبير وحرية الحصول على المعلومات ونشرها.
وأكدت على رفضها المطلق للحكم التعسفي، الذي لم تراعِ فيه المحكمة الحقوق والظروف الإنسانية لحرب، وأصدرت حكماً غيابياً في قضية شغلت الرأي العام، الذي اعتقد أنها طويت بعد الإفراج عن هاجر والسماح لها بالسفر إلى عمان. وأشارت النقابة في بيانها، إلى أنها لم تبلغ من قبل الصحافية حرب، أو من أي جهة أخرى، بإجراء المحاكمة بعد الإفراج عنها أول مرة، بجهود من نقابتي الصحافيين والمحامين.
وأكدت النقابة على وقوفها الكامل مع الزميلة حرب في هذه القضية، مشددةً على مواصلة جهودها مع المنظمات الحقوقية والإنسانية، والاتحاد الدولي للصحافيين واتحاد الصحافيين العرب، من أجل إنهاء القضية بشكل كامل. فيما دافعت النيابة العامة في غزة عن القرار القضائي الصادر بحق الصحافية حرب، مشيرةً إلى أنها تابعت جميع البيانات والتقارير الصادرة عن مؤسسات المجتمع المدني بشأن القضية، واعتبرت أن كل ما أثير حمل لغطاً كبيراً.
وأعربت النيابة عن تعاطفها مع الوضع الإنساني والمرضي لحرب، مؤكدةً في الوقت ذاته، على سلامة جميع الإجراءات القانونية المتخَذَة بحقها.
وأكدت النيابة حرصها الكامل على النزاهة والشفافية، وإسناد كل من يسعى لمكافحة الفساد، معربةً عن استعدادها الكامل لتزويد أي مركز حقوقي أو أي جهة رقابية توكلها الصحافية المذكورة، بنسخة كاملة عن ملف القضية، وتوضيح الإجراءات المتخذة بالخصوص.
وتابعت: «مجال الاعتراض على الأحكام القضائية يكون أمام المحكمة المختصة فقط، ويعتبر التقليل من شأن القضاء أو الاستخفاف بالقرارات القضائية جريمة يحاسب عليها القانون».
من جهته، دعا المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة الصحافية حرب، إلى تقديم استئناف أمام القضاء ضد الحكم، وأشار إلى أنه تابع القضية لدى النيابة منذ بداياتها، وكان يأمل ألا تصل إلى هذا الحد، وأن تتعاطى الصحافية حرب بإيجابية مع تحقيقات النيابة، داعياً إياها للاستئناف وتقديم كل ما لديها من إثباتات وأدلة، وطالب بإلغاء عقوبة السجن على خلفية قضايا النشر، من القوانين الفلسطينية، حفاظاً على روح العمل الصحافي.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.