«دواعش القلمون» وصلوا إلى دير الزور... وتعزيزات روسية إلى شرق سوريا

طائرتان تحلقان فوق رتل من الآليات الروسية في الطريق الى دير الزور أمس (انباء روسيا)
طائرتان تحلقان فوق رتل من الآليات الروسية في الطريق الى دير الزور أمس (انباء روسيا)
TT

«دواعش القلمون» وصلوا إلى دير الزور... وتعزيزات روسية إلى شرق سوريا

طائرتان تحلقان فوق رتل من الآليات الروسية في الطريق الى دير الزور أمس (انباء روسيا)
طائرتان تحلقان فوق رتل من الآليات الروسية في الطريق الى دير الزور أمس (انباء روسيا)

أعلن قيادي في ميليشيات موالية لقوات النظام السوري مساء أمس أن «قافلة دواعش القلمون» التي كانت متوقفة منذ أيام في البادية السورية، وصلت إلى مناطق سيطرة «داعش» في دير الزور، كاشفاً أن التنظيم أطلق في المقابل عنصراً من «حزب الله» كان أسيراً لديه.
وبذلك تُطوى صفحة هذه القافلة التي تضم نحو 300 من عناصر «داعش» ومثلهم من أفراد عائلاتهم بعد توقفهم في البادية قرب مدينة السخنة. وتوقفت القافلة هناك بعد قصف أميركي بالقرب منها في محاولة لمنعها من الوصول إلى الحدود السوري - العراقية (منطقة البوكمال). ولم يكن واضحاً فوراً موقف التحالف الدولي.
في غضون ذلك، شهد «داعش» حالات انهيار غير مسبوقة سواء في محافظة الرقة أو دير الزور؛ حيث يخوض في الأولى مواجهات ضد «قوات سوريا الديمقراطية» التي وصلت إلى مركز المدينة، وفي الثانية مواجهات على جبهتين، مع قوات النظام المدعومة روسياً غرب نهر الفرات، ومع «قسد» المدعومة أميركيا شرق النهر. ولوحظ وصول قوات روسية مدعومة بالطيران إلى شرق سوريا.
وتسعى قوات النظام في مدينة دير الزور إلى تطويق «داعش» من 3 جهات تمهيداً لإطلاق الهجوم الأخير لطرده، وفق ما أفاد مصدر عسكري في النظام لوكالة الصحافة الفرنسية. وقال المصدر الموجود في مدينة دير الزور: «يسعى الجيش (التابع للنظام) لتطويق (داعش) من 3 جهات عبر السيطرة على الضفة الغربية لنهر الفرات». وتعمل قوات النظام، وفق المصدر، على «توسيع طوق الأمان في محيط المطار العسكري والتقدم في محيط تلال الثردة (جنوبا) وقرية الجفرة» الواقعة على ضفاف الفرات شرق المدينة.
وأوضح مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان»: رامي عبد الرحمن أن «قوات النظام في غرب وجنوب المدينة تحاول التقدم من المطار باتجاه قرية الجفرة حيث تدور معارك عنيفة منذ يوم الثلاثاء، بهدف طرد (الجهاديين) والوصول إلى الضفة الغربية للفرات». وفي حال سيطرت قوات النظام على الجفرة، فإنها ستتمكن، وفق «المرصد»، من «تطويق دير الزور من 3 جهات».
ولم يصبح أمام «داعش» أي منفذ سوى نهر الفرات «الواقع تحت مرمى مدفعية النظام والطيران الحربي الروسي». وقال عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط»: «تمكنت قوات النظام من السيطرة حتى الساعة على 64 في المائة من مجمل مدينة دير الزور، ولم يعد (داعش) يسيطر إلا على 35 في المائة من المدينة التي كان يبسط سيطرته على القسم الأكبر منها»، لافتا إلى أن قرار انسحاب التنظيم من المدينة في حال تم تطويقه كليا من الجهات الثلاث «ليس محسوما، فهو في كثير من المناطق قرر القتال حتى النهاية ورفض الخروج إلى مناطق أخرى».
وبالتزامن مع تقدم قوات النظام أمس داخل مدينة دير الزور، واصلت «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)» تقدمها شرق الفرات. وأوضح «المرصد» أن معارك «قسد» تتركز في محيط قرية الشهابات، ويرافقها قصف كثيف للتحالف الدولي. وقد أحصى «المرصد» أمس «مقتل 12 مدنياً جراء ضربات للتحالف، استهدفت 3 قرى تحت سيطرة (الجهاديين) في ريف دير الزور الشرقي».
وفي الرقة، أعلن المركز الإعلامي لـ«قوات سوريا الديمقراطية» أن مقاتلي «قسد» وصلوا إلى «مركز المدينة بعد اشتباكات مع مرتزقة (داعش) ألحقت خسائر كبيرة في صفوفهم». وأشار المركز إلى استمرار الاشتباكات بمحيط المشفى الوطني وحديقة الرشيد الواقعتين في حي الأمين الذي يقع في مركز المدينة منذ ليل الثلاثاء. وأضاف أن مقاتلي «سوريا الديمقراطية» أفشلوا هجوماً بسيارة مفخخة تم تدميرها قبل الوصول إلى وجهتها، كما أفشلوا هجوماً انتحارياً وقتلوا 33 عنصرا من «داعش».
من جهته، تحدث «المرصد» عن احتدام الاشتباكات بين «قسد» المدعمة بالقوات الخاصة الأميركية من جهة؛ وعناصر تنظيم داعش من جهة أخرى، على محاور في محيط مركز مدينة الرقة، حيث تركزت الاشتباكات في محيط مركز ووسط المدينة وفي حي الثكنة؛ «وسط تقدم لـ(قوات سوريا الديمقراطية) وسيطرتها على المنطقة». ولفت «المرصد» إلى أن الاشتباكات تركزت بين الطرفين على محاور في محيط مركز مدينة الرقة، ومحاور في حي الثكنة، وسط تقدم «قسد» في مباني بحي الثكنة، في محاولة منها لتضييق الخناق بشكل أكبر على التنظيم، وأوضح أن الاشتباكات تترافق مع قصف من قوات عملية «غضب الفرات» وقصف من طائرات التحالف الدولي على محاور القتال.
وأشار «أبو محمد الرقاوي»، الناشط في حملة «الرقة تذبح بصمت» والخبير بشؤون التنظيم المتطرف، إلى أن ما يجري في دير الزور والرقة على حد سواء يؤكد أن «داعش» يتداعى وبات في أيامه الأخيرة، وخصوصا في الرقة، لافتا لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه يحاول كسب بعض الوقت بتصديه للقوات المهاجمة. وأضاف: «معركة الرقة باتت قاب قوسين أو أدنى من الانتهاء».


مقالات ذات صلة

بين أنقرة ودمشق… مساع أردنية لإعادة بناء قدرات «سوريا الجديدة»

المشرق العربي قائد الجيش الأردني اللواء يوسف الحنيطي مستقبلاً وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة (التلفزيون الأردني)

بين أنقرة ودمشق… مساع أردنية لإعادة بناء قدرات «سوريا الجديدة»

هناك رأي داخل مركز القرار الأردني ينادي بدور عربي وإقليمي لتخفيف العقوبات على الشعب السوري و«دعم وإسناد المرحلة الجديدة والانتقالية».

محمد خير الرواشدة (عمّان)
المشرق العربي فيدان والصفدي خلال المؤتمر الصحافي في أنقرة (الخارجية التركية)

تنسيق تركي - أردني حول دعم المرحلة الانتقالية في سوريا... وعودة اللاجئين

أبدت تركيا توافقاً مع الأردن على العمل لضمان وحدة وسيادة سوريا ودعم إدارتها الجديدة في استعادة الاستقرار وبناء مستقبل يشارك فيه جميع السوريين من دون تفرقة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي عبد القادر مؤمن

كيف أصبح ممول صومالي غامض الرجل الأقوى في تنظيم «داعش»؟

يرجّح بأن الزعيم الصومالي لتنظيم «داعش» عبد القادر مؤمن صاحب اللحية برتقالية اللون المصبوغة بالحناء بات الرجل الأقوى في التنظيم

«الشرق الأوسط» (باريس)
آسيا سائقو الشاحنات يتجمعون بجوار شاحنات إمدادات المساعدات المتوقفة على جانب الطريق في هانجو يوم 4 يناير 2025 بعد أن نصب مسلحون كميناً لقافلة مساعدات باكستانية (أ.ف.ب)

مقتل 6 أشخاص جرَّاء هجوم انتحاري جنوب غربي باكستان

لقي 6 أشخاص مصرعهم، وأصيب أكثر من أربعين بجروح، جراء هجوم انتحاري استهدف موكباً لقوات الأمن في منطقة تُربت، بإقليم بلوشستان، جنوب غربي باكستان.

الولايات المتحدة​ حاكم ولاية لويزيانا جيف لاندري (الثاني من اليمين) يتفقد شارع بوربون في الحي الفرنسي بنيو أورليانز بعد هجوم إرهابي في 1 يناير (أ.ف.ب)

منفذ هجوم الدهس في نيو أورليانز امتلك مواد تستخدم لصنع قنابل

أفاد مسؤولون في أجهزة الأمن بأن الرجل الذي صدم حشدا من المحتفلين برأس السنة في نيو أورليانز كان يمتلك في منزله مواد يشتبه في استخدامها لصنع قنابل.

«الشرق الأوسط» (نيو أورليانز)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)

كثّفت الجماعة الحوثية استهدافها مدرسي الجامعات والأكاديميين المقيمين في مناطق سيطرتها بحملات جديدة، وألزمتهم بحضور دورات تعبوية وزيارات أضرحة القتلى من قادتها، والمشاركة في وقفات تنظمها ضد الغرب وإسرائيل، بالتزامن مع الكشف عن انتهاكات خطيرة طالتهم خلال فترة الانقلاب والحرب، ومساعٍ حثيثة لكثير منهم إلى الهجرة.

وذكرت مصادر أكاديمية في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن مدرسي الجامعات العامة والخاصة والموظفين في تلك الجامعات يخضعون خلال الأسابيع الماضية لممارسات متنوعة؛ يُجبرون خلالها على المشاركة في أنشطة خاصة بالجماعة على حساب مهامهم الأكاديمية والتدريس، وتحت مبرر مواجهة ما تسميه «العدوان الغربي والإسرائيلي»، ومناصرة فلسطينيي غزة.

وتُلوّح الجماعة بمعاقبة مَن يتهرّب أو يتخلّف من الأكاديميين في الجامعات العمومية، عن المشاركة في تلك الفعاليات بالفصل من وظائفهم، وإيقاف مستحقاتهم المالية، في حين يتم تهديد الجامعات الخاصة بإجراءات عقابية مختلفة، منها الغرامات والإغلاق، في حال عدم مشاركة مدرسيها وموظفيها في تلك الفعاليات.

أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

وتأتي هذه الإجراءات متزامنة مع إجراءات شبيهة يتعرّض لها الطلاب الذين يجبرون على حضور دورات تدريبية قتالية، والمشاركة في عروض عسكرية ضمن مساعي الجماعة لاستغلال الحرب الإسرائيلية على غزة لتجنيد مقاتلين تابعين لها.

انتهاكات مروّعة

وكان تقرير حقوقي قد كشف عن «انتهاكات خطيرة» طالت عشرات الأكاديميين والمعلمين اليمنيين خلال الأعوام العشرة الماضية.

وأوضح التقرير الذي أصدرته «بوابة التقاضي الاستراتيجي»، التابعة للمجلس العربي، بالتعاون مع الهيئة الوطنية للأسرى والمختطفين، قبل أسبوع تقريباً، وغطّي الفترة من مايو (أيار) 2015، وحتى أغسطس (آب) الماضي، أن 1304 وقائع انتهاك طالت الأكاديميين والمعلمين في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية التي اتهمها باختطافهم وتعقبهم، ضمن ما سمّاها بـ«سياسة تستهدف القضاء على الفئات المؤثرة في المجتمع اليمني وتعطيل العملية التعليمية».

أنشطة الجماعة الحوثية في الجامعات طغت على الأنشطة الأكاديمية والعلمية (إكس)

ووثّق التقرير حالتي وفاة تحت التعذيب في سجون الجماعة، وأكثر من 20 حالة إخفاء قسري، منوهاً بأن من بين المستهدفين وزراء ومستشارين حكوميين ونقابيين ورؤساء جامعات، ومرجعيات علمية وثقافية ذات تأثير كبير في المجتمع اليمني.

وتضمن التقرير تحليلاً قانونياً لمجموعة من الوثائق، بما في ذلك تفاصيل جلسات التحقيق ووقائع التعذيب.

ووفق تصنيف التقرير للانتهاكات، فإن الجماعة الحوثية نفّذت 1046 حالة اختطاف بحق مؤثرين، وعرضت 124 منهم للتعذيب، وأخضعت اثنين من الأكاديميين و26 من المعلمين لمحاكمات سياسية.

وتشمل الانتهاكات التي رصدها التقرير، الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب الجسدي والنفسي والمحاكمات الصورية وأحكام الإعدام.

عشرات الأكاديميين لجأوا إلى طلب الهجرة بسبب سياسات الإقصاء الحوثية وقطع الرواتب (إكس)

وسبق أن كشف تقرير تحليلي لأوضاع الأكاديميين اليمنيين عن زيادة في طلبات العلماء والباحثين الجامعيين للهجرة خارج البلاد، بعد تدهور الظروف المعيشية، واستمرار توقف رواتبهم، والانتهاكات التي تطال الحرية الأكاديمية.

وطبقاً للتقرير الصادر عن معهد التعليم الدولي، ارتفعت أعداد الطلبات المقدمة من باحثين وأكاديميين يمنيين لصندوق إنقاذ العلماء، في حين تجري محاولات لاستكشاف الطرق التي يمكن لقطاع التعليم الدولي من خلالها مساعدة وتغيير حياة من تبقى منهم في البلاد إلى الأفضل.

إقبال على الهجرة

يؤكد المعهد الدولي أن اليمن كان مصدر غالبية الطلبات التي تلقّاها صندوق إنقاذ العلماء في السنوات الخمس الماضية، وتم دعم أكثر من ثلثي العلماء اليمنيين داخل المنطقة العربية وفي الدول المجاورة، بمنحة قدرها 25 ألف دولار لتسهيل وظائف مؤقتة.

قادة حوثيون يتجولون في جامعة صنعاء (إعلام حوثي)

لكن تحديات التنقل المتعلقة بالتأشيرات وتكلفة المعيشة والاختلافات اللغوية الأكاديمية والثقافية تحد من منح الفرص للأكاديميين اليمنيين في أميركا الشمالية وأوروبا، مقابل توفر هذه الفرص في مصر والأردن وشمال العراق، وهو ما يفضله كثير منهم؛ لأن ذلك يسمح لهم بالبقاء قريباً من عائلاتهم وأقاربهم.

وخلص التقرير إلى أن العمل الأكاديمي والبحثي داخل البلاد «يواجه عراقيل سياسية وتقييداً للحريات ونقصاً في الوصول إلى الإنترنت، ما يجعلهم يعيشون فيما يُشبه العزلة».

وأبدى أكاديمي في جامعة صنعاء رغبته في البحث عن منافذ أخرى قائمة ومستمرة، خصوصاً مع انقطاع الرواتب وضآلة ما يتلقاه الأستاذ الجامعي من مبالغ، منها أجور ساعات تدريس محاضرات لا تفي بالاحتياجات الأساسية، فضلاً عن ارتفاع الإيجارات.

إجبار الأكاديميين اليمنيين على المشاركة في الأنشطة الحوثية تسبب في تراجع العملية التعليمية (إكس)

وقال الأكاديمي الذي طلب من «الشرق الأوسط» التحفظ على بياناته خوفاً على سلامته، إن الهجرة ليست غاية بقدر ما هي بحث عن وظيفة أكاديمية بديلة للوضع المأساوي المعاش.

ويقدر الأكاديمي أن تأثير هذه الأوضاع أدّى إلى تدهور العملية التعليمية في الجامعات اليمنية بنسبة تتجاوز نصف الأداء في بعض الأقسام العلمية، وثلثه في أقسام أخرى، ما أتاح المجال لإحلال كوادر غير مؤهلة تأهيلاً عالياً، وتتبع الجماعة الحوثية التي لم تتوقف مساعيها الحثيثة للهيمنة على الجامعات ومصادرة قرارها، وصياغة محتوى مناهجها وفقاً لرؤية أحادية، خصوصاً في العلوم الاجتماعية والإنسانية.

وفي حين فقدت جامعة صنعاء -على سبيل المثال- دورها التنويري في المجتمع، ومكانتها بصفتها مؤسسة تعليمية، تُشجع على النقد والتفكير العقلاني، تحسّر الأكاديمي اليمني لغياب مساعي المنظمات الدولية في تبني حلول لأعضاء هيئة التدريس، سواء في استيعابهم في مجالات أو مشروعات علمية، متمنياً ألا يكون تخصيص المساعدات لمواجهة المتطلبات الحياتية للأكاديميين غير مشروط أو مجاني، وبما لا يمس كرامتهم.