أصدرت محكمة عراقية، للمرة الأولى، أمس، حكما بالإعدام شنقا حتى الموت، بحق روسي ينتمي إلى تنظيم داعش، ألقي القبض عليه خلال معارك استعادة مدينة الموصل. وقال المتحدث الرسمي باسم مجلس القضاء الأعلى، القاضي عبد الستار بيرقدار في بيان: «أصدرت المحكمة الجنائية المركزية في بغداد حكماً بالإعدام شنقاً حتى الموت، بحق متهم روسي الجنسية ينتمي لتنظيم داعش الإرهابي».
وأكد بيرقدار أن «هذه هي المرة الأولى التي تصدر فيها محكمة عراقية حكما بالإعدام شنقا بحق متشدد روسي».
ونقل بيان للمحكمة الجنائية، أن المتشدد (28 عاما) أدين «بتنفيذ هجمات إرهابية ضد القوات الأمنية منذ عام 2015». وأشار بيرقدار إلى أن المتشدد المحكوم عليه «ينتمي إلى ما يسمى (كتيبة الزرقاوي)، أحد التشكيلات المسلحة لتنظيم داعش الإرهابي». ولفت المتحدث إلى أن القوات الأمنية اعتقلته خلال «عملية تحرير الجانب الأيمن (غرب) في الموصل»، والتي أعلن العراق تحريرها بعد معارك دامية استمرت تسعة أشهر.
وقال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة، العميد يحيى رسول لوكالة الصحافة الفرنسية: «أتذكره، كان أول الذين استسلموا خلال معركة غرب الموصل، وتم تسليمه إلى جهاز الاستخبارات ثم إلى السلطة القضائية».
واعترف المتطرف الذي عرف باسم «بول بول»، حسب ما جاء في بيان للمحكمة، بأنه كان يعمل في موسكو واختلط بعمال أوزبكيين كانوا ملتزمين دينيا، الأمر الذي دفعه إلى التوقف عن شرب الخمر والتدخين. وكان يتابع خلال عام 2013 أخبار المسلمين في العالم، وخصوصا الأحداث التي تدور في سوريا. وبعد انتهائه من دراسة الهندسة تمكن من خلال التواصل مع مواقع متطرفة، من الوصول إلى تركيا بداية عام 2015 من دون زوجته التي رفضت مرافقته، مؤكدا أنه كان متحمسا لإعلان «الخلافة» في يونيو (حزيران) 2014.
وبعد وصوله إلى مطار أتاتورك، انتقل بمساعدة شخص من كازاخستان إلى منطقة أورفة التركية الحدودية، ومن هناك وصل إلى أول معقل للمتطرفين، حيث التقى مقاتلين من جنسيات مختلفة، من بينها الأوروبية، كفرنسيين وألبان وأتراك. وعندما طلب منه تنظيم داعش التوجه إلى الموصل، بايع المتطرف «أميرا» من أذربيجان، ثم شارك في تدريبات عسكرية مع 70 متطرفا في ملعب كرة قدم قيد الإنشاء، قبل أن ينتقل ضمن مجموعة من 20 متطرفا وافقوا على أن يصبحوا انتحاريين.
وحمل المتطرف اسم «أبو ياسمينا الروسي»، وأصيب خلال هجوم للسيطرة على مصفاة بيجي (في شمال العراق) عام 2015، ثم أصيب ثانية في يديه ووجهه جراء قذيفة هاون في الخالدية قرب الفلوجة. وكانت الموصل هي آخر المعارك التي شارك فيها المتطرف الروسي.
وقتل مئات من عناصر تنظيم داعش خلال تسعة أشهر من معارك دامية، خاضتها القوات العراقية حتى إعلانها في يوليو (تموز) «تحرير» ثاني أكبر مدن البلاد. ولم تعلن السلطات العراقية رسميا حتى اليوم، عن مجمل عدد المتطرفين الذين اعتقلوا أو قتلوا، منذ انطلاق العمليات لاستعادة المناطق التي سيطر عليها تنظيم داعش، في يونيو 2014.
وفيما استسلم المئات منهم للقوات الأمنية الحكومية والكردية، بحسب ما أفاد قادة عسكريون عراقيون ومن البيشمركة، تمكن آخرون من التسلل بين النازحين أو الاختباء في أماكنهم بانتظار العودة إلى «حياة مدنية» لاحقا.
وفي المقابل، لم تنتشر أي صور أو أشرطة فيديو لجثث المتطرفين الذي قتلوا في المعارك، كما أن عدد قتلى التنظيم الذين كانت جثثهم مرئية في أرض المعركة لا يتخطى أصابع اليد. وقال مسؤول محلي في مجلس محافظة نينوى، طالبا عدم كشف اسمه، إن «كثيرا من مسلحي تنظيم داعش ما زالوا يختبئون بين سكان أحياء الموصل، خصوصا في المدينة القديمة». ولم يتبق إلا نحو «1500 متشدد» من عناصر التنظيم، الذي خسر غالبية الأراضي التي كان يسيطر عليها.
ويسيطر التنظيم حاليا على منطقتين في العراق، هما الحويجة (300 كيلومتر شمال بغداد)، وبلدات القائم وعنه وراوه، الواقعة في الأطراف الغربية من البلاد، بعدما تعرض لهزائم متلاحقة، وفقد الآلاف من مقاتليه في العراق، كما هو الحال في سوريا.
أول حكم بالإعدام على «داعشي» اعتقل في الموصل
المتشدد الروسي كان ضمن مجموعة من الانتحاريين
أول حكم بالإعدام على «داعشي» اعتقل في الموصل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة