إردوغان يؤكد توافقاً تركياً ـ روسياً ـ إيرانياً حول إدلب

نفى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بشدة، مزاعم بشأن لقائه رئيس النظام السوري بشار الأسد، قائلا: «لم ألتق الأسد وليست لدي أي نية للقائه أيضا»، لافتا في الوقت نفسه إلى وجود توافق بين أنقرة وموسكو وطهران بشأن إدلب.
وقال إردوغان، في تصريحات للصحافيين الذين رافقوه في رحلة عودته من زيارته لكازاخستان، نشرتها وسائل الإعلام التركية أمس، ردا على سؤال بشأن ما تردد عن عقده لقاء سرياً مع الأسد بناء على طلب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: «بعض الناس ينشرون هذا عن عمد، لم ألتق الأسد، وليست لدي أي نية للقائه».
وفي شأن التعاون مع روسيا في سوريا، وخاصة في ظل مخاوف من احتمال إطلاق عملية عسكرية لطرد المسلحين المرتبطين بتنظيم «القاعدة» من محافظة إدلب، أكد إردوغان تطابق وجهات النظر التركية والروسية حول إدلب، مشدداً على أهمية الجولة السادسة لاجتماعات آستانة التي تنطلق غدا في العاصمة الكازاخية والتي ستركز على مستقبل إدلب.
وقال إردوغان إن «عملية إدلب مستمرة وفقاً لاتفاقنا السابق مع روسيا. ليس هناك خلاف بين روسيا وتركيا حول هذه المسألة. وليس هناك خلاف مع إيران أيضاً. وأعتقد أن التواصل المثمر بين الدول الثلاث سيستمر بعد آستانة».
وأضاف: «يمكنني القول إن الجولة السادسة من محادثات آستانة ستكون مسرحاً لكثير من التطورات الإيجابية، بالأخص حول الوضع في محافظة إدلب».
وكانت مصادر عسكرية تركية كشفت أول من أمس، عن استعدادات تركيا لعملية عسكرية موسعة في إدلب دخلت مراحلها الحاسمة، وأن روسيا قد تدعم هذه العملية التي من المحتمل أيضا أن تشمل عفرين الواقعة تحت سيطرة «وحدات حماية الشعب» الكردية التابعة لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي» السوري.
وأكدت مصادر دبلوماسية لـ«الشرق الأوسط» التوافق بين أنقرة وموسكو وطهران بشأن العملية الجاري الإعداد لها.
ونقلت قنوات تلفزيونية تركية أول من أمس، جانبا من تدريبات فصائل «الجيش السوري الحر» وقوات تدربها تركيا في شمال سوريا، ستشارك في العملية المحتملة في إدلب وعفرين مع القوات التركية المحتشدة في غازي عنتاب، على الحدود التركية - السورية.
في سياق مواز، قال إردوغان إنه تم توقيع عقد شراء منظومة صواريخ «إس – 400» المضادة للطيران مع روسيا، وهو العقد الأكبر بين البلدين، وتم سداد الدفعة الأولى نقدا.
وتهدف تركيا من اقتناء منظومة «إس - 400» الصاروخية القادرة على ضرب الطائرات الاستراتيجية والتكتيكية والصواريخ الباليستية والأهداف فوق الصوتية، وغيرها من الوسائل الهجومية الجوية في ظروف التشويش الإلكتروني، وإجراءات مضادة أخرى، إلى تقوية دفاعاتها الجوية، في ظل عدم تأمين حلف شمال الأطلسي (ناتو) احتياجات تركيا في هذا الصدد. وأكدت أنقرة ردا على اعتراضات من الـ«ناتو» على اقتناء دولة عضو فيه أنظمة من دول من خارجه، أن منظومة «إس - 400» ستكون مقدمة لاقتناء تركيا منظومة الدفاع الجوي الخاصة بها والتي ستصنع محليا.
في السياق نفسه، أكد مستشار الرئيس الروسي، المسؤول عن مسائل التعاون العسكري والفني، فلاديمير كوجين، أنه تم توقيع اتفاقية بيع بلاده أنظمة صواريخ «إس - 400» إلى تركيا، لافتا إلى أن الاتفاقية «على وشك التنفيذ».
وأوضح أن جميع القرارات المتعلقة بالاتفاقية تتلاءم مع المصالح الاستراتيجية للبلدين بشكل قاطع.
وأعرب عن تفهمه لردود فعل بعض البلدان الغربية التي تحاول أن تضغط على تركيا في هذا الخصوص. وأشار إلى أن عددا من الدول تسعى لشراء نظام صواريخ «إس – 400».